تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن الحكمة والفلسفة في إرسال الله الأنبياء للبشر، موضحا أنه إذا كان فريق من علماء المعقول في الإسلام يذهبون إلى أن «النبوة» هي من الجائزات على الله تجاه عباده وليست واجبة عليه؛ فإن فريقا منهم يذهبون إلى القول بوجوبها على الله- تعالى-؛ لما فيها من مصلحة الإنسان ومنفعته، ليس فقط على هذا الخط القصير خط الحياة الدنيا، وإنما على خط لا نهائي يسعد فيه الإنسان أو يشقى.

وأضاف فضيلته، خلال كلمته في احتفال المولد النبوي الشريف، الذي أقامته وزارة الأوقاف، أن هذا الفريق ذهب إلى أن النبوة واجبة، ولا يقصد -معاذ الله!– أن أحدا غيره -تعالى!- يوجبها عليه، فهذا ما لا يمكن أن يخطر على بال مؤمن، ولكن يقصدون أن الله تعالى هو من أوجبها على نفسه، وهو من باب قوله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم.. أي: أوجبها على نفسه الكريمة تفضلا منه وإحسانا وامتنانا.

وأضاف الإمام الأكبر أن الفريق الأخير يبين الحكمة من النبوة ويقول: إذا كانت عناية الله تعالى بالإنسان قد ذهبت إلى أبعد مدى في ملاحظة حاجة الإنسان في هذه الحياة الدنيا فأنبتت الشعر على حاجبيه حتى لا تتأذى عيناه من العرق والتراب والغبار، وقوست أخمص قدميه حتى يتمكن من المشي في يسر وسهولة، وفي غير ألم ولا توجع، وأشياء أخرى من المنافع لاحظتها العناية الإلهية لصلاح الإنسان في هذه الحياة الدنيا، أفيعقل أن تتخلى هذه العناية عن ملاحظة حاجات هي أشد وأعظم، وفي حياة أخرى هي أدوم وأبقى من حياته الأولى، ولا ترسل له ما يحقق سعادته في الحياة الأبدية اللانهائية؟!.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر احتفال الأوقاف بالمولد النبوي

إقرأ أيضاً:

مَن هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال؟.. كان له صوت جميل

ذكر الله تعالى، في القرآن الكريم، العديد من قصص الأنبياء والرسل، للعبرة والاقتداء بها في حياتنا اليومية، وزيادة الإيمان، وجاءت 6 سور تحمل أسماء الأنبياء، مثل سورة يوسف وإبراهيم ويونس وهود ونوح وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذكرت العديد من الأحاديث النبوية قصصهم وألقابهم، وبعض الأنبياء فسر الله تعالى قصتهم في السور، فمن هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال؟

أحد أنبياء بني إسرائيل

خلال السطور التالية نستعرض من هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال وصيّر له الحديد لينًا ليصنع منه ما يشاء من أدوات؟، وفقًا لما أجابت دار الإفتاء المصرية، إنه نبي الله سيدنا داود عليه السلام إذ كان أحد أنبياء بني إسرائيل، وجاء في كتاب الله تعالى: «وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ».. وأعطى الله لنبيه القدرة والقوة، وقال تعالى «وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ، ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ» وكان كثير العبادة وكثير القيام  ، والتوبة والصيام.

عمل نبي الله داود برعي الغنم، وفقًا لحديث رسول الله؛ «وبعث داود عليه السلام وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأنا راعي غنم بأجياد»، وفي سورة سبأ «يا جبال أوبي معه والطير»، أي الطير والجبال تسبح معه، وفقًا لدار الإفتاء.

صوت جميل في التسبيح والترتيل

وكان له صوت جميل في التسبيح والترتيل، وفقًا للحديث كان أبو موسى الأشعري اليماني رضي الله عنه واسمه عبد الله بن قيس- حسن الصّوت بالقرآن، وذات ليلة استمع النبي صلى الله عليه وسلَّم لتلاوته، فأعجبه صوته، فقال له: «لَقَدْ أُوتِيتَ مَزْمارًا مِنْ مَزاميرِ آلِ داودَ»، بمعني: أعطاكَ الله صوتًا حسنًا مثل ما كان داود عليهِ السلام ذا صوت حسن بقراءة الزبور، والمِزمار أصله الآلة التي يزمر بها، وآل داود هنا هو داود نفسه، وقد كان نبي الله داود إليه المُنتهى في حسن الصوت بالقراءة.

وأعطا الله سيدنا داود قدرة عظيمة، فكان الحديد يلين معه من غير نار فيسهل تصنيعه وعمل ما يشاء به، فقد قال -تعالى-: «وألنا له الحديد».

مقالات مشابهة

  • جمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا ومفاتيح الجنة
  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • إيمان كريم: الملتقى الدولي لمكتسبات ذوي الإعاقة يحقق أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة"
  • لا تكن ظالمًا وممن يكيلون بمكيالين
  • مَن هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال؟.. كان له صوت جميل
  • تُرى ماذا قال هيقل في فلسفة التّاريخ عن القحّاتة ومليشيات الجنجويد؟
  • الكلمة الطيبة وفن التحدث
  • أيُ العلماءِ نتبع؟
  • إلّا شريان الحياة!
  • هل تسائلت يومًا كيف يقبض ملك الموت أرواح مختلفه في وقت واحد؟