كيف أغلقت روسيا حدودها الجنوبية أمام التمدد الأمريكي؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
لفت المحلل السياسي جورج فريدمان إلى أن روسيا مهتمة حالياً بحدودها الجنوبية الممتدة على طول جبال القوقاز، إلى جانب تركيزها على الجبهة الغربية مع أوكرانيا والدول المجاورة.
أهمية المنطقة تكاد تساوي أهمية أوكراني
وكتب في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" أن تلك الجبال، التي تفصلها عن أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، تحمي منطقة استراتيجية في روسيا.تؤدي المنطقة الواقعة في الشمال الغربي لتلك الجبال إلى بحر آزوف والحدود الأوكرانية، بالقرب من دونباس، والتي كانت محل نزاع شديد على مر السنين. وإلى الشمال الشرقي، يقع نهر الفولغا ومدينة ستالينغراد التاريخية، التي تسمى الآن فولغوغراد. المصلحة الروسية
إن الأرض الواقعة شمال جبال القوقاز مسطحة، وتبلغ المسافة من أستراخان إلى شبه جزيرة القرم نحو 885 كيلومتراً. إن هجوماً على روسيا من الجنوب سيكون له تأثيراً حاسماً على قدرة روسيا على حسم الحرب في أوكرانيا، وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي إلى قطع الأنهار المهمة مثل نهر الفولغا والدون. لذلك إن حماية القوقاز من اختراق أي قوة معادية أمر حيوي.
Russia invades Ukraine = American politicians send billions.
Military-age males invade our southern border = American politicians do nothing. pic.twitter.com/GcbcQe9y7g
بالنسبة لروسيا، تابع الكاتب، من الضروري أن تخترق شمال القوقاز. أهمية المنطقة تكاد تساوي أهمية أوكرانيا. منذ منتصف التسعينات وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، خاضت روسيا والشيشان حرباً مكثفة كانت عنصراً في صعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ساعد انتصار روسيا في تشكيل تفكير بوتين بشأن المناطق الحدودية. وخاضت روسيا أيضاً حرباً مع جورجيا التي تلقت دعماً عسكرياً أمريكياً.
مؤخراً، أرسلت أذربيجان قوات لاحتلال منطقة بينها وبين أرمينيا. أرمينيا فقيرة نسبياً، في حين أن أذربيجان غنية بالنفط. كان البلدان عدائيين تجاه بعضهما البعض منذ الاستقلال، مع تركز التوترات على ناغورني قرة باغ، وهي منطقة صغيرة يقطنها سكان من الإثنية الأرمينية، ولكنها جزء رسمي من أذربيجان. المصالح الاستراتيجية غير واضحة، لكن القضية السياسية حادة.
تاريخياً، دعمت روسيا أرمينيا حتى عندما كانت تحاول التوسط. لقد شهد هذا الواقع تحولاً. دخل الأمريكيون المنطقة، أولاً من خلال دعم جورجيا، ثم من خلال الحفاظ على علاقة حذرة (على الجانبين) مع أذربيجان، ولكنهم ظلوا دائماً على مسافة من أرمينيا. لكن قبل بضع سنوات، انتُخبت حكومة أرمينية جديدة كانت حذرة تجاه الروس.
نزوح جماعي لعدد كبير من الأرمن ومخاوف من تغيير ديموغرافي يؤثر على منطقة #القوقاز.. ماذا يحدث في إقليم #ناغورني_كارباخ؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/L7qysiqvu5
خلال الحرب في أوكرانيا، قررت الولايات المتحدة الدخول في علاقات أوثق مع أرمينيا، التي رحبت بالأمريكيين كثقل موازن ضد أذربيجان. ولكن بما أن روسيا لم تعد تشكل تهديداً، وبالنظر إلى افتقار الولايات المتحدة للقوة العسكرية الكافية في المنطقة، احتلت أذربيجان ناغورني قرة باغ.
أضاف فريدمان أن هذا لا يغير الواقع على الأرض، لكنه يشير إلى ظهور مستوى من التوتر، وحتى من الصراع. يحتفظ الروس بقوة كبيرة لحفظ السلام اتسمت بالهدوء في المنطقة، إلا أنها قادرة على التحرك ضد أرمينيا، أو من خلال تعزيزاتها، على إحياء الحرب الجورجية. ليس أمام أرمينيا خيار سوى التفاوض على اتفاق مع الروس أو اللجوء إلى الأمريكيين. لن يريحها أي من الخيارين.
لذلك، إن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت جورجيا مستعدة للتقرب من الولايات المتحدة مقابل المساعدات العسكرية، وما إذا كانت أذربيجان مستعدة للأمر عينه بناء على نفس السبب. لكن بما أنه يبدو أن أذربيجان وروسيا مرتبطتان فجأة، لن يحدث هذا الأمر. ويبدو أن روسيا نجحت في تأمين منطقة القوقاز. الولايات المتحدة لديها أرمينيا، وهو أمر لا يمنحها الكثير من الثقة. لذلك، أغلقت روسيا، في الوقت الحالي، حدودها الجنوبية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني القوقاز الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
نيوزويك: هكذا تستعد أوروبا لعصر ما بعد الولايات المتحدة
أكد تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأميركية أن الدول الأوروبية تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية ووضعت خططا لتقليل اعتمادها العسكري على واشنطن خلال العقد المقبل، وسط مخاوف متزايدة بشأن التزامات الولايات المتحدة اتجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي هذا السياق شهدت أوروبا زيادة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري، إذ ارتفع بنسبة 12% في 2024 وفقا لما نقله التقرير عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، غير أن الإنفاق الأوروبي لا يزال يمثل "أقل من ثلث إجمالي ميزانية الدفاع لحلف الناتو" توضح المجلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: هل ينجو هيغسيث ووالتز من فضيحة سيغنال؟list 2 of 2هآرتس: الحرب المتجددة على غزة هدفها ترحيل سكان القطاعend of listولفتت كاتبة التقرير ومراسلة الأمن والدفاع بالمجلة إيلي كوك إلى تفاوت الإنفاق في القارة، حيث خصصت بولندا ودول البلطيق أكثر من 3% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، بينما لم تصل دول أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا إلى الحد الأدنى المطلوب داخل الحلف، وهو 2%.
جهودوأكدت رئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن على الحاجة الملحة لرفع القدرات الدفاعية قائلة إن "هناك رسالة واحدة لقائد الجيش: اشتروا اشتروا اشتروا لا يهم إن لم تكن المعدات هي الأفضل، بل الأهم هو السرعة"، حسب التقرير.
وإلى جانب زيادة الإنفاق، تعمل بعض الدول على رفع عدد جنودها، وفق التقرير، وقد كشفت مصار إعلامية هولندية أن "الجيش الهولندي يخطط لزيادة عدد أفراده من 74 ألفا إلى 200 ألف بما يشمل الجنود وقوات الاحتياط".
إعلانوأشار التقرير كذلك إلى إعلان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، عن خطة لتدريب "100 ألف متطوع سنويا بحلول 2027″، للوصول إلى جيش قوامه 500 ألف جندي، أي أكثر من ضعف حجمه الحالي.
تحصينات حدوديةبالتوازي مع زيادة أعداد الجيوش، تقوم الدول الأوروبية المحاذية لروسيا بتحصين حدودها بشكل غير مسبوق، إذ وقّعت لاتفيا وليتوانيا وإستونيا في 2024 اتفاقية لتعزيز الدفاعات الحدودية مع روسيا وبيلاروسيا، وذلك عبر "شبكة من المخابئ ونقاط الدعم وخطوط التوزيع"، بحسب وزير الدفاع الإستوني، هانو بيفكور.
وأضاف التقرير أن بولندا أطلقت مشروع الدرع الشرقي بتكلفة تفوق 2.5 مليار دولار، لوضع دفاعات على حدودها مع بيلاروسيا ومنطقة كالينينغراد الروسية، في أكبر عملية تحصين حدودية منذ الحرب العالمية الثانية.
تأهيل المواطنينوذكر التقرير أن جهود أوروبا تضمنت تأهيل مواطنيها لمواجهة الأزمات، ولفت إلى أن السويد نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 كتيبا تفصيليا حول كيف يمكن للسكان الاستعداد لحالات الحرب والطوارئ، وبالتحديد "ما تعنيه حالة التأهب العالية، وكيف يمكن لكل فرد المساهمة في المجهود الحربي".
وفي خطوة مماثلة أشار إليها التقرير، أصدرت النرويج دليلا لمواطنيها حول كيفية التعامل مع "الظروف الجوية القاسية والأوبئة والحوادث وأعمال التخريب، وفي أسوأ الحالات الحروب".
أما فنلندا، فلديها بالفعل دليل عام حول كيفية التعامل مع "أسوأ السيناريوهات، بما في ذلك الحرب"، مما يعكس إدراك الدول الأوروبية لضرورة التأهب لأي طارئ.
وحذر التقرير من أن الاستقلال الدفاعي الكامل عن الولايات المتحدة لا يزال تحديا معقدا يتطلب من "5 إلى 10 من الإنفاق الدفاعي المتزايد"، إلى جانب تعاون غير مسبوق بين الدول الأوروبية لضمان أمن القارة في غياب دور أميركي قوي داخل الناتو.