"لا أحد أقرب إلى قلبي من المصريين"!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
قرأ شاب في باريس في 14 سبتمبر عام 1822، اللغة الهيروغليفية المصرية الحقيقية لأول مرة منذ 1400 عام، ركض مسرعا إلى أخيه وصاح: "وجدتها"! ثم أغمي عليه لخمسة أيام.
إقرأ المزيدالشاب هو العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، الذي كرس حياته منذ الصغر لكشف طلاسم اللغة المصرية القديمة، المهمة التي عجز عنها الكثيرون، ومن كان يسير على الطريق الصحيح سبقه هذا الشاب المثابر والعنيد.
حين كان في سن 11 عاما، رأى شامبليون للمرة الأولى الكتابة الهيروغليفية المصرية في منزل الفيزيائي وعالم الرياضيات الشهير جوزيف فورييه. حين أخبره هذا العالم عن تعذر قراءتها، قال له الطفل بثقة: سأقرأها حين أكبر"!
قد يظن البعض أن فك طلاسم اللغة المصرية لم يكن مهمة صعبة بعد اكتشاف النص المنقوش على حجر رشيد باللغات الثلاث الهيروغليفية، والقبطية واللاتينية، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، فقد "استنطقت" اللغة المصرية القديمة الفريدة بعد 23 عاما من اكتشاف هذا الحجر.
الصعوبات الجمة التي واجهت من تصدى لمهمة فك رموز الهيروغليفية المصرية في وقت مبكر، أتت بسبب اعتقاد سائد حينها بأن الهيروغليفية ما هي إلا كتابة مصورة، ولقرون كان البحث يدور عن المعنى الرمزي للصور القديمة، ما أوصل الباحثين إلى طريق خاطئ تماما، حتى أن الباحث أثناسيوس كيرشر، كان نشر في روما بين عامي 1653 - 1654 أربعة مجلدات لترجمات الهيروغليفية، لم يكن أي منها صحيحا.
قبل أن يصل إلى الهدف وهو في الثانية والثلاثين من العمر وينطبق بتلك الكلمة السحرية الشهيرة "وجدتها"، انفق شامبليون من عمره 25 عاما لدراسة اللغات. تعلم اللاتينية وهو في التاسعة، وبدأ في دراسة اللغة العربية والسريانية والكلدانية ثم القبطية والعبرية، وفي وقت لاحق درس الآرامية والكلدانية والفارسية القديمة، وأضاف إلى هذه القائمة الطويلة اللغة الصينية لأنه كان يعتق بوجود قرابة لها باللغة المصرية القديمة.
علاوة على كل ذلك، ارتبط شامبليون بعلاقة مودة غامرة ووثيقة بالحضارة المصرية الفريدة، عبر عنها بقوله: "أريد إجراء دراسة عميقة ومستمرة لهذا الشعب القديم. إن الحماس الذي أثارته دراسة آثارهم وقوتهم ومعرفتهم التي تملأني بالإعجاب، كل هذا سوف ينمو كلما اكتسبت معرفة جديدة. من بين جميع الشعوب التي أهتم بها، لا أجد أحدا أقرب إلى قلبي من المصريين".
هذا العالم الفرنسي الشاب وجه اهتماما خاصا إلى دراسة اللغة القبطية التي تعد امتداد للغة المصرية القديمة وقال عن ذلك: "أمنح نفسي بالكامل للغة القبطية. أريد أن أعرف اللغة المصرية وكذلك لغتي الفرنسية، لأن عملي العظيم على البرديات المصرية سيعتمد على هذه اللغة.. أجد أعظم فرح في هذا الأمر، أنه لشيء مميز أن أتحدث بلغة أعزائي أمينوفيس ورمسيس وتحتمس.. أحلم بالقبطية. أنا قبطي لدرجة أنني حتى وقت التسلية أترجم إلى اللغة القبطية كل ما يتبادر إلى ذهني. أنا أتحدث القبطية بمفردي، لنفسي، لأنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يفهمني. بالنسبة لي، هذه طريقة حقيقية لوضع مصري نقي في رأسي".
لم يكن حجر رشيد ثلاثي اللغات الوحيد الذي ساعد على فك أسرار الهيروغليفية المصرية، إذ أن شامبليون استعان باثنتين أخريين، مسلة من معابد جزيرة فيلة عليها نقوش هيروغليفية ويونانية، وبردية حول الشراء والبيع عثر عليها داخل وعاء فخاري.
من بين المفارقات في مسيرة هذا العالم الشاب أنه لم يزر مصر قبل نجاحه في فك ألغاز الهيروغليفية، ومفتاح الحل وجده في قراءة أسماء "كليوباترا" و"بطليموس"، فيما يعرف بـ "الخرطوش" الذي يشبه الختم، ومنها انكشفت ستارة الحضارة المصرية العريقة والطويلة.
جرى ذلك رسميا بعد أسبوع من صيحته أمام أخية "وجدتها"، حيث أصبح تاريخ 27 سبتمبر عام 1822 بمثابة تاريخ ميلاد لعلم المصريات، بتقديم شامبليون تقريره رسميا عن تمكنه من قراءة النص الهيروغليفي المنحوت على حجر رشيد الشهير.
أخيرا، وصل إلى مصر والنوبة في رحلة استكشافية عامي 1828 – 1829، وتفحص بأم عينيه عددا كبيرا من الآثار والنقوش المصرية القديمة.
حقق حلمه بالاتصال مباشرة بالحضارة التي عشها وكرس حياته لخدمتها، إلا أن علله اشتدت خلال تلك الرحلة وكان يعاني من سلسلة طويلة من الأمراض بما في ذلك مضاعفات السكتة الدماغية وداء النقرس والسل والذبحة الصدرية والسكري، وفي باريس في عام 1832 فارق الحياة عن عمر ناهز 41 عاما، إلا أن مصر التي عشقها منحته الخلود.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف الفراعنة الهیروغلیفیة المصریة المصریة القدیمة اللغة المصریة
إقرأ أيضاً:
ذكاء خارق في جيبك.. تعرف على أفضل هواتف 2025 بإمكانات أقرب إلى الخيال
صورة تعبيرية (مواقع)
شهد أبريل 2025 انفجارًا تقنيًا في عالم الهواتف الذكية، حيث تسابقت كبرى الشركات لإطلاق أجهزة متقدمة بمواصفات غير مسبوقة، لتفتح فصلًا جديدًا في سباق التكنولوجيا.
أكثر من 30 هاتفًا ذكيًا جديدًا تم الكشف عنها خلال هذا الشهر وحده، تغطي جميع الفئات من الهواتف الرائدة فائقة الجودة، إلى الهواتف القابلة للطي، وحتى الاقتصادية ذات الإمكانيات المذهلة، مما يجعل المستهلك في مواجهة خيارات مذهلة قد تربك أكثر مما تسهّل!
اقرأ أيضاً لماذا أخفت بريطانيا هذه الضربة الجوية في اليمن؟: التفاصيل تُكشف لأول مرة 30 أبريل، 2025 لمستخدمي آيفون.. 4 أسرار مذهلة في واتساب لم تكن تعرفها 30 أبريل، 2025
أبرز الهواتف التي خطفت الأضواء:
Oppo Find X8 Ultra – القوة في ثوب أنيق
معالج Snapdragon 8 Elite
شاشة LTPO AMOLED بدقة 2K وسطوع يصل إلى 1600 شمعة
بطارية ضخمة 6100 مللي أمبير مع شحن سلكي 100 واط ولاسلكي 50 واط
تصميم مسطّح راقٍ، وماسح بصمة مدمج بالشاشة
السعر: يبدأ من 6499 يوان (894 دولار) – متوفر حاليًا في الصين فقط
كما أطلقت Oppo نسختين للفئة المتوسطة: Find X8s وX8s+، بمعالج MediaTek Dimensity 9400+ الجديد، لتجمع بين الأداء والسعر المناسب.
Vivo X200 Ultra – كاميرا بعيون النسر!
عدسة Zeiss Periscope بدقة 200 ميجابكسل
شاشة AMOLED 2K بقياس 6.82 بوصة
معالج Snapdragon 8 Elite
بطارية 6000 مللي أمبير، شحن سريع بقوة 90 واط ولاسلكي 40 واط
طقم تصوير احترافي مرفق لعشاق التصوير
Nubia Z70S Ultra Photographer Edition – الأستوديو في جيبك!
ثلاث كاميرات احترافية (50MP رئيسية + 50MP واسعة + 64MP بيريسكوب)
يدعم ملحقات تصوير متقدمة مثل محولات العدسات وحزام مغناطيسي
معالج Snapdragon 8 Elite وRAM تصل إلى 24 جيجابايت
أداء فائق وتجربة تصوير لا تضاهى.
اللافت أن جميع الهواتف الجديدة تركّز على الكاميرات، الأداء العالي، وتقنيات الشحن الفائق، في ظل توقعات بأن يشهد عام 2025 تحولات كبيرة في تصميم الهواتف واستخدامها، خصوصًا مع اقتراب دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في الأنظمة.
هل نحن أمام الجيل الذهبي للهواتف الذكية؟:
من التصميم إلى الكاميرات، ومن المعالجات إلى البطاريات، يبدو أن هواتف 2025 لم تترك مجالًا للمنافسة التقليدية، بل فتحت الباب أمام جيل جديد من الهواتف الذكية التي تشبه الحواسيب المصغرة المتنقلة.