سودانايل:
2024-07-06@12:49:05 GMT

الزيلعي و قراءة في كشف المستور (1/2)

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

في البدء أشكر الأستاذ المفكر " اليساري الحر" صديق الزيلعي للتكرم بالإجابة على السؤال كنت قد أرسلته إليه في الواتساب، و جميل أن يقدم إجابة على السؤال، و ينشرها في عدد من الصحف، بهدف أن يفتح حوار فكريا، و السؤال يتمحور حول ( أن عضو الحزب الشيوعي تجده في العمل النقابي و في منظمات المجتمع المدني أكثر مرونة و استيعابا لدور المنظمة و النقابة التي هو عضو فيها، و قادر على الانفتاح على الآخرين، و الإجابة على الأسئلة التي تطرح، لكن هذا الدور تجده يتراجع و يكاد يكون غائب تماما في الحزب، هل يعود ذلك بسبب "المركزية الديمقراطية" أم لسبب أخر؟) يقول الزيلعي قد وردت إليه العديد من الأسئلة اتي تحمل ذات المضمون من قبل العديد من الناس، و أشار أنها تتمحور حول " المركزية الديمقراطية.


لا أعتقد أي عضو في الحزب يستطيع أن يجرؤ على فتح الموضوع و النقاش حوله على صفحات الصحف، باعتبار أن قضية "المركزية الديمقراطية" كان قد أثارها المرحوم الخاتم عدلان في مبحثه " آن أوان التغيير" و بالتالي فتح القضية مرة أخرى من قبل أي عضو " و وفقا لثقافة الزملاء" معرض للإتهام بأنه من أعوان "التحريفيين" باعتبار أن المؤتمر الخامس للحزب قد أغلق هذا الموضوع، و لا يجب إثارته إلا من خلال المؤتمر. و معروف أن اعضاء المؤتمر تختارهم ذات " المركزية" حيث لا توجد انتخابات حرة لأختيار أعضاء المؤتمر. و تصبح كل العضوية رهينة لهذه المركزية التي حدت من فاعلية العضوية، و تقلصت مساحات الحرية و ترجع الإنتاج المعرفي و الثقافي للحزب. و رغم أن الفكر الماركسي قد واجه نقدا كبيرا من المؤمنين بالماركسية، بهدف تطويرها و جعلها تتماشى مع التطور التكنولوجي و الصناعي الذي يشهد العالم في العديد من دول العالم، نجد أن الحزب الشيوعي السوداني دوره ضيف في الإنتاج الفكري، الأمر الذي جعل العديد من المبدعين و الذين يشتغلون بالفكر قد غادروا أسوارالحزب. هذه الظاهرة تحتاج لدراسة و بحث. لأنها تطرح أسئلة عديدة. هل ذلك يعود فقط للمركزية التي تمنع الحوارات الفكرية المفتوحة داخل الحزب؟ أو ذلك يعود لقيادات تاريخية تريد فقط أن تحافظ على مواقعها و بالتالي تناضل بشيى الطرق أن تبقي على " المركزية الديمقراطية" لكي تختار القيادات التي تريدها وفقا لمعايير المحافظة التقليدية.
أن الزيلعي يؤكد على إجابته على السؤال الذي كنت قد طرحته عليه؛ أنه قادر أن يتحدى هذه الغوغائية التي جعلت الأغلبية متكلسة بفرض رؤية كان لينين قد طرح قبل مائة عام، و أيضا أكد الزيلعي أنه لا يرهن نفسه لخطوط حمراء تؤثر سلبا على مشروعه الفكري و التثقيفي. يقول الزيلعي عن المركزية الديمقراطية و أثرها في إجابته (السبب الجوهري بين مزاولة الزملاء لدورهم في النقابات والمجتمع المدني، وفي داخل الحزب من خلال المركزية الديمقراطية، هو الإطار المؤسسي المتباين لهاتين الممارستين. فقد تطور أسلوب إدارة النقابات ومنظمات المجتمع عبر العصور، وتجدد مع تراكم الخبرات. من الجانب الآخر فقد تم الإصرار على المحافظة على المركزية الديمقراطية بكل تفاصيلها، كما تمت صياغتها قبل أكثر من مئة عام.) إذاً ذهاب الأغلبية من الزملاء للعمل في النقابات و منظمات المجتمع المدني و تقديم كل خبراتهم و إبداعاتهم هناك لآن مساحة الحرية تسمح لهم بذلك، في الوقت الذي يتمسك حزب بقرار اتخذ قبل مئة عام عاجز أن يبحث عن مدى صلاحية هذا القرار، وفقا لكل المتغيرات التي حدثت في العالم، حتى في البلد التي كان قد صدر فيها القرار. و أيضا هناك انتقادات للماركسية من داخل المدرسة الفكرية نفسها لا تجد لها أي أثر في ثقافة الحزب الشيوعي السوداني، مثل إنتاج معهد فرانكفورت و فلاسفته أمثال " أودورنو – تيودور و هوركهايمر و ماركوزا و هابرماس و غيرهم" هؤلاء الذين يطلق عليهم رواد " مدرسة ما بعد الحداثة" أن مئة عام من العزلة كما قال ماركيز هي تنطبق على القيادات التاريخية الاستالينية للحزب الشيوعي" و هي التي جعلت العديد من عضوية الحزب تجد نفسها في الواجهات المدنية، حيث تتيح لها التفاعل مع الأخرين بقدر ما تكون هناك مساحة الحرية و مساحة المناورة في التعاطي مع الأفكار الأخرى و محاورتها.
يقول الزيلعي في مقاله ( أن اهم سمات الديمقراطية النقابية، باختصار شديد، هي: 1 -الجمعية العمومية هي السلطة العليا، وتمارس رقابة لصيقة، وتملك الحق في تغيير لجنة النقابة في أي وقت، بسحب الثقة عنها- 2. للنقابات دورات ثابتة ومثبتة في الدساتير تنهي بمؤتمر نهاية الدورة، لا يحق للقيادة تغييرها، كما للعضوية الحق في طلب عقد مؤتمرات طارئة) و اعتقد أن الحزب له مؤسسات لتغيير القيادات لكن " المركزية" تحرم العضوية التعامل مع هذا الحق بسبب المركزية، و هي التي تعيق تطور الحزب، و تضعف الدور الفكري داخل الحزب. و أيضا الحزب له مؤتمرا عاما يستطيع أن يتخذ داخل المؤتمر قرارات تحدث تغييرا في كل اللوائح التي تحد من الحرية، و هذه تحتاج إلي " إلغاء المركزية" و يصبح التصوت الحر هو أداة اختيار الأعضاء لممثليهم لحضور المؤتمر، و ليس شلة ضيقة تبحث عن مواقعها و مصالحها الضيقة هي التي تحدد من يذهب للمؤتمر. كنت قد أثرت هذه القضية في حوارات عديدة مع زملاء، و لكنهم لا يقدمون ردا مقنعا، و في حوار كان عبر " ZOOM" في امريكا سألت طارق عبد المجيد القيادي في الحزب عن " متى يتخلص الحزب من المركزية الديمقراطية؟" قال سوف تطرح في المؤتمر. لا اعتقد أن وجود القيادة الاستالينية سوف يسمح بفتح أي حوار هادف في الحزب الشيوعي يجعل عضوية المؤتمر تتم بالتصويت الحر المباشر لكي تستطيع أن تبت في قضية المركزية الديمقراطية.
يقول عبد الخالق محجوب في كتاب " إصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير" ( البرجوازية الصغيرة و خاصة في المدن تسلك سبيل الدراسة المعزولة، و تجنح إلي الفصل بين النظرية و العمل، و مرجعها النصوص دائما لا للحياة و متطلباتها، و تحاول بهذا أن تخضع الحياة للنصوص لقد عانينا من هذا الاتجاه كثيرا و اتخذ شكلا حادا ) حقيقة أن التطور الذي حدث في الحياة مثلا "ربورتات" التي أصبحت بديلا للعمالة بالضرورة أثرت على الإنتاج و رأس المال و الصراع الطبقي، لكن لا نجد أي دراسات فكرية تبين ذلك، مايزال تاج السر عثمان بابو يتحفنا بقراءة ما تحمله الكتب الصفراء للإرثوذكسية الماركسية التي صدرت بعد البيان الشيوعي عام 1848م، هناك وقف الحزب الشيوعي تمام لذلك لم يستطيع أن يكون مؤثرا بحكمة في قيادة البلاد مع الديمقراطيين إلي عملية التحول الديمقراطي. نسأل الله حسن البصيرة نواصل.

zainsalih@hotmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی العدید من فی الحزب

إقرأ أيضاً:

العمال يعودون لحكم بريطانيا ويتعهدون بتجسيد التغيير بعد فوزهم في الأنتخابات التشريعية

لندن "أ ف ب": يعود حزب العمّال البريطاني إلى الحكم في المملكة المتحدة بعدما حقق فوزا ساحقا على المحافظين في الانتخابات التشريعية فيما وعد زعيمه كير ستارمر الجمعة بتجسيد "التغيير" و"التجدد الوطني" الذي ينتظره الناخبون عند توليه رئاسة الحكومة.

وتطوى صفحة في المملكة المتحدة بعد حكم المحافظين الذي استمر 14 عاما وشهد في السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات من البريكست إلى كوفيد والتضخم والتغيير المتكرر لرؤساء الحكومة.

ومن دون انتظار النتائج للدوائر ال650 كاملة، أقر رئيس الوزراء ريشي سوناك بهزيمة معسكره معلنا أنه اتصل بزعيم حزب العمال كير ستارمر لتهنئته ومتحملا مسؤولية هذا الفشل الذي يبدو أنه غير مسبوق.

وصباح اليوم كلف الملك تشارلز الثالث كير ستارمر المحامي السابق المتخصص بحقوق الإنسان والبالغ 61 عاما، مهمة تشكيل الحكومة.

كما قبل الملك إستقالة ريشي سوناك من زعامة حزب المحافظين مقدما اعتذاره للرأي العام بعد الهزيمة الانتخابية التي لحقت به في الانتخابات التشريعية البريطانية وعودة العمال إلى الحكم.

وقال قبل مغادرته مقر رئاسة الحكومة "أنا آسف" قبل أن يتوجه للقاء الملك تشارلز الثالث لتقديم استقالته. وأكد "لقد وصلني غضبهم وخيبة أملكم وأنا اتحمل المسؤولية".

وسيدخل 10 داونينغ ستريت تاليا سياسي معتدل من اليسار الوسط في وقت قد يصل فيه اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا ويبدو فيه أن دونالد ترامب في موقع جيد للعودة إلى البيت الأبيض.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني المقبل "التغيير يبدأ الآن" شاكرا مناصريه ومجددا وعده بحصول "تجدد وطني". وأضاف "لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة. الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد بل يتطلب عملا شاقا وصبورا وحازما".

وتؤكد النتائج التي وردت صباح الجمعة حجم النجاح الذي حققه حزب العمال والهزيمة غير المسبوقة للمحافظين وهو أمر توقعته استطلاعات الرأي منذ أشهر.

قرابة الساعة 04,30 بتوقيت غرينيتش كان حزب العمال قد ضمن أكثر من 367 مقعدا أي أكثر من المقاعد ال326 الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل حكومة بمفرده.

وأظهر آخر استطلاع لهيئة بي بي سي بعد إعلان ثلث النتائج أن حزب العمال يرجح أن يفوز ب408 مقاعد من أصل 650 في مجلس العموم أي أقل بقليل من النتيجة التاريخية التي سجلها توني بلير العام 1997 بحصول الحزب يومها على 418 مقعدا.

أما حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك فقد سجل أسوأ نتيجة له على الاطلاق منذ مطلع القرن العشرين مع انتخاب 136 نائبا في مقابل 365 قبل خمس سنوات عندما كان الحزب بزعامة بوريس جونسون.

وقد خسر عدد قياسي من الوزراء الحاليين مقاعدهم النيابية مثل وزير الدفاع غرانت شابس ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردانت التي كانت مرشحة لتولي زعامة الحزب مستقبلا. وفي الإجمال خسر تسعة وزراء مقاعدهم وكان العدد القياسي السابق سبعة في 1997.

كذلك، خسرت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة ليز تراس مقعدها.

"خيارات صعبة"

وشددت العناوين الرئيسية للصحف البريطانية بالاجماع الجمعة على "الفوز الساحق" للعمال.

وخلال الحملة الانتخابية وعد كير ستارمر الذي بدأ خوض غمار السياسية قبل تسع سنوات فقط، بعودة "الاستقرار" و"الجدية" مع إدارة صارمة جدا للنفقات العامة.

ويعد ستارمر الذي لا يتمتع بكاريسما كبيرة، بتحويل البلاد كما فعل على صعيد حزب العمال بعدما خلف جيريمي كوربين في 2020 من خلال التركيز على الاقتصاد ومكافحة معاداة السامية.

ويؤكد أنه يريد تحفيز النمو وتصحيح وضع المرافق العامة وتعزيز حقوق العمال وخفض الهجرة وتقريب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون العودة عن البريكست.

وحذرت رايتشل ريفز التي يرجح أن تصبح وزيرة المال وهي أول امرأة تتولى هذه الحقيبة الوزارية في البلاد.

يمين متشدد

وفي البرلمان الجديد سيشكل الليبراليون الديموقراطيون القوة الثالثة مع 66 نائبا بحسب التوقعات.

وفي تبدل رئيسي في السياسة البريطانية سيدخل حزب "إصلاح بريطانيا" المناهض للمهاجرين، البرلمان مع أربعة مقاعد. وسيصبح زعيمه نايجل فاراج نائبا للمرة الأولى بعد ثماني محاولات.

ورحب المدافع الشرس السابق عن البريكست ببدء "تمرد على النظام".

وفي اسكتنلدا أصيب الحزب الوطني الاسكتلندي الاستقلالي بانتكاسة كبيرة ويتوقع أن يخسر غالبية مقاعده ليصبح القوة الرابعة في البرلمان. وفي آخر استطلاع لهيئة بي بي سي سيفوز هذا الحزب بثمانية مقاعد في مقابل 48 سابقا من أصل 57 ممثلا لاسكتلندا في البرلمان البريطاني.

حملة غير موفقة

عند توليه الحكم ينبغي على حزب العمال التجاوب مع تطلع كبير نحو التغيير.

فقد أحدث البريكست انقسامات كبيرة في البلاد ولم يلب وعود مؤيديه. أما الارتفاع الكبير في الأسعار فقد أفقر في السنتين الأخيرتين الأسر التي بات عدد غير مسبوق منها يعتمد على المساعدات الغذائية.

وفي ظل نزاعات داخلية في حزب المحافظين والفضائح السياسية في عهد بوريس جونسون والمتاهات المالية لليز تراس التي لم تصمد سوى 49 يوما على رأس الحكومة، أثار المحافظون امتعاض الناخبين.

وعجز ريشي سوناك المصرفي الاستثماري ووزير المال السابق البالغ 44 عاماً خلال توليه رئاسة الحكومة مدة 20 شهرا، في تحسين شعبية حزبه.

وجازف سوناك بدعوته إلى انتخابات مبكرة في يوليو من دون انتظار موعدها في الخريف كما كان يظن كثيرون إلا ان حملته لم تكن موفقة.

مقالات مشابهة

  • الحزب الشيوعي التشيكي المورافي: واشنطن لا تريد إحلال السلام في أوكرانيا لسعيها لإضعاف روسيا
  • حزب الله بعد حرب الإسناد.. تغييرات مُنتظَرة تشمل التحالفات؟!
  • ما هي مطاردة الساحرات التي نفذها كير ستارمر ضد داعمي فلسطين؟
  • العمال يعودون لحكم بريطانيا ويتعهدون بتجسيد التغيير بعد فوزهم في الأنتخابات التشريعية
  • كيف صاغ حكام مصر ومفكروها هويتها الوطنية؟ قراءة في كتاب
  • الفوز الساحق لحزب العمال في انتخابات بريطانيا ينهي 14 سنة من حكم المحافظين
  • رئيس «دفاع النواب»: تصريحات مدبولي في المؤتمر الصحفي مهمة للغاية
  • تفاصيل المؤتمر العلمي الأول للتحاليل الطبية بالمنصورة
  • ضريح لينين.. مرقد الجسد المحنط لرمز الثورة البلشفية
  • ثورة ( عشر جنود ) والقائد عريف !!