تعويم جديد.. بلومبرج: صندوق النقد ينتظر انتهاء دراما الانتخابات في مصر
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
قال تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن الانتخابات الرئاسية المقررة بمصر في ديسمبر/كانون الأول المقبل ستزيد من الدراما المتعلقة باتفاق صندوق النقد الدولي مع البلاد ومسألة تخفيض العملة المرتقب.
ومع تحديد موعد التصويت في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول، فمن غير المرجح أن تمارس السلطات المصرية المزيد من الضغوط على المستهلكين الذين يعانون من ضائقة مالية من خلال خفض قيمة الجنيه في الفترة التي تسبق الانتخابات، مما يترك توقيت أي اتفاق نهائي في الهواء، كما يقول التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".
ومع ارتفاع التضخم بالفعل إلى مستوى قياسي، فمن غير المرجح أن تخفض مصر قيمة العملة قبل الانتخابات الرئاسية في ديسمبر.
لكن البلاد لا تملك الوسائل اللازمة للحفاظ على الوضع الراهن لفترة أطول.
وبعد التصويت، إما أن تسمح السلطات للجنيه بالضعف، أو تفرض قيودًا صارمة على الاستيراد، وفقا لتوقعات "بلومبرج إيكونوميكس".
اقرأ أيضاً
مصر تعلن روزنامة الانتخابات الرئاسية.. هذه تفاصيلها
تضييق نافذة الفرصويشير التقرير إلى أن تأخر مراجعة الصندوق بسبب الانتخابات يعني تضييق نافذة الفرص لتحقيق اختراق هذا العام، موضحا أن الاتفاق الذي يشكل أهمية بالغة لاستعادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد الذي تبلغ قيمته 470 مليار دولار، والذي لا يزال عالقاً في أزمة العملة الأجنبية المنهكة بعد عام تقريباً من توصل صندوق النقد الدولي ومصر إلى اتفاقهما، أصبح على المحك.
وتبدو وتيرة برنامج صندوق النقد الدولي بمثابة مؤشر لقدرة مصر على الخروج من أسوأ أزماتها منذ سنوات.
ومن شأن المراجعة الناجحة أن تطلق نحو 700 مليون دولار من شرائح القروض المؤجلة، وتسمح بالوصول إلى صندوق المرونة بقيمة 1.3 مليار دولار، وربما تحفز استثمارات خليجية كبيرة، كما يقول التقرير.
وقالت المصادر إن الحكومة وصندوق النقد الدولي يناقشان الخيارات، ويحرص الجانبان على مواصلة الحوار لإرسال إشارة إيجابية إلى السوق.
اقرأ أيضاً
الانتخابات الرئاسية تشغل بال المصريين.. مسرحية أم فرصة للتغيير؟
الجنيه والدولاروبينما قال المسؤولون المصريون لـ"بلومبرج" إنهم واثقون من إمكانية إحراز تقدم في المراجعة هذا العام، إلا أنهم لم يحددوا ما إذا كان سيتم السماح للجنيه بالانخفاض أو متى.
وقد تم بالفعل تخفيض قيمة العملة ثلاث مرات وفقدت نصف قيمتها منذ أوائل عام 2022، مما أدى إلى ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى مستوى قياسي بلغ 37.4%.
لكن على الرغم من الالتزام بالانتقال إلى "نظام سعر صرف مرن بشكل دائم"، فقد تم تداول الجنيه عند مستوى مستقر في البنوك المحلية عند حوالي 30.9 للدولار خلال الأشهر الستة الماضية.
وتتطلع السلطات إلى بناء احتياطيات كبيرة من النقد الأجنبي قبل تخفيض قيمة العملة، مما سيسمح لها بتصفية طلبات العملة المتراكمة والقضاء على السوق السوداء، حيث يتوفر الجنيه بحوالي 40 جنيهًا للدولار.
اقرأ أيضاً
توقع تأجيل التعويم.. سيتي جروب: التوقعات التشاؤمية للاقتصاد المصري وصلت إلى ذروتها جزئياً
اقتراحات لتفادي تباطؤ المفاوضاتومن بين الاقتراحات التي تم طرحها خلال المحادثات الأخيرة أن تتوصل مصر وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الموظفين بشأن المراجعة – وهي الخطوة الأولى في العملية – مما يشير إلى حدوث تحرك، وفقًا لما ذكره مصدران.
وأضافوا أن إصلاح العملة سيتم بعد التصويت، مما يمهد الطريق لموافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة ومن ثم صرف شرائح القرض.
بيع أصول الدولةوبحسب التقرير، يعتقد صندوق النقد الدولي أن السلطات أكثر جدية بشأن تنفيذ عملية بيع طموحة لأصول الدولة بعد عدد من الصفقات البارزة، حسبما قال الأشخاص الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأن المداولات لم يتم الإعلان عنها.
وأعلنت الحكومة في يوليو/تموز أنها ستبيع أصولا بقيمة 1.9 مليار دولار لشركات محلية وصندوق أبو ظبي للثروة (ADQ)، رغم أنها لم تحصل بعد على جميع الأموال. وفي وقت سابق من سبتمبر/أيلول، باعت 30% من أكبر شركة سجائر في مصر إلى مستثمر إماراتي مقابل 625 مليون دولار.
اقرأ أيضاً
التعويم الرابع للجنيه.. هل تستبعده مصر أم تنتظر سيولة أجنبية؟
السيناريو المتوقعومع عدم احتمال ضعف العملة قبل الانتخابات، فمن المحتمل أن التأخير "قد يدفع صندوق النقد الدولي إلى الجمع بين المراجعات الأولى والثانية والثالثة في الربع الأول من عام 2024"، وفقًا لجان ميشيل صليبا، الخبير الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بنك أوف بنك. شركة أمريكا
ومع ذلك، هناك احتمال أن تقوم بعثة من صندوق النقد الدولي بزيارة القاهرة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، كجزء من مشاورات المادة الرابعة "ولطمأنة الأسواق بشأن استمرار الحوار مع السلطات".
موعد نهائي آخر وشيك لمصر يأتي من وكالة "موديز" لخدمات المستثمرين ومراجعتها لشهر نوفمبر/تشرين الثاني لتصنيف ديون البلاد، والذي هو بالفعل عند B3 أو ست خطوات أقل من الدرجة الاستثمارية.
وقال صليبا إن السلطات ستبذل جهودًا جادة لتجنب خفض التصنيف إلى ما يعادل منطقة CCC - وهي خطوة "قد تؤدي إلى البيع القسري في أسواق السندات بالعملة الصعبة".
المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية المصرية صندوق النقد الدولي تعويم الجنيه الاقتصاد المصري الجنيه مقابل الدولار بيع أصول مصر الانتخابات الرئاسیة صندوق النقد الدولی اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
عذاب الوقت الإضافي.. كيف ينتظر أهالي غزة بدء وقف إطلاق النار؟
يترقب أهالي قطاع غزة دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التفيذ بشكل رسمي ظهر الأحد المقبل، لوقف جرائم الإبادة المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا، وهو ما سيتيح لهم أخيرا العودة إلى بيوتهم أو حتى أراضيهم التي نزحوا منها أخيرا، نظرا للدمار الواسع وعمليات النسف الممنهجة لمختلف التجمعات السكنية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عمل الاحتلال على تهجير سكان بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومدينة غزة إلى الجزء الجنوبي من القطاع، لما بعد منطقة تعرف باسم "وادي غزة"، ومن بعدها عمل على إنشاء منطقة عسكرية وممر يفصله لجزئين شمالي وجنوبي، أطلق عليه اسم "نيتسريم"، وهو واسم تجمع استيطاني سابق كان يوجد في غزة حتى عام 2005.
ولم يكتف الاحتلال بغزة، بل لاحق النازحين في محافظتي خانيونس ورفح جنوب القطاع وبعد المناطق في محافظات الوسطى، وطالبهم بإخلاء المنطقة لتنفيذ عمليات عسكرية، تزامنا مع استمرار جرائم الإبادة والتجويع والتنكيل بمن تبقى في شمال القطاع.
فرحة مسروقة
يقول محمد (35 عاما) إنه عمل على تجهيز "تحلاية" لأهله، وهو مصطلح يطلقه الفلسطينيون في قطاع غزة ضمن طقس الاحتفال بمناسبة معينة، ويكون بتناول صنف ما من الحلوى، وذلك في الصباح التالي من يوم إعلان التوصل إلى اتفاق وصفقة.
ويؤكد محمد لـ"عربي21" إن لم يتنكر أو أنه لا يشعر بتضحيات الناس وحزنهم وألمهم الشديد، قائلا: "أنا نفسي فقدت العديد من أفراد عائلتي وأصدقائي.. تدمر بيتي وخسرت مصدر رزقي ومتجري في مدينة غزة".
ويضيف أن كل هذا لم يمنعه من الشعور بلحظة سعادة وفرحة مؤجلة ومنتظرة تعلن عن انتهاء هذه الإبادة، قائلا: "نحتفل بفشل كسر الشعب الفلسطيني وبفشل مخطط التهجير الدائم وخطة الجنرالات وغيرها من المصطلحات التي سمعناها كثيرا وخشينا منها خلال شهور الحرب".
ويكشف أنه لم يجد مكونات تسمح بإعداد صنف "تحلاية" لذيذ، فقرر شراء دجاجتين مجمدتين بعد توفر لحوم الدجاج في الأسواق بسعر معقول، وهذا عقب شهور من غيابها وندرة دخول البضائع والمساعدات بفعل الاحتلال الإسرائيلي.
ويوضح "صنعنا منها وجبة مشويات، طبعا كل هذا كلّف الكثير من المال، لكن لا مشكلة، وصراحة قررنا سرقة لحظات من الفرحة التي قد لا تدوم ولا تنتهي بحسب ما نوقع، لأن القصف حاليا جنوني ويشبه ما كان يحصل في بداية الحرب، وكل شخص في غزة عاش على الأقل أربعة حروب سابقة يتوقع ذلك ويعرف أن القصف يكون على أشده في اللحظات الأخيرة".
"الوقت بدل الضائع"
أما كامل (29 عاما) فيقول إنه يخشى من اللحظات الأخيرة للحرب، وفي هذه الحالة هي ليست لحظات إنما أيام، موضحا "حتى فرحة الحصول على وقف إطلاق نار فوري حرمونا منها، والآن الكل خايف على نفسه وأهله من هذه الفترة الأخيرة".
ويكشف كامل لـ"عربي21" أنه "يخشى اللحظات الآخيرة عموما، سواء في مجال عمله الرياضي، حيث دائما ما يكون الوقت بدل الضائع مثيرا للقلق"، مشيرا إلى أن "الوقت بدل الضائع حاليا يمثل الأيام القليلة قبل تنفيذ الاتفاق، الخسارة تعني موت أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو حتى هدم ما تبقى من البيت، هذه الخسائر في آخر الوقت سيكون ألمها أكبر بعد صبر 15 شهرا".
ويوضح أنه عاش جميع فترات تصاعد العدوان على غزة منذ عام 2008 وأن اللحظات الأخيرة ربما يخاف منها بسبب ذلك، بعدما استشهد عمه في الساعات الأخيرة من تصاعد العدوان على غزة عام 2014، والذي استمر 51 يوما وجرى استئناف القتال لأيام قليلة سبقها تقريبا أسبوعين من الهدنة قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
"لا أحد يدري عنا"
تقول ديمة (34 عاما)، وهي فلسطينية من غزة تعيش في الخارج: إنها كانت رفقة أولادها في مكان للعب الأطفال بإحدى الدولة العربية لحظة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفة "كنت أعلم أنه سيتم الإعلان عن مصير الصفقة خلال ساعات ورفضت الخروج لكن من التوتر الشديد وضجة الأولاد قررت أخذهم إلى الخارج".
وتضيف ديمة لـ"عربي21" أنها تابعت الإعلان عبر شاشة الهاتف بينما كانت المتاجر والمقاهي من حولها تعرض مباريات كرة القدم، قائلة: "جرى النطق بكلمات: وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دون أن يؤثر ذلك بمن حولي أو حتى ربما أنهم لم يعرفوا أصلا".
وتكشف "وقتها اتصلت بأفراد عائلتي الذين في غزة.. باركت لهم وتمنيت رؤيتهم على خير قريبا بعد الحرب، ولم أتمالك نفسي وقلت لهم: والله ما حد داري عنا ولا حد تاثر ولا حتى عرف أنه الاتفاق صار".
وتوضح "كل ما أتمناه أن يقبوا بخير، وأنا أنام وأنا غير خائفة من الاستيقاظ على خبر مفجع، الإعلان عن الصفقة وانظار تطبقها بعد أيام عذاب إضافي لكل فلسطيني".
من ناحيتها، تقول عبير عبر صفحتها على منصة فيسبوك" إنها خائفة من الأخبار بشكل عام سواء من حدوث الهدنة أو فشلها، مؤكدة أنا ستبكي إذا فشلت وستبكي أكثر إذا تحققت، وذلك قبل ساعات من الإعلان القطري بالنجاح في التوصل إلى اتفاق.
وتضيف عبير في منشور آخر، "في حال تمت الهدنة بإذن الله، فليبقى فرحنا على خجل، ويجب أن يُفتح أكبر بيت عزاء في العالم، واقترحه أن يكون على امتداد شارع صلاح الدين لكل الشهداء، ولنعلن الحداد العام، ونبكي بكاءنا المؤجل".