الموقع بوست:
2025-04-24@08:29:00 GMT

التعذيب... جريمة تشترك فيها أطراف الصراع في اليمن

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

التعذيب... جريمة تشترك فيها أطراف الصراع في اليمن


في 15 أغسطس/آب 2020 أقدم مسلحون تابعون لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" على اعتقال الصحافي اليمني يونس عبد السلام، ليزج في زنزانة، قبل الإفراج عنه في اليوم الثالث.

 

يقول عبد السلام، لـ"العربي الجديد": "لم يتم التحقيق معي، بقيت في زنزانة لا أعرف مكانها حتى اليوم، وتعرّضت لضرب مبرح، واعتداء بهراوات وأسلحة على رأسي وظهري، وشد ذراعي إلى خلف ظهري وتقييد رجلَي".

 

ويضيف: "خلال هذين اليومين حُرمت من الماء والأكل، وبقيت مرمياً وسط الزنزانة، حتى وصل إلي أحد الزملاء، وخرجت بعقدة استمرت معي أكثر من عام بسبب ما عانيته في الزنزانة".

 

ضحية لـ"الانتقالي" وجماعة الحوثي

 

لم يكن عبد السلام ضحية لـ"الانتقالي" فقط، بل تعرض للاعتقال من قبل الحوثيين، حين كان في صنعاء لتحضير تحقيق صحافي عن السجون والاختطافات، لتقوم جماعة الحوثي باختطافه وسجنه يوم 8 أغسطس 2021 عند نقطة عسكرية قرب مطار صنعاء، ولم يتم الإفراج عنه إلا في 7 ديسمبر/كانون الأول 2022.

 

منظمة "سام للحقوق والحريات": التعذيب أصبح ممارسة يومية في أغلب السجون غير القانونية التي تتبع أطراف الصراع

 

وعن ذلك يقول عبد السلام: "اعتقلوني من نقطة عسكرية قرب مطار صنعاء، وبقيت في زنزانة داخل المطار لأربعة أيام، كان إلى جواري اثنان يعتدون عليّ بالضرب كل الوقت، بالعصي والأحذية، بعدها أخرجوني للتحقيق والتعذيب، أشهروا في وجهي الأسلحة، هددوني بالتصفية الجسدية، وبالصراخ والتهم واتصالات سبّ وشتم من هاتفي لعائلتي وأصدقائي".

 

ويضيف: "تعرضت للطم وشد ذراعي وقدمي بحبل مع بعض إلى أسفل كرسي. بقيت على مثل هذه الحال ليلة كاملة، وفي الصباح نقلوني إلى الأمن السياسي، في منطقة حدة".

 

ويتابع: "في الأمن السياسي تم إخفائي في زنزانة انفرادية ضيقة، أشبه بحمام صغير، متران في ثلاثة أمتار، بالكاد تتسع لقامتي. بقيت بضعة أيام بلا حمام ولا ماء، يرمون لي الأكل من نافذة، وبعد قرابة أسبوع أخرجوني للتحقيق، وكانوا يحققون معي بعدها بشكل شبه يومي. أغلب التحقيقات تمت معي داخل زنزانة اسمها الضغاطة".

 

ويتحدث عن تعرضه للتعذيب "بين صعق كهربائي وقلع أظافر، وإجباري على الوقوف لسبع أو ثماني ساعات متواصلة، والضرب بالهراوات وكابلات كهرباء، وكنت أُضرب حتى أفقد وعيي"، مضيفاً: "هذا التعذيب الجسدي استمر ستة أشهر مع ارتدادات وتعذيب نفسي، رافقني لسنة ونصف السنة، طوال فترة بقائي في السجن".

 

انتشار حالات التعذيب بعد اندلاع الحرب

 

تجربة عبد السلام واحدة من حالات التعذيب التي انتشرت بشكل كثيف بعد اندلاع الحرب في اليمن في 2015، مع تورط مختلف أطراف الصراع فيها، لتبقى آثارها على من خرج من السجون والمعتقلات، بعد تعرضه لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

 

وتحدثت منظمة "سام للحقوق والحريات"، في بيان في 26 يونيو/حزيران الماضي، عن تعرّض آلاف المعتقلين والمخفيين قسراً في اليمن، في سجون مختلف أطراف الصراع للتعذيب، مشيرة إلى أن التعذيب أصبح ممارسة يومية في أغلب السجون غير القانونية التي تتبع أطراف الصراع.

 

تعذيب لدى الأجهزة الأمنية التابعة للشرعية

 

عبدالغني الشيباني، الذي يعاني من مرض نفسي، هو الآخر تعرض للاعتقال والتعذيب من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في محافظة تعز، حيث قام طقم عسكري في أغسطس 2021 باعتقاله من شارع محمد علي عثمان في مدينة تعز، وقاموا بتعصيب عيونه، ليتم سجنه في مدرسة باكثير، التي تستخدمها الأجهزة العسكرية والأمنية كثكنة عسكرية، قبل أن يتم نقله إلى سجن تابع للاستخبارات العسكرية.

 

بقي مصير الشيباني مجهولاً لأكثر من عام، وظلت أسرته تبحث عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة، قبل أن يتم اكتشاف مصيره بالصدفة، حين تم اعتقال أخيه عبد الناصر من مدينة التربة جنوب تعز، وتم إيداعه سجن الاستخبارات، لتقوم الأسرة بزيارة عبد الناصر في السجن، وتجد عبد الغني في السجن نفسه.

 

وتم اعتقال الشيباني بسبب مروره من أمام منزل قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، ومن أمام منزل مستشار المحور العميد عبده فرحان سالم. وزاد من شكوك الأجهزة الأمنية به أنه صلى الجمعة أمام منزل قائد المحور.

 

في السجن تعرض الشيباني لأنواع مختلفة من التعذيب، واتهمته إدارة السجن بأنه مشبوه ويتعامل مع الحوثيين، حتى إن التقارير الطبية التي تفيد بأنه مريض نفسي منذ سنوات لم تشفع له للإفراج عنه.

 

فتح الشيباني، شقيق عبد الغني، يقول، لـ"العربي الجديد"، إنه عندما خرج شقيقه من المعتقل "كان لا يعي ما يقول، وبعد أن خضع للعلاج في مستشفى الأمراض النفسية سألته في إحدى المرات ما الذي حصل لك؟ فقال: تعرضت لتعذيب غير عادي، فلا تعرف من يعذبك، ويضربك، ويصعقك بالكهرباء، إضافة إلى الرش بماء بارد، وحبس البول، وضرب بالعصي، وإهانات بغرض استخراج اعترافات".

 

التعذيب الجرم الأخطر للحرب

 

وتعليقاً على ذلك، يقول الناشط الحقوقي ضمن فريق المرصد اليمني لحقوق الإنسان، المحامي نجيب الحاج، لـ"العربي الجديد"، إن "التعذيب ربما هو الجرم الأبشع والأمر الأخطر الذي أنتجته هذه الحرب".

 

ويلفت إلى أن "كل الجماعات مارست التعذيب، من حزب الإصلاح إلى الحوثي والانتقالي، لتعود هذه الظاهرة بشكل فظيع"، معتبراً أن "ما شاهدناه من ضحايا ومن تفنن وابتكار أساليب جديدة للتعذيب، هي ردة حقوقية للمجتمع، ونحن نعوّل على الناس، على الضحايا لرفع دعاوى ومقاضاة كل من ارتكب هذا الجرم".

 

وبالنسبة للقانون، يشرح الحاج أن "الدستور في مادته 48 يحدد عقاب من يخالف أحكام أي فقرة من فقرات هذه المادة، كما يحدد التعويض المناسب عن الأضرار التي قد تلحق بالشخص من جراء المطالبة، ويعتبر التعذيب الجسدي أو النفسي عند القبض أو الاحتجاز أو السجن جريمة لا تسقط بالتقادم، ويعاقب عليها كل من يمارسها أو يأمر بها، أو يشارك فيها".

 

ويضيف أن "قانون العقوبات نصّ أيضاً على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن عشر سنوات كل موظف عام عذب أثناء تأديته وظيفته، أو استعمل القوة أو التهديد النفسي بواسطة غيره مع متهم أو شاهد لحمله على الاعتراف بجريمة، أو على الإدلاء بأقوال أو معلومات بشأنها".

 

ويلفت إلى أن "القانون اليمني اعتبرها جريمة جسيمة لا تسقط بالتقادم، ومن حق الضحية أن يلجأ إلى القضاء للمطالبة بالقصاص أو الدية أو التعويض اللازم، فالنص القانوني موجود لدينا والمطلوب توعية الناس بهذا الحق، أي اللجوء للقضاء".

 

حالات يرثى لها نتيجة التعذيب

 

ويشير الحاج إلى "وجود حالات في وضع يرثى لها نتيجة التعذيب، فهناك ناس مشلولون، وناس فقدوا أجزاء من جسدهم، وبالتالي فما حدث هو تشوه فظيع لدى القائمين على السجون، ولدى الأطراف المتصارعة، وهي بالنسبة لنا ردة حقوقية وانزلاق خطير في هذا المنحنى"، مضيفاً أن "على الناس والحقوقيين والقانونيين توعية المواطنين، والتصدي لهذه الظاهرة البشعة التي كانت قد تلاشت في أوساط المجتمع اليمني".

 

أما علي سرحان، مدير عام مكتب حقوق الإنسان في تعز (مكتب حكومي تابع لوزارة حقوق الإنسان اليمنية) فيقول، لـ"العربي الجديد": "لم نتلقَ أي شكوى (حول التعذيب) بالنسبة للسجون العسكرية، على الرغم من زيارتنا الدورية لها، والاطلاع على أحوال النزلاء فيها. أما السجون الأمنية فتصل إلينا بعض الشكاوى، منها ما يتعلق بحرمان السجناء من استخدام الهاتف، ومنها ما يتعلق بالسجن الانفرادي".

 

ويضيف: "عند التحقق من قبلنا نجد أن الكثير من هذه الشكاوى غير صحيحة، وبعضها الآخر تكون نتيجة قيام بعض السجناء بتصرفات صدامية بينهم، أو مع بعض عناصر شرطة السجن، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".

 

ويؤكد أن "النيابة العامة غالباً ما تقوم بالتفتيش على السجون، وحالياً نحن نتحقق من شكوى وصلتنا من أحد السجناء بأنه تم الاعتداء عليه وسجنه انفرادياً".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اعتقالات مليشيا الحوثي مليشيا الانتقالي حقوق العربی الجدید أطراف الصراع عبد السلام فی زنزانة فی السجن

إقرأ أيضاً:

أفعال تمنع استجابة الدعاء.. 3 معاصي يقع فيها كثيرون

لا شك أنه ينبغي معرفة ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟ لتجنبها ، حيث إن الدعاء هو سبيل النجاة من البلاء ومصائب الدنيا، كما أنه بوابة الخيرات والبركات والأرزاق والعيش الهنيء، ومن ثم ينبغي معرفة ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟ للبعد عنها.

دعاء الضحى للغنى والرزق.. يزيد المال ويفك الكربدعاء مستجاب في نفس اللحظة بعد العشاء .. ردده وتجنب 5 أفعالهل أفضل صيغة للدعاء من القلب أم القرآن؟.. 7 أسرار ليستجيب الله لكما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن استجابة الدعاء قد تتأخر لأسباب متعددة، ولكن ذلك لا يعني عدم حب الله لعباده أو عدم استجابته لهم.

وأكد “ شلبي” في إجابة سؤال : ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟، على أهمية "حسن الظن بالله"، ويجب أن نثق تمامًا بأن الله يستجيب لدعائنا، وأنه يحب عباده الذين يدعونه بصدق.

وشدد على ضرورة تحقيق شروط الدعاء، مثل أن يكون "مطعم الشخص وشرابه من حلال" وأن يكون مؤمنًا بالله ويؤدي الطاعات، منوهًا بأنه من الضروري أيضًا عدم الاعتداء في الدعاء، بمعنى أن يكون الدعاء مقبولًا ومعقولًا.

وتابع: على سبيل المثال، الدعاء بتفريق بين الأزواج يعد تعديًا، مشيرًا إلى أهمية "التفاؤل والرجاء"، لافتًا إلى أن الشخص يجب أن يكون متفائلًا بأن دعاءه مقبول، وأن الصبر مهم في هذا السياق.

ذنوب تمنع استجابة الدعاء

1- أكل المال الحرام بيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنّ الكسب الحرام من أسباب عدم إجابة الدُّعاء؛ كالتعامُل بالربا، أو أكل أموال النّاس بغير وجه حق؛ كالغش والخِداع والظُلم، فهذا كُلّه من المال الحرام، وهي من الذُنوب التي تمنع إجابة الدُّعاء وتحبسه.

وقد ورد ذلك في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مُسلم: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟)، فبيّن الحديث أنّ المطعم والمشرب والغذاء الحرام سببٌ لمنع استجابة الدُّعاء.

2- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنّ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر من الذُنوب التي تحبس الدُعاء وتمنع إجابته؛ وذلك لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ، أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم)، حيث ذكر أهل العلم أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر سببٌ في إجابة الدُعاء، وتركه من أسباب رد الدُّعاء، وعدم استجابته.

3- التوجه لغير الله بالدعاء نهى الله -تعالى- عباده المؤمنين عن دُعاء غيره؛ لقوله -تعالى-: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ)، وذلك لأن دُعاء غيره هو من أنواع الشرك، وهو مُحبطٌ للعمل، كما أنّه من الذُنوب التي تحبس الدُعاء.

وبيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن الدُعاء عبادة، ولا يجوز التوجه بالعبادة لغير الله -تعالى- أو إشراك أحد معه فيها، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ ثمَّ قالَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).

4- الدعاء بإثم ، فبينت عددٌ من الأحاديث أنّ من الأسباب المانعة لإجابة الدُعاء ما كان فيه إثم؛ كالدُّعاء على النّفس بالموت أو السُّوء، أو الدُّعاء على الآخرين؛ كالأولاد أو الأموال، أو تمنّي مُلاقاة الأعداء، وورد النهي عن هذه الأدعية في عددٍ من الأحاديث.

وقال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في الدُعاء على النفس بالموت أو غيره: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).

ونهى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عن الدُّعاء على الأولاد أو الأموال بقوله: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).

5- الدعاء بقطيعة رحم، حيث ذكر العُلماء أنّ من الأسباب التي تمنع إجابة الدُعاء ما كان فيه قطيعة الرحم، كأن يُقال في الدّعاء: اللهم فرّق بين فُلانٌ وأهله، أو فرّق بينه وبين أُمه أو أبيه، وقد يكون الدُّعاء بالقطيعة بين المُسلمين، كأن يقول: اللهم فرق بين المُسلمين، وفرق كلمتهم أو شملهم، ونحو ذلك من هذه الأدعية.

وورد النهي والتحذير من ذلك في قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (ما مِن رجلٍ يَدعو اللَّهَ بدعاءٍ إلَّا استُجيبَ لَهُ، فإمَّا أن يعجَّلَ له في الدُّنيا، وإمَّا أن يُدَّخرَ لَهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يُكَفَّرَ عنهُ من ذنوبِهِ بقدرِ ما دعا، ما لم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رحمٍ أو يستعجِلْ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ يستَعجلُ؟ قالَ: يقولُ: دعوتُ ربِّي فما استجابَ لي).

6- تعجل الإجابة، فقد ذكر الإمامُ ابن القيم أنّ من الأسباب التي تحبس الدُعاء أن يتعجّل المُسلم الإجابة، أو يستبطئها؛ فيقوم بالتحسُّر والندم على دُعائه، وذلك كمن يقوم بالغرس أو الزرع ولكنه يستبطئ كماله، فيقوم بتركه وإهماله، وعلى المُسلم أن يثق بالله -تعالى- عند دُعائه. حيث إنّ شُروط الإجابة أن يكون المُسلم على ثقة بربّه، وبأنّه الوحيد القادر على إجابة دُعائه، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).

وجاء في الحديث القُدسيّ الذي يُبين الله -تعالى- فيه كمال قُدرته ومُلكه، وأنّ خزائنه لا تنفد أو تنقُص بالإجابة والعطاء: (يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ).

مقالات مشابهة

  • السعودية والهند تؤكدان دعمهما لجهود السلام في اليمن 
  • السعودية والهند تؤكدان دعمهما للجهود الدولية الهادفة لإحلال السلام في اليمن
  • ماذا وراء التصعيد في حضرموت شرقي اليمن؟.. احتقان ينذر بانفجار عسكري
  • اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • ما الأماكن التي استهدفتها الغارات الأميركية في اليمن؟
  • أحكام مشددة بتونس في قضية التآمر على أمن الدولة
  • تركيا تلقي منشورات على جبال دهوك تطالب فيها العماليين بتسليم أنفسهم
  • أفعال تمنع استجابة الدعاء.. 3 معاصي يقع فيها كثيرون
  • جريمة مروعة تهز بن أحمد: العثور على أطراف بشرية داخل مسجد