#سواليف إنهاء #دعم #المياه يتطلب مراجعة #سياسات_التقشف كتب … #أحمد_عوض

قرار #الحكومة الأخير بالوقف التدريجي لدعم #أسعار_المياه، يأتي في سياق السياسات الاقتصادية التقشفية المستمرة منذ ما يقارب ثلاثة عقود ونصف العقد، التي تهدف في جانب منها إلى إنهاء دعم #أسعار #السلع_الأساسية، وتوجيه الدعم إلى المستحقين.


هذا القرار، يلقي الضوء على جدوى وفاعلية سياسة وقف الدعم عن أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية مرة أخرى. حيث يمثل هذا النهج، الذي بدأ تطبيقه بشكل جدي في العام 1989، في إطار أول اتفاق بين الحكومة وصندوق النقد الدولي لإعادة الهيكلة الاقتصادية. وباعتباره أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها تدابير #التقشف المالي بوصفها المدخل الأساسي لما يطلق عليه الصندوق “الإصلاح الاقتصادي”.


وهنا لا بد من الإشارة، إلى أنه لا يوجد إجماع بين فلاسفة ومفكري الاقتصاد على المستوى العالمي حول جدوى وصحة وفاعلية سياسات التقشف المالي. إذ تستمر غالبية المدارس والأيديولوجيات الاقتصادية المختلفة في تأكيد التزام الدولة بدعم أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية، باعتباره إجراء مهما لضمان #الاستقرار_الاقتصادي، وضمان مستويات #المعيشة_الكريمة للمواطنين، وتأمين حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.


ومن المفيد الإشارة، إلى أن هذه السياسات فرضت نفسها في عقد الثمانينيات تحت تأثير “الريغانية والتاتشرية” التي كانت تطالب بانسحاب الدولة من مسؤولياتها نحو المجتمع، وقد قام صندوق النقد الدولي، وهو من أبرز المؤيدين لهذا النهج، باتباع هذه السياسات على دول مختلفة، منها الأردن، ما أدى إلى تفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها، وأصبح يطلق عليها سياسات “اجماع واشنطن”.

مقالات ذات صلة حريق كبير بمطعم مشهور في عمّان – فيديو 2023/09/27


إلا أنه سرعان ما تم التراجع عن هذه التوجهات في غالبية دول العالم، فالعديد من البلدان، بما في ذلك القوة الاقتصادية الأولى في العالم، الولايات المتحدة، وهي أحد مراكز الدفاع عن النموذج الاقتصادي الرأسمالي القائم على اقتصاد السوق الحر، وإلى جانبها دول أوروبا الغربية، حيث تواصل الحكومات دعم السلع الأساسية، مع التركيز على أهمية تدخل الدولة في تأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ملاحظ في الدعم الذي تقدمه هذه الحكومات للقطاع الزراعي النباتي والحيواني، وكذلك دعم أسعار النقل العام، وسلع الأطفال وغيرها.


وفي حالة الأردن، كان لإصرار صندوق النقد الدولي على وقف الدعم تأثيرا طويل الأمد على مدى أكثر من ثلاثة عقود، حيث أثر على السلع الأساسية للمواطنين العاديين والمقيمين معا. وكان الهدف المقصود هو الحفاظ على موارد الدولة، بهدف خفض عجز الموازنة العامة وضمان قدرة الدولة على سداد ديونها. وعلى النقيض من هذه الأهداف، كانت النتائج أقل من مُرضية، مع الارتفاع المستمر في عجز الموازنة والدين العام، أكان من حيث القيمة المطلقة أو كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.


وعلى أرض الواقع، أثبتت التجربة أن نتائج تطبيق هذه السياسة كانت ضارة وغير فعالة، على الرغم من رواية الحكومة عن النجاح الاقتصادي والاستقرار المفترضين، إذ إن المؤشرات الملموسة تحكي قصة مختلفة، حيث زيادة الفقر والبطالة والدين العام، ونمط مستمر من عجز الموازنة العامة، وتراجع المستويات المعيشية لغالبية المواطنين أدلة دامغة على عدم فاعلية هذه السياسات.


تبرير الحكومات المتعاقبة وخبراء صندوق النقد الدولي كان يقوم على أن الدعم يجب أن يوجه لمستحقيه وليس للسلعة ذاتها، لأن الأغنياء يستفيدون منه أكثر من دعم أسعار السلع. والواقع أثبت أن هذه المبررات كانت حججا مؤقتة لتمرير قرارات رفع الدعم فقط، إذ لم تستمر عمليات تقديم التعويضات للمتضررين كما تم الادعاء لأكثر من سنة، وهذا ما حدث لتعويضات دعم المشتقات النفطية والخبز والكهرباء.


وفي الختام، من المتوقع أن يؤدي القرار الأخير بإنهاء دعم المياه إلى زيادة الضغط على مستويات المعيشة للأغلبية الكبيرة من المواطنين، ومن شأنها أن تعمق التفاوت الاجتماعي أكثر فأكثر، خصوصا وأنه ليس لدى الحكومة أي خطط لزيادة دخل العاملين، حيث ما تزال سياسات الأجور المنخفضة قائمة. 

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف دعم المياه أحمد عوض الحكومة أسعار المياه أسعار السلع الأساسية التقشف الاستقرار الاقتصادي السلع الأساسیة النقد الدولی

إقرأ أيضاً:

«الفارس الشهم 3» توزّع مياه الشرب على سكان خان يونس

نفذت عملية «الفارس الشهم 3» حملة لتوزيع المياه الصالحة للشرب على العائلات الفلسطينية النازحة في مختلف مناطق خان يونس، للتخفيف من معاناتهم في ظل توقف محطات تحلية المياه وانعدام مقومات الحياة الأساسية والبنية التحتية نتيجة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة.

وتوجهت الصهاريج المعبأة بالمياه إلى خان يونس بالتعاون مع مصلحة مياه وبلديات الساحل، لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، في خطوة هدفها توفير الاحتياجات الأساسية وتحسين الظروف المعيشية في مراكز الإيواء والحد من أزمة المياه التي يعاني منها الآلاف نتيجة انعدام وتدمير خطوط المياه.

وفي إطار دعم العائلات الفلسطينية النازحة بالمياه الصالحة للشرب، ساهمت الإمارات في توفير مياه بمخيمات النازحين ومراكز الإيواء في خان يونس، وبلغ عدد المستفيدين من المشروع 50 ألفا حيث تُوفر 116 ألف لتر من المياه يتم تعبئتها يومياً.

وتُقدم دولة الإمارات من خلال ذراعها الانساني عملية «الفارس الشهم 3» المياه الصالحة للشرب للسكان في مختلف المناطق لتسهيل حصول السكان على المياه نظراً للصعوبة التي يواجهونها في ظل المعاناة وانعدام أساسيات الحياة، ونظراً للتحديات الصعبة التي تواجهها البلديات في ظل الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، التي تحول دون قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية ومن ضمنها المياه للمواطنين مما يسبب كارثة إنسانية.

(وام)

مقالات مشابهة

  • النائب علاء عابد يكتب: تغيير سياسات وليس حكومات الإنسان أساس بناء الجمهورية الجديدة  
  • أسامة فهمي يكتب: حكومة ما بين الأولويات والتحديات
  • خبراء: ترشيد الإنفاق الحكومي وتبني سياسات نقدية قوية للحد من التضخم ضرورة
  • بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أراضي روسيا الجديدة
  • محمد يوسف يكتب: تغيير المجموعة الاقتصادية في الحكومة.. توجهات مرحلة جديدة
  • متحدث مجلس الوزراء: تخفيضات في أسعار السلع تصل إلى 40% (فيديو)
  • السكر بـ31 ولتر الزيت بـ50 جنيها.. استقرار أسعار السلع الغذائية (فيديو)
  • «الفارس الشهم 3» توزّع مياه الشرب على سكان خان يونس
  • مدبولي: وجود مخزون إستراتيجي من السلع الأساسية يُسهم في حل أي مشكلة أو أزمة طارئة
  • مدبولي يوجه بوضع خطة عمل واضحة لضمان توافر السلع والمنتجات بالأسواق