ذكاء اصطناعي ورقابة فضائية.. أمريكا تستعد لحرب الصين بخطة متطورة لـ«التجسس البحري»!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
شرع الجيش الأمريكي في التجهيز لمواجهة الصين، عبر إطلاق أكبر عملية هيكلة شاملة لأنظمة التجسس البحرية، بالتزامن مع إرسال سفن مسيرة قرب السواحل الصينية، فيما رجح قائد التحركات البحرية بالقيادة الأمريكية، مواجهة مرتقبة قد تندلع عام 2025، وبعث برسالة إلى ضباطه يخبرهم بضرورة تأهب جميع القوات للحرب المرتقبة.
وكان المسئول عن قيادة التحركات الجوية للقوات الأمريكية، الجنرال مايك مينيهان، قد أرسل مذكرة إلى ضباطه توقع فيها أن الحرب مع الصين ستكون فى عام 2025، وأنه سيكون ذلك بسبب تحرك صيني تجاه تايوان، وتضمنت المذكرة عدة أوامر لأفراد قيادته، منها الأخذ فى الاعتبار ترتيب شؤونهم الشخصية وما إلى ذلك.
ووصلت سفينتان مسيرتان تابعتان للبحرية الأمريكية إلى يوكوسوكا باليابان، في أول نشر أمريكي لسفن مسيرة لاستهداف الصين في غرب المحيط الهادئ. وقال بيان تابع لقيادة الأسطول السابع التابع للبحرية الأمريكية: وصلت السفن غير المأهولة اليابان فى الثامن عشر من سبتمبر الجاري، وأضاف البيان أن السفينتين المسيرتين تشاركان في التدريب مع الأسطول السابع الامريكى لاختبار وتطوير وتقييم دمج المنصات غير المأهولة في عمليات الأسطول لخلق مزايا قتالية جديدة.
وذكرت صحيفة، وول ستريت جورنال، أنه لأول مرة تنشر الولايات المتحدة هذا النوع من السفن بالقرب من سواحل الصين، بهدف اختبار قدرات المراقبة والهجوم في المنطقة التي ستجدها البحرية الأمريكية مفيدة لاستهداف الصين، وأن السفن المسيرة ليست مجهزة بالصواريخ ولكنها قادرة على حملها وإطلاقها.
تزامنت تلك التطورات مع دراسة حديثة (نشرتها وكالة رويترز) عن استعداد الجيش الأمريكي والقوات البحرية (المارينز) للحرب المرتقبة مع الصين، وإجراء أكبر عملية إصلاح شاملة لشبكة المراقبة البحرية السرية للغاية منذ الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تتضمن الخطة إعادة بناء لبرنامج التجسس المضاد للغواصات، وتحديث كابلات التجسس الصوتية تحت الماء، وتزويد سفن المراقبة بأجهزة استشعار متطورة وميكروفونات تحت سطح البحر، وهي خطوات تهدف إلى تعزيز قدرة الجيش على التجسس على أعدائه.
وأشارت الدراسة إلى أن التغيير الأكثر ابتكارا في نظام استطلاع المحيطات التابع للبحرية هو الاستثمار في التقنيات الجديدة لتصغير وتعميم أدوات المراقبة البحرية التقليدية التى تقع فى مواقع سرية فى قاع المحيط وكانت قد صممت للتجسس على الغواصات السوفيتية قبل سبعة عقود.
كما تتضمن الخطة البحرية نشر أسطول من الطائرات البحرية بدون طيار للاستماع إلى طائرات العدو، ووضع أجهزة استشعار محمولة (تحت الماء) في قاع البحر للبحث عن الغواصات، واستخدام الأقمار الصناعية لتحديد مواقع السفن من خلال تتبع تردداتها اللاسلكية، واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات التجسس البحري في جزء أصغر من الوقت الذي يستغرقه المحللون البشريون عادةً.
وقال المتحدث باسم الأسطول الأمريكي الخامس (المتمركز في الشرق الأوسط، الذي قاد تجارب الطائرات بدون طيار التابع للبحرية الأمريكية) تيم هوكينز: البحرية تعمل على تحسين المراقبة من الفضاء إلى قاع البحر بهدف رسم أوضح صورة على الإطلاق للبحرية الأمريكية للنشاط العالمي في البحر.
ولا تقف الصين عاجزة أمام الخطط الأمريكية ولكنها تستعد أيضا لهذه الحرب المحتملة حيث تقوم بإنشاء برنامج تجسس بحري خاص بها يعرف باسم السور العظيم تحت الماء. ويتكون هذا النظام من كابلات مزودة بأجهزة استشعار تم وضعها على طول قاع البحر في بحر الصين الجنوبي للتنصت على السفن والغواصات التى تمر بتلك المنطقة، وهي ساحة متوترة بسبب النزاعات الإقليمية بين بكين وجيرانها. كما تقوم بكين بإنشاء أسطول من الطائرات بدون طيار تحت الماء وعلى سطح البحر للبحث عن غواصات العدو.
ويمتد التقدم الصيني إلى منطقة المحيط الهادئ، وقالت الأكاديمية الصينية للعلوم التي تديرها الدولة في عام 2018 إنها تقوم بتشغيل جهازيْ استشعار تحت الماء: أحدهما في منطقة تشالنجر ديب في خندق ماريانا، أعمق نقطة معروفة على وجه الأرض، والآخر بالقرب من ياب، وهي جزيرة في ولايات ميكرونيزيا الموحدة. وعلى الرغم من أن الصين تقول: إن أجهزة الاستشعار هذه تستخدم لأغراض علمية، فإنها يمكنها اكتشاف تحركات الغواصات بالقرب من القاعدة البحرية الأمريكية في غوام، الجزيرة التي تقع فى المحيط الهادي.
وأصبحت منطقة المحيطيْن الهندي والهادئ الساحة الرئيسية للمنافسة العسكرية بين الولايات المتحدة والصين، حيث مثل الوجود العسكري البحري الأمريكى طويل الأمد مصدر تهديد للصين التي تعتبر الدعم المستمر لتايوان استفزازا لها وخطورة على أمنها القومي لاسيما بعد تخطيط البيت الأبيض إقامة قواعد عسكرية لها هناك، مما يزيد الأمر خطورة أكثر بالنسبة لبكين التي تحيطها واشنطن بالعديد من القواعد العسكرية فى بلاد مجاورة لها وحليفة لأمريكا.
وتشير الدراسة (التي نشرتها رويترز) إلى أن حملة المراقبة والتجسس التي تقوم بها البحرية الأمريكية مدفوعة بثلاثة عوامل رئيسية:
هو الصعود السريع للصين كقوة بحرية واحتمال قيام سفنها بمهاجمة تايوان أو تخريب البنية التحتية الأمريكية تحت سطح البحر، بما في ذلك خطوط أنابيب النفط وخطوط الإنترنت.
جاء الاهتمام الأمريكى بالسفن المسيرة، بعد نجاح أوكرانيا في استخدام تكتيكات الحرب البحرية الجديدة في هجومها المضاد ضد القوات الروسية حيث استخدمت كييف مركبات بحرية غير مأهولة رخيصة الثمن نسبيًا لضرب سفن وجسور روسية. وقد كشف هذا التطور عن مدى ضعف السفن السطحية الكبيرة أمام هجمات الطائرات بدون طيار، وحاجة البحرية الأمريكية إلى إتقان هذه التكنولوجيا فى عملياتها الهجومية، وكذلك تعلم طرق الدفاع ضدها. وهذا بدوره يزيد من أهمية حرب الغواصات في أي صراع مع الصين.
وأخيرا، فإن التغير التكنولوجي السريع، بما في ذلك أجهزة الاستشعار الأكثر حساسية تحت الماء، والذكاء الاصطناعي والطائرات البحرية بدون طيار، يغذي سباق التسلح للمراقبة بين بكين وواشنطن، وعلى الرغم من أن السفن الحربية والغواصات الأمريكية تعتبر متفوقة من الناحية الفنية على نطاق واسع، فإن الصين تمتلك أكبر قوة بحرية في العالم، حيث تضم حوالي 340 سفينة وغواصة، وفقا لتقرير البنتاجون لعام 2022 عن الجيش الصيني، الذي أكد أن الصين تقوم ببناء غواصات أكثر تقدما تعمل بالطاقة النووية وأكثر هدوءًا ويصعب اكتشافها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الجيش الأمريكي الذكاء الاصطناعي أمريكا والصين ذكاء اصطناعي للبحریة الأمریکیة البحریة الأمریکیة تحت الماء بدون طیار
إقرأ أيضاً:
اختتام مناورات “الحزام الأمني البحري 2025” بين روسيا والصين وإيران
إيران – اختتمت في ميناء تشابهار الإيراني مناورات “حزام الأمن البحري 2025” التي شاركت فيها سفن من روسيا وإيران والصين.
أفاد بذلك المكتب الصحفي لوزارة الدفاع الروسية، الذي تابع في بيانه أن مفارز سفن من البحرية الروسية والإيرانية وجيش التحرير الشعبي الصيني شاركت في التدريبات، ومثّل الجانب الروسي في المناورات طواقم الفرقاطتين “ريزكي” و”البطل ألدار تسيدينجابوف” إضافة إلى طاقم ناقلة النفط البحرية المتوسطة “بيتشينغا” التابعة لأسطول المحيط الهادئ. وشمل التدريب أجزاء بحرية وساحلية. وتدربت سفن الدول الثلاث في خليج عمان على البحث عن السفن المحتجزة وتحريرها، كما أطلقت النار على أهداف بحرية وجوية. وعملت مفارز السفن وأطقم المروحيات ووحدات العمليات الخاصة معا لتفتيش السفن المشبوهة وتحريرها من الإرهابيين الوهميين.
ويشار إلى أنه خلال الجزء الساحلي من المناورات في ميناء تشابهار الإيراني أقيمت منافسات بين أطقم السفن في الألعاب الرياضية الجماعية. وشارك قادة السفن وهيئة الأركان الميدانية في تحليل المرحلة البحرية من التمرين وتلخيص النتائج والمشاركة في الاجتماعات البحرية من التمرين وتلخيص النتائج والمشاركة في الاجتماعات الرسمية. وخلال البرنامج الثقافي، زار البحارة الروس المعالم السياحية المحلية عبر الرحلات الاستكشافية.
وتقام المناورات البحرية الدولية “حزام الأمن البحري”، التي نظمها الجانب الإيراني، للمرة السابعة، حيث كانت المرة الأولى في بحر العرب عام 2018، وتشارك في المناورات بشكل دائم سفن من البحرية الإيرانية والبحرية الروسية وبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني. وشارك في التدريبات هذا العام نحو 15 سفينة وسفينة دعم وقوارب قتالية، إضافة إلى مروحيات الطيران البحري. وتهدف المناورات إلى ضمان الأمن البحري ومكافحة القرصنة والإرهاب في البحر وحماية الاتصالات البحرية.
المصدر: نوفوستي
Previous “الكتاب الأبيض”.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أوروبا لدعم أوكرانيا و”ردع” روسيا Related Posts “الكتاب الأبيض”.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أوروبا لدعم أوكرانيا و”ردع” روسيا دولي 14 مارس، 2025 ماذا سيجري في الجلسة الأولى؟.. مثول الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي أمام “الجنائية الدولية” دولي 14 مارس، 2025 أحدث المقالات اختتام مناورات “الحزام الأمني البحري 2025” بين روسيا والصين وإيران “الكتاب الأبيض”.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أوروبا لدعم أوكرانيا و”ردع” روسيا ماذا سيجري في الجلسة الأولى؟.. مثول الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي أمام “الجنائية الدولية” الولايات المتحدة وإسرائيل تتطلعان إلى توطين الفلسطينيين المهجرين من غزة في دول إفريقية مدرب بطل أفريقيا 2022.. أليو سيسيه مدربًا جديدًا للمنتخب الليبيليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results