ننشر أسعار الأسماك في أسواق البحيرة اليوم الأربعاء
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
تجولت (بوابة الوفد) داخل بعض أسواق الأسماك والمجمدة في مدن وقري محافظة البحيرة ،في الساعات الأولي من صباح اليوم الأربعاء27سبتمبر2023، إستقرارا في الأسعار، حيث تراوحث أسعار البوري مابين 92إلي 110جنيها للكيلو حسب الحجم ،بينما تراوحت أسعار الجمبري الطازج كبير الحجم مابين 275إلي 300جنيها للكيلو بينما تراوحت أسعار اأحجام المتوسطة مابين 210إلي 250جنيها للكيلو ،وتراوحت أسعار الأحجام الصغيرة مابين 170إلي 200جنيها للكيلو ، وتراوحت أسعار الجمبري المجمد مابين 150إلي 220جنيها للكيلو.
وتراوحت أسعار البلطي احجام كبيرة مابين 80إلي 90 جنيها للكيلو ، وتراوحت أسعار البلطي أحجام متوسطة مابين 60إلي 70جنيها للكيلو ، وترواحت أسعار البلطي أحجام صغيرة مابين 40إلي 50جنيها للكيلو .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ننشر أسعار الأسماك أسواق اليوم الأربعاء وتراوحت أسعار
إقرأ أيضاً:
رؤى وظلال الثقافة الغربية في ذهنية المثقف السوداني مابين الإلهام والاستلاب
مدخل إلى الإشكالية
لطالما كان التفاعل مع الثقافة الغربية جزءًا لا يتجزأ من مسيرة المثقف السوداني، حيث تنوعت أشكال هذا التفاعل بين الاستلهام النقدي، والتبني الحذر، والتبعية غير المشروطة. ومع تزايد العولمة وسهولة الوصول إلى المعارف، تصاعد الجدل حول مدى تأثير الثقافة الغربية على الهوية الفكرية للمثقف السوداني، وما إذا كان هذا التأثير يشكّل إثراءً معرفيًا أم استلابًا ثقافيًا. هذا المقال يحاول تحليل هذه الإشكالية من خلال منهجية تحليل الخطاب الثقافي المعاصر، مع التركيز على الجدلية بين الحداثة والمحافظة، وأزمة الإبداع، وحالة الشتات الثقافي التي يعيشها المثقف السوداني.
جدلية الهوية والتأثير الثقافي: بين الحداثة والمحافظة
التيار الحداثي
يعتبر هذا التيار أن الثقافة الغربية تمثل أدوات ضرورية للتحديث والتقدم، خاصة في مجالات مثل الديمقراطية، حقوق الإنسان، والفلسفة العقلانية. يمكن أن نجد هذا التيار ممثلًا في أعمال مفكرين مثل عبد الله الطيب، الذي تأثر بالأدب الإنجليزي، لكنه أعاد صياغته ضمن سياق عربي-إسلامي في كتابه الشهير "المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها". كذلك، محمد عبد الحي يُعد نموذجًا لمثقف سوداني تبنّى رؤية حداثية عبر "مدرسة الخرطوم" الشعرية، التي دمجت التأثيرات الغربية مع التراث الإفريقي والصوفي.
التيار المحافظ
على الطرف الآخر، يعبر هذا التيار عن مخاوف من فقدان الهوية الثقافية، حيث يُنظر إلى الثقافة الغربية كتهديد للقيم والتقاليد المحلية. نجد في كتابات الطيب صالح، خاصة رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، تصويرًا واضحًا لهذه الجدلية، حيث يظهر البطل "مصطفى سعيد" كمثقف مستلب، يخوض صراعًا داخليًا بين ثقافته الأصلية والهوية الغربية التي تبناها. هذا التيار يتجلى أيضًا في خطابات تدعو إلى الحفاظ على "الأصالة" و"الخصوصية الثقافية"، لكنه قد يقع في فخ الانغلاق والرفض المطلق لأي تأثير خارجي.
تحليل الجدلية
يمكن القول إن الصراع بين هذين التيارين يعكس أزمة هوية يعيشها المثقف السوداني، حيث يحاول التوفيق بين الانتماء إلى تراثه الثقافي والانفتاح على العالم. هذه الأزمة تتجلى بوضوح في الكتابات الفكرية والأدبية، التي تتأرجح بين الدعوة إلى التحديث والتحذير من الاستلاب.
بين الترجمة والتبعية: أزمة الإبداع
الترجمة النقدية
تُعتبر الترجمة أداة أساسية في نقل المعرفة، لكنها ليست مجرد نقل نصوص، بل عملية ثقافية معقدة تتضمن إعادة إنتاج الأفكار في سياق جديد. بعض المثقفين السودانيين اعتمدوا الترجمة كوسيلة لفهم الثقافة الغربية وإعادة توظيفها محليًا. على سبيل المثال، نجد أن الفيصل عبد الرحمن علي طه قدَّم ترجمات قانونية وفكرية تسهم في إثراء الخطاب القانوني السوداني برؤى عالمية.
التبعية الحرفية
على النقيض، نجد مثقفين آخرين يتبنون الأفكار الغربية دون نقد أو تحليل، مما يؤدي إلى إنتاج خطاب فكري يفتقر إلى الأصالة. هنا يمكن الإشارة إلى بعض تيارات الماركسية السودانية التي استوردت مفاهيم الصراع الطبقي بصيغتها الغربية دون مراعاة السياق السوداني، مما أدى إلى تصادم مع الواقع المحلي.
تحليل الأزمة
أزمة الإبداع هنا تكمن في عدم القدرة على تحقيق التوازن بين الاستفادة من الثقافة الغربية والحفاظ على الهوية المحلية. هذا يتطلب تطوير أدوات نقدية تسمح للمثقف بفهم الثقافة الغربية بشكل أعمق، وإعادة توظيفها في إنتاج معرفة أصيلة.
المثقف في شتات ثقافي: بين التوفيق والتمزق
التوفيق الإيجابي
بعض المثقفين تمكنوا من تحقيق توازن بين الثقافتين، حيث استخدموا الأدوات الفكرية الغربية لفهم وتحليل واقعهم المحلي. مثال ذلك عبد الله علي إبراهيم، الذي يوظف مفاهيم من النقد الثقافي الغربي لفهم التحولات الاجتماعية والسياسية في السودان.
التمزق الثقافي
في المقابل، نجد مثقفين يعيشون صراعًا داخليًا يجعلهم عاجزين عن إنتاج معرفة أصيلة. هذه الحالة تتجلى في مثقفين يتحدثون بلغة النخبة الغربية، مما يجعلهم معزولين عن واقعهم المحلي.
تحليل الشتات الثقافي
حالة الشتات الثقافي تعكس التحديات التي يواجهها المثقف السوداني في ظل العولمة. التغلب على هذه التحديات يتطلب تطوير خطاب نقدي يسمح بفهم الثقافة الغربية بشكل أعمق، وإعادة توظيفها في إنتاج معرفة محلية.
المرأة المثقفة في السودان: إعادة تعريف الهوية بين التراث والحداثة
المرأة المثقفة في السودان تواجه تحديات فريدة في تفاعلها مع الثقافة الغربية، حيث تجد نفسها في صراع بين الانفتاح على الحداثة والالتزام بالتقاليد المحلية. ومع ذلك، فإن العديد من النساء المثقفات استطعن إعادة تعريف دورهن في ظل هذه التحديات، مستفيدات من الثقافة الغربية دون فقدان جذورهن الثقافية.
إيمان صاخبة: تُعتبر إيمان صاخبة، مؤسسة موقع "سودانية فور أول" ومفكرة وشاعرة، نموذجًا للمرأة المثقفة التي تفاعلت مع الثقافة الغربية بشكل نقدي. من خلال كتاباتها، استطاعت أن تدمج بين الأدوات الفكرية الغربية والرؤية المحلية، مما جعلها صوتًا مؤثرًا في الخطاب الثقافي السوداني.
فاطمة عبد المحمود: كسياسية وطبيبة، تُعد فاطمة عبد المحمود نموذجًا للمرأة التي استفادت من التعليم الغربي دون أن تفقد ارتباطها بالواقع السوداني. كانت ;كأمرأة سودانية تتقلد منصبًا وزارياً، واستخدمت خبراتها الدولية في خدمة قضايا المرأة والتعليم في السودان.
بليس بدري: كأكاديمية وناشطة في مجال التعليم، لعبت بلقيس بدري دورًا محوريًا في تطوير التعليم العالي في السودان. استفادت من خبراتها الدولية في إعادة صياغة مناهج الجامعة التعليمية لتلائم السياق السوداني، مما يعكس قدرتها على التوفيق بين الثقافة الغربية والتراث المحلي.
نحو استعادة المثقف لذاته
لتجاوز أزمة الاستلاب، يجب على المثقف السوداني أن يعيد تعريف دوره في ظل التفاعل مع الثقافة الغربية. هذا يتطلب:
النقد الذاتي: يجب على المثقف أن يطور وعيًا نقديًا بذاته، حيث يميز بين الإلهام والاستلاب.
إنتاج معرفة أصيلة: السعي لإنتاج معرفة تعكس واقع المجتمع السوداني، دون الانغلاق على الذات أو التبعية للآخر.
إعادة توظيف المفاهيم الغربية: بدلاً من استيرادها كما هي، يجب تكييفها وفقًا للسياق السوداني.
يظل المثقف السوداني في قلب معركة الهوية والثقافة، حيث يواجه تحديًا مزدوجًا هو الاستفادة من المعارف الغربية دون السقوط في التبعية، والتمسك بجذوره الثقافية دون الوقوع في الانغلاق. وبين هذين الحدين، تتشكل رؤى جديدة قد تؤدي إلى نهضة فكرية تدمج الأصالة بالمعاصرة في إطار أكثر توازنًا واستقلالية.
zuhair.osman@aol.com