علقت روسيا مجددا حركة المرور على جسر القرم الإستراتيجي اليوم الأربعاء، كما كشفت عن عدد الذين جندتهم خلال الأشهر الماضية في ظل الحرب المستمرة مع أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.

وبينما قالت كييف إنها تحرز تقدما في هجومها المضاد الذي بدأته قبل أشهر لاستعادة مناطق خسرتها لصالح القوات الروسية، اتهم مسؤولون أوكرانيون موسكو بقصف موانئ وصوامع لتخزين الحبوب جنوب البلاد.

وقالت السلطات الروسية إنها علقت صباح اليوم حركة السيارات على جسر القرم قبل أن تعلن استئنافها لاحقا، وهو إجراء تتخذه غالبا بسبب هجمات الطائرات المسيرة أو الصواريخ التي تشنها أوكرانيا.

وتعرضت شبه جزيرة القرم -التي ضمتها موسكو عام 2014- خاصة جسرها الإستراتيجي الذي يصلها بروسيا؛ لهجمات متكررة خلال الأشهر الماضية، وتسبب ذلك في تعطيل حركة مرور السيارات والقطارات عليه عدة مرات.


زيارة ميدفيديف

في سياق متصل، أعلن الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف -الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي- أنه زار موقع تدريب عسكري قرب خط الجبهة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل، قال ميدفيديف إن جيش بلاده جنّد منذ مطلع العام أكثر من 325 ألف شخص؛ أي أكثر بـ45 ألفًا من الحصيلة السابقة التي أعلنتها موسكو في بداية سبتمبر/أيلول الجاري.

وكثفت روسيا حملاتها لتجنيد متطوعين للقتال، مع تقديمها تسهيلات وامتيازات لهم تصل إلى الحصول على جنسيتها؛ الأمر الذي فسرته كييف وحلفاؤها الغربيون بأنها محاولة لتعويض الخسائر البشرية التي تتكبدها القوات الروسية على الجبهات، وهو ما تنفيه موسكو.

وميدفيديف -وهو حليف مقرب للرئيس الروسي- مؤيد قوي لما تطلق عليه موسكو "عملية عسكرية خاصة" تنفذها في أوكرانيا، وأدلى مؤخرا بتصريحات عدة مثيرة للجدل؛ وفي مقدمتها التلويح باستخدام الأسلحة النووية.

ديمتري ميدفيديف أطلق خلال الحرب تصريحات عديدة مثيرة للجدل (رويترز) تقدم الهجوم المضاد

على الجانب الآخر، أعلن الجيش الأوكراني إحراز تقدم في هجومه المضاد الذي أطلقه في يونيو/حزيران الماضي، رغم الأحاديث عن بطء وتيرة ذلك الهجوم.

وقال متحدث عسكري أوكراني إن قوات بلاده "أحرزت نجاحا" في القرى القريبة من باخموت، وهي بلدة رئيسية سيطرت عليها القوات الروسية في مايو/أيار الماضي بعد أشهر من القتال، وتسعى كييف لاستعادتها.

كما صرح متحدث ثان بأن القوات الأوكرانية تتخذ مواقع حصينة وتستعد للزحف نحو قرية فيربوف في إطار تقدمها صوب بحر آزوف جنوبا.

في الوقت نفسه، قال أوليه كيبر حاكم منطقة أوديسا -التي تضم ميناءي إسماعيل وريني على نهر الدانوب (جنوبي أوكرانيا) إن المنطقة تعرضت لقصف روسي ألحق أضرارا بالبنية التحتية.

وأضاف الحاكم أن الهجوم ألحق أضرارا بمبنى لنقطة تفتيش وبمنشآت لتخزين الحبوب، وما يزيد على 30 شاحنة وسيارة، فضلا عن إصابة شخصين.

وأكد الجيش الأوكراني أن الهجوم استمر ساعتين وأسقط خلاله 26 من بين 38 طائرة مسيرة إيرانية تستخدمها روسيا خلال الحرب.

ويعد الهجوم هو الأحدث على صوامع الحبوب ومنشآت الموانئ الأوكرانية منذ يوليو/تموز الماضي، عندما انسحبت روسيا من اتفاق حبوب كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. ومنذ ذلك الحين، تعزز أوكرانيا -وهي منتج ومصدر رئيسي عالمي للحبوب- صادراتها عبر نهر الدانوب.

وبالإضافة إلى الهجوم على منطقة أوديسا، قال الجيش الأوكراني إن مناطق ميكولايف وخيرسون وكيروفوهراد تعرضت لهجمات؛ مما أسفر عن إصابات من دون ورود أنباء عن قتلى.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بكين تعلق على ادعاءات اعتماد روسيا الكامل على الصين

الصين – أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أن ادعاءات اعتماد روسيا الكامل على الصين لا أساس لها.

وقالت نينغ: “أولا، كل من الصين وروسيا قوتان رئيسيتان مستقلتان. سنواصل الوقوف بثبات إلى جانب السلام والحوار، والحفاظ على الاتصالات مع جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا”.

وادعى الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب في وقت سابق في مقابلة مع “بلومبرغ” أن روسيا “تعتمد بشكل كبير على الصين لدرجة أن مكالمة واحدة من الرئيس الصيني شي جين بينغ يمكن أن تحل الأزمة الأوكرانية”.

دعت الصين مرارا إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، مؤكدة أنها تتخذ موقفا حياديا وموضوعيا.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في أوائل يونيو، إن بكين تؤيد عقد مؤتمر سلام حقيقي في الوقت المناسب، بمشاركة متساوية من جميع الأطراف ومناقشة صادقة لجميع خطط السلام.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستمرار أن موسكو تريد التفاوض، ولكن يتعين أن نجد من نتفاوض معه، وقال إن أية مفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع الجديد على الأرض ومطالب روسيا الأمنية.

كما شدد بوتين على أن موسكو لا تطلب المساعدة من أحد لإتمام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشددا على أن مقترح روسيا للسلام لن يدوم إلى الأبد وسيتغير وفقا للوضع.

وفي 14 يونيو، حدد الرئيس بوتين، في اجتماع مع قيادة وزارة الخارجية، شروط حل الوضع في أوكرانيا. ومن بينها انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من كل الكيانات الروسية الجديدة الأربعة، ورفض كييف الانضمام إلى الناتو. بالإضافة إلى ذلك، ترى روسيا أنه من الضروري رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة عليها وإقامة دولة عدم الانحياز وخالية من الأسلحة النووية في أوكرانيا.

 

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • صدق أو لا تصدق.. درجة الحرارة في روسيا تسجل 32 درجة
  • بكين تعلق على ادعاءات اعتماد روسيا الكامل على الصين
  • سالدو يسمي الدول التي تستورد منتجات مقاطعة خيرسون الروسية
  • روسيا تعلن تدمير طائرات سوخوي-27 مقاتلة في أوكرانيا
  • موسكو تعلق على دعوة فرنسية لتزويد كييف بالأسلحة النووية
  • أوكرانيا: القوات الروسية تقصف زابوروجيا 429 مرة خلال 24 ساعة
  • السفارة الروسية بلندن: اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات البريطانية عار عن الصحة
  • السفارة الروسية في لندن تعلق على اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات البريطانية
  • موسكو لـ ترمب: لا يمكن إنهاء حرب أوكرانيا في يوم
  • المعاهدة الكبرى بين روسيا وإيران قد تدوم 20 عاما وتعطل الجغرافيا السياسية بالمنطقة