تطبيق نظام البوكليت على الشهادة الإعدادية.. وتطوير مناهج المرحلة الابتدائية

تبدأ المدارس تطبيق نظام البوكليت للمرة الأولى على الشهادة الإعدادية العام الجارى.. في خطوة ضمن أنظمة تطوير التعليم، والذي طبق في تجربة سابقة على طلاب المرحلة الثانوية، لمنع محاولات تسريب الامتحانات، وهذه المرة يُطبق على طلاب المرحلة الإعدادية، وسيطبق البوكليت على مستوى كل محافظة، حيث تعقد دورات تدريبية، لتعريف الطلاب بشكله، والتعرف على طرق الإجابة، والذي يأتي على شكل مدمج فيه ورقتي الأسئلة والإجابة في كتيب يحتوي ورقة بيضاء كمسودة للطالب يصل إلى 20 ورقة أسئلة، ولا يحتاج من الطالب إلى إجابات طويلة بل عبارات قصيرة ومحددة.

. كل جزئية لها مكان مخصص للإجابة، منعًا لحدوث تضارب، أو خطأ فى النقاط أثناء الإجابة، وبهذا يمنع البوكليت الغش، ويقضي على ظاهرة تداول الامتحانات على جروبات الغش.

ولضمان نجاح التجربة وضعت الوزارة عددًا من الإجراءات المنظمة للنظام المطور لتفادي أخطاء تطبيقه في الثانوية العامة بتخصيص علامة مائية لكل إدارة تعليمية. مع تطبيق إستراتيجية للتدريب على النظام الجديد لتعريف الطلاب، واختيار أفضل المعلمين المتميزين، وفي ذات الوقت الانتهاء من سد العجز في المدرسين، وانتقاء المعلمين للتعامل الأمثل مع حالة التطوير، وحصولهم على دورات في المكون المعرفي، والتربوي والسلوكي واللغوى والاتصالات، وبرنامج التدريب الذهني والبدني حيث تم وضع خطة متكاملة لسد العجز في المدارس.

وفي ضوء خطة التطوير تم الانتهاء من تطوير المناهج الدراسية للصفوف بالمرحلة الابتدائية وبخاصة الصف السادس الابتدائي، والذى دخل مرحلة التطوير هذا العام، من أجل مناهج تعمق المعرفة وتنمي المهارات الحياتية، لإعداد جيل قادر على التفكير والإبداع.

ويبدأ الفصل الدراسي الأول 30 سبتمبر الجاري إلى الخميس 25 يناير 2024 وسط تحديات تتطلب وضع خطط بديلة حيال ظهور أحداث ربما تغير من خارطة العملية التعليمية لمواجهة أي تغيرات طارئة، حتى لا تعوق خطة تطوير المناهج للمراحل التعليمية الأساسية والتي تأتي ضمن توجيهات الدولة للنهوض بالعملية التعليمية في ضوء الخطوات العملية، لإعداد جيل مصقل بالمعرفة، ومؤهل لسوق العمل، وفي ذات الوقت ضبط إيقاع الامتحانات، وإعداد جيل من المدرسين، لإكساب التلاميذ المهارات والكشف عن الموهوبين، ودعم المتفوقين، وهذا لن يأتي إلا بوجود نظام تعليمي يواكب التطورات في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، فكانت خطة التعليم بتطوير منهج الصف السادس الابتدائي، والقرار الوزاري بشأن نظام البوكليت للشهادة الإعدادية.

يأتى هذا وسط مطالبات من أولياء الأمور بضرورة عقد تجارب تدريبية لإزالة حالة الخوف لدى التلاميذ من تطبيق التجربة، والبدء في تطبيقه، في وقت العملية التعليمية في حاجة لإعداد المعلمين، لتطوير حقيقي للتعليم.. ويبقى الرهان على خطة الوزارة للمتابعة، والمراقبة والتعامل الأمثل مع أي مخاطر قد تعوق العملية التعليمية.

تسريب الأسئلة

وفي تصريحاته لـ"الأسبوع" الدكتور محمد فتح الله أستاذ تطوير المناهج بالمركز القومي للامتحانات، والتقويم التربوي، طالب بتهيئة عناصر العملية التعليمية للتعامل الأمثل مع فكرة البوكليت، وهو استكمال لما تم البدء فيه للتطوير ضمن سياسة الوزارة، لبناء نظام تعليمي جديد، وسيحقق نتائج إيجابية لكونه نظامًا موجودًا عالميًّا ونتائجه مضمونة.. والذي سيطبق العام الدراسي المرتقب للشهادة الإعدادية، وذلك لمنع تسريب الأسئلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والاستفادة من السلبيات أثناء تطبيقه على طلاب الثانوية، ولا بد من وضع معايير محددة، وضوابط لنجاح التجربة، مع وضع برامج تدريبية مكثفة للمدرسين، لطمأنة التلاميذ، وإعدادهم للتعامل مع هذا الشكل الجديد عليهم في ضوء خطة التطوير، ولا بد مراعاة طبيعية المرحلة للوصول إلى الهدف المنشود من التطوير في ظل سياسة الدولة بالنهوض بالتعليم وتنمية مهارات التلاميذ، وفي ذات الوقت هذا النظام سوف يضمن التفوق للطلاب المجتهدين، ويقيس مدى فهم الطالب، وقدرته على التحليل والتذكر. ويحد من عمليات الغش، لأنه سيعتمد على دمج ورقة الأسئلة مع ورقة الإجابة، لتكون في كراسة واحدة للامتحان. مطالبًا بضبط حضور التلاميذ، وعدم الانسياق وراء الشائعات بالغلق وتعليق الدراسة، يضاف إلى ذلك ضرورة الاهتمام بإعداد المدرسين وطرق التدريس، وتوفير كل ما يلزم للعملية التعليمية، إذا كنا جادين في إحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية، لبناء جيل جديد قادر على المشاركة في بناء المجتمع، مناشدًا أولياء الأمور أن يتعاملوا مع الأمر بدون خوف، ويعرفوا جيدًا أن التطوير مطلوب حتى نتمكن من تعليم التلاميذ اكتساب المهارات التي تؤهلهم فيما بعد لسوق العمل. وكلنا نعمل من أجل المساهمة في بدء عام دراسي جديد يحمل الخير لأبنائنا الطلاب، حيث يأتي العام الدراسي هذا العام في ظل ظروف استثنائية تتطلب تضافر الجهود من أجل عام دراسي متكامل سيكون بداية حقيقية، لاستكمال خطة التطوير وفق معايير الجودة لبناء جيل قادر على المساهمة في بناء الوطن مسلحًا بالعلم والمعرفة واكتساب المهارات.

دورات تدريبية

قال الدكتور مجدي حمزة- الخبير التربوي- إن تطبيق نظام البوكليت على طلاب الإعدادية فكرة جديدة، وتطبيقها يستهدف عدم تدخل العنصر البشري، وتوفير أكبر قدر من العدالة، بالطبع هناك سلبيات في تطبيقه على الثانوية العامة، ويجب علينا ونحن نطبقه على طلاب المرحلة الإعدادية أن نتجنبها، مع ضرورة أن تكون أسئلة الاختبار من متعدد متفقة مع مواصفات الامتحان، كذلك الالتزام بمواصفات الورقة المتصلة بشكل الأسئلة، وأن تتضمن المقرر الذي تم تدريسه على أرض الواقع، وأن تتلاءم مع الوقت المخصص للامتحان لضمان عدم تبديل كراسة إجابته داخل الكنترول لأن البوكليت سيكون مرقمًا وفقًا لأرقام الجلوس. هذا النظام معمول به فى كثير من الدول، وبالتالى نتائجه مضمونة، والهدف من استخدامه هو القضاء على الغش، للاستفادة من عملية التطوير.

في الوقت ذاته ونحن نطبق التطوير على طلاب الصف السادس الابتدائي، لا بد أن يكون المعلمون حصلوا على القدر الكافي من التدريب على المنهج الجديد، لتفادى المشكلات التي ظهرت أثناء تطبيق التدريب على طلاب الصف الرابع، وفي ظل ارتفاع أسعار الكتب الخارجية على الوزارة قبل بدء العام الدراسي أن تعلن عن جاهزية طباعة الكتب الخاصة بالصف السادس الابتدائي المطورة، مطلوب التواصل مع أولياء الأمور فيما يتعلق بالمتابعة الدورية لاختبارات صفوف النقل فيما يتعلق بتنفيذ الأنشطة، وأعمال السنة..

أما الخبيرة التربوية الدكتورة بثنية عبد الرءوف، فقالت إن خطة التطوير لمناهج السادس الابتدائي هي استكمال لما تم البدء فيه للتطوير والتي شملت الصفوف الأولى السابقة، وبخاصة التطوير للطلاب الصف الرابع، وتم تطوير المناهج بالتركيز على النواحى الشخصية، والمهارات الحياتية، والتعلم مدى الحياة والتركيز على المفاهيم الكبرى، لإعداد طالب قادر على التفكير والإبداع، حيث المناهج موحدة، وليست مقسمة حسب طبيعة مناطق مصر، ولأهمية هذا الصف الدراسي، لا بد أن تكون هناك دورات تدريبية مكثفة للمعلمين، وأن يكونوا على إلمام تام بكل الأجزاء التي تم تطويرها، مع ضرورة سد العجز في إعداد المعلمين، وبالنسبة للامتحانات الشهرية التي أقرتها الوزارة منذ العام الماضي على طلاب صفوف النقل، والتي تعتمد عليها أعمال السنة، كما تضاف للمجموع، سوف يكون لها نتائج إيجابية وتقيس مدى قدرة التلاميذ على التحصيل، ويجب أن تطبق بشكلي عملي، ومنهجي للكشف عن الطلبة الموهوبين، ودعم المبتكرين، وفي ذات الوقت الاهتمام باللياقة البدنية للتلاميذ.

المصدر: الأسبوع