ملتقى الهناجر الثقافي يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
نظم قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي، الذى جاء بعنوان "ولد الهدى" وذلك مساء أمس الثلاثاء، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور، احتفالا بالمولد النبوى الشريف.
وأدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، التى رحبت بالحضور، وبدأت كلمتها ببعض أبيات من قصيدة "وُلِـدَ الـهُـدى" لأمير الشعراء أحمد شوقى، قائلة: يمر الآن خمسة عشر قرنا على ميلاد المصطفى ﷺ حيث ولد فى الثانى عشر من ربيع الأول من عام الفيل، الذى بعث رسولا للإنسانية، وأخلاق الرسول هى القدوة والنموذج والمثل الأعلى لنا، ووصفه المولى عز وجل بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم"، وهو الذى قال عن نفسه ﷺ "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ونحن فى هذه الليلة الروحانية المحمدية، نتذكر ميلاد سيدنا محمد ﷺ ونلقى الضوء على كيف كان مولده علامة فارقة ونقطة تحول للإنسانية جمعاء.
وقال الشيخ الدكتور محمد داوود من علماء الأزهر الشريف وأستاذ العلوم اللغوية بجامعة قناة السويس، إن المشتشرقين فى الغرب وصفوه بأنه أعظم حضارة فى البشرية، وتفوق على أكبر حضارتين فى ذلك الوقت هما الفرس والروم، استطاع أن يغير بحب وود، وكلما اقتديت بالرسول وأخلاقه أحيا الله قلبك، وذكر العديد من آيات القرآن الكريم التى تصف وتؤكد أخلاق الرسول ﷺ التى هى القدوة للإنسانية، مشيرا إلى أن هدى النبى ﷺ يحول الشر إلى خير، وذكر قوله تعالى {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
وعن الاحتفال بمولد الرسول، قال الشيخ الدكتور إبراهيم رضا من علماء وزارة الأوقاف، إن ذكر الرسول وسيرته العطرة ﷺ يجعلنا نصلى عليه، وهذا ما أمرنا الله به فى قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ولكن علينا توضيح كيف يكون الاحتفال وماهى حدوده، فلا يصح أن يخرج عن حيز الطاعة، والنبى ﷺ عندما سئل عن صوم يوم الاثنين والخميس، قال عن الاثنين ذاك يوم ولدت فيه، وكانت الحياة قبل الإسلام تتسم بالفوضى الطاحنة إلى أن بعث الله الرسول هاديا ومبشرا ونذيرا وضياء للعالمين .
وتحدث الشيخ الدكتور مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، عن محور الرسول والانسانية ودور السيدة خديجة فى حياته، قائلا: إن الإسلام يتناسب مع الفطرة الانسانية لأنه، فتعامل الرسول ﷺ تعاملا انسانيا مع كل بنى البشر، مشيرا إلى أن السيدة خديجة رضى الله عنها، استندت على الأفعال الانسانية التى يفعلها النبى حين جاءها يرتجف بعد اللقاء الأول مع سيدنا جبريل عليه السلام، وذكر العديد من مواقف الرسول التى تنم عن حسن خلقه وتعامله الإنسانى مع الجميع، وأضاف أن الله نصر الإسلام بإمرأة، فالسيدة خديجة رضى الله عنها هى من طمأنته عقب نزول الوحى وساندته وواسته بمالها، وكان الرسول ﷺ محبا ومساندا للمرأة ودائما يذكر أفضالهن، ويعلم الرجال كيف يتعاملون مع النساء بحنو وتقدير .
وقالت الدكتورة ولاء محمد أستاذة التاريخ الإسلامي، إن الإسلام دين دعوة لأنه جاء دينا متمما، ودين دولة لأنه جاء متكامل الأركان سواء اقتصاديا أو سياسيا او اجتماعيا، وذلك لبناء حضارة عظيمة تكون مشتملة على جميع أركانه، سواء فى المساواة والعدل، أو فى نشر الأخلاق والفضائل، ورسولنا الكريم ﷺ على رأس هذا الهرم العظيم الذى يمثل لنا المثل والقدوة الحسنة، ونحن اليوم نحتفى بالمولد النبوى الشريف، فهو عيدا تاريخيا مصبوغا بصبغة دينية، مشيرة إلى أن الدولة الفاطمية أقامت الاحتفالات ومد الموائد توددا للمصريين مثل الاحتفال بالمولد النبوى والحسين وفاطمة الزهراء والحسن رضى الله عنهم جميعا، وقامت بصناعة وتوزيع الحلوى على المصريين، وأوضحت أن الهوية المصرية تعنى توالى الحضارات التى صنعت ذلك التاريخ وشكلت الهوية والصبغة المصرية التى نحن عليها .
ووجه الشاعر أشرف البنا عضو اتحاد كتاب مصر، الشكر لكل القائمين على الملتقى وللسادة الجمهور الذى حرص على الحضور والاحتفال بمولد رسول الانسانية ﷺ، وألقى مجموعة من القصائد منها: من تصف مظاهر الاختفال بالمناطق القديمة فى مصر مثل السيدة زينب والدرب الأحمر، وأخرى فى مديح وحب الرسول ﷺ، والتى حازت على إعجاب جمهور الملتقى.
ومن جهته، أشار الفنان طارق دسوقى، إلى احتياج المجتمع إلى المزيد والمزيد من الدراما الدينية التى تلقى الضوء على نماذج مشرفة من علمائنا وشيوخنا، حتى نعرف الأجيال الجديدة بهم، وألقى عدد من القصائد الشعرية الدينية فى حب الله ورسوله، بمصاحبة الغناء من الفنان الدكتور عامر التوني .
كما تخلل برنامج الملتقى عددًا من الفقرات الفنية لمجموعة من الأغانى الدينية، قدمتها فرقة المولوية بقيادة الفنان الدكتور عامر التوني، منها "تضيق بنا الدنيا، ولولاك يا زينة الوجود، وصلوا على الهادى، وزينب تقول هيا".
IMG-20230927-WA0012(1) IMG-20230927-WA0009 IMG-20230927-WA0012المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ملتقى الهناجر الثقافي المولد النبوي ولد الهدى الرسول ﷺ إلى أن
إقرأ أيضاً:
أعزَّك الله.. سيدنا عزيزَ الإسلام
يمانيون ـ بقلم ـ محمد معوضة
لا شك أن وفد اليمن -وكثيرون منهم لم تكن هذه المرة الأولى لسفره خارج اليمن- لمس المكانة التي أصبحت فيها اليمن، من خلال التقدير الذي أصبح يحظى به اليمني، ليس من دول محور الجهاد والمقاومة التي تجمعنا بهم رؤيةٌ ثابتة في نصرة الشعب الفلسطيني، وإن اختلفت أدوات الفعل المساند وَديناميكية تأثيره، بل من جميع الشعوب التي وصلت إلى حاضرة الشرق بلاد الأرز وَأرض حسن نصر الله، السيد المجاهد القائد الإسلامي الكبير.
تقدير تجاوز حب وَإعزاز اليمني إلى محاولة أخذ شيء من اليمن (صورة مع الزي اليمني، خاتم عقيق، وتمنطق الجنبية كعنوان للعز وَالكرامة).
هؤلاء الذين لمسوا الفرق بين معاملة اليمني في الوقت الراهن وَالتعامل مع اليمني قبل عقد من الزمن، أو حتى النظرة إلى “الزي اليمني”.
هذا الفرق صنعته مواقفُ سيد الأُمَّــة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- ليعودَ اليمنُ إلى ارتقاء المجد وَيلامس اليمنيُّ نجومَ السماء في مكانة لا تضاهيها مكانة.
مكانةُ عز الإسلام، المكانة التي صنعتها منهجية عَلَمِ هدى الله وَالإسلام وَآل البيت السيد القائد -حفظه الله-.
مكانة صنعتها منهجية القرآن وَرؤية هدى الله التي تجسدت موقفًا عظيمًا مع الشعب الفلسطيني وَرفضًا للمشاريع الصهيونية الأمريكية في المنطقة وَمواجهة الأدوات، موقف عمدته دماء الشهداء، وأصبح اليمني يلمسه اليوم في عبارة الترحيب “عزيز يا يمن”.
هذا العز الذي وصل إليه اليمني يفرضُ على من يحمل جنسية يمن الإيمان وَالجهاد والمقاومة أن يكون في مستوى هذه المكانة مهما كانت الانتماءات السياسية.
مكانة تجاوزت الأيديولوجيات وَالأحزاب وَالتخندُق المحكوم بتوجّـهات لا علاقة لها بعز اليمن وَمكانة اليمن وَكرامة الإنسان في اليمن.
هذه المكانة تفرض إجماعَ الناس في الجمهورية اليمنية على رؤية السيد القائد ليمن عزيز حر كريم، يستفيد شعبه من ثرواته، وَيكون اليمن في المكانة التي أصبح الجميع يلمسها بإعزاز وَإجلال وتقدير.
لا أتصور الحالة التي أصبح فيها إخوتُنا في الوطن الذين شرَّدتهم مواقفُهم مع الباطل في أنقرة وَالقاهرة وَالرياض وَأبو ظبي وهم يلمسون هذا التقدير في المطاعم وَالكافيهات التي يتسكعون فيها.
حالة لا يستطيعون تجاوزَها؛ فهم يمنيون في الآخر وحالة التقدير هذه قدمتها لهم صنعاء بمنهجية أبا جبريل وَدماء شهداء أُمَّـة أبي جبريل.
حالة لا يستطيعون إنكار أنهم يحاربونها.
ومن ذا يحارب عزته وَكرامته وَتقديره بين الشعوب سوى من يفتقد إلى الممكنات التي أوجدت هذا الفرق بين صنعاء وَالعواصم التي استجلبتهم وَجردتهم من كُـلّ ذلك… جردتهم من الحياة كما يجب أن يعيشها الإنسان..!!
هذه الحياة التي تليق بالإنسان وَيعيشها اليمني اليوم في مختلف البلدان.
حياة العز بالإسلام وَموالاة عَلَمِ الهدى وَالتسليم لمنهجية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -عليه السلام- حياة ضخت فيها دماء الشهداء كُـلّ هذا العز وَالتقدير لكل ما هو يمني.
تفرض من الجميع إعادة النظر في أُسلُـوب حياتهم سواء من المقصرين هنا في صنعاء وَالمناطق الحرة، أَو من أُولئك الذين يلمسون كُـلّ هذا التقدير في المواطن التي استجلبتهم وَحاولت تجريدهم منها.
والجميع لا يستطيع إلا أن يقف على حالة التقدير هذه التي تفرض حماية عواملها (القائد وَالمنهجية وَالأمة) بالشكر لله وَالدعاء أن يحفظ علمنا وَنور عيوننا وَضياء قلوبنا الذي أعزنا بنور الله وَكتاب الله وَمنهاج أعلام، هداة، خير أُمَّـة الله.