شيماء البرديني: علينا جميعا تغيير الواقع بالعلم والاجتهاد والعمل
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أكدت الكاتبة الصحفية شيماء البرديني، أن ربط احتياجات الدولة بسوق العمل، أمر مهم للوقوف على المشكلات المشتركة ووضع حلول مناسبة لها، مؤكدة أنّ التنمية ستحلّ على الجميع، إذا بدأ كل مواطن بنفسه.
وقالت شيماء البرديني، خلال مداخلة هاتفية على شاشة «إكسترا نيوز»، إنّ المعوقات التي تقف أمام الدولة جزء كبير منها خارج عن الإرادة ومتعلق بالأزمات الاقتصادية، لكننا نواجه ونتحدى بإرادة من حديد.
وأضافت أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي حين يتحدث عن التحديات ويشير إلى الأرقام والإحصائيات يتحدث عن الحقائق، وكل مصري مخلص وساعٍ للإخلاص في عمله، بداية من القيادة السياسية وصولا إلى أصغر موظف يؤدي عمله.
وأوضحت: «نتسلح بالعلم والخطوات الثابتة والتمكين والإتاحة، فالمواطن يتحدث عن الجامعات الأهلية التي وصلت إلى الأقاليم المصرية، فالشاب أصبح لا يحتاج إلى الخروج خارج محافظته، والمشروعات الآن بكل المحافظات، والتعليم أصبح متاحا بكل ربوع مصر».
وشددت على أنّنا بحاجة إلى الإيمان والوعي والاطلاع، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يشيد بقدرة المصريين، ويعي جيدا ما يستطيع المصري أن ينجزه، لكننا بحاجة إلى السعي المستمر، خاصة ونحن أمام مشهد عالمي مرتبك.
وأشارت البرديني إلى أنّ كل مواطن له دور، وكل دور له سعر، والفكرة هي الأم والجهد هو الابن، فنحن مكون من أشياء كبيرة، متابعة: «علينا جميعا أن نغيّر الواقع بالعلم والاجتهاد والعمل».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيماء البرديني الاجتهاد احتياجات الدولة القيادة السياسي مشروعات مشكلات
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر والأرواح الطاهرة
قصتان ربما تتكرران في كل يوم ولا نعلم عنهما شيئاً، لأن النفوس العفيفة يجرحها السؤال.
القصة الاولى حدثت في أحد الأحياء البسيطة، حيث كانت تعيش أمينة، أرملة وأم لأربعة أطفال. بعد وفاة زوجها، تحولت حياتها إلى كفاح يومي لتأمين احتياجات أطفالها، وأكبرهم لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره.
كانت أمينة تعمل بجد، ولكن عملها البسيط لم يكن يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية. لجأت إلى التسوق بالدين من البقالات القريبة حتى تراكمت عليها الديون ولم تعد تستطيع السداد.
في يومٍ من الأيام، وضمن برنامج الهلال الأحمر لمساعدة الأسر المتعففة، تم اختيار المنطقة الشعبية المتواضعة التي تعيش فيها أمينة وعمل لائحة بأسماء الأسر التي تعيش هناك. حاول الموظفون التواصل مع أمينة هاتفياً مرات عديدة، ولكن دون جدوى. قلق الموظفون من عدم استجابتها، فقرروا إرسال أحد المتطوعين إلى منزلها للاطمئنان عليها.
عندما طرق الموظف الباب، فتحت أمينة بحذر، وعندما سألها عن سبب عدم الرد على المكالمات، انهمرت دموعها وقالت بصوت متهدج: "ظننت أن من يتصل هو أحد أصحاب الديون. لا أملك المال، وكل يوم أخاف من مواجهة أحدهم".
بعد ثوان من الصمت وبصوت متهجد، أخبرها المتطوع الذي مسح دموعه التي لم تستأذنه، وأخبرها أنهم هنا للمساعدة وليس للمطالبة بالديون.
خلال أيام قليلة، قدم "الهلال الأحمر" لأمينة وأطفالها دعماً غذائياً ومالياً، وساعدها في سداد دينها مع البقالات المحلية. كما تم توجيهها إلى برامج تدريبية لتأهيلها لسوق العمل، مما فتح أمامها باباً نحو مستقبل أكثر استقراراً.
القصة الثانية هي للجد سالم، رجل في السبعينيات من عمره، يعيش في بلدة صغيرة مع حفيدته مريم التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، وبعد وفاة والدي مريم في حادث أليم، أصبح الجد هو المسؤول الوحيد عنها.
كانت الحياة صعبة، فالجد سالم يعاني من أمراض مزمنة ويعتمد على معاش تقاعدي ضئيل بالكاد يكفي لتغطية الأدوية والطعام، وبسبب ظروفهما الصعبة، توقفت مريم عن الذهاب إلى المدرسة، وعندما لاحظت معلمتها غيابها قررت الذهاب إلى بيتها لتطمئن على صحتها.
هناك كانت المفاجأة، فمريم لم تكن مريضة، ولكن سبب غيابها هو أن قميص المدرسة أصبح باليا إلى الدرجة التي أصبح من الصعب ارتداؤه، ولم يكن لديها قميص آخر.
قامت المعلمة بالاتصال بالهلال الأحمر وتمت زيارة منزلهم المتواضع. وجدوا الجد سالم يعاني من المرض، ومريم تحاول جاهدة العناية به، حينها قدم الصليب الأحمر لهم مساعدة غذائية، وأدوية مجانية للجد، الأمر الذي أحدث فرقاً حقيقياً في حياتهم وأعاد مريم إلى المدرسة. وتكفل الهلال الأحمر باللوازم الدراسية والمواصلات، وقدموا دعماً نفسياً للطفلة التي عانت من فقدان والديها وصعوبات الحياة المبكرة، وعادت مريم إلى المدرسة بابتسامة لم تُرسم على وجهها منذ وقت طويل.
تعكس هاتان القصتان الأثر الكبير الذي يمكن أن تُحدثه المنظمات الإنسانية مثل الهلال الأحمر في حياة الأشخاص الذين يواجهون أصعب الظروف، ويمكن لهذه المساعدات أن تعيد الأمل وتفتح أبواباً جديدة للحياة الكريمة للأسر المحتاجة.
لا ننتظر السؤال من النفوس العفيفة، فهي أرواح طاهرة تأبى السؤال رغم الحاجة، وتختار الصبر على الشكوى، وتُظهر الغنى رغم ضيق الحال. هي قلوب تختبئ وراء ابتسامة هادئة، وتُخفي الألم بسترٍ جميل، لا تمد يدها إلا إلى السماء، وتجد في الرضا والاحتساب عزاءً وسندًا. النفوس العفيفة تُعلّمنا معنى الكرامة في أبهى صورها، وتجسد لنا القوة الحقيقية التي تنبع من عمق الإيمان والعزة بالنفس، فهؤلاء الناس يعيشون بيننا كالأزهار البرية؛ جمالهم في تواضعهم، وعبيرهم في صمتهم.