الطيب: التاريخ المعاصر مليء بالمآسي.. المؤسسات الدولية عجزت عن تسويتها (شاهد)
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن التاريخ المعاصر مليء بالمآسي والفواجع والأزمات، ولا يزال عدد غير قليل من الدول والشعوب يئن تحت رحمة العابثين بهذه الدول وبشعوبها، وبمقدراتها وبمصائرها، وقد يعترف بعض العابثين بهذه الدول بخطئهم وجريمتهم، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد أن يتم المطلوب، في ظل عجز كامل للمؤسسات الدولية عن حمايتهم.
وتابع “الطيب” خلال كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أنه ليس أدل على ذلك مما سمعناه منذ أيام قليلة من قادة أكبر مؤسسة دولية أنشئت من أجل سلام الشعوب وحمايتها من الحروب، ومن الفقر والجوع والجهل والأمراض، وهو يعترف بفشل هذه المنظمة المهيبة، ويصرح بأنها عجزت عن تحقيق السلام، وأن الحروب والأزمات مازالت مستمرة، وبما يعني الكثير من القلق على مستقبل الدول والشعوب.
وذكر شيخ الأزهر أن التاريخ لم يسجل مجتمعًا من الناس خلا من الاختلاف والتنازع والصراع والتدافع، ولم نر هذا الخلاف، وقد ارتفع من تلقاء نفسه دون تدخل مباشر من قانون ضابط ورادع.
وتابع: “في ظل ما نراه من عجز القانون البشري عن توفير حياة طيبة للناس، لأنه يقوم عادة على النزعات الفردية والقطرية والقومية والفاشية والنازية والآرية والسامية والرأسمالية، واقتصاد السوق والعولمة، ونزوات الجشع وحب التسلط والغلبة، والمتاجرة بدماء الفقراء وأقواتهم وأرزاقهم”.
وكان الدكتور الطيب، قدم التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وللأمة العربية والإسلامية بذكرى مولد سيدنا محمد، قائلًا: “محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإنسانية، ورحمة الله للعالمين، وبرسالته التي سوف تبقى ما بقي الليل والنهار منارة الإنسانية، وضوءها الذي يرشدها، ويصحح مسيرتها، كلما ضلت الطريق، وتقطعت بها السبل”.
وأكد أن النبوة، وتعاليم الأنبياء ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات، وإسعادهم في الدنيا والآخرة، ولا يمكن أن يستعاض عنه بغيره من القوانين والسياسات والأعراف والعادات.
وواصل: “الإنسان كائن اجتماعي، لا مفر له من العيش مع آخرين من بني نوعه، يحتاج إليهم ويخالطهم، ويدخل معهم في علاقات اجتماعية شديدة التعقيد، مع وجود حالة من الخلاف والتنازع، والحب والبغض، والخير والشر، وغير ذلك من الثنائيات المتضادة المغروسة في فطرة الإنسان وطواياه، وكلها تدور على الصراع بين المصلحة العامة والمنفعة الشخصية، التي عادة ما تتغلب على نوازع الخير والعدل والرحمة، المركوزة في نفسه”.
وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أكد أن حبنا للنبي محمد صلي الله عليه وسلم جزء لا يتجزأ من إيماننا به، مضيفًا: “كما نؤمن بأن الحب الحقيقي يتطلب ويقتضي حسن التخلق بأخلاقه صحة ورحمة وعفا ووفاء وأدب مع الله والخلق”.
المولد النبوي الشريفوأضاف أن من أهم علامات حبنا للنبي محمد صلي الله عليه وسلم كثرة الصلاة والسلام عليه، لافتا إلى أن احتفالنا اليوم بذكري مولد النبي حبًا وتجليلًا له.
وأشار وزير الأوقاف، أنه حين مضت جنازة على رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقف إجلالا للموقف ومواساة لأهل الميت، فقيل لها يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال أليست نفسا، فى تقدير عظيم لقيمة الإنسان لكونه إنسانا.
وذكر وزير الأوقاف، أن البشرية لم تعرف على مدار التاريخ إنسانا أنبل وأشرف وأكرم ولا أعز على الله من سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ذكرى المولد النبويونوه إلى أن النبي محمد نبي الإنسانية ورسولها، حيث تضمنت رسالته قيما أخلاقية قائمة على الأمانة والصدق أو من حيث كونها للناس كافة.
وتابع: "يطيب لي أن أهنئ حضراتكم جميعا والشعب المصري كله والأمة الإسلامية والعربية والإنسانية بذكرى مولد رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، وأهنئ القوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، مقدرين تلك الإنجازات العظيمة التي تحققت في ظل قيادتكم الحكيمة على أرض مصر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بوابة الوفد الوفد السيسى النبي الله علیه وسلم رسول الله
إقرأ أيضاً:
لن يوحد السودانيين شيءٌ غير الإسلام
فلا القوميات ستوحده و لا الشعارات الرنانة ولا الخطابات العاطفية؛وذلك أن تاريخ السودان سواء الحديث أو القديم مليء بالدماء و الأحقاد والضغائن و الثأر القبلي و النعرات العصبية،وما أشبه مجتمعنا اليوم. بمجتمع الأوس و الخزرج لما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كانوا متناحرين متقاتلين متباغضين متدابري؛فوحدهم رسول الله صلىاللهعليهوسلمعلى كلمة سواء ،مالذي جعلهم يتوحدون ويتوافقون و يكونون كالجسد الواحد؟، حتى يظن القارئ في السيرة النبوية أن ثمة خلاف لم يكن بين الأوس والخزرج في القديم؛لما ير من توافقهم واجتماعهم على كلمة سواء،
،وذلك هو العلاج القرآني الناجع.
وهنا لابد أن أشيد بجماعة أنصار السنة المحمدية التي كانت لها نظرة بعيدة قبل سنوات من الآن؛إذ كانت تحرس على إقامة القوافل الدعوية إلى أقاصي البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لتوعي الناس بخطر القبلية وشر العصبية،ويكاد شيخنا محمد الأمين إسماعيل طاف معظم الولايات والمدن الغربية والشرقية محذرا من مغبة سفك الدماء و خطر العنصرية القبلية،وأذكر أن جماعة أنصار السنة المحمدية أقامت مؤتمرا كبيرا جمعت فيه معظم بل يكاد كل قبائل السودان تحت اسم مؤتمر التعايش السلمي،فمثل هذه المبادرات القائمة على النهج النبوي و على الشريعة والكتاب السنة،هي التي توحد السودانيين وتجمع كلمتهم،وتزيل جميع الأحقاد و الضغائن المتوارثة في القلوب.
فخير الهدي هدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم…
مصطفى ميرغني
إنضم لقناة النيلين على واتساب