#الاسترضاء و #الاستعجال و #الندم
د. #بيتي_السقرات/ الجامعة الأردنية
قالت العرب قديماً لزرقاء اليمامة عندما أمعنت في تحذيرهم من الشجر الذي يتحرك أنها أصيبت بالخرف وباتت لا تعرف ما تقول.
في الأردن يوجد رواسخ لا تحتاج إلى تأكيد عليها وهي الوطن ومؤسسة العرش والجيش، فهذا ثالوث لا فصال فيه.
ولكن في نظام حكم نيابي، مجلس النواب هو أعلى سلطة منتخبة فيه ولا يزال لدينا خلاف وغموض على حق النواب في التوزير!!!! أليس كون النائب منتخباً يعطيه الحق في التوزير كغيره من المواطنين؟!
عوداً على بدء فإن منظومة التحديث السياسي تعاني في إثبات صحة اختراعاتها وما أنتجته من حياة حزبية على التنفس الاصطناعي، ليصار إلى إعلان أن بعض الوزراء حزبيين عبارة تذر الرماد في العيون، كون الأحزاب لا زالت تعاني بيروقراطية العصا الأمنية وشح الموارد المالية.
فهل تم التشاور مع أي حزب عند اختيار الوزراء أم هي دعاية الأحزاب بعينها؟ علماً أن بعضها تحت التأسيس.
عموماً هذا الوطن يعاني من عدم الاعتراف بالأخطاء وباستمرار العجلة دائرة على عادة الصندوق المغلق الذي ينتج نفس الأسماء أو الأبناء،فنحن ننتظر تحديثاً سياسياً ولد خداجاً بسبب رفض من كلف بالتحديث أن يعترف بأنه يختار من شلته ويعمل على الإفشال بعدم الاعتراف بأخطاءه.
و اسأل الله ان لا نكون مثلنا كمثل الكسعي الذي ظن أن سهامه كانت لا تصيب الغزال فكسر القوس، وعندما فاته الأمر عض أصبعه ندماً فقطعها،
فخسر أصبعاً وقوساً وسهاماً بعدما تاهت به أوهام الليل.
نسأل الله السداد للوطن وقائده وأن يكون القادم تحديثياً أعدل للأحزاب وأجمل للشعب.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
المجترون.. أو إغواء الكليشيه
المجترون.. أو إغواء الكليشيه
واحدة من مشكلات السياسي السوداني وقوعه في شِراك الاجترار وهي حالة من (السيولة اللفظية غير المفكر فيها ). فعبارة (رتق النسيج الاجتماعي) من المصكوكات البلاغية الدارجة على ألسنة الساسة في مقام توصيف معالجة (انحلال عرى المجتمع). والتوصيف ينظر إلى المجتمع باعتباره نسيجا ممزقا (مشرطا) وتكون مهمة السياسي في شأنه ( الرتق والترقيع). ولا أظن بعد الحرب أن عبارة (رتق النسيج) مما يمكن أن يحيط (بتمزقات هذا النسيج) فجلابية الوطن صارت (متل الجلابية المشمشة) في قول لحميدتي من أي جهة أمسكتها تمزقت حتى لا يبق فيها مكان لراتق أو راقع.
إن ما حدث في البيت السوداني صدوع عميقة وواسعة لا يصلح معها للسكنى حتى يعاد بناؤه على أساس متين. ومقاربة هذا البناء يتطلب نظرا جديدا في بناء الدولة السودانية وهذا مبحث في البناء الوطني لا تسعف المجترون فيه كليشيهات وعدة السياسة القديمة.
الوطن الجديد مغامرة عقلية وعاطفية قبل أن تكون سياسية وهي فعل إبداع يجب أن يكون فيه من القدرة على (التجاوز) ما هو متضمن في كل إبداع.
الوطن الجديد ليس ترقيعا ولا رتقا لما هو قائم بل هو إنشاء جديد كل الجدة. وإذا كان لابد من الحرص على فكرة (النسيج) فهو نسيج لا رقعة فيه يقوم على تصورات وسياسات لا مكان فيها (للناشطية السياسية) ولا مجتراتها من القول الذي حين يطرق أذن سامع يقول : لقد سمعنا مثل هذا من قبل.
فشنو انزلوا من (قضبان السكة حديد) فهي قد صنعت للقطارات لا تنزل عنها بوصة واحدة.. وليس أضر بعقل المرء وفؤاده وكذلك الأوطان من طرق الطرق المطروقة..
فوزي بشرى