إندونيسيا تتصدر المشهد في عدد الوافدين.. 9 آلاف طالب يتفوقون في الدراسة بالأزهر
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
يعد طلاب إندونيسيا من أجمل ظواهر الوافدين في مصر، تراهم في المواصلات العامة كثيرا جدا، مع ذلك لا تسمع لهم صوتاً منتهى الهدوء، منذ قرن ونصف كانت البعثات الوافدة لمصر للدراسة في الأزهر تحديداً، ولا غرابة أن تجد معظم المسئولين في الدولة من خريجي الأزهر، وينتشر طلاب وطالبات إندونيسيا في كليات الأزهر ويمثلون 30% من إجمالي عدد الوافدين في الأزهر وهو رقم كبير جدا.
يقول أكمل رئيس طالب بكلية الدعوة: نحن نحب مصر والأزهر ونحن في المركز الأول من حيث درجات التفوق، حيث أعرف قصة الرواق جاوة من التاريخ، وقد درست في بلادي قصة كفاح الإمام محمد عبده وهناك في جاكارتا منظمة تحمل اسمه وحكومة إندونيسيا تولي اهتماما كبيرا بالأزهر وهذا العام سيتم فتح قسم الدراسات الإندونيسية بكلية اللغات والترجمة بنين وبنات بسبب إقبال أعداد كبيرة من الطلاب الأزهريين المصريين لدراسة لغتنا.
يضيف (بايو فطر) طالب بكلية الشريعة: ما زال هذا الرواق موجودا حتى اليوم في حرم الجامع الأزهر تحت اسم الرواق الجاوي، ليشهد على عمق هذه العلاقة الوطيدة مع مصر والتي استمرت حتى يومنا هذا، ومن خمس سنوات تحت اسم رواق إندونيسيا أسسه الأزاهرة من أبناء إندونيسيا، وهو رواق نشيط من الناحية العلمية، وله فعالياته أهمها: إصدار مجلة باللغة الإندونيسية تسمى مجلة أزهري وتغطي أنشطة الأزهر، وإصدار كتيبات عن المنهج الأزهري، وتدشين موقعين إلكترونيين للدفاع عن الفكر الأزهري الوسطي.
يضيف (آه عرش راضي) طالب بكلية أصول الدين: عدد الجالية القادمة من إندونيسيا تتراوح بين ثلاثين وخمسة وثلاثين ألفا نصفهم يتعلمون في الأزهر.. قال أنا تعلمت اللغة العربية عبر المنظمة العالمية لخرجي الأزهر فرع جاكرتا، أول زيارة لمصر كانت إلى الجامع الأزهر، ثم الساحة الإندونيسية بجوار الجامع ويجتمع فيها طلاب، حيث يجلس الشباب في الأمام وتجلس الطالبات في مؤخرة المجلس وفي المقدمة تتراص المقاعد التي يعتليها الأزهريون المصريون وغيرهم يقرأون القرآن الكريم وينشدون التواشيح عدة ساعات، بعد صلاة العشاء في الجامع الأزهر يوم الإثنين من كل أسبوع، يتجمع الطلبة الذين تتفاوت أعمارهم فبعضهم يبدأ أولى سنواته بالقاهرة وبعضهم يدرس بدرجات الماجستير والدكتوراه.
ولا شك أن العلاقة بين مصر وإندونيسيا علاقة قديمة، فمصر كانت من أولى الدول التي اعترفت باستقلال إندونيسيا الذي أعلن في 17 أغسطس عام 1945، وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإندونيسيا عام 1947.
فيما يدرس بجامعة الأزهر طلاب من أكثر من مائة جنسية من مختلف دول العالم، ثقة في الأزهر الشريف وعلماء المؤسسة العريقة، وهؤلاء الطلاب الوافدون هم سفراء الأزهر، وقد درسوا المنهج الأزهري الذي يتميز بالوسطية والاعتدال، والتسامح والحب والإخاء، والدعوة إلى قبول الآخر، والتعددية الفكرية، هكذا نشر الدكتور محمد زين المجد رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بإندونيسيا على موقعها الرسمي، وهو يفتخر بكونه من أبناء الأزهر الشريف بإندونيسيا.. قال: أعتبر نفسي سفيرا للأزهر الشريف في جنوب شرق آسيا، فنحن ننشر الوسطية والاعتدال، وهي بمثابة الأمانة التي يحملها أبناء الأزهر الشريف على عاتقهم بإندونيسيا، فالأزهر هو المرجع الأبرز والأهم في تأصيل المفاهيم الإسلامية، وقد أهدت سفارة إندونيسيا بمصر جامعة الأزهر أربعة مباني سكنية للطلاب المغتربين، تسع حوالي 1200 طالب، بتكلفة بلغت حوالي 5 ملايين دولار، واعتبرت السفارة هذه المباني «ردًا لجميل مؤسسة الأزهر، الذي كان له دور كبير في نشر الإسلام المعتدل في أنحاء إندونيسيا، من خلال الخريجين الإندونيسيين والبعثات الدعوية التي أرسلها الأزهر على مدار الأعوام».
من ناحيته، أكد (باكورشيد أرشدي ) من إندونيسيا، أن الأزهر له مكانته البارزة والخاصة منذ القدم في نفوس الشعب الإندونيسي، والأزهر يمثل الأخوة الإنسانية، وحضرت للجامعة التي تخرج فيها معظم أهلي والتي أبرزت المبادئ الإنسانية للإسلام، ورسالته السمحة، ولدولة إندونيسيا في الأزهر فقط أكبر عدد من الدارسين من كل بلاد العالم، 9660 طالبا وطالبة، تليها ماليزيا بـ 6805 طلاب وطالبات، ثم تايلاند بـ 2500 طالب وطالبة، بينما تمثل نيجيريا أكبر عدد من قارة أفريقيا بـ 2488 طالبا وطالبة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف جامعة الازهر طلاب أندونيسيا فی الأزهر
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يدعو لفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس
أوصى الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، مؤسسات التعليم في وطننا العربي، بفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس، في مقرراتها التعليمية؛ حتى نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها.
ودعا رئيس الجامعة في كلمته عن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، إلى تقويم اللسان العربي والاهتمام بذلك منذ الصغر، وهو ما يتأتى بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقطوعات الشعرية والنثرية التي تصقل اللسان وتعوده على التحدث بالعربية، لا سيما في الوقت الحالي الذي بدأت فيه العربية تُهجر، وأصبحت الكلمات الأجنبية تجري على لسان الأطفال؛ لانتشار المدارس الأجنبية التي تفرض لغتها علينا، وتجعلها لغة للتعلم والتعامل.
وأعلن الدكتور سلامة داود أن مجلس الجامعة السابق-ولأول مرة في تاريخه- اتخذ قرارًا مهمًّا بتشكيل لجنة لبحث تعريب العلوم في مجالات: الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، لافتًا إلى أن هذه العلوم وضعت في الأصل بالعربية وترجمها الغربيون نقلًا عن علماء المسلمين، وآن الأوان أن نستعيد مكانتنا بالعودة إلى هويتنا في تلقي العلوم التي وضعنا نحن المسلمين أسسها، فابن سينا كَتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تبلغ ألف بيت كألفية بن مالك في علم النحو.
جاءت كلمة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال حضوره الافتراضي (أون لاين) لاحتفالية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في سوهاج؛ بمناسبة حصولها على شهادة الاعتماد من هيئة ضمان الجودة، والاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، في حضور الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وإدارة الكلية وأعضاء هيئتها التدريسية، ولفيف من قيادات الأزهر الشريف في محافظة سوهاج.
وهنأ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وإدارة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج برئاسة الدكتور علي عبد الموجود، عميد الكلية، والدكتورة فاطمة المهدي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وجميع منتسبي الكلية؛ بمناسبة حصولها على الاعتماد من هيئة ضمان الجودة.
وأشار إلى أن الجودة تعكس العناية بالتعليم، وهي عمل جماعي منظم يظهر روح الفريق بين منتسبي الكلية، وبداية طريق جديد نحو الاستزادة من العلوم والإسهام في إنتاج المعارف بدلًا من استيرادها، واستشراف ما هو جديد في ساحة العلم لا التوقف عند ما توصل إليه الآخرون.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أنه منذ توليه رئاسة الجامعة، وبدعم متواصل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ وهو يولي اهتمامًا كبيرًا بفتح كليات جديدة في مختلف المحافظات خاصة النائية، وفي محافظات الصعيد؛ حتى يسهل على أبنائنا وبناتنا في تلك المحافظات الالتحاق بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أن العامين الماضيين شهدا افتتاح كليات جديدة، إضافة إلى تحويل بعض الأقسام إلى كليات مستقلة.