الأسبوع:
2024-11-27@01:14:20 GMT

احتفالا بصحفي القرن مئوية ميلاد هيكل عاشق الوطن

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

احتفالا بصحفي القرن مئوية ميلاد هيكل عاشق الوطن

في أحد الأيام وبالتحديد يوم احد، وفي الثالث والعشرين (23) من سبتمر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين ( 23) ولد الجورنالجي المولع بمصادفات القدر والأرقام في حياته وهو ما تجلى في كتاباته، في قرية باسوس بمحافظة القليوبية، ليحتفل عشاقه ومحبوه ونحن منهم بمئوية ميلاده التي تمر ذكراها في تلك الأيام.

ذلك المبدع الذي حصد الألقاب في مهنته كما لم يحصدها صحفي من قبل، فمن الأستاذ الى الجورنالجي لكاتب القرن لصديق الرؤساء والقادة لجبرتي ثورة يوليو، هذا الكاتب الفذ استطاع أن يخطف الأضواء في مهنة تسلط الأضواء على القادة والرؤساء والزعماء صانعي التاريخ، ليصبح مشاركا لهم في صنع هذا التاريخ، ولم تكن ملازمته للزعيم جمال عبد الناصر سوى مصادفة أخرى، تضع كاتبا استثنائيا بجوار زعيم استثنائي، فكلاهما شغل العالم بأعماله وإنجازاته وأفكاره، فهيكل حصل على لقب كاتب القرن بجدارة، وناصر حصل على زعيم القرن في قلوب محبيه من المحيط إلى الخليج وبجدارة أيضا.

بدأ كاتب القرن عمله الصحفي في العام 1942، ولكن تألقه الحقيقي ظهر مع بداية الخمسينيات حيث ألف أول كتاب في حياته وهو "إيران فوق البركان" قدم فيه إطلالة عميقة على أحداث إيران مصدق، وذلك بعد رحلة صحفية الى بلاد فارس استمرت شهرا جال فيها في كل ربوع البلاد، ولمع هيكل مع بدايات الثورة حيث لازم الزعيم جمال عبد الناصر حتى وفاته في سبتمبر 1970، إذ يبدو أن سبتمبر له مع هيكل وقفات في أكثر من موضع.

ورأس هيكل تحرير صحيفة أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة، وفي عام 1955، وقبل ذلك صدر كتاب فلسفة الثورة حيث قام هيكل بتحريره وهو وثيقة من أهم وثائق ثورة يوليو المجيدة عبرت عن أفكار ومبادئ صانع الثورة ومفجرها الزعيم عبد الناصر. وفي العام 1956 وقع هيكل عقدا مع بشارة تكلا أحد ملاك صحيفة الأهرام ليرأس تحرير أكبر وأعرق صحيفة في الشرق الأوسط، وإن لم ينفذ العقد إلا في يوليو من العام التالي، واستطاع هيكل أن يجمع في الأهرام عقول مصر ومبدعيها، وأصحاب قوتها الناعمة الحقيقية، ومن كافة الاتجاهات الفكرية والسياسية، ومنح لهم المكان والمكانة، لتسطع إبداعاتهم في سماء الوطن العربي بأكمله لصنع الوعي بأهمية وتاريخ وعراقة تلك الأمة، والمخاطر المحدقة بها.

ويوالي الجورنالجي إبداعاته في إصداره للكتب حيث يصدر له في العام 58 كتاب " العقد النفسية التي تحكم الشرق الأوسط"، ويليه كتابة تقديم لـ " مذكرات إيدن: السويس"، وفي العام 1961 يصدر كتاب "نظرة الى مشاكلنا الداخلية في ضوء ما يسمونه أزمة المثقفين"، وفي العام 1962 يصدر كتاب " ما الذي جرى في سوريا؟"، وفي العام التالي كتاب "يا صاحب الجلالة"، وتتوالي إصداراته وإبداعاته الصحفية حتى الرمق الأخير من حياته.

تعدى هيكل المحلية ودخل رحاب العالمية مبكرا، فمع مطلع الخمسينيات سافر إلى إيران ليغطى أحداث الثورة، وفي منتصف الخمسينيات ذهب إلى جنيف ليتابع أحداث مؤتمر الأقطاب بحضور زعماء العالم ومنهم دوايت أيزنهاور ونيكيتا خوروشوف وأنتوني إيدن وغيرهم، وفي منتصف الستينيات يطير هيكل إلى لندن ليقابل رؤساء تحرير كبريات الصحف البريطانية كالصنداي تايمزوالتايمز وغيرهما، ويصدر لهيكل في العام 1971 اول مؤلف له باللغة الانجليزية وهو كتاب (The Cairo Documents) والذي ترجم لاكثر من 21 لغة، وكانت مقالات هيكل تترجم الى العديد من اللغات كالانجليزية واليابانية والروسية والصينية وغيرها.

وينقل هيكل صحيفة الأهرام نقلة مهنية جديدة بتأسيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بإيعاز من الرئيس جمال عبد الناصر في العام 1968، ليصبح المركز من أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الاوسط وما زال.

عشق هيكل الوطن وتمدد عشقه الى ما وراء حدوده لتتسع خريطته الى ما بين الخليج والمحيط، ولمَ لا وهي امة عربية واحدة لا يفصل بين قاطنيها حاجز لغة، ولا يفصل بين اراضيها عائق أو مانع، ولا يفرقهم أصل أو عرق، ثقافتهم واحدة، وأمانيهم كذلك؟ وأدرك القوة الكامنة في وحدتها، ووعى مبكرا أن الاستعمار لن يرضى أن تقوم لهذا الكيان الطبيعي قائمة، فذلك ضد أطماعه ومصالحه ونفوذه، فاخترع مانعا صناعيا لقيطا مشردًا بين شعوب العالم، ومتعطشا للفتنة والقتل والدمار والعنصرية والاضطهاد، ففصل الوطن شرقه عن غربه، واحتل قطعة من أقدس مقدسات الأمة مسلميها ومسيحييها، وأغلى رقعة في الجسد العربي فلسطين الحبيبة بمسجدها الاقصي وكنيسة مهدها التي تسكن قلب كل مسلم ومسيحي من المحيط الى الخليج، وظل الصراع العربي مع الكيان الصهيوني شغل هيكل الشاغل عل مدار نصف القرن الماضي وما زال حتى وافته المنية.

وفي العام 1970 ينتقل هيكل ولأول مرة من مراقب للأحداث إلى أحد منفذيها حيث تم تعيينه وزيرا للإعلام، وأضيفت إليها حقيبة الخارجية لفترة وجيزة جدا، ولكن ما لبث أن عاد مرة أخرى الى ملعبه الاصلي وعشقه الحقيقي في بلاط صاحبة الجلالة ليمارس إبداعاته وخبطاته الصحفية في مرحلة من أدق مراحل مصر في فترة السبعينيات، حيث فقدت الامة في بدايتها رفيق كفاح هيكل وزعيم الامة جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، وتتوالى الأحداث وتعبر مصر بجيشها العظيم محنة السابع والستين الى افاق نصرأكتوبر المجيد في العام 1973، اذ لم تكن مصادفة أن يكتب هيكل في الأول من أكتوبر التوجيه الاستراتيجي الصادر من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى القائد العام ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل، وهو التوجيه الذى حددت على أساسه استراتيجية الحرب وأهدافها، ومن ثم تكليف مكتوب ببدء العمليات وقعه السادات في الخامس من أكتوبر عام 1973.

ويؤسس هيكل في الأهرام في تلك الفترة اهم مراكزها المتخصصة الى جانب مركز الدراسات الاستراتيجية حيث دشن مركز الدراسات الصحفية، ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر، ويترك هيكل الاهرام اثر خلافة مع السادات في العام 1974، ليتحرر من المؤسسة الى افاق رحبة لا تحدها حدود ويصبح من أهم الكتاب والصحفيين عالميا اذ تتخطف مقالته كبريات الصحف العالمية، وينتظر متابعوه وعشاق سلسلة كتبه التي صنعت وعي العقل العربي في تلك الفترة من قطع ذيل الاسد وحرب الثلاثين سنة.. ملفات السويس وسنوات الغليان ثم الانفجار، وخريف الغضب قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات وغيرها.

وتمر الأحداث بالوطن، ويذهب الرئيس السادات الى الاعداء ليفترق هيكل مع النظام في ذلك الوقت إذ تتباين الرؤى وتختلف الاهداف وتضيع الاتجاهات، وتصل الفرقة حد القطيعة بل والصدام لتصل ذروتها في سبتمبر 1981 حيث يتم القبض على عقل مصر ووضعه قيد التحفظ والاعتقال، ولتشهد بعدها البلاد مرحلة جديدة من تاريخها، تشهد مصر خلالها العديد من الاحداث، ويطول الزمن بنظام مبارك حتى يصل الى مرحلة انسداد عل كافة الاصعدة، ويتحدث هيكل عن هذا الواقع ويشرح ويشرح مفرداته موضحا ما آلت اليه الاوضاع، وما وصلت اليه السلطة التي شاخت في موضعها، وتمر البلاد مع بداية الالفية الجديدة بأخطر وأدق مراحلها، وسط أمواج متلاطمة، ما بين سخط داخلي يكاد يطال الأخضر واليابس وبين مؤامرات خارجية تعصف بكل ما تبقى من ممانعة في الوطن العربي، وتضيع العراق ومن بعدها سوريا ثم ليبيا فاليمن، كل ذلك وهيكل يراقب ويتابع وينصح ويدق أجراس الخطر، الى أن وافته المنية في السابع عشر من فبراير عام الف وتسعمائه وستة عشر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأهرام جمال عبد الناصر محمد حسنين هيكل جمال عبد الناصر وفی العام فی العام

إقرأ أيضاً:

جماهير كوستي تنظم مسيرة عفوية كبرى احتفالا بتطهير مدينة سنجة من دنس المليشيا المتمردة – صورة

قدم الدكتور الزين سعد ادم المدير العام الوزير المكلف لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية ممثل الوالي التهنئة للقوات المسلحة بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في كل محاور العمليات العسكرية وتطهير مدينة سنجة من دنس المليشيا المتمردة ، جاء ذلك لدى مخاطبته بميدان الحرية بكوستي أمس المسيرة الجماهيرية العفوية جسدت معاني بمشاركة كافة فعاليات المحلية احتفالا بتحرير مدينة سنجه حاضرة ولاية سنار من دنس المليشيا المتمردة، بحضور الاستاذ ابوعبيدة عمر عجبين المدير التنفيذي للمحلية ، والأستاذ مهدي الطيب خليفه نائب رئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار والمقاومة الشعبية المسلحة بالولايةوقدم ممثل الوالي التهاني باسم حكومة النيل الأبيض ومواطني الولاية للقائد العام للقوات المسلحة بالانتصارات التي تحققها القوات المسلحة بمحور سنار والتي كام آخرها تحرير مدينة سنجه ، وأشاد بمجاهدات القوات المسلحة والاجهزة الأمنية الاخري وقوات العمل والمهام الخاص والمستنفرين في الذود عن حياض الوطن ودحر المليشيا المتمردة ، مؤكدا استطفاف كل مواطني الولاية خلف القوات المسلحة حماية للارض والعرض ، وأعلن عن مواصلة حكومة الولاية لكل الأجهزة الأمنية بهدف الحفاظ علي أمن واستقرار الولاية.من جهته حيا المدير التنفيذي لمحلية كوستي الاستاذ ابوعبيدة عمر عجبين مجاهدات وتضحيات القوات المسلحة في تطهير كافة المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع المتمردة بالبلاد ، وقال ان محلية كوستي كالعهد بها صامده وتطلع بكافة مهامها في الأمن والأمان وتوفير متطلبات المواطنين من الخدمات والسلع الضرورية ، واضاف ان تحرير مدينة سنجه درس جديد يؤكد عظمة القوات المسلحة وقدرتها في التغلب علي الخونة والماجورين من المليشيا الإرهابية والتي تمضي الي الزوال بإذن الله تعالى.وفي ذات امتدح نائب رئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار والمقاومة الشعبية بالولاية الاستاذ مهدي الطيب الخليفه الملاحم البطولية التي تقوم بها القوات المسلحة والاجهزه الأمنية الاخري والمستنفرين وقوات العمل الخاص والتي اسهمت في دحر المتمردين وتحقيق انتصارات متلاحقة عليهم في كافة المحاور ، وأشار الي ان هذه المسيرة تأكيد علي لحمة الشعب السوداني وحفاظا علي وحدته ووقوفا مع قواته المسلحة رمز عزة هذا البلد ، وقال ان المقاومة الشعبية ماضية في برامجها الخاصة بالاستنفار ودعم القوات المسلحة تحقيقا لشعار جيش واحد شعب واحد وكلنا جيش.كما خاطب المسيرة ممثلين لقطاعات المرأة والشباب والطلاب عبرو من خلالها علي تلاحمهم الكبير ووقفتهم الصلبة خلف القوات المسلحة الي ان يتحقق النصر الكبير بالقضاء علي المليشيا ومسحها من الوجود.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جماهير كوستي تنظم مسيرة عفوية كبرى احتفالا بتطهير مدينة سنجة من دنس المليشيا المتمردة – صورة
  • الإمارات تستضيف مؤتمر وزراء التعليم العالي في الوطن العربي
  • «القومي للترجمة» يصدر كتاب «دريدا الشاب»: أحد الفلاسفة المهمين
  • "أكتوبر في الأدب العربي المعاصر" في مناقشات المؤتمر العام لأدباء مصر بالمنيا
  • فيلم "عاشق" يتذيل شباك التذاكر
  • عاجل| المصرف المتحد يضخ قيادات جديدة في هيكل إدارته قبل طرح مرتقب بالبورصة
  • بعد نجاحه الهائل.. فيلم "عاشق" مهدد بالسحب
  • احتفالاً باليوم الوطني.. إطلاق أغنية “إحنا بلدنا الإمارات” 2 ديمسبر
  • بعد تحقيقه 670 جنيها.. فيلم «عاشق» مهدد بالسحب من دور العرض
  • البرهان يؤكد عزم القوات المسلحة على تطهير البلاد من دنس التمرد والقضاء على المليشيا الإرهابية