توجد عقبتان رئيسيتان، بينهما العلاقات مع الصين، قد تحولان دون حصول السعودية على أسلحة أمريكية أكثر تطورا، ضمن صفقة محتملة تتوسط فيها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

تلك القراءة طرحها جرانت روملي، في تحليل بـ"معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني" (WINEP) يستعرضه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "الرياض تعتبر على الأرجح محادثات التطبيع قناةً قد تكون مفيدة لاستئناف عمليات شراء المزيد من المنصات الهجومية".

والرياض ترغب، بحسب تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، في التطبيع مع تل أبيب مقابل توقيع معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن، والحصول على أسلحة أمريكية أكثر تطورا، وتشغيل دورة وقود نووي مدني كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم دخل المملكة، إلى جانب التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ورجح روملي أن "السعودية لن تقبل بالحصول على أقل مما تم التعهد به للإمارات مقابل اتفاقية التطبيع التي أبرمتها مع إسرائيل (في واشنطن عام 2020)، أي المقاتلة الهجومية من طراز "إف-35"، وطائرات بدون طيار من طراز "إم كيو-9 ريبر"، ومجموعة متنوعة من الصواريخ الموجهة بدقة".

ولفت إلى أنه "كان من شأن عمليات الشراء هذه مجتمعةً أن تكلف الإمارات 23 مليار دولار وتجعلها أول دولة عربية تستخدم طائرات "إف-35" و"إم كيو-9"، لكن إدارة (الرئيس آنذاك دونالد) ترامب فشلت في إكمال عملية البيع قبل تنصيب الرئيس بايدن (في يناير/ كانون الثاني 2021)".

و"قد انهارت الصفقة، التي وافقت عليها الإدارة الأمريكية الجديدة في البداية، بعد أن اكتشفت هذه الإدارة، وفقا لبعض التقارير، بناء منشأة عسكرية سرية للصين (المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة) في مجمع ميناء أبوظبي"، كما زاد روملي.

وأردف أن "هذه المنشأة، إلى جانب علاقات الإمارات الوثيقة مع الصين في قطاعات أخرى ولا سيما الاتصالات، تسببتا في عرقلة محاولة الدولة الخليجية حيازة بعض منظومات الأسلحة الأمريكية الأكثر تطورا".

واعتبر أن "المثال الإماراتي لا يزال يدور في أذهان المسؤولين السعوديين والأمريكيين على حد سواء، إذ أكد أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الديمقراطيين العام الماضي أن الرياض ستسعى على الأرجح إلى الحصول على طائرات "إف-35" أيضا، ولكن يجب وضع ضمانات معينة بشأن الصين أولا".

اقرأ أيضاً

ليس اتفاقية دفاع.. مطلب سعودي من أمريكا يثير مخاوف إسرائيلية

أسواق مربحة

و"ستواجه الرياض عقبتين رئيسيتين تَحول دون حصولها على هذه الأسلحة الأمريكية المتطورة، وتتمثل العقبة الأولى في علاقتها مع الصين"، كما أردف روملي.

وزاد بأن "علاقات السعودية مع الصين ربما ليست واسعة النطاق بقدر علاقات الإمارات معها، إلا أن السعودية تحافظ على علاقة وثيقة معها في قطاعات تجارية حساسة مثل الاتصالات، وقد اشترت من بكين أسلحة متطورة، وتعاونت معها، وفقا لتقارير، في إنتاج طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية".

وتابع: "ومؤخرا، تم إلغاء اتفاق بين شركة دفاع أمريكية وأخرى سعودية، بحسب تقارير، على خلفية علاقة هذه الأخيرة مع شركات الدفاع الصينية الخاضعة للعقوبات. وأطلق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تحذيرا مبطنا بأن المملكة قد تُكثف مشترياتها من الأسلحة من الصين".

روملي قال إن "بكين تسعى من جانبها إلى توسيع صادراتها من الأسلحة في أسواق الخليج المربحة، ومن الممكن فعلا أن تنمو علاقاتها الدفاعية مع السعوديين بسرعة إذا رغبت الرياض في ذلك".

اقرأ أيضاً

القيادة الأمنية في إسرائيل تحذر من اتفاق تطبيع محتمل مع السعودية.. لماذا؟

تفوق عسكري

أما العقبة الثانية، وفقا لروملي، "فتتمثل في  المطلب الأمريكي بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل (أوثق حليف لواشنطن في الشرق الأوسط) في أي عملية بيع للمنطقة. وسابقا، أدت الاتفاقيات الإسرائيلية مع مصر والأردن إلى بيع أسلحة أمريكية متطورة إلى كل دولة، ولكن مع قيود لاحقة على قدرات التسلح".

وأضاف أنه "من المرجح أن تكون النقطة المحورية في هذه الحالة طائرة "إف-35" والمتغيرات والقدرات المرتبطة بها؛ نظرا إلى تصنيف الطائرة المقاتلة وواقع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تستخدمها في المنطقة".

واعتبر أنه "بما أن إسرائيل ترغب في إبرام اتفاقية تطبيع مع السعودية، يمكن الافتراض إلى حد معقول أنها ستخفف بعض الشيء من مخاوفها بشأن التفوق العسكري النوعي، علما أنه سيبقى من الضروري تسوية تفاصيل عمليات البيع المعنية وفقا للأنظمة الأمريكية".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي تحتل أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

اقرأ أيضاً

تفاصيل مثيرة.. شركات أسلحة غربية توقف تعاونا مع السعودية بسبب صفقات مشبوهة مع الصين وروسيا

المصدر | غرانت روملي/ معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني- تحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية أسلحة الولايات المتحدة إسرائيل الصين مع الصین

إقرأ أيضاً:

مشادة حادة بين ترامب وحاكمة أمريكية أمام الكاميرات.. أراك في المحكمة (شاهد)

دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جدال حاد مع حاكمة إحدى الولايات الأمريكية بشأن حظر مشاركة الرياضيين المتحولين جنسيا في المنافسات النسائية ما دفع الأخيرة للقول "أراك في المحكمة".

وكان الرئيس الأمريكي وقع في وقت سابق من الشهر الجاري على أمر تنفيذي يحظر مشاركة الرياضيين المتحولين جنسيا في المنافسات النسائية ويفرض سحب التمويل الفيدرالي من "البرامج التعليمية" إذا فشلت المدارس في الامتثال للحظر.

Gov. Mills: I’ll comply with the state and federal laws

Trump: We are the federal law. You better do it because you’re not going to get any federal funds.

Gov Mills: See you in court pic.twitter.com/sBuWDeOCpM — Acyn (@Acyn) February 21, 2025
في السياق ذاته، شهد اجتماع بين الرئيس الأمريكي وحكام الولايات في البيت الأبيض الجمعة الماضي مشادة حادة بين ترامب وحاكمة ولاية مين جانيت ميلز التي أبدت اعتراضها على الحظر.

وقالت ميلز في حديثها مع الرئيس الأمريكي "سألتزم بالقوانين المحلية والفيدرالية"، ما دفع ترامب للرد "نحن القانون الفيدرالي. من الأفضل أن تفعل ذلك لأنك لن تحصل على أي أموال فدرالية".


وعادت الحاكمة ميلز للقول لترامب في الحدث المفتوح أمام وسائل الإعلام: "أراك في المحكمة".

ونشر ميلز بيانا في وقت لاحق قالت فيها إن "ولاية مين لن تُخيفها تهديدات الرئيس"، في إشارة إلى تهديد ترامب بمنع التمويل الفيدرالي من البرامج التعليمية.

وأضافت الحاكمة أنه "إذا حاول الرئيس حرمان أطفال المدارس في مين من استفادة التمويل الفيدرالي، فإن إدارتي والمدعي العام سنتخذ جميع الإجراءات القانونية المناسبة والضرورية لاستعادة هذا التمويل والفرص الأكاديمية التي يوفرها".


وفي السادس من شباط /فبراير الجاري، وقع الرئيس الأمريكي أمرا تنفيذيا يمنع المتحولين جنسيا من المشاركة في المسابقات الرياضية النسائية، محققا بذلك أحد الوعود التي قطعها بها خلال حملته الانتخابية.

وقال ترامب خلال التوقيع على الأمر التنفيذي في البيت الأبيض، إن هناك نوعين بيولوجيين فقط هما "الذكر" والأنثى"، مشيرا إلى أنه لا يعترف بأي توصيفات أخرى.

وشدد الرئيس الأمريكي على أن المتحولين جنسيا "ليس لديهم مكان في المسابقات الرياضية النسائية"، حسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • بوتين يتعهد بدعم الجيش الروسي بأسلحة ومعدات متطورة
  • لمنع حزب الله من تهريب أسلحة..إسرائيل تقصف معابر حدودية بين لبنان وسوريا
  • قوات أمريكية تضبط اسلحة إيرانية ومكونات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وتقنيات اتصال متطورة كانت في طريقها للحوثيين
  • مشادة حادة بين ترامب وحاكمة أمريكية أمام الكاميرات.. أراك في المحكمة (شاهد)
  • ترامب: سنضع قواعد لمنع استثمارات أمريكية تدعم اندماج الصين العسكري المدني
  • خبير: إسرائيل لا تواجه ضغوطًا أمريكية.. والتهجير مخطط يميني متطرف
  • موعد مباراة السعودية ضد الصين بكأس آسيا للشباب وقنوات البث المباشر
  • 232 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • أكثر من 200 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • 232 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح