الحكمة من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
يقول العلماء، ان هناك لون من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعا للمسلمين، ونحن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صل الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لأن هذه الأحداث عاشوها بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم.
وكان سعد بن أبي وقاص يقول: كنا نروي أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفِّظهم السورة من القرآن، بأن يحكوا للأولاد ماذا حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ماذا حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء. ثم جاء عصر نسي الناس هذه الأحداث وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم وضمائرهم، فاحتاج الناس إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، صحيح اتُخِذت بعض البدع في هذه الأشياء ولكنني أقول إننا نحتفل بأن نذكر الناس بحقائق السيرة النبوية وحقائق الرسالة المحمدية، فعندما أحتفل بمولد الرسول فأنا أحتفل بمولد الرسالة، فأنا أذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرة رسول الله.
وفي الهجرة أذكِّر الناس بهذا الحدث العظيم وبما يُستفاد به من دروس، لأربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب 21 لنضحي كما ضحى الصحابة، كما ضحى علِيّ حينما وضع نفسه موضع النبي صلى الله عليه وسلم، كما ضحت أسماء وهي تصعد إلى جبل ثور، هذا الجبل الشاق كل يوم، لنخطط كما خطط النبي للهجرة، لنتوكل على الله كما توكل على الله حينما قال له أبو بكر: والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال: “يا أبا بكر ما ظنك في اثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا”.
نحن في حاجة إلى هذه الدروس من السيرة النبوية، فهذا النوع من الاحتفال تذكير الناس بهذه المعاني، أعتقد أن وراءه ثمرة إيجابية هي ربط المسلمين بالإسلام وربطهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوا منه الأسوة والقدوة، أما الأشياء التي تخرج عن هذا فليست من الاحتفال ؛ ولا نقر أحدًا عليها . كما يقول فضيلة الشيخ سعيد حوى (أحد العلماء والدعاة المعاصرين ) التفصيل في هذه المسألة: مما استحدث خلال العصور الاحتفال بيوم ميلاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوضع حول هذا الموضوع عادات تختلف باختلاف البلدان، وقد تحدث ابن الحاج في مدخله عن كثير مما أنكره من عادات توضعت حول المولد، ووجدت بسبب من ذلك وبسبب من غيره ردود فعل كثيرة حول هذا الموضوع فمن محرم ومن مدافع، وقد رأينا أن لابن تيمية رحمه الله رأيا في غاية الإنصاف، فهو يرى أن أصل الاجتماع على المولد مما لم يفعله السلف ولكن الاجتماع على ذلك يحقق مقاصد شرعية.
وهنا بقى ان نقول، أن شهر المولد النبوي الشريف، كمناسبة يذكر بها المسلمون بسيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشمائله، فذلك لا حرج، وأن يعتمد شهر المولد كشهر تهيج فيه عواطف المحبة نحو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذلك لا حرج فيه، وأن يعتمد شهر المولد كشهر يكثر فيه الحديث عن شريعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذلك لا حرج فيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ذكرى المولد النبوى الشريف المولد النبوي الشريف الهجرة النبی صلى الله علیه وسلم ـ صلى الله علیه وسلم ـ من الاحتفال رسول الله ر الناس
إقرأ أيضاً:
إمام مسجد الإمام الشافعي: النبي أول من دعا لحماية البيئة
أكد الدكتور السيد فودة، إمام مسجد الإمام الشافعي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول من دعا إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها من التعديات، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم مكة، بما في ذلك صيدها وقطع أشجارها، باعتبارها حرماً يجب احترامه.
وأوضح إمام مسجد الإمام الشافعي، خلال تصريح له، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مكة شجرها وطيرها حرام"، وهو ما يعبّر عن أهمية الحفاظ على الحياة البرية والموارد الطبيعية، مضيفا أن التعدي على هذه الموارد، مثل الصيد الجائر أو قطع الأشجار، يؤدي إلى آثار سلبية على البيئة، بما في ذلك انقراض بعض الحيوانات أو الطيور، فضلاً عن تأثير ذلك على المناخ.
وأشار فودة إلى أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة كان دعوة لحماية كل ما هو طبيعي في الأرض، وأن هذه الرسالة التي تضمنتها الشريعة الإسلامية تأتي استجابةً للحاجة الملحة لحماية البيئة في عصرنا الحالي، مؤكدا أن المسلمين اليوم يجب أن يتبعوا هذه المبادئ في حياتهم اليومية، من خلال المحافظة على الموارد الطبيعية، وعدم التعدي على البيئة بأي شكل من الأشكال.