كتب- محمد سامي:
قدم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وللأمتين العربية والإسلامية: شعوبا وحكاما - بذكرى مولد سيدنا محمد، رسول الإنسانية، ورحمة الله للعالمين، وبرسالته التي سوف تبقى -ما بقي الليل والنهار- منارة الإنسانية، وضوءها الذي يرشدها، ويصحح مسيرتها، كلما ضلت الطريق، وتقطعت بها السبل.

وأكد الإمام الأكبر خلال كلمته في احتفال المولد النبوي الشريف، الذي تقيمه وزارة الأوقاف، أن «النبوة»، وتعاليم الأنبياء ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات، وإسعادهم في الدنيا والآخرة، ولا يمكن أن يستعاض عنه بغيره من القوانين والسياسات والأعراف والعادات، مضيفا أن بيان ذلك ما نعلمه من أن الإنسان كائن اجتماعي، لا مفر له من العيش مع آخرين من بني نوعه، يحتاج إليهم ويخالطهم، ويدخل معهم في علاقات اجتماعية شديدة التعقيد، مع وجود حالة من الخلاف والتنازع، والحب والبغض، والخير والشر، وغير ذلك من الثنائيات المتضادة المغروسة في فطرة الإنسان وطواياه، وكلها تدور على الصراع بين المصلحة العامة والمنفعة الشخصية، التي عادة ما تتغلب على نوازع الخير والعدل والرحمة، المركوزة في نفسه.

وبين فضيلة الإمام الأكبر أن هذا الخلاف، أو هذا التدافع الاجتماعي، لا يمكن ضبطه ولا إزالة تعارضاته المتصارعة إلا بقانون علوي حاكم، يحمي الناس، ويحفظ حقوقهم، ويحقق لهم الطمأنينة والرضى والسعادة، موضحا أن التاريخ لم يسجل مجتمعا من الناس خلا من الاختلاف والتنازع والصراع والتدافع؛ ولم نر هذا الخلاف، وقد ارتفع من تلقاء نفسه دون تدخل مباشر من قانون ضابط ورادع، في ظل ما نراه من عجز القانون البشري عن توفير حياة طيبة للناس، لأنه يقوم عادة على النزعات الفردية والقطرية والقومية والفاشية والنازية والآرية والسامية والرأسمالية، واقتصاد السوق والعولمة، ونزوات الجشع وحب التسلط والغلبة، والمتاجرة بدماء الفقراء وأقواتهم وأرزاقهم.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب شقق الإسكان فانتازي الطقس أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني شيخ الأزهر أحمد الطيب المولد النبوي الشريف

إقرأ أيضاً:

عودة: ما يحصل يوميا من عنف وتدمير ووحشية يندى له الجبين

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "في الأحد الأول بعد العنصرة، تحتفل كنيستنا المقدسة بعيد جميع القديسين لتعلمنا أن ثمرة الروح القدس هي القداسة، وأنه لا يمكننا أن نصير قديسين بلا نعمة الروح القدس. القداسة هي أولى ثمار عمل الروح القدس في الإنسان. إنها ثمرة استجابة الإنسان لعمل الروح القدس فيه. إحتفلنا الأسبوع الماضي بحلول الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسنة نارية، واليوم نعاين النتيجة العملية لفعل الروح القدس في حياة الذين دعوا لعيش الأمانة التي تسلموها من الرب. لذلك نعيد اليوم للأنبياء الذين سبقوا فأخبروا عن تجسد الرب، ولرسل المسيح وتلاميذه الذين أصبحوا شهودا له وسلمونا الوديعة، وأيضا لشهداء الإيمان الذين تقدسوا وأناروا بدمائهم الكنيسة منذ القرون الأولى حتى اليوم، وللأبرار والنساك الذين لمعوا في حياة الفضيلة، ولكل مؤمن عاش إيمانه الحق وحياة البنوة لله. إضافة إلى أعداد من القديسين المجهولين الذين لا يعرفهم سوى الله".

أضاف: "في تقويمنا الكنسي، نعيد يوميا لتذكار قديسين وشهداء وأبرار، وملكوت الله مليء بأشخاص تقدست حياتهم ونالوا الأكاليل السماوية. اليوم، نعيد لكل أولئك. القداسة ليست «حالة فريدة» أو وضعا إستثنائيا أو غير طبيعي، وليست أفعالا نسكية خاصة، بل هي حالة كل نفس اتحدت بالروح القدس وقبلت العمل بمشيئته. حالة الإتحاد هذه في متناول كل إنسان نال سر المعمودية المقدس، وختم موهبة الروح القدس من خلال مسحة الميرون المقدس. الدعوة إلى القداسة موجهة إلى الجميع، إذ إنها الحالة الطبيعية لكل إنسان مسيحي. تلبية هذه الدعوة والسير في طريقها قد يقبلها الإنسان أو يرفضها لأنها مرتبطة بالحرية الشخصية. لقد عاش القديسون حياة ملؤها المحبة الكاملة والطاعة للرب يسوع، حافظين وصاياه الإلهية ومتممين ما قاله الإنجيلي متى: «كل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات» (10: 32). حياة القديس هي حياة شهادة للإله الذي اتخذ إنسانيتنا ما عدا الخطيئة، حياة شهادة للرب يسوع المسيح «ومن أجل كلمة الله» (رؤ20: 4)."

وتابع: "ما من أحد يولد قديسا، بل يتقدس من خلال السماح لنعمة الروح القدس وقوته بأن تقودا حياته وتحولاها ليصبح مثالا للتقوى والبر. يقول الرسول بولس: «أما أنت، يا إنسان الله، فاهرب من هذا (أي محبة المال) واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة. جاهد جهاد الإيمان الحسن أمام شهود كثيرين» (1تي 6: 11-12). لم يكن القديسون أشخاصا خارقين كأبطال الميثولوجيا، بل كانوا كما نحن اليوم. هم يتشاركون معنا الطبيعة البشرية ذاتها بضعفاتها وزلاتها وشهواتها، لكنهم أدركوا أن قبولهم لعطية الروح القدس تحتم عليهم عيش حياة التقوى والبر والأمانة، لتكون حياتهم شهادة واضحة لفعل الروح القدس فيهم. في كنيستنا، صنع العجائب ليس شرطا جازما لإعلان القداسة. العديد من القديسين الذين أعلنت قداستهم لم يصنعوا العجائب. لقد سمع القديسون كلام الرب، وكانوا شهودا له بالفعل، لا بالكلام. اليوم، أين نحن الذين نسمع الكلام عينه: «كل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات» (مت10: 32)؟ هل نعترف بالرب علانية؟ هل نعطي، من خلال سلوكنا وطريقة عيشنا، شهادة اعتراف حية بأننا أبناء الله، وبأنه ربنا ومخلصنا وسيد حياتنا؟ هذه الشهادة تتطلب أن نحمل صليبنا ونكفر بذواتنا ونتبع الرب حيث يدعونا، تاركين كل مصلحة ومنفعة، طائعين مشيئته، عاملين وصاياه. يقول أحد اللاهوتيين: «إعلم أن الحياة الأبدية تبدأ بالمعمودية وممارسة العبادة كلها ومعرفة الإنجيل. القضية كلها هي أولا أن تحب الله، وثانيا أن تكون علاقتك مع الناس جميعا ضمن إرضائك لله. هذه هي القداسة التي تعيشها يوميا وأنت في بيتك ومكان عملك، وفي علاقاتك الإجتماعية. ويعدك المسيح، إذا قمت بذلك، بأن تكون من الأولين عنده».

وقال: "إذا كان ربنا وخالقنا يحترم حريتنا ويترك لنا الخيار في قبول نعمته أو رفضها، فما بال الإنسان يتحكم بأخيه الإنسان، ويفرض عليه رأيه ونمط عيشه وطريقة تفكيره، رافضا احترام حرية أخيه والقبول باختلافه عنه في الرأي والموقف؟ لو شاء ربنا لخلقنا متشابهين، لكنه وزع مواهبه والوزنات بحسب طاقة كل منا. إن التنوع مصدر غنى للجميع ويفتح مجال التبادل والتعلم، وما علينا إلا قبول عطايا الله".

أضاف: "فيما نعيد اليوم لجميع القديسين الذين هم ثمر عمل الروح القدس في العالم، علينا أن نتذكر أن ثمر الروح القدس هو «محبة، فرح، سلام، طول أناة، صلاح، إيمان، وداعة وتعفف» (غلا 5: 22). لذا، نعلن إيماننا بالرب خالق السماء والأرض، وبمخلصنا يسوع المسيح، إله السلام، وبروحه القدوس المعزي الذي يقودنا في طريق الإيمان والمحبة والوداعة والفرح والصلاح والتعفف، ونرفع الصلاة من أجل السلام في العالم أجمع، وفي الجنوب اللبناني وغزة الجريحة بشكل خاص. نصلي لكي يبسط الله سلامه الذي من العلى على منطقتنا، وعلى بلدنا، ويبعد عن شعبه شبح الحرب وويلاتها، ويمنح أبناءه المحبة والفرح والسلام والإستقرار. إن ما يحصل يوميا من عنف وتدمير ووحشية قل مثيلها في الأرض التي ولد فيها الرب يسوع وتألم وقام من بين الأموات، يندى له الجبين. قتل وتنكيل بالأطفال والشيوخ والنساء، صور ظننا أنها من العصور البائدة لكنها تتكرر أمام أعين العالم منذ أشهر وما من حل في الأفق. وحدها الصلاة بقلوب نقية تستطيع أن تخرج منطقتنا من أتون النار ووحشية البشر، لأن حكام الأرض لا يأبهون إلا لمصالحهم ومراكزهم، أما الشعوب المستضعفة فليس لها إلا الله والأمل بأن يصحو البشر على إنسانيتهم ويسمعوا صراخ ضمائرهم".

وختم: "في أحد جميع القديسين نحن مدعوون إلى القداسة والسير في طريق من سبقونا. نسمع في كل قداس إلهي الكاهن يقول: «القدسات للقديسين» عسانا نستجيب لعمل الروح القدس ونثمر محبة وإيمانا وسلاما وصلاحا ووداعة وطول أناة. الجميع مدعو إلى القداسة، من دون استثناء، فلبوا الدعوة بلا إبطاء".

مقالات مشابهة

  • حكم من فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة.. مركز الأزهر يوضح
  • لفتة طيبة من السولية اتجاه طاهر محمد عقب مباراة الأهلي وطلائع الجيش
  • حكم من فاته تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة
  • نقص الدواء جدل دائر بالبرلمان.. ونواب: توفير الأدوية يعني إنقاذ حياة المرضى.. الأزمة طالت أكثر من ألف صنف ومصر تستورد 90% من المواد الخام
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان” تؤكد أهمية سيادة القانون لتحقيق العدالة الدولية
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان»: سيادة القانون مرتكز تحقيق العدالة
  • عودة: ما يحصل يوميا من عنف وتدمير ووحشية يندى له الجبين
  • نصر الله يوجه رسالة هامة عن إسرائيل و"الشيطان الأكبر" ويتحدث عن "فرصة إلهية عظيمة"
  • السوداني:حقوق الإنسان “محترمة” في ظل حكومتنا الإطارية بدليل الإعدامات الجماعية !!!!
  • كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي