تنشر بوابة «السبوع»، نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، المنعقد اليوم، في مسرح الجلاء، بحضور الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وجاءت نص الكلمة كالآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الشريف،

العلماء والأئمة الأجلاء.

. السيدات والسادة،

﴿السلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

أود في البداية أن أتوجه بخالص التهنئة، لشعب مصر العظيم ولجميع الشعوب العربية والإسلامية.. بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» داعيا الله عز وجل أن يعيد هذه الذكرى المباركة بالخير والسلام على مصر.. والإنسانية بأسرها.

السيدات والسادة،

إن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفى ثناياها وأحداثها نرى كيف تعمل أقدار الله وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم يرعونه بالعمل والإحسان حتى يأتي نصر الله القريب، للمخلصين من عباده.

إن في سيرة حياة نبي الرحمة والهدى قيما مجردة عابرة للزمان والمكان، لعل من بينها الثبات على الحق وعلى الإيمان.. خاصة في الأوقات الصعبة، فكم من اختبارات قاسية، تعـين على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، اجتيازها وكم من محن وشدائد هائلة تعرض لها النبي الكريم، وتعرضت لها الرسالة المحمدية وكم كان الثبات في وجه تلك العواصف الهوجاء.. عظيما وشامخا، بإيمان لا يتزعزع في نصرة الله، وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقا.

الحضور الكريم

يأتي احتفالنا هذا العام بالمولد النبوي المبارك بينما يمر العالم بظروف دقيقة تعيد إلى الأذهان، ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة، فما بين الكارثة الصحية التي تسببت فيها جائحة كورونا، وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر، الناجمة عن توقف عمليـة الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية، تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تفاقمها بشدة.. مما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق، أملًا في احتواء التضخم، وهو ما استدعى نزوحا كثيفا، لرؤوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبي، التي يمر بها اقتصادنا، والعديد من الاقتصادات الناشئة.

والحق أقول لكم، إن عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة فى الظروف العادية.. باقتلاع اقتصادنا بشكل كلى.. والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصرى وأن الثمانى سنوات الأخيرة من العمل التنموى المكثف.. غير المسبوق فى حجمه ونطاقه وسرعته.. قد أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة،

لدى اقتصادنا القومى بما يدفعنا إلى اليقين.. بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما فى الجهد والطاقة.. للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا.. مع الحفاظ فى ذات الوقت.. على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة.. ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائى وأمن الطاقة للمواطنين.. رغم الظروف العالمية الصعبة فى هذين المجالين.

السيدات والسادة،

إن مسيرة حياة النبى الكريم.. تؤكد لكل ذى بصيرة.. أن العسر يصاحبه اليسر.. وأن الله مع الصابرين.. الذين يعملون صالحا ابتغاء مرضاة الله.. وتحقيق مصالح الناس.. وإننا، إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام.. نثق فى الله سبحانه وتعالى.. وفى قدرة شعبنا الصامد الأبى.. على اجتياز الصعاب مهما كانت.. وتحويل الأحلام إلى حقيقة.. وصنع المستقبل المزدهر الآمن.

أشكركم..

وكل عام وأنتم بخير،

ومصرنا والأمة الإسلامية، والإنسانية كافة..

فى خير وأمان ورخاء،

﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

احتفالية المولد النبوي الشريف

وتقام احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وعدد من الوزراء والسفراء وكبار رجال الدولة.

ويتم خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، تكريم بعض الشخصيات ممن أثروا في الفكر الإسلامي الرشيد بعلمهم وجهدهم وتقديرا لتفانيهم في العمل الدعوي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السيسي المولد النبوي المولد النبوي الشريف الرئيس السيسي الاحتفال بالمولد النبوي موعد المولد النبوي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المولد النبوي 2023 احتفالات المولد النبوي احتفالات المولد النبوي الشريف حكم الإحتفال بالمولد النبوي المولد النبوي في العالم المولد النبوي في مصر فعاليات المولد النبوي حفل المولد النبوي المولد النبوی الشریف

إقرأ أيضاً:

برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة

أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته التفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، برهنت عن حجم المجهود التي تبذله الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة لتعافي واستعادة قوة الاقتصاد الوطني، على كافة الأصعدة التى تتعدد ما بين تدشين المشروعات الاستثمارية العملاقة، لتوفير فرص جاذبة للمستثمرين، فضلا عن الإجراءات والتيسيرات التي تعلن عنها الحكومة باستمرار لدعم أصحاب المشروعات الضخمة والمتوسطة والصغيرة، لافتاً إلى أن هناك إعادة هيكلة تمت رأسا على عقب لمنظومة التعامل مع المستثمر خلقت بالفعل سوق جاذب قادر على التواجد بل ومنافسة الأسواق الناشئة أيضا بمحيط المنطقة.

وأضاف "العسال"، أن حديث الرئيس السيسي كشف عن أن الدولة المصرية تُدير الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة، فقد نجحت في توطيد العلاقات الاقتصادية المشتركة مع كبرى التجمعات العالمية، فسنجد أن مصر كانت حاضرة وبقوة في التجمعات الاقتصادية الهامة مثل البريكس أو منظومة الدول الثماني النامية، مشيراً إلى أن هذا التواجد يمنح السوق المصري فرصة لتحقيق الاستفادة المتبادلة مع أعضاء هذه التكتلات، خاصة أن تجمع مثل  دول البريكس (BRICS)، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، يحمل أهمية استراتيجية وسياسية واقتصادية كبيرة، خاصة في ظل تنامي نفوذ البريكس كمجموعة تسعى لكسر هيمنة الدول الغربية والمؤسسات التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن تجمع دول البريكس يسعى أيضا إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما يمكن أن يساعد السوق المصري على تنويع مصادر التمويل، بجانب حجم المزايا التى تعود علينا في  دعم المشروعات التنموية، مثل البنية التحتية والطاقة، مما  يتيح  تعزيز خططنا في مجالات مثل التحول للطاقة النظيفة والمشروعات الصناعية والزراعية، بجانب البعد السياسي الهام الذى تسعى إليه الدولة من خلال التوسع في شراكتها الدولية مع أقوى الأنظمة الاقتصادية مثل الصين، مؤكداً أيضا أن انعقاد قمة الدول الثمانية في مصر لأول مرة منذ 24 عاما، كانت خطوة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الأعضاء، خاصة أن تلك  المنظمة ناتجها المحلي يبلغ  5 تريليون دولار وحجم الكتلة السكانية لها يمثل حوالي 14% من سكان العالم.

وأوضح النائب هاني العسال، أن حديث الرئيس بشأن سعي الدولة  لمواكبة الأسواق الأوروبية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ومن أهمها طاقة الشمس والرياح، دلالة على الطفرة التى تحققها الدولة في مجالات الطاقة في ظل السباق العالمي وزيادة التحديات العالمية مع الصراعات الجيوسياسية التى تلقي بظلالها على المنطقة، لافتاً إلى أن مصر قد أطلقت استراتيجية الطاقة المستدامة 2035، التي تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة بحلول عام 2035، حيث تعمل الاستراتيجية على تعزيز تنويع مصادر الطاقة بين الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، فقد نفذت مشروع مزرعة رياح جبل الزيت والتى تعد واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم، لذلك تسعى إلى زيادة التعاون مع الأسواق العالمية والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، لتوفير التمويل والدعم الفني لمشروعات الطاقة.

مقالات مشابهة

  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة جاءت في وقتها تماما
  • برلمانية: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة كشفت القضايا الراهنة بشفافية وصراحة
  • الحرية المصري: حديث الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة
  • جيهان مديح: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة وضعت خارطة طريق للتنمية
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة رسالة حاسمة لتعزيز الوعي الوطني
  • برلمانية: كلمة الرئيس السيسي في أكاديمية الشرطة حملت رسائل طمأنة للمصريين
  • برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة
  • بعد حديث الرئيس السيسي عنها.. كيف طورت الدولة موانئ البحرين المتوسط والأحمر؟
  • نائب: كلمة الرئيس السيسي بقمة الثمانية خارطة طريق لمواجهة التحديات الاقتصادية
  • «حزب الجيل»: كلمة الرئيس السيسي في قمة الثماني كشفت عن الأوضاع في فلسطين