قال الدكتور أحمد الطيب، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، إنَّه منذ أيام قلائل تعد على أصابع اليد الواحدة سمعنا وللمرة الأول من قادة أكبر مؤسسة دولية أُنشأت من أجل سلام الشعوب وحمايتها من الحروب ومن الفقر والجوع والجهل والمرض، سمعناهم وهم يعترفون بفشل هذه المنظمة المهيبة ويصرحون بأنَّها عجزت عن تحقيق السلام وأن الحروب والأزمات مستمرة.

وأضاف «الطيب»، خلال كلمته باحتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنَّ هذا التصريح حين يُصدر من مسؤولين دوليين مشهود لهم بالشجاعة والجرأة في قول الحق فإنَّه يعني الكثير من القلق على مستقبل كثير من الدول والشعوب، والذي لا يتمارى فيه منصف أن العالم اليوم كما بالأمس هو في أشد الحاجة إلى قانون علوي يعلن المساواة والمؤاخاة بين الناس ويحكم بينهم بالعدل.

وتابع شيخ الأزهر: «النبوة من أعظم نعم الله التي أنزلها على عباده، وأهمها إطلاقا، وهي من باب اللطف الإلهي للإنسان، وإذا كان فريق من علماء المعقول في الإسلام يذهبون إلى أن النبوة هي من الجائزات على الله تجاه عباده، وليست واجبة عليه فإن فريقاً منهم يذهبون إلى القول بوجوبها على الله لما فيها من مصلحة ومنفعة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي السيسي

إقرأ أيضاً:

رمضان.. شهر الخير والجود والتراحم

يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الحج: الآية 77». ويقول عز وجل: (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، «سورة المائدة: الآية 2». وفي الحديث: قال رسول الله ﷺ: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»، (صحيح البخاري، 2442).
رمضان شهر قضاء حوائج المحتاجين، وهو شهر التعاون والتراحم. وإن فعل الخير مبدأ إنساني دعا إليه القرآن الكريم، وشجع أهل الإيمان على التعاون بشأنه، وجاء الأمر بفعل الخير بعد ذكر جملة من الشعائر، للدلالة على أن فعل الخير لا يقل عنها في المنزلة والثواب، والقرآن الكريم يكرر الدعوة إلى فعل الخير بلفظ التعاون بين بني البشر، فيأمرنا بالتعاون في ميدان البر، وينهانا عن التعاون في ميدان الشر.
وإن من كرم الله تعالى على عباده أن جعل الماشي في حاجة المسلم في معيته جل جلاله، مؤيداً إياه ومعيناً ومثيباً، وكفى به أجراً وفضلاً، فمن سعى في قضاء حوائج الناس على اختلاف مشاربهم وأجناسهم، قضى الله له حوائجه، وثبته على الصراط، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله ﷺ: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، (صحيح مسلم، 38).
وإن السعي في قضاء حوائج الناس منزلة حث عليها النبي ﷺ، فعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «إني أوتى فأُسأل ويطلب إليّ الحاجة وأنتم عندي، فاشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب أو ما شاء»، (صحيح ابن حبان، 531).
كما أن السعي في قضاء حوائج الناس سبب للبركة وزيادة الرزق، فقد روي في الحديث: «إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما يبذلونها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم»، (المعجم الأوسط للطبراني 13925).
وفي هذه الأيام الرمضانية، يقوم كرام الناس بتفقد المحتاجين وإطعام الجائعين، والبحث عن المساكين، فيواسونهم ويقضون حوائجهم، ومن ذلك ما تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من مشروع إفطار الصائم وكسوة العيد، وحفظ النعمة وزكاة الفطر. فساهموا معها فهي توصل صدقاتكم إلى مستحقيها. وقضاء حوائج الناس مبدأ إنساني دعا إليه الإسلام وحث عليه، وعلى المسلم التأسي برسول الله ﷺ في حرصه على قضاء حوائج الناس، إذ إن ثواب قضاء حوائج الناس عظيم تكفل به الله سبحانه وتعالى.
أجود ما يكون في رمضان
 يضاعف الله الأجر للمنفقين في شهر رمضان، وينعم بأفضل الثواب على أهل البر والإحسان، وخاصة في شهر رمضان أشرفُ الشهور عند الله تعالى، جعله سبحانه ميدانًا لعباده يتسابقون فيه بأنواع الطاعات، ومن أبرزها: الإنفاق في أعمال الخير والبر، قال جل في علاه: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
فما هي أهمية الإنفاق في سبيل الله؟ وما فضله ومكانته عند الله جل في علاه؟
حثّ الإسلام على الإنفاق وجعل ثوابه عظيماً، ووعد الله من تصدق وأنفق بالخلف والعوض، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ ‌يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾، وقال ﷺ: «مَا ‌مِنْ ‌يَوْمٍ ‌يُصْبِحُ ‌العِبَادُ ‌فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا». 
وشجع النبي ﷺ على الإنفاق عموماً وأكد عليه في شهر رمضان خصوصاً، فكان يجود فيه ما لا يجود في غيره، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أجْوَدَ ‌بِالْخَيْرِ ‌مِنَ ‌الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»، وكان يحث على الإنفاق والبذل وإفطار الصائمين ولو بتمرة، فيقول: «مَنْ ‌فَطَّرَ ‌صَائِمًا ‌كَانَ ‌لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا». 
وكان النبي ﷺ يدعو إلى المبادرة بالإنفاق وعدم التسويف، فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رَسولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قال: «أَنْ ‌تَصَدَّقَ ‌وَأَنْتَ ‌صَحِيحٌ ‌شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الغِنَى، وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ». 
وليعلم كل مسلم أن الانفاق يزيد في المال ولا ينقصه، ومن المستحب المسارعة فيه، وخاصةً في شهر الخيرات شهر رمضان المبارك، حيث تشتد حاجة الناس للمساعدة، ويُضاعف الله الأجر والثواب للمنفقين.
حديث
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق «إن أحدكم يجمع خفقه في بطن أفه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها».
فتوى 
ورد إلى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي سؤال جاء فيه: والدي لا يستطيع الصوم، لكبر سنه وعنده السكري، فهل يجب عليه دفعُ الفدية بدلاً عن الصيام؟
فأفتى المجلس بأن: لا يجب عليه دفعُ الفدية، ولكن تستحب له إذا كان عجزه عجزاً مستمراً بحيث لا يتوقع القدرة على الصوم في أي وقت من أوقات السنة، لما رُوي من أن أنس بن مالك رضي الله عنه: «كَبِرَ حَتَّى كَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى الصِّيَامِ. ‌فَكَانَ ‌يَفْتَدِي». (موطأ مالك: 1/ 307).
قال الإمام مالك رحمه الله: «لا أرى ذلك واجبا، وأحب أن يفعله إذا كان قوياً عليه»، (موطأ مالك: 1/ 307).

أخبار ذات صلة «حكماء المسلمين» ينظم إفطاراً جماعياً لقادة ورموز الأديان في باكستان شرطة دبي تضبط 375 بائعاً جائلاً في النصف الأول من شهر رمضان

مقالات مشابهة

  • الأزهر الشريف: الأطباء نصحوا الإمام الأكبر بالراحة لمدة 3 أيام
  • الإمام أحمد الطيب .. بيان عاجل عن الحالة الصحية لشيخ الأزهر
  • مجلس جامعة الأزهر يثمن جهود الإمام الطيب بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه المشيخة
  • مستشار علاج نفسي يحذر الآباء من هذا الأمر.. فيديو
  • الصحة العالمية تحتفي باليوم العالمي لمكافحة السل بهدف محاصرته والقضاء عليه
  • رمضان.. شهر الخير والجود والتراحم
  • فساد وإفساد.. إبراهيم الهدهد يحذر من أكل أموال الناس بالباطل
  • إبراهيم الهدهد يحذر من أكل أموال الناس بالباطل بطرق ملتوية أمام القضاء
  • الإمام الطيب: «المجيب» اسم من أسماء الله الحسنى.. والقرب الإلهي ليس مكانيًا ولا حسيًا
  • «دعاء مجاب بأمر الله».. أفضل الأدعية لقضاء الحاجة في شهر رمضان