«الصباح» يطالب بحسن الجوار.. «خور عبد الله» يدفع الكويت لانتقاد العراق: «مغالطات تاريخية»!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أكد رئيس الحكومة الكويتية، أحمد نواف الأحمد الصباح لنظيره العراقي، محمد شياع السوداني، مؤخرا، أن «الحُكم العراقي المتعلق بتنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله تشوبه مغالطات تاريخية» جاء ذلك خلال محادثاتهما (على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك).
كانت المحكمة الاتحادية العليا العراقية، قضت بـ«عدم دستورية قانون التصديق علي اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله المبرمة بين العراق والكويت في عام 2012، التي تم التصديق عليها وإيداعها لدى الأمم المتحدة عام 2013» فيما قال الصباح: «على حكومة العراق اتخاذ إجراءات ملموسة وحاسمة وعاجلة لمعالجة الحكم والمغالطات التاريخية الواردة فيه بما يحفظ علاقات حسن الجوار».
شدد «الصباح» على «الالتزام بأمن واستقلالية وسلامة أراضي كلا البلدين وبالاتفاقيات المبرمة بينهما والقرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 833 الذي خطط الحدود البرية والبحرية بين الجانبين حتى العلامة 162 بحري، ورغبة الكويت بأن يتم الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية الكويتية- العراقية وذلك خلال الفترة القادمة ووفقا للقوانين والمواثيق الدولية لما بعد العلامة 162».
وحددت الأمم المتحدة عام 1993 الحدود البحرية والبرية بين العراق والكويت، إلا أن الحدود البحرية بين البلدين تشكل نقطة خلاف بين الجانبين، حيث ترغب بغداد في أن يسهم ترسيم الحدود في ضمان قدرتها على الوصول إلى بحر الخليج، الذي تحتاج إليه اقتصادياً ولصادراتها النفطية.
وبدأ التوتر بشأن هذه المنطقة عام 2010، عندما وضعت الكويت حجر الأساس لبناء ميناء مبارك الكبير عند الضفة الغربية للخور، وفي الوقت نفسه وضعت بغداد حجر الأساس لإنشاء ميناء الفاو الكبير في الضفة المقابلة.
وخلال زيارته للعراق أشار وزير الخارجية الكويتي، سالم عبد الله الجابر الصباح، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، وبحضور محافظ البصرة، أسعد العيداني، إلي وعود عراقية بشأن إزالة منازل عراقيين في أم قصر الحدودية، وتسليم مناطقها للكويت، وإسكان سكانها في مجمع سكني جديد خُصص لها بعيداً عن الخط الحدودي، حيث مثلت هذه المنازل التي بنيت منذ الستينيات عوائق صناعية أمام العلامات الحدودية البرية، وتم تعويض أصحابها بمبلغ 82 مليون دولار لبناء مجمع سكني راق.
إلا أن محافظ مدينة البصرة أسعد العيداني أكد أنّ قضية أم قصر استُغلّت سياسياً، وباتت من ضمن الدعاية الانتخابية المُبكرة، متّهماً نواباً بأنهم يشوّهون الحقيقة بشأن بيع العراق أراضيَ تابعة له للكويت، لافتاً إلى أن "العراق والكويت اتفقا في عام 2013 على بناء منازل خاصة للعوائل العراقية الساكنة عند الحدود"، وشدّد المحافظ العراقي على أنّه "لن تذهب أي ذرة تراب من الحدود العراقية إلى الكويت".
وحسب قرار مجلس الأمن 833، فإن العلامات الحدودية القريبة من هذه المنازل في منطقة أم قصر، تقضي بوجود منطقة حرم حدودي فاصلة بنحو 500 متر على أراضي كلا الطرفين (الكويت والعراق)، بحيث يكون حارس الحد العراقي يستطيع مشاهدة حارس الحد الكويتي بدون عوائق طبيعية، وبذلك فان هذه المنازل شكلت عوائق صناعية تم التوافق على إزالتها.
وبدأ التحرك العراقي لاستعادة خور عبد الله في يوليو الماضي، حيث أعلن وزير النقل العراقي، رزاق محيبس السعداوي، عن التحرك رسمياً لاستعادة الخور عبر مخاطبة الجهات الدولية والطعن على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 833 لعام 1993، بشأن خور عبد الله.
وخور عبد الله، يقع شمال الخليج العربي ما بين جزيرتي يوبيان ووربة الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية مشكلاً خور الزبير الذي يقع فيه ميناء أم قصر العراقي، وقامت الحكومة العراقية في عام 2010 بوضع حجر الأساس لبناء ميناء الفاو الكبير علي الجانب العراقي من الخليج.
وأعاد قرار المحكمة الاتحادية العراقية في 4 من الشهر الجاري الخلاف الحدودي للواجهة، حيث قضت المحكمة بعدم دستورية اتفاقية خور عبد الله، التي تنظم حركة الملاحة البحرية في الممر المائي بين العراق والكويت، وبررت المحكمة قرارها لمخالفة أحكام المادة 61 / رابعاً من دستور جمهورية العراق التي نصت على أن عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية تنظم بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء البرلمان، وهو ما لم يتحقق خلال الجلسة.
واتفاقية خور عبد الله التي تم التوقيع عليها في 29 إبريل عام 2012 وتم التصديق عليها في 15 نوفمبر 2013 قد أثارت وقتها لغطاً كبيراً، حيث اعترض عليها رئيس الوزراء نوري المالكي واعتبرها تنازلاً عن جزء من الخور، وهو الممر الملاحي الوحيد المؤدي لمعظم الموانئ العراقية، وأن التقسيم جاء بالتنصيف وليس بناء على خط التالوك أي أعمق ممر يسمح للملاحة البحرية فيه.
ومشروع ميناء مبارك الكويتي أثار لغطاً كبيراً بسبب اختيار الحكومة الكويتية موقعه على الضفة الغربية لخور عبد الله في جزيرة بوبيان الممر الملاحي للموانئ العراقية، إذ طلب العراق بنقل هذا الميناء للشاطئ الجنوبي للجزيرة المطل على الخليج بدلاً من الموقع الحالي تلافياً لحدوث أي ازدحامات مستقبلية للسفن في هذا الممر الملاحي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خور عبدالله العراق والكويت تنظيم الملاحة البحرية العراق والکویت خور عبد الله البحریة فی أم قصر
إقرأ أيضاً:
شرح مفصّل لتداعيات فوز ترامب على السياسة النفطية العراقية
بغداد اليوم - بغداد
عدّ عضو لجنة النفط والغاز النيابية بهاء النوري، اليوم الخميس (7 تشرين الثاني 2024) أن أسعار النفط وحركة السوق النفطية العالمية ومنها العراق، قد تشهد تغييرا مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال النوري لـ"بغداد اليوم"، إن "منظمة أوبك تدير حاليا حركة السوق النفطية بشكل مستقر وهي تتحكم بسعره عالميا، لكن قطاع النفط قد يشهد تغييرا مع وصول ترامب لحكم الولايات المتحدة، وهذا ما ستشهده الفترة المقبلة".
وأضاف، أن "استقرار الشرق الأوسط سيسهم في الاستقرار النفطي للعراق والمنطقة، فالسياسة الخارجية تؤثر على النفط وبيعه وسعره، لاسيما أن العراق يعتمد على بيع النفط بنسبة 95 بالمئة وأي مشكلات أخرى ستؤدي إلى انخفاض أسعاره عالميا".
وفاز دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة ليصبح رجل الأعمال ثاني رئيس في التاريخ يعود إلى البيت الأبيض على مرحلتين، محطمًا إنجازًا تاريخيًا لم يحققه أحد منذ 136 عامًا، ولتكون أمريكا والعالم أمام فترة استثنائية يقود القوة الأولى في العالم خلالها، شخصية استثنائية، في ظل أغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.
سببان سلبيان على الاقتصاد العراقي
لتسلم ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة تداعيات كبيرة على صعيد الاقتصاد في العراق، هذا يؤشره خبراء اقتصاديون، وذلك يعود لسببين: الأول، هو سياسة ترامب المناهضة للدول المنتجة للنفط، حيث سيسعى الى خفض أسعار النفط، وبالتالي سيؤثر بالسلب على الاقتصاد العراقي كونه يعتمد على القطاع النفطي بنسبة ما يقارب 90٪، وبالتالي سيؤدي إلى استنزاف رصيد احتياط البنك المركزي العراقي من العملة الصعبة.
والسبب الآخر، وهو أزمة شحة الدولار في العراق التي يعيشها في الوقت الراهن من ممكن أن تتفاقم، ما يؤدي إلى استنزاف قيمة الدينار العراقي، لأنه في حال زادت حدة الصدام السياسي والعسكري بين الفصائل العراقية والولايات المتحدة، وحينها من ممكن أن يتعرض العراق إلى عقوبات اقتصادية أو مالية نوعية من قبل أمريكا التي ستضيق الخناق على الاقتصاد العراقي عبر الدولار.
مكاسب مؤقتة وقلق عالمي
في السياق، يرى أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، أن "فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي". جاء ذلك خلال تصريح أدلى به لـ"بغداد اليوم"، الاربعاء (6 تشرين الثاني 2024).
السعدي يقول إن "مجيء دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى سيكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي؛ ففي فترة رئاسته الأولى، تبنى سياسة (أمريكا أولاً)، ما أحدث تغييرات جوهرية في الاقتصاد العالمي من خلال فرض الرسوم الامريكية على العديد من الدول، مثل الصين، وهو الذي بدأ الحرب التجارية التي أثرت على سلاسة الإمداد وأسعار السلع".
وأضاف، أن "عودة ترامب إلى الرئاسة مرة ثانية يعني من المتوقع أن يتم تصعيد السياسات الحمائية، ما قد يؤدي إلى زيادة التضخم عالميًا بسبب الرسوم الامريكية الانتقامية وارتفاع تكاليف السلع، كما أن سياسة الانعزال عن الاتفاقيات متعددة الأطراف، مثل اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، قد تضعف هذه المؤسسات وتقلل من قدرتها على مواجهة الأزمات العالمية، مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي".
السعدي يبيّن أيضا، أنه "من الناحية الجيوسياسية، قد تؤدي سياسات ترامب في الشرق الأوسط وعلاقاته مع السعودية وإيران إلى تأثيرات مباشرة على أسواق النفط وأسعار الطاقة، بينما قد تؤدي علاقاته مع روسيا إلى إعادة تقييم بعض العلاقات الأمنية الغربية، وهذه التوجهات قد تزعزع استقرار أسواق الطاقة والاقتصادات المعتمدة عليها".
وتابع أستاذ الاقتصاد الدولي: "أما بالنسبة للسيناريوهات المستقبلية، فقد تتراوح بين تصعيد الحروب التجارية التي قد تخلق انقسامات اقتصادية عالمية، وبين إعادة تشكيل التحالفات التجارية العالمية، كما أن الاتجاه نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي قد يتسارع، في حال استمرار السياسات التي يقودها ترامب في هذا الاتجاه".
وختم السعدي قوله إنه "قد تحقق بعض الصناعات الأمريكية مكاسب قصيرة الأجل نتيجة لسياسات ترامب، فإن الاقتصاد العالمي قد يواجه حالة من عدم اليقين والتقلبات، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات التجارية والأمنية".