أطلق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مجموعة من الرسائل المهمة، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، اليوم الأربعاء.

وقدم فضيلة الإمام الأكبر عدة رسائل، خلال كلمته باحتفال وزارة الأوقاف المصرية بذكرى مولد النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، مؤكدا فيها أن رسالة الإسلام ستبقى- ما بقي الليل والنهار- منارة الإنسانية، وضوءها الذي يرشدها، ويصحح مسيرتها، كلما ضلت الطريق، وتقطعت بها السبل.

وأكد شيخ الأزهر، أن النبوة وتعاليم الأنبياء ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات وإسعادهم في الدنيا والآخرة، مضيفا أن الصراع بين المصلحة العامة والمنفعة الشخصية والتدافع الاجتماعي لا يمكن ضبطه إلا بقانون علوي حاكم يحمي الناس حقوقهم ويحقق لهم الطمأنينة والرضى والسعادة.

وأشار إلى أنه لا يمكن أن تقوم العلوم والفنون والترقي الحضاري المادي مقام النبوة، لأن القانون البشري لم يستطع أن يوفر للناس حياة طيبة، لأنه يولد من رحم مليئة بثغرات لا نهائية من النزعات الفردية والقطرية والقومية والفاشية والنازية والآرية والسامية والرأسمالية.

وشدد على أن العالم  في أشد الحاجة إلى قانون علوي يعلن المساواة والمؤاخاة بين الناس ويغري بالتراحم وبالرحمة يضعها فوق العدل، وبالضعيف يحميه، ويرد عنه غائلة القوي والمتجبر وهذا موجود فقط في برامج النبوة والأنبياء.

وقال شيخ الأزهر، إن النبوة أعظم نعمة أنزلها الله تعالى على عباده وأهمها على الإطلاق.. من باب اللطف الإلهي بالإنسان، مضيفا أن النبوة من نعم الله على البشرية أوجبها على نفسه من باب وجوب الرحمة على نفسه الكريمة تفضلا منه وإحسانا وامتنانا.

وأكد أن النبوة بهديها وتعاليمها تبقى أمل الإنسانية وفردوسهم المفقود الذي يبحثون عنه ويتطلعون إليه وهو بين أيديهم وعلى مرمى نظرة إلى أطراف أصابعهم.

ونوه الإمام الأكبر، بأن رسالة الإسلام عامة للناس جميعا تتخطى حدود الزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا العموم لم يزعمه المسلمون من عند أنفسهم لترويج الإسلام في العالم، موضحا أن رسالة الإسلام قدمت كل ما تحتاجه البشرية في الجوانب الروحية والأخلاقية، لذلك لم تحتاج إلى نبوة أخرى.

وتابع: ورغم مرور خمسة عشر قرنا على رسالة الإسلام؛ إلا أن معارفها الأخلاقية لا تزال الأنموذج الذي يوزن به كل تطور مادي.

واختتم شيخ الأزهر، رسائله في احتفالية المولد النبوي الشريف، بأنه رغم تطور العلوم المادية والمعارف الحسية التي كانت تحكم المجتمعات البشرية إبان ظهور الإسلام؛ فقد تبدلت عشرات المرات، ولا يوجد منها الآن أثر واحد يوجه حياتنا العملية، وهو أكبر دليل على قصر نظر النظرة البشرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الازهر الشريف رسائل مولد النبي الإسلام المولد النبوي رسالة الإسلام شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

لاحت بشائر رمضان.. خطيب المسجد النبوي: تاج الشهور ومعين الطاعات فاغتنموه

قال الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي ،  إنه قد لاحت بشائر رمضان، واقترب فجره، وتاقت القلوب لنوره، هو تاج الشهور، ومعين الطاعات، نزل القرآن في رحابه، وعزّ الإسلام في ظلاله، وتناثرت الفضائل في سمائه.

تاج الشهور

وأوضح “ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الرابعة من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أنه ميدان سباق لمن عرف قدره، ومنبع إشراق لمن أدرك سره، وموسم عِتق لمن أخلص أمره، وروضة إيمان لمن طابت سريرته واستنار فكره، مستشهدًا بقوله ـ صلى الله عليه وسلم  ـ (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).

 وأضاف أن هذا رمضان خيراته تتدفق، وأجوره تتزاحم وتتلاحق، موصيًا المسلمين بالاستعداد له استعدادًا يليق بمقامه، وسلوكًا يرتقي لنعمه وإجلاله، فرمضان أيامه معدودة، وساعاته محدودة، يمر سريعًا كنسيم عابر، لا يمكث طويلًا.

 وأشار إلى أن  الاستعداد لرمضان يكون بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح، من خلال تخفيف الشواغل، وتصفية الذهن، فراحة البال تجعل الذكر أحلى، والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذة في التلاوة، وأنسًا في قيام الليل.

الاستعداد لرمضان

وأفاد بأن تهيئة القلب تكون بتنقيته من الغل والحسد، وتصفيته من الضغينة والقطيعة وأمراض القلوب، فلا لذة للصيام والقلب منشغل بالكراهية، ولا نور للقيام والروح ممتلئة بالأحقاد.

 ونصح المسلمين إلى تنظيم الأوقات في هذا الشهر الفضيل، فلا يضيع في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخير ما يستعد به العبد الدعاء الصادق من قلب مخبت خاشع، موصيًا  المسلمين بتقوى الله عزوجل، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

ولفت إلى أن رمضان شهر القرآن، ولتلاوته فيه لذة تنعش القلب بهجةً وحلاوة تفيض على الروح قربًا، ففي تلاوة القرآن يشرق الصدر نورًا، وبكلماته تهدأ النفس سرورًا، وبصوت تلاوته يرق القلب حبًا.

وأردف: فتشعر وكأن كل آية تلامس روحك من جديد، وكأن كل حرف ينبض بالحياة، منوهًا بأن رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يدرّب الصائم على ضبط شهواته، وكبح جماح هواه، وصون لسانه عما يخدش صيامه، فيتعلّم كيف يحكم زمام رغباته.

رمضان مدرسة

وتابع: ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات، وهذه الإرادة التي تربى عليها المسلم في رمضان تمتد لتشمل الحياة كلها، فمن ذاق لذة الانتصار على نفسه سما بإيمانه وشمخ بإسلامه فلم يعد يستسلم للهوى، ولا يرضى بالفتور عن الطاعة.

واستشهد بقولة تعالى (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، لافتًا إلى أن رمضان بشعائره ومشاعره محطة ارتقاء بالإنسان، ورُقِيّ بالحياة، فهو يبني الإنسان الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها، ويهذب سلوكه، ويسمو بأهدافه.

وبين أن العبادة ليست طقوسًا جامدة، بل قوة حية تغذي الإنسان ليبني المجد على أسس راسخة من الدين والأخلاق والعلم، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

وأفاد بأن الله تعالى اختص المريض والمسافر برخصة، فجعل لهما فسحةً في القضاء بعد رمضان، مستشهدًا بقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، مبينًا أن التشريع رحمة، وأن التيسير مقصد.

ونبه إلى أن الصيام لم يُفرض لإرهاق الأجساد، بل لتهذيب الأرواح، وترسيخ التقوى، فأوجه العطاء في رمضان عديدة، وذلك من خلال إنفاق المال، والابتسامة، وقضاء حوائج المحتاجين ومساعدتهم، والصدقة الجارية، وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود ما يكون في رمضان ، عطاؤه بلا حدود، وكرمه بلا انقطاع، يفيض بالجود كما يفيض السحاب بالمطر، لا يرد سائلًا، ولا يحجب فضلًا.

مقالات مشابهة

  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • لاحت بشائر رمضان.. خطيب المسجد النبوي: تاج الشهور ومعين الطاعات فاغتنموه
  • البحوث الإسلامية: الأزهر الشريف مستمر في إيقاظ الوعي ودعم الفكر الوسطي
  • منة شلبي توجه رسالة ليوسف الشريف في أحدث ظهور| شاهد
  • نهلة الصعيدي: مؤتمر الإمام الأكبر اليوم شهد التفافا حول الأزهر الشريف
  • سفير مصر بإندونيسيا يثمن جهود الأزهر الشريف في خدمة الإسلام
  • شيخ الأزهر يتوجه إلى الله بالدعاء أن يوفق قادة العرب في القمة المرتقبة
  • شيخ الأزهر يعلن احتضان مصر للنسخة الثانية من مؤتمر الـحوار الإسلامي- الإسلامي
  • شيخ الأزهر يعلن احتضان مصر النسخة الثانية من مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي
  • بحضور ملك البحرين.. شيخ الأزهر: الفرقة جعلتنا مطمعا للغير وآن الآوان للتضامن