إطلاق كتاب عن محمد بن زايد من النشأة إلى رئاسة الإمارات
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
ألقى الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كلمة رئيسية عن كتابه الجديد بعنوان: "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية"، خلال حفل تدشين الكتاب، أمس الثلاثاء، والذي أقيم بفندق سانت ريجيس الكورنيش أبوظبي، وحضره لفيف من كبار الكتَّاب والمثقفين والخبراء ورجال الصحافة والإعلام.
وقال السويدي، إن الكتاب، يعد الإصدار الأهم في حياته البحثية والفكرية على الإطلاق، مشيرا إلى أن الكتاب يتحدث عن مسيرة العمل الوطني لرئيس الإمارات ، منذ تخرجه وعمله في القوات المسلحة، ويبرز دوره المحوري في تطويرها، ويركّز على الجوانب الإنسانية في مسيرة الرئيس الإماراتي، مشدداً على أنه التزم الحيادية والموضوعية، ولم يحِد أبداً عن القواعد البحثية والعلمية، أثناء تأليفه هذا الكتاب الاستراتيجي.
ومن جهته، استعرض الكاتب والإعلامي الإماراتي راشد العريمي، ملخصاً عن الكتاب، أشاد فيه بالفكرة والرسالة الوطنية الهادفة من وراء تأليفه، لافتاً إلى أن الكتاب يركّز على رؤى وإنجازات رئيس دولة الإمارات لتحويل الاقتصاد الإماراتي إلى اقتصاد متنوّع الموارد، ويشرح كيف أصبحت دولة الإمارات عاصمة للتسامح العالمي.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن الكاتب جمع في كتابه بين البعدين التاريخي والتكويني،وتتبع شخصية الشيخ محمد بن زايد منذ الطفولة وما اكتسبه من معارف وخبرات، لافتاً إلى أن مؤلف الكتاب استطاع إبراز تأثره بثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وبتراثها الحضاري، من خلال حديثه عن نشأته، وتأثير البيئة الصحراوية عليه، واكتسابه صفات إنسانية كثيرة من الإرث الإنساني للأب المؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأشار الدكتور عمر حبتور الدرعي، مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن الكتاب إضاءة أخرى تشير إلى أن التطرف ليس له مكان في هذه المنطقة، ففي هذا الكتاب إضاءات لدهاليز الظلام يجنح لها أهل السفينة، بعيدا عن الظلمة.
وأشار الدرعي إلى أن هذا الكتاب رسالة إلى المفكرين والباحثين والأكاديميين والقيادات الدينية، وذلك لأن أول من سلم من شر جماعة الإخوان هو دين الله تعالى، وذلك لأن مؤلف الكتاب كان صادقاً وموفقاً في تبيان أن التسامح قيمة متأصلة في إرث زايد الخير، وفي سياسات ونهج الشيخ محمد بن زايد باعتبار أن التسامح يعد أحد أهم أدوات القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
محمد بن زايد من النشأة إلى قيادة الإماراتويتحدث الفصل الأول وهو بعنوان (النشأة: بذار الخير والقيادة)، من الكتاب، الذي صدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في 332 صفحة، عن مولد الشيخ محمد بن زايد في عام 1961 بمدينة العين، ورحلته التربوية في بيت الحكم، ومسيرته التعليمية، بدءاً من مدارس أبوظبي، ومروراً بالأكاديمية الملكية في الرباط بالمغرب، ومدرسة جوردن ستون بأسكتلندا، وانتهاءً بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية الشهيرة بالمملكة المتحدة.
كما يشرح الكاتب نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تربية ابنه، تربية صقلته على التحمل والاعتماد على النفس، وجعلت منه شخصية ذات مكانة رفيعة ومتواضعة، ومُحِبَة للشعب الإماراتي.
كما يتناول الكتاب، تحت عنوان، "حلف بني ياس"، حياة القبائل العربية الثلاثة التي كانت تعيش في صحراء الجزيرة العربية، ويتشكل منها الحلف، ويشرح كيف أثرت عادات وتقاليد وصفات حلف قبائل بني ياس العريقة، كالشجاعة والكرم والفروسية والشهامة والعفة والإيثار والمرونة وغيرها، على محمد بن زايد، حيث تربى في كنفها، وتعلم منها طابع المرونة السياسية.
ويسرد معالم استراتيجية رئيس الإمارات في معالجة الفكر المتطرف، وهي، (الحوار المفتوح بين الشباب والقيادة، توفير الوظائف وتطوير مهارات الشباب، التنمية البشرية من خلال تطوير التعليم، ترسيخ الهوية ودعم المرأة وتمكينها).
وتحت عنوان التحول الاقتصادي، يركز الكاتب على رؤى وإنجازات الشيخ محمد بن زايد لتحويل اقتصاد الإمارات إلى اقتصاد متنوع الموارد، من خلال رؤية تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، هي، الشراكة البنّاءة مع القطاع الخاص، قراءة التحولات العالمية والاستعداد لها وريادتها، تطوير بنية تحتية رقمية، بالإضافة إلى ثمانية جوانب أخرى، منها، التركيز على اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي، وتطوير الطاقة البديلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد بن زايد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الشیخ محمد بن زاید إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقديم كتاب د. محمود عبد الرحمن الشيخ “الاغتيالات السياسية في إفريقيا”
تقديم كتاب الأستاذ الدكتور محمود عبد الرحمن الشيخ
الدكتور الخضر هارون
maqamaat@hotmail.com
الاغتيالات السياسية في إفريقيا
هذا كتاب جدير بالقراءة كتبه بروفسور ظل في حقل تدريس التأريخ لعقود في أماكن عديدة وجامعات مرموقة عتيقة ,تلمس ذلك من الدقة في كل معلومة ترد في ثنايا السرد مرتبطة بمصادرها وفق مقتضيات الكتابة الأكاديمية التي تعاف الحكايات التي تسرد لمجرد التشويق والإثارة .ولا غرو فقد شغل بروفسور محمود عبد الرحمن الشيخ منصب مدير الجودة في أكثر من جامعة والتدقيق والتماس الدقة المتناهية من لوازم العمل الأكاديمي المحترم البحث والتنقيب في حوادث الاغتيالات يستلزم الدقة لما يلازم فعل الاغتيال من العواطف الجياشة التي قد تجور وتبتعد عن الانصاف وتفضي الي التسرع في الإدانة وتغييب الفاعل أو الفاعلين الجديرين بالإدانة وبالتالي ضياع الحقيقة.
سبب آخر لإبراز أهمية هذا الكتاب والتنويه بجهد المؤلف في تأليفه هو ضمه لعدد كبير من الاغتيالات في افريقيا والمألوف أن جل الكتابات التي كانت تبحث في خبايا الاغتيالات كانت تستغرق الجهد في حادثة واحدة لكن هذا السقر احتوي عددا مما عانت منه القارة الإفريقية. وهذا لعمري يعطي هذا العمل قيمة إضافية في وقت تحاول فيه القارة انتزاع حريتها من مستعمريها القدامى الذين منحوها استقلالاً شكليا بينما ظلت في الحقيقة ترزح في حبائل الاستغلال البشع.
الأمر الآخر الذي يستحق التنويه في الكتاب ,هو أن كل حادثة رويت في سياق تعريف تام بدولة الزعيم المغتال حتي تقرأ حادثة الاغتيال في السياق السياسي والجيوسياسي لأن الزعماء العشرة ما عدا المعارض المغربي المهدي بن بركة كانوا رؤساء دول وراح بعضهم بسبب الحرب الباردة بين القطبين وقتذاك الرأسمالي الغربي والاشتراكي الشرقي فالغرب الذي استعمر القارة لعقود كان متخوفاً من تغلغل الشيوعية في افريقيا والاستحواذ علي ما فيها وأوضح مثال علي ذلك اغتيال رئيس وزراء الكونغو السيد باتريس لوممبا . والمستندات التي كشف عنها النقاب تؤكد تواطؤ أكثر من دولة غربية في التخلص من الرجل.
وسياسة فرق تسد التي اعتمدها الاستعمار في إدارة البلاد المستعمرة رسخت التناقضات القبلية والدينية وجمعت في كل حيازة تناقضات جمة من عرقيات وحرصت علي زرع البغضاء بينها حتي يخلو لها الجو ،طفت عواقب تلك السياسة إلي الواجهة بعد خروج المستعمر وتسببت في انقلابات عسكرية وحروب جهوية ساهمت فيما وقع من بعض الاغتيالات وإن خلت من تدخل الأيادي الخارجية التي تظل سببا غير مباشر لوقوعها مثل الذي وقع لسلفانوس أولمبيو في توغو عام 1963 وكذلك مصير صمويل دو في ليبريا وكذلك فرانسو تمبلباي وبعده ادريس دبي في تشاد .بعض هؤلاء تجبروا علي شعوبهم وتاقوا للبقاء في نعيم السلطة حتي الموت وتلك متلازمة لا زالت تميز الواقع الافريقي حيث لا يقنع القادة بعهدتين في السلطة فيعمدوا لتغيير الدساتير فتنفتح الأطماع ويعرضون أنفسهم للنقمة بدوافع تغذيها العرقيان والجهويات لبلاد تفتقر للتجانس فقد أقامت حدودها المطامع الأوربية فتمكن الكبار الأقوياء منهم يومئذ من الحصول علي حيازات كبيرة تضم عرقيات وتقاليد متباينة لا يربط بينها رباط وسرعان ما تتهدم مثل قصور الرمال . هناك اغتيالات سببها جوار من دول عدة تقطنها عرقيات مشتركة كالكنغو المجاور لدول منطقة البحيرات العظمي , رواند, اوغندا وبورندي تتسبب أي قلاقل في احداها في نزوح متبادل واتهامات . واحدة منها أفضت لاغتيال لوران كابيلا مع بعض أخطائه. أما توماس سنكارا الذي وصفه المولف ب "تشي جيفارا " افريقيا فقد قضي بسبب تآمر أخلص خلصائه بليس كومباوري في تراجيديا تشبه قصة يوليوس قيصر وصديقه بروتس. ولا تستبعد فيها الأيدي الخارجية.
أما مقتل الرئيس المصري أنور السادات فأرجح أنه عمل مصري خالص صنع أسبابه السادات في أخريات أيامه. أما اغتيال المهدي بن بركة فيختلف شيئا ما حيث لم يكن الرجل يحظى بمنصب مهم في بلده بلد كان معارضاً شرساً ذا ميول اشتراكية في بلد تحكمه ملكية تقليدية راسخة عمرها يصل إلي ثلاثة قرون لم تزل حتي ذلك الحين تحظي بقبول شعبي واسع ويثورالجدل حتي اليوم هل كان الهدف من اختطافه الذي ساهم فيه الموساد الإسرائيلي يروم قتله أم أخذه للمغرب سيما وقد أطلق ملك المغرب الراحل الحسن الثاني ،اسمه علي احد الشوارع في العاصمة الرباط وأبدي أسفاً علي مقتله.
يجئ الكتاب في وقت تستشرف فيه القارة الأفريقية ما يشبه الانتفاضة خاصة إزاء السيطرة الفرنسية والغربية بشكل عام يقودها انقلابيون شباب يحظون بتأييد قطاعات واسعة من الشباب في وقت تتزايد فيه شراسة القوي الاستعمارية القديمة مع التناقص المستمر للمواد الأولية والمعادن والتي لم يعد جلها موجودا سوي في افريقيا وهي لازمة لرفاهية الشعوب في أوروبا والغرب بما قد يجدد فكرة اجتياح افريقيا مجددا مثلما حدث في القرن التاسع عشر. ذلك ليس غائبا عن الشعوب الثائرة في افريقيا لكن يعضد خطاها أن أوروبا ليست أوروبا الأمس وأن العالم يستشرف عهدا آخر متعدد الأقطاب لكنه في رأيي تعدد غير متجانس ولم يبلغ بعد مرحلة اكمال الشوط في منافسة الغرب. بالطبع يتيح تعدد الأقطاب مساحة للحركة الذاتية بذكاء وحنكة دون استبدال سيد بسيد آخر فعلي هؤلاء الشباب الثوار توخي الحذر وتحسس مواقع أقدامهم في زمن الأحابيل والحيل والذكاء الأصطناعي.
التهنئة موصولة للأخ البروفسور محمود عبد الرحمن الشيخ علي هذا السفر القيم وتمنياتنا له بموفور الصحة ليواصل جهده في إثراء المعرفة الإنسانية بالجديد المفيد.
السفير الدكتور الخضر هارون
واشنطن العاصمة الثلاثاء 22 رمضان 1445
الموافق 2 أبريل
(صدر الكتاب مؤخراً)