هل تتجه الصين إلى خفض القروض في أفريقيا؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
بعد اتجاه الصين لتمويل العديد من المشروعات في أفريقيا، ضمن قروض مبادرة "الحزام والطريق" التي أٌقرها الرئيس شي جين بينغ، فإن هناك تساؤلات حول الكيفية التي ستختار بها بكين توجيه هذه المبادرة، وما إذا كانت ستقلص التمويل وسط تحديات اقتصادية جديدة.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن قضايا سداد الديون وسط الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة الناجمة عن جائحة كوفيد 19، والحرب في أوكرانيا، والمشاكل المالية المتزايدة التي تواجهها بكين والحاجة إلى معالجة القضايا البيئية بشكل أفضل، من بين الضغوط الجديدة على كيفية إقراض الصين، واقتراض البلدان منها.
وتشير بعض البيانات إلى أن التحول جار بالفعل، حيث قال باحثون من مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن في الولايات المتحدة إن هناك انخفاضاً مطرداً في التزامات القروض الجديدة من الكيانات الصينية إلى المقترضين الحكوميين الأفارقة، والتي تعمّقت في العامين الماضيين.
وانخفضت هذه القروض الجديدة من ذروتها البالغة 28.5 مليار دولار في عام 2016 إلى أقل بقليل من مليار دولار في العام الماضي، وهو العام الثاني على التوالي، الذي انخفض فيه الإقراض إلى أقل من ملياري دولار.
Africa should be focused on the economic situation in China, their biggest trading partner. If the Chinese economy goes bad, we will be seriously hopeless. Because no more infrastructure loans, no more cheap things, and no one to buy into our raw material economy.
— Chu Chu (@sabudehkierian) September 26, 2023إعادة المعايير
ويقول الباحثون إن الانخفاض قد لا يفسره الوباء فقط، لكن التحول الأوسع نحو الإقراض قد يشهد عدداً أقل من القروض واسعة النطاق. وقالت الباحثة الاقتصادية أوينتاريلادو موسيس لشبكة "سي إن إن": يبدو أن مبادرة الحزام والطريق في وضع التعديل.
وأَضافت "قد لا تقتصر هذه الظاهرة على التمويل الصيني في أفريقيا فحسب، وبالنظر إلى انخفاض متوسطات القروض على مستوى العالم، فمن المرجح أن تتميز هذه المرحلة الجديدة بتمويل أقل بشكل عام".
ومن جانبه قال عمار مالك الباحث الاقتصادي البارز في معهد وليام أمد ماري العالمي للأبحاث في الولايات المتحدة "إن التغيير الأكبر الذي يتعين علينا أن نعترف به هو أن عصر أسعار الفائدة المنخفضة والأموال الرخيصة المتدفقة من الصين إلى هذه البلدان قد انتهى.
وأضاف الباحث الاقتصادي "الصين الآن هي أكبر مُحصّل للديون في العالم".
وقال: "التحدي بالنسبة للصين الآن هو التأكد بشكل أساسي من أن هذه الدول لديها سيولة كافية، وأن هذه المشروعات تعمل بما يكفي، بحيث تتمكن الصين من تحصيل أقساطها مع الفوائد، وفي الوقت المحدد".
وأضاف مالك أن قضايا ضائقة الديون قد تعني أن عدداً من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ليست في وضع يسمح لها بتحمل المزيد من الديون حالياً.
وتابع عمار مالك قائلاً "من المرجح أن العديد من الاقتصادات النامية "لا تزال مهتمة للغاية بتلقي الأموال لمشاريع البنية التحتية الكبيرة التي تعتبر بالغة الأهمية لتنمية اقتصاداتها"، وهناك مجموعة من العوامل التي "تحفز كلاً من الصين والبلدان المتلقية على مواصلة العمل معًا"، والتي قد لا تؤدي إلى تباطؤ التمويل في المستقبل.
Chinese Loans to Africa
China : It's over guys, The Age of Repayments has begun. Now, pay your loans or pic.twitter.com/mw2KNMalFk
تأثيرات داخلية
وعادت الباحثة الاقتصادية أوينتاريلادو موسيس متحدثة عن الأزمة الصينية، وقالت "يجب أن نرى إلى أي مدى ستؤثر التحديات الاقتصادية المحلية التي تواجهها بكين على الإقراض الخارجي على المدى الطويل، ولكن هناك دلائل على وجود آثار الآن، إن قرارات بكين بشأن كيفية توجيه احتياطياتها من النقد الأجنبي، والدعوات لزيادة السيولة لمواجهة التحديات المحلية "تظهر تحولاً حالياً نحو تركيز المقرضين بشكل أكبر على احتياجات التمويل المحلية".
فيما قال أوستن سترينغ، الأستاذ المساعد في جامعة هارفارد. جامعة هونغ كون "إن المشاكل الاقتصادية التي تواجهها الصين قد تجعل الممولين أكثر حذراً، فإن بعض الأولويات الاقتصادية التي كانت تقود في الأصل البنية التحتية العالمية في الصين - مثل الاهتمام بتوليد فرص استثمارية جديدة في اقتصاد متباطئ - تظل قائمة".
In a new policy brief, @TarelaMoses + coauthors crunch the data on 2️⃣ new years of Chinese loans to Africa to deliver insights and analysis on the new state of Chinese lending to Africa.
Read more: https://t.co/TpqVVKuEXi pic.twitter.com/fdIGuOLp90
ومن جانبه قال عضو لجنة الشئون الأسيوية بالمجلس المصري للشئون الخارجية الدكتور ضياء حلمي إن الصين لن تترك القارة الإفريقية، وربما تجمد بعض الخطط المتعلقة بالقروض المقدمة للدول الإفريقية بشأن مشروعات البنية التحتية لحين انعاش الاقتصاد الداخلي لديها، وتحقيق معدلات نمو مقبولة، ثم تستأنف خططها في القارة الإفريقية.
وأوضح حلمي لـ24 أن الصين تسعى لتوسعة نفوذها في القارة الإفريقية بعد غياب الدور الأمريكي على مدار العقود الماضي، واستطاعت أن توسع بكين رقعة انتشارها في القارة السمراء، وبناء عليه لن تضيع مجهود الماضي بعد أن عمقت علاقتها ووجودها في العديد من الدول الإفريقية.
وأشار حلمي إلى أن الصين تضع شروط مثل أي جهة إقرض وصندوق النقد يضع نفسه شروط لتنفيذ البرامج التمويلية للدول، وبناء عليه الصين تضع شروط تضمن حقوق سداد هذه القروض المالية الضخمة.
ومن المتوقع أن يجتمع ممثلون من أكثر من 100 دولة في بكين لحضور منتدى الحزام والطريق الشهر المقبل، وسوف يراقب صناع السياسات في جميع أنحاء العالم كيفية تطور المبادرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين إفريقيا
إقرأ أيضاً:
بين التصريحات المتناقضة والمفاوضات السرية.. هل تتجه إيران نحو صفقة جديدة مع واشنطن عبر وساطة عمانية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألمح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس، إلى استعداد طهران للانخراط في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة من خلال الوساطة العمانية، وذلك بعد يوم واحد من تصريح المرشد الأعلى علي خامنئي برفضه لأي محادثات مع واشنطن، واعتبارها محاولة لخداع الرأي العام.
وفي مقابلة مع صحيفة "إيران"، قال عراقجي ردًا على سؤال حول إمكانية استخدام قنوات غير مباشرة: "نعم، هذا ليس نهجًا غريبًا، وقد حدث مرارًا في التاريخ... المفاوضات غير المباشرة ممكنة. ما يهم هو وجود الإرادة للتفاوض والتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف في ظروف متكافئة، أما الشكل فلا يهم".
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع زيارة أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الذي سلم رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطات الإيرانية يوم الأربعاء.
وفي نفس اليوم، قال خامنئي في خطاب علني أمام طلاب مؤيدين له: "ادعاء الرئيس الأمريكي بأنه مستعد للتفاوض مع إيران هو محاولة لخداع الرأي العام العالمي"، وسط هتافات المعتادين بـ"الموت لأمريكا!".
الحديث عن وساطة عمانية بين طهران وواشنطن يتزامن مع تقارير سابقة عن زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران في ديسمبر، حيث يُقال إنه نقل رسالة من سلطان عمان إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وأكد عراقجي أن دولًا أخرى متورطة أيضًا في المحادثات غير المباشرة، مشيرًا إلى أن هناك مشاورات وثيقة تجري مع كل من روسيا والصين، وأن قناة الاتصال مع الدول الأوروبية الثلاث لا تزال مفتوحة.
وأضاف أن الولايات المتحدة يجب أن ترفع العقوبات في نهاية المطاف، وأن إيران ستشارك في مفاوضات مباشرة فقط إذا كانت خالية من الضغوط والتهديدات، مع ضمانات بحماية مصالحها الوطنية.
وأشار عراقجي إلى أن حملة "الضغط الأقصى" التي أعاد ترامب إطلاقها في فبراير تهدف إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر، وذلك ضمن نهجه المتشدد الذي أعاد فرض العقوبات منذ انسحابه من الاتفاق النووي في 2018.
وعن جهود إيران لتسوية القضايا النووية العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال عراقجي: "نحن نتعاون مع [المدير العام للوكالة الدولية] رافائيل غروسي، وهناك فكرة جديدة تم طرحها لحل القضايا، ونحن نقوم بدراستها حاليًا".
وفي نفس السياق، كشف غروسي في وقت سابق من هذا الشهر عن زيادة كبيرة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، ليصل إلى 275 كيلوغرامًا مقارنة بـ 182 كيلوغرامًا في الربع السابق، مشيرًا إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصب اليورانيوم بهذه المستويات.
ومنذ عام 2021، حين بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى، قيدت بشكل كبير قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة أنشطتها النووية، بما في ذلك منع ثلث المفتشين منذ عام 2023.
يوم الأربعاء، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا في ظل تصاعد الضغوط على إيران بشأن برنامجها النووي. ودعت الولايات المتحدة المجلس إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، متهمةً إيران بانتهاك قرارات الوكالة الدولية وعدم الامتثال لمتطلباتها.
ويأتي هذا الاجتماع بناءً على طلب من ستة أعضاء في مجلس الأمن هم: فرنسا، اليونان، بنما، كوريا الجنوبية، بريطانيا، والولايات المتحدة.
ويتزامن التصعيد الدولي مع اقتراب موعد 18 أكتوبر، وهو التاريخ الذي سيُفقد فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا القدرة على تفعيل إعادة فرض العقوبات الدولية بشكل أحادي إذا لم تتراجع إيران عن أنشطتها النووية.
وأكدت هذه الدول بالفعل استعدادها لاستخدام آلية "سناب باك" (Snapback) لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.