مدير الأرصاد الليبية لـ«الوطن»: تغير المناخ وراء كارثة درنة وما حدث عاصفة وليس إعصارا
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
ضربت أمواج الفيضانات العاتية عدة مدن ليبية وعلى رأسها مدينة درنة، قبل نحو أسبوعين إثر الإعصار دانيال، وتحوّل المشهد في شوارع المدينة إلى كابوس وصفه وزير الصحة الليبي، عثمان عبدالجليل، بـ«الوضع المخيف»، أماكن مازالت معزولة وأحياء جُرفت بأكملها وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا بعد استكمال عمليات البحث والإنقاذ.
في الشمال الشرقي من ليبيا، تقع مدينة درنة الملكومة، يحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب تلال الجبل الأخضر، ما جعلها منطقة منحدرة، حسب وصف الخبراء المتخصصون، ويفصل تلك التلال مجرى وادي يعرف بـ«وادي درنة» شُيد على مجرى الوادي سدان، وفي حواره لـ«الوطن» كشف محيي الدين علي، مدير مكتب الإعلام بالمركز الوطني للأرصاد الجوية الليبي، عن أسباب تفاقم الكارثة البيئية التي ضربت ليبيا، بقوله أن السبب الرئيسي في الكارثة هو انهيار السدين الواقعين على مجرى الوادي حسب قوله.
الإعصار ينشأ في المحيطات والبحار ولا يتوغل في اليابسة، وسرعته أكثر من 120 كيلومترًا/ ساعة، وتسببت العاصفة «دانيال» في هطول كميات كبيرة جدًا من الأمطار عبر المتوسط، وأودت بحياة عدد من الأشخاص في اليونان وتركيا وبلغاريا ثم زادت العاصفة قوة مع وصولها الأطراف الشمالية لأفريقيا حتى غمرت المياه مناطق بشرق ليبيا وجرفت السيول البشر والمباني وباتت درنة مدينة «منكوبة».
وبالتالي وحسب تصريحات مدير مكتب الإعلام بالمركز الوطني للأرصاد الجوية الليبي، فإنّ الذي مرّ على ليبيا لا يرتقي إلى درجة الإعصار وإنما هو «عاصفة مطرية».
السبب الرئيسي في زيادة حجم الكارثة هو انهيار السدين، بحسب قول «محيي الدين» ودليل ذلك أن كمية الأمطار كانت في مناطق أخرى أكثر من درنة ولم يحدث فيها هذا العدد الكبير من الضحايا حيث كانت كمية أمطار البيضاء 414 مللي متر، في حين كانت كمية الأمطار في درنة أقل من 200 مللي متر، ولكن عند انهيار السدين جرف الطوفان الأحياء الواقعة بين الوادي والبحر، وفق تحليله للمشهد.
أبحاث علمية، نُشرت العام الماضي، أشارت إلى أنَّ درنة معرّضة لخطر السيول المتكررة، عبر الوديان الجافة، وحينها دعا المعنيون بشؤون المناخ إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان الصيانة المنتظمة للسدود في تلك المنطقة، وبحسب قول مدير مكتب الإعلام بالمركز الوطني للأرصاد الليبي فإنّ التغير المناخي هو السبب الأول في تغير الأنظمة الجوية حيث تغير مسار وسلوك هذه الأنظمة عما كان عليه من قبل.
بحسب نتائج حديثة لبحث نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ليبيا صُنفت العام الماضي، ضمن إحدى أكثر دول العالم جفافًا، ومشروع النهر الصناعي الذي يوفر معظم احتياجات ليبيا من المياه، يحصل على إمداداته من المياه الجوفية غير المتجددة، التي لا يمكن إعادة تغذيتها بالمطر، وبالتالي فإن التغير المناخي يعرض الملايين لخطر فقدان المياه الصالحة للشرب.
وعلى النقيض تمامًا، حدث هذا العام فيضانات دمرت مدينة درنة الليبية، ذلك الأمر فسره «محيي الدين» بأن معدل كميات الأمطار السنوية كان ضعيفًا العام الماضي، ولهذا صُنفت من ضمن الدول التي تعاني من الجفاف، ولكن بفعل التغير المناخي تغير المشهد هذا العام، حسب قوله.
هل تتكرر الكارثة؟لا تزال الصور المروعة التي تصل من مدينة درنة الليبية بعد الكارثة التي خلفتها العاصفة «دانيال» إثر السيول التي جرفت آلاف السكان، وسط تساؤلات من المعنيين بالمناخ والبيئة حول إمكانية تكرار الكارثة من عدمه، وأجاب على ذلك «محيي الدين» بقوله إن التكرار وراد في كل بقاع العالم طالما الاحترار يزيد ولا ينقص وطالما أنَّه لم يتمّ اتخاذ إجراءات صارمة للتقليل من الانبعاثات الغازية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اعصار درنة العاصفة دانيال ليبيا الارصاد الليبية درنة كارثة درنة مدینة درنة محیی الدین
إقرأ أيضاً:
بلدية رفح تحذر من كارثة إنسانية بسبب أزمة المياه وانقطاع الوقود
أعلنت بلدية رفح جنوبي قطاع غزة، اليوم السبت، عن توقفها القسري عن تزويد آبار المياه الخاصة والزراعية بالوقود، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر، مما يمنع دخول المساعدات الإنسانية والوقود.
وأكد رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، في بيان أن البلدية كانت توفر الوقود لتشغيل 80 بئر مياه خاصا وزراعيا، بالإضافة إلى الآبار الرئيسية، وذلك لضمان وصول المياه للأحياء التي عاد إليها المواطنون في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وأضاف الصوفي أن انقطاع الوقود أدى إلى تقليص الخدمات المقدمة وتجميد خدمات أساسية وحيوية، مما يهدد حياة الآلاف ويفاقم الأزمة الصحية والبيئية، مؤكدا أن "كارثة إنسانية تلوح في الأفق" بسبب تصاعد أزمة المياه في رفح.
وأشار إلى أن الحرمان من المياه يعرّض السكان لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، خاصة في ظل التدهور المعيشي نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، محذرا من أن استمرار الأزمة دون حلول عاجلة سينذر بكارثة لا يمكن احتواؤها.
إغلاق المعابر وتعنت إسرائيلويواجه قطاع غزة أزمة وقود خانقة منذ أسبوعين، بعد أن أعادت إسرائيل إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع مطلع مارس/آذار الجاري، مما أدى إلى منع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية الأساسية، وسط تجاهل أميركي وصمت دولي.
إعلانوتنصلت إسرائيل من التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أغلقت محطة تحلية المياه وسط القطاع، ومنعت دخول الإمدادات الحيوية، مما زاد من معاناة الفلسطينيين وأدى إلى تفاقم الأزمة المعيشية.
ودعت بلدية رفح كافة الجهات الدولية والإنسانية إلى التدخل العاجل والضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال الوقود والمواد الإغاثية بشكل فوري، محذرة من أن استمرار الصمت الدولي على هذه الجريمة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على سكان غزة.
من جهتها، تؤكد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، مشددة على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق، والبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 160 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 14 ألف شخص آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، واختفاء الآلاف تحت الأنقاض.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي بدعم الولايات المتحدة، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني محاصرين في غزة.