أبعد من الحوار معه.. حزب الله لباسيل: خياراتنا مفتوحة!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
على خطين متوازيَين، ولو لم يكونا مضادَّين، توزّعت مواقف "حزب الله" في الأيام القليلة الماضية، أولهما التمسّك بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية حتى الرمق الأخير، ولو وصل الأمر إلى جلسات مفتوحة ومتتالية لن تغيّر شيئًا في المشهد، ما فُهِم في بعض الأوساط عودة إلى التشدّد والتصلّب، بعيدًا عن المرونة والليونة اللتين أظهرهما في الآونة الأخيرة، أقلّه بانتظار الحوار الذي يبدو "متعثّرًا".
أما الخط الثاني الذي طبع مواقف "الحزب"، ولعلّه الأهم، انطوى على رسالة تعمّد توجيهها إلى حليف "تفاهم مار مخايل" سابقًا، و"شريك" حوار اللامركزية الإدارية حاليًا، رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، وقد تولّى إيصالها نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بقوله إنّ الحوار المستمرّ مع "الوطني الحر" ليس "الطريق الوحيد والحصري" للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
تحدّث الشيخ قاسم في هذا الإطار، عن "حوار الأيام السبعة" الذي لم يطوِ رئيس مجلس النواب نبيه بري صفحته بعد، على الرغم من انخفاض أسهمه، بعد اجتماع "المجموعة الخماسية" بشأن لبنان في نيويورك، لكنّه ألمح أيضًا إلى "طرق أخرى" يمكن أن توصل إلى انتخاب الرئيس قبل أن يحقّق الحوار مع "التيار" أهدافه المرجوّة، فهل يؤشّر ذلك إلى "تخبط ما" يمرّ بالحوار بين "الحزب" و"التيار"؟ وكيف تفسّر رسائل "الحزب" لباسيل؟
تحفّظات "حزب الله"
في قراءة لمواقف نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، يقول العارفون إنّها عمليًا لا تحمل ما "يناقض" أدبيّات "الحزب" طيلة الفترة الماضية، فهو أراد القول إنّه مستمرّ في الحوار مع "التيار الوطني الحر"، ويتعامل معه بكلّ جدّية، ولكنه لا "يحصر" كلّ النقاش الرئاسي بهذا الحوار، ولا "يرهن" كلّ النتائج التي يمكن أن تتحقق به، بدليل دعمه غير المشروط الذي يُبديه إزاء الحوار الذي يطرحه رئيس مجلس النواب، والذي حصل على "دفع" من الفرنسيّين.
لا يعني ما تقدّم أنّ "حزب الله" لم يتعمّد توجيه "رسالة ما" إلى باسيل، ربطًا بـ"تحفّظات" قد تكون لديه على أداء الرجل، والمسار الذي يتبعه، سواء في الحوار المستمرّ، أو على هامشه، ولعلّ "التحفّظ الأول" أن باسيل هو الذي "عطّل" حوار الرئيس نبيه بري، بعد أن كان أبدى إيجابيّة عليه في اليوم الأول، فهمها "حزب الله" حينها على أنها بادرة "حسن نيّة"، فإذا بباسيل ينقلب عليها، ويضع "الشروط" التي أفرغت الحوار من مضمونه.
وتوازيًا مع امتعاض "حزب الله" من موقف باسيل من "حوار الأيام السبعة"، يقول العارفون إنّ "امتعاضه" يصل إلى طريقة تعامل باسيل مع الحوار المستمرّ معه، في ظل شعور لديه بـ"عدم جدية" تترجم بالمماطلة التي تفسّر في بعض الأوساط على أنها محاولة منه لـ"كسب الوقت" ليس إلا، لإسقاط "ورقتي" فرنجية وقائد الجيش في آن، علمًا أنّ تعيينات "التيار" الأخيرة التي شكّلت استفزازًا للحزب، تركت أثرها "السلبي" على الحوار أيضًا.
خيارات "حزب الله"
رغم "السلبية" التي تغلّفها رسالة "حزب الله" إلى باسيل، يقول العارفون إنّ الموقف بين طيّاته لم يتغيّر، فالحزب لم ينعَ الحوار مع "التيار"، ولم يعلن انتفاء حظوظ التوصّل إلى توافق أو تفاهم، لكنّ ما قاله هو أنّ خياراته "مفتوحة"، وهو ما يحاول "الحزب" التأكيد عليه في الآونة الأخيرة، من خلال إبداء "انفتاحه الكامل" على الحوار، من دون شروط مسبقة، وبعيدًا عن معادلة "فرنجية أو الفراغ" التي يروّج لها البعض.
هنا، قد تُفهَم رسالة "الخيارات المفتوحة" بطريقتين، فهو قد يقصد منها، أنّه جاهز للمضي بأيّ خيار، إن كان "يضمن" له وصول مرشحه، أي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، إلى بعبدا، وهو ما لا يخفى على أحد أنّه "هدفه الأساسي" من الحوار مع "التيار"، ولذلك فهو ربما يحاول "الضغط" على باسيل لحسم موقفه، وهو ما يفسّر أيضًا "تشدّد" قياديّي الحزب في مواقفهم الأخيرة، لجهة التمسّك بفرنجية ثمّ فرنجية ثمّ فرنجية.
أما الطريقة الثانية، والتي لا يستبعدها العارفون، فتقوم على أنّ الخيارات "مفتوحة" بالفعل بالنسبة إلى "حزب الله"، الذي قد لا يمانع السير بـ"تسوية رئاسية" ولو على حساب باسيل، يمكن أن تكون على اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، خصم باسيل الأول، والاسم الأكثر إثارة لـ"استفزازه" إن جاز التعبير، ولو أنّ مثل هذا الخيار لا يزال مؤجَّلًا في أجندة "حزب الله"، الذي قد يجد فيه "نقطة قوة" في استراتيجية "الضغط".
قد لا تحمل رسالة "حزب الله" إلى باسيل جديدًا، إن فُهِم على أنّه "ثبات" على التمسّك بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، واستعداد للسير بأيّ "طريق" يمكن أن تضمن له وصوله إلى رئاسة الجمهورية في نهاية المطاف. لكنّ هذه الرسالة تحمل بين طيّاته موقفًا مبطنًا "متجدّدًا" باتجاه باسيل، قد يُفهَم "سلبًا" على وقع "استفزازات" الأخير غير المتناغمة مع الحوار، أو بالحدّ الأدنى، "ضغطًا عليه"، هذا إن حسُنت النوايا! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحوار مع حزب الله یمکن أن على أن
إقرأ أيضاً:
سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
لأول مرة يرتعب جنرالات الحركة الإسلامية سافكو دم شعبهم، بعد أن علموا بأن الله قد منّ على المستهدفين بالبراميل المتفجرة الساقطة على رؤوسهم، بسلاح نوعي يحميهم، جعل القلوب الخافقة تهدأ والنفوس الوجلة تستقر، فالرب قد استجاب لتلك المرأة المسكينة، التي رفعت كفيها بالدعاء على من أحرق زرعها وضرعها وبيتها، بأن يحرقه، وهي امرأة وحيدة وضعيفة ومسكينة على أعتاب التسعين، أبرها الله الذي وصفته بأنه (ليس ابن عم أحد)، في تضرع صادق خارج من صميم قلب مكلوم مهيض الجناح لا يلوي على شيء، هذه الحرب أدخلت مجرمي الإسلام السياسي في جحر ضب خرب، وكشفت عن بشاعة النفس التي بين جنبيهم، وأبانت كيف أن النشأة الأولى لم تكن على أساس ديني قويم، وإنّما كانت بناء على انحراف خلقي واخلاقي، وإلّا لما جاءت النتيجة بعد ثلاثين عاماً من تجربة الحكم استهدافاً قاسياً للمسلمين الفقراء الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة، جرمهم الوحيد أنهم يسكنون هذه الأرض، وما يزال القاتل الأكبر يتربص بهم كيف أنهم أنجبوا هؤلاء الرجال الأشداء المقاتلين من أجل الحق؟، الذي استمات الحركيون الإسلاميون في تمييعه، بين نفاق الإعلام الكذوب وإفك فقهاء الجنرال الظلوم الجهول "مدّعي الربوبية"، الذي ذُعِر أيما ذُعر وهو يتحدث عن حصول (الرجال) على السلاح النوعي، المانع لآلته المجرمة والقاتلة من أداء مهمتها الجبانة والقذرة، ألم يتلو آيات الذكر الحكيم القائلة أن الباطل لابد وأن يزهق، كيف بربك يتلوها وهو القاتل الغاصب الفاسق الرعديد؟.
من ظن أن السودانيين سيواصلون صمتهم الخجول الممتد لسبعة عقود، عن المجازر المخطط لها بعناية ودقة فائقة وممنهجة من زمان "حسن بشير نصر" و"أبو كدوك" إلى زمان المختبئين وراء المليشيات الإرهابية، يكون غائب عن الوعي وغير مدرك لحتميات حركة التاريخ، وكما في حياتنا الرعوية مقولة "قصعة الجرّة"، التي تعني اجترار الحيوان لكل ما التهمه من عشب النهار ليلاً، بدأ مجرمو مؤسسة الموت والهلاك والدمار يطرشون ما اختزنوه من خطيئة سفك دماء الأبرياء، فجميع من ترونهم من لواءات وعمداء وعقداء يسقطون من السماء على الأرض، ويرقص حول جثثهم المحترقة الأحرار في حفلات شواء ناقمة، ما هي إلّا عملية استفراغ لما ارتكبوه من جرم بشع وعمل شنيع لا يشبه فعل إبليس. على المستوى الشخصي حينما سمعت خبر مقتل العقيد وليد ابن اخت الجنرال الهارب، أيقنت أن القصاص لن يترك فرداً ولا جماعة ولغت في دم عشيرة الغبراء التي أقسمت على الله فأبرها، هذا "الوليد" هو مهندس مجازر الجنينة كما كان (خاله) وجده "اللواء الدابي"، هل تعلمون أن الملازم وليد في تسعينيات القرن المنصرم ارتكب مجزرة بحق سكان قرية بدارفور، شهودها جنود في "جيش (العشب) الواحد"؟، روى تفاصيل الجريمة النكراء "رقيب معاش" ما زال حياً، وأنا على يقين من أنه قد رفع كفيه للسماء بعد أن علم بالخبر وقال "الحمد لله"، إنّ جند الجيش "الكتشنري" سوف يتذوقون ذات طعم الحنظل الذي أذاقوه للسودانيين ما دامت الأكف مرفوعة بالدعاء.
يقول المثل "المصيبة ليست في ظلم الأشرار ولكن في صمت الأخيار"، وانا أقول "المصيبة ليست في صمت الأخيار ولكن في عدم وجود (أخيار) من الأساس"، لأن الرجل الخيّر لن يصمت عن قول الحق، ولن يتسامح مع المجرمين والمنافقين والمدلسين والمزورين والكذابين والأفّاكين، وطالما أن هنالك بيننا من يعتقد في أن الجنود السودانيين الذين يعملون تحت راية (القوات المسلحة)، والمرسلين لليمن من معسكر "سركاب" أنهم "متمردين"، ويتجاهل كونهم نائمين على أسرة (معسكر الجيش) وهم منزوعي السلاح، داخل بيت ضيافة (القوات المسلحة)، تأكد من حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي حتمية انتصار كل من رفع البندقية في وجه هذا (الجيش)، الذي فقد الزخم المصطنع الذي عاشه السودانيون مائة عام، إذ كيف لجيش عمره قرن يورث الناس الحرب والدمار والخراب؟، لماذا لم يؤد دوره الوطني المنوط به؟، لقد أعاد "جيشنا جيش الهنا" الخرطوم للعهد الذي بدأ بدخول "كتشنر" حيث عربة "الكارو" الناقلة لماء الشرب، التي يسحبها حمار لتقوم بمهمة سقيا الناس قبل قرن وربع القرن، إنّه (فرض عين) على الشعب السوداني أن يثور ثورته الأخيرة القاضية، ليقضي على العصابة المنحرفة المتواجدة في بورتسودان، وإلّا ستشهد بورتسودان نفسها ما شهدته "نيالا" و"الفاشر"، على أهل الشرق أن يكونوا كما قال المثل " السعيد يشوف في أخوه"، إنّ شر الإخوان قد أوصل مصر لدرك سحيق خلال حقبة حكم لم تتجاوز السنة الواحدة، أما الشعب السوداني فليس في مقدوره إخراج (الأذى) إلّا بعد أن يستعين بصديق، فإن لم يفعل ولن يفعل، فليبشر بطول أمد المعركة الدائرة الآن بين حق السودانيين في الحياة الكريمة، وباطل الحركة الإسلامية (الإخوان) في استعباد السودانيين.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com