الأسبوع:
2025-04-27@21:39:56 GMT

احتفالا بصحفي القرن مئوية ميلاد هيكل عاشق الوطن

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

احتفالا بصحفي القرن مئوية ميلاد هيكل عاشق الوطن

في أحد الأيام وبالتحديد يوم احد، وفي الثالث والعشرين (23) من سبتمر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين ( 23) ولد الجورنالجي المولع بمصادفات القدر والأرقام في حياته وهو ما تجلى في كتاباته، في قرية باسوس بمحافظة القليوبية، ليحتفل عشاقه ومحبوه ونحن منهم بمئوية ميلاده التي تمر ذكراها في تلك الأيام.

ذلك المبدع الذي حصد الألقاب في مهنته كما لم يحصدها صحفي من قبل، فمن الأستاذ الى الجورنالجي لكاتب القرن لصديق الرؤساء والقادة لجبرتي ثورة يوليو، هذا الكاتب الفذ استطاع أن يخطف الأضواء في مهنة تسلط الأضواء على القادة والرؤساء والزعماء صانعي التاريخ، ليصبح مشاركا لهم في صنع هذا التاريخ، ولم تكن ملازمته للزعيم جمال عبد الناصر سوى مصادفة أخرى، تضع كاتبا استثنائيا بجوار زعيم استثنائي، فكلاهما شغل العالم بأعماله وإنجازاته وأفكاره، فهيكل حصل على لقب كاتب القرن بجدارة، وناصر حصل على زعيم القرن في قلوب محبيه من المحيط إلى الخليج وبجدارة أيضا.

بدأ كاتب القرن عمله الصحفي في العام 1942، ولكن تألقه الحقيقي ظهر مع بداية الخمسينيات حيث ألف أول كتاب في حياته وهو "إيران فوق البركان" قدم فيه إطلالة عميقة على أحداث إيران مصدق، وذلك بعد رحلة صحفية الى بلاد فارس استمرت شهرا جال فيها في كل ربوع البلاد، ولمع هيكل مع بدايات الثورة حيث لازم الزعيم جمال عبد الناصر حتى وفاته في سبتمبر 1970، إذ يبدو أن سبتمبر له مع هيكل وقفات في أكثر من موضع.

ورأس هيكل تحرير صحيفة أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة، وفي عام 1955، وقبل ذلك صدر كتاب فلسفة الثورة حيث قام هيكل بتحريره وهو وثيقة من أهم وثائق ثورة يوليو المجيدة عبرت عن أفكار ومبادئ صانع الثورة ومفجرها الزعيم عبد الناصر. وفي العام 1956 وقع هيكل عقدا مع بشارة تكلا أحد ملاك صحيفة الأهرام ليرأس تحرير أكبر وأعرق صحيفة في الشرق الأوسط، وإن لم ينفذ العقد إلا في يوليو من العام التالي، واستطاع هيكل أن يجمع في الأهرام عقول مصر ومبدعيها، وأصحاب قوتها الناعمة الحقيقية، ومن كافة الاتجاهات الفكرية والسياسية، ومنح لهم المكان والمكانة، لتسطع إبداعاتهم في سماء الوطن العربي بأكمله لصنع الوعي بأهمية وتاريخ وعراقة تلك الأمة، والمخاطر المحدقة بها.

ويوالي الجورنالجي إبداعاته في إصداره للكتب حيث يصدر له في العام 58 كتاب " العقد النفسية التي تحكم الشرق الأوسط"، ويليه كتابة تقديم لـ " مذكرات إيدن: السويس"، وفي العام 1961 يصدر كتاب "نظرة الى مشاكلنا الداخلية في ضوء ما يسمونه أزمة المثقفين"، وفي العام 1962 يصدر كتاب " ما الذي جرى في سوريا؟"، وفي العام التالي كتاب "يا صاحب الجلالة"، وتتوالي إصداراته وإبداعاته الصحفية حتى الرمق الأخير من حياته.

تعدى هيكل المحلية ودخل رحاب العالمية مبكرا، فمع مطلع الخمسينيات سافر إلى إيران ليغطى أحداث الثورة، وفي منتصف الخمسينيات ذهب إلى جنيف ليتابع أحداث مؤتمر الأقطاب بحضور زعماء العالم ومنهم دوايت أيزنهاور ونيكيتا خوروشوف وأنتوني إيدن وغيرهم، وفي منتصف الستينيات يطير هيكل إلى لندن ليقابل رؤساء تحرير كبريات الصحف البريطانية كالصنداي تايمزوالتايمز وغيرهما، ويصدر لهيكل في العام 1971 اول مؤلف له باللغة الانجليزية وهو كتاب (The Cairo Documents) والذي ترجم لاكثر من 21 لغة، وكانت مقالات هيكل تترجم الى العديد من اللغات كالانجليزية واليابانية والروسية والصينية وغيرها.

وينقل هيكل صحيفة الأهرام نقلة مهنية جديدة بتأسيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بإيعاز من الرئيس جمال عبد الناصر في العام 1968، ليصبح المركز من أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الاوسط وما زال.

عشق هيكل الوطن وتمدد عشقه الى ما وراء حدوده لتتسع خريطته الى ما بين الخليج والمحيط، ولمَ لا وهي امة عربية واحدة لا يفصل بين قاطنيها حاجز لغة، ولا يفصل بين اراضيها عائق أو مانع، ولا يفرقهم أصل أو عرق، ثقافتهم واحدة، وأمانيهم كذلك؟ وأدرك القوة الكامنة في وحدتها، ووعى مبكرا أن الاستعمار لن يرضى أن تقوم لهذا الكيان الطبيعي قائمة، فذلك ضد أطماعه ومصالحه ونفوذه، فاخترع مانعا صناعيا لقيطا مشردًا بين شعوب العالم، ومتعطشا للفتنة والقتل والدمار والعنصرية والاضطهاد، ففصل الوطن شرقه عن غربه، واحتل قطعة من أقدس مقدسات الأمة مسلميها ومسيحييها، وأغلى رقعة في الجسد العربي فلسطين الحبيبة بمسجدها الاقصي وكنيسة مهدها التي تسكن قلب كل مسلم ومسيحي من المحيط الى الخليج، وظل الصراع العربي مع الكيان الصهيوني شغل هيكل الشاغل عل مدار نصف القرن الماضي وما زال حتى وافته المنية.

وفي العام 1970 ينتقل هيكل ولأول مرة من مراقب للأحداث إلى أحد منفذيها حيث تم تعيينه وزيرا للإعلام، وأضيفت إليها حقيبة الخارجية لفترة وجيزة جدا، ولكن ما لبث أن عاد مرة أخرى الى ملعبه الاصلي وعشقه الحقيقي في بلاط صاحبة الجلالة ليمارس إبداعاته وخبطاته الصحفية في مرحلة من أدق مراحل مصر في فترة السبعينيات، حيث فقدت الامة في بدايتها رفيق كفاح هيكل وزعيم الامة جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، وتتوالى الأحداث وتعبر مصر بجيشها العظيم محنة السابع والستين الى افاق نصرأكتوبر المجيد في العام 1973، اذ لم تكن مصادفة أن يكتب هيكل في الأول من أكتوبر التوجيه الاستراتيجي الصادر من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى القائد العام ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل، وهو التوجيه الذى حددت على أساسه استراتيجية الحرب وأهدافها، ومن ثم تكليف مكتوب ببدء العمليات وقعه السادات في الخامس من أكتوبر عام 1973.

ويؤسس هيكل في الأهرام في تلك الفترة اهم مراكزها المتخصصة الى جانب مركز الدراسات الاستراتيجية حيث دشن مركز الدراسات الصحفية، ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر، ويترك هيكل الاهرام اثر خلافة مع السادات في العام 1974، ليتحرر من المؤسسة الى افاق رحبة لا تحدها حدود ويصبح من أهم الكتاب والصحفيين عالميا اذ تتخطف مقالته كبريات الصحف العالمية، وينتظر متابعوه وعشاق سلسلة كتبه التي صنعت وعي العقل العربي في تلك الفترة من قطع ذيل الاسد وحرب الثلاثين سنة.. ملفات السويس وسنوات الغليان ثم الانفجار، وخريف الغضب قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات وغيرها.

وتمر الأحداث بالوطن، ويذهب الرئيس السادات الى الاعداء ليفترق هيكل مع النظام في ذلك الوقت إذ تتباين الرؤى وتختلف الاهداف وتضيع الاتجاهات، وتصل الفرقة حد القطيعة بل والصدام لتصل ذروتها في سبتمبر 1981 حيث يتم القبض على عقل مصر ووضعه قيد التحفظ والاعتقال، ولتشهد بعدها البلاد مرحلة جديدة من تاريخها، تشهد مصر خلالها العديد من الاحداث، ويطول الزمن بنظام مبارك حتى يصل الى مرحلة انسداد عل كافة الاصعدة، ويتحدث هيكل عن هذا الواقع ويشرح ويشرح مفرداته موضحا ما آلت اليه الاوضاع، وما وصلت اليه السلطة التي شاخت في موضعها، وتمر البلاد مع بداية الالفية الجديدة بأخطر وأدق مراحلها، وسط أمواج متلاطمة، ما بين سخط داخلي يكاد يطال الأخضر واليابس وبين مؤامرات خارجية تعصف بكل ما تبقى من ممانعة في الوطن العربي، وتضيع العراق ومن بعدها سوريا ثم ليبيا فاليمن، كل ذلك وهيكل يراقب ويتابع وينصح ويدق أجراس الخطر، الى أن وافته المنية في السابع عشر من فبراير عام الف وتسعمائه وستة عشر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأهرام جمال عبد الناصر محمد حسنين هيكل جمال عبد الناصر وفی العام فی العام

إقرأ أيضاً:

ندوة تثقيفية جامعة سوهاج احتفالا بالعيد الـ٤٣ لاسترداد أرض الفيروز

شهد الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج واللواء أركان حرب سمير فرج الخبير الاستراتيجي فعاليات الندوة التثقيفية "سيناء من التحرير إلى التعمير "، التي نظمتها الجامعة.

جاء ذلك بحضور الدكتور عبد الناصر يس نائب رئيس الجامعة، المقدم أحمد صفوت، مدير التربية العسكرية بالجامعة، المحاسب أشرف القاضي أمين عام الجامعة، أميني الجامعة المساعدين، اللواء طارق حافظ مدير إدارة الأمن الجامعي، لفيف من عمداء ووكلاء الكليات ومديري عموم إدارات الجامعة وطلابها، وذلك بالمركز الدولي للمؤتمرات بمقر الجامعة الجديد.

وفي كلمته عبر الدكتور حسان النعماني عن بالغ فخره وسعادته بالاحتفال بذكرى تحرير سيناء الذي يأتي في 25 أبريل من كل عام، ذلك اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد صراع طويل بينها وبين المحتل الإسرائيلي، بعد هزيمة ساحقة، حيث عانى معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف ثم حرب 1973، حيث تلقت فيه إسرائيل درسا لم ولن تنساه، والذي أطلقت عليه يوم الغفران، وقد كانت نتائج حرب أكتوبر بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية وانتصارًا كاسحًا للسياسة العسكرية المصرية، مشيدًا بإنجازات الرئيس السيسي، وبما تحقق من نتائج في معركة تعمير سيناء في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة، من تأسيس بنية تحتية متطورة سكنيًا، تعليميًا، صناعيًا وطبيا في سيناء على أعلى المقاييس، إلي جانب إنشاء 4 جامعات مصرية على أرض سيناء.

واستهل اللواء سمير فرج كلمته بتوجيه خالص الشكر والتقدير لجامعة سوهاج ورئيسها الدكتور حسان النعماني، مشيدًا بما يشاهده خلال زياراته للجامعة واصفا إياها "ببيته الثاني" بحجم التطور والإنجازات التي تحدث علي أرض الجامعة يومًا بعد يوم، إلي جانب مايتمتع به أبنائه الطلاب من علم ومعرفه وولاء وانتماء للوطن واصطفافهم خلف القيادة السياسية.

وخلال محاضرته استعرض اللواء سمير فرج تاريخ سيناء ارض الفيروز من التحرير إلي التعمير. وكيف استطاعت قواتنا المسلحه تحرير سيناء من الاحتلال الصهيوني واسترداد ارض سيناء كامله، وثم استئناف العمل بتطهيرها باقتلاع الإرهاب من جذوره في ظل القيادة القوية الرشيدة، لتتواصل معركة التعمير التي لم تتوقف يومًا منذ عام 2013، مضيفًا أن الدولة ضخت في سيناء 1، 2 تريليون جنيه في مشروعات تنموية زراعية وصناعية وعمرانية واستثمارية، منها أنفاق تحيا مصر التي تربط شبه الجزيرة بدلتا مصر والمدن الجديدة، وتعمير نحو نصف مليون فدان من صحرائها المباركة، و إنشاء 7 مدن جديدة على أرضها، تستهدف استيعاب 5 ملايين مصري، لتعزيز كثافتها السكاني، فهي تمثل سدس مساحة مصر ويقطنها نحو 600 ألف فقط، إلى جانب إنشاء شبكات طرق وعودة لرحلات السكك الحديدية بعد 57 عامًا من التوقف، وتطوير قناة السويس والبدء في جني ثمار المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، إيمانا من فخامته بأن التنمية هي السلاح الأهم للقضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار.

وفي ختام الندوة تم فتح باب الحوار والأسئلة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس التي قام اللواء سمير فرج بالإجابة عليها الطلاب، ثم قام الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة بإهداء درع الجامعة للواء سمير فرج تكريمًا له علي جهوده التي يذلها لتثقيف وتوعيه كافة منسوبي الجامعة بالقضايا الوطنية المختلفة.

مقالات مشابهة

  • أزمات وحروب وضربات.. العراق والعالم ينال نصيبه من مئوية ترامب
  • حواس: افتتاح المتحف المصري الكبير 3 يوليو وأتمنى احتفالا يليق بتوت عنخ آمون
  • قبائل ضوران في ذمار تعلن النفير العام لمواجهة تصعيد العدوان
  • ندوة تثقيفية جامعة سوهاج احتفالا بالعيد الـ٤٣ لاسترداد أرض الفيروز
  • وفاة عاشق النجوم ملفي بن شرعان
  • «صور».. إصابات خطيرة في حفل تامر حسني بسبب سقوط هيكل حديدي
  • رسالة من القرن السابع عشر تنفي رواية "هجر شكسبير لزوجته"
  • برودة على الطقس ليلاً وفي الصباح الباكر والصغرى تنخفض عن 10 درجات مئوية في هذه المناطق
  • البابا فرانسيس عاشق كرة القدم.. لم ينس ناديه الأرجنتيني حتى بعد ترأسه الفاتيكان
  • عوده بمناسبة تجديد هيكل السيدة العذراء: فلنملك الرب على قلوبنا ولنسر في الطريق المؤدي إليه مهما كان صعبا