RT Arabic:
2024-07-05@10:37:56 GMT

"لا أحد أقرب إلى قلبي من المصريين"!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

'لا أحد أقرب إلى قلبي من المصريين'!

قرأ شاب في باريس في 14 سبتمبر عام 1822، اللغة الهيروغليفية المصرية الحقيقية لأول مرة منذ 1400 عام، ركض مسرعا إلى أخيه وصاح: "وجدتها"! ثم أغمي عليه لخمسة أيام.

إقرأ المزيد "سيدة الحرية" الأمريكية في الأصل امرأة من صعيد مصر

الشاب هو العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، الذي كرس حياته منذ الصغر لكشف طلاسم اللغة المصرية القديمة، المهمة التي عجز عنها الكثيرون، ومن كان يسير على الطريق الصحيح سبقه هذا الشاب المثابر والعنيد.

حين كان في سن 11 عاما، رأى شامبليون للمرة الأولى الكتابة الهيروغليفية المصرية في منزل الفيزيائي وعالم الرياضيات الشهير جوزيف فورييه. حين أخبره هذا العالم عن تعذر قراءتها، قال له الطفل بثقة: سأقرأها حين أكبر"!

 قد يظن البعض أن فك طلاسم اللغة المصرية لم يكن مهمة صعبة بعد اكتشاف النص المنقوش على حجر رشيد باللغات الثلاث الهيروغليفية، والقبطية واللاتينية، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، فقد "استنطقت" اللغة المصرية القديمة الفريدة بعد 23 عاما من اكتشاف هذا الحجر.

  

الصعوبات الجمة التي واجهت من تصدى لمهمة فك رموز الهيروغليفية المصرية في وقت مبكر، أتت بسبب اعتقاد سائد حينها  بأن الهيروغليفية ما هي إلا كتابة مصورة، ولقرون كان البحث يدور عن المعنى الرمزي للصور القديمة، ما أوصل الباحثين إلى طريق خاطئ تماما، حتى أن الباحث أثناسيوس كيرشر، كان نشر في روما بين عامي  1653 - 1654 أربعة مجلدات لترجمات الهيروغليفية، لم يكن أي منها صحيحا.

قبل أن يصل إلى الهدف وهو في الثانية والثلاثين من العمر وينطبق بتلك الكلمة السحرية الشهيرة "وجدتها"،  انفق شامبليون من عمره 25 عاما لدراسة اللغات.  تعلم اللاتينية وهو في التاسعة، وبدأ في دراسة اللغة العربية والسريانية والكلدانية ثم القبطية والعبرية، وفي وقت لاحق درس الآرامية والكلدانية والفارسية القديمة، وأضاف إلى هذه القائمة الطويلة اللغة الصينية لأنه كان يعتق بوجود قرابة لها باللغة المصرية القديمة.

علاوة على كل ذلك، ارتبط شامبليون بعلاقة مودة غامرة ووثيقة بالحضارة المصرية الفريدة، عبر عنها بقوله: "أريد إجراء دراسة عميقة ومستمرة لهذا الشعب القديم. إن الحماس الذي أثارته دراسة آثارهم وقوتهم ومعرفتهم التي تملأني بالإعجاب، كل هذا سوف ينمو كلما اكتسبت معرفة جديدة. من بين جميع الشعوب التي أهتم بها، لا أجد أحدا أقرب إلى قلبي من المصريين".

هذا العالم الفرنسي الشاب وجه اهتماما خاصا إلى دراسة اللغة القبطية التي تعد امتداد للغة المصرية القديمة وقال عن ذلك: "أمنح نفسي بالكامل للغة القبطية. أريد أن أعرف اللغة المصرية وكذلك لغتي الفرنسية، لأن عملي العظيم على البرديات المصرية سيعتمد على هذه اللغة.. أجد أعظم فرح في هذا الأمر، أنه لشيء مميز أن أتحدث بلغة أعزائي أمينوفيس ورمسيس وتحتمس.. أحلم بالقبطية. أنا قبطي لدرجة أنني حتى وقت التسلية أترجم إلى اللغة القبطية كل ما يتبادر إلى ذهني. أنا أتحدث القبطية بمفردي، لنفسي، لأنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يفهمني. بالنسبة لي، هذه طريقة حقيقية لوضع مصري نقي في رأسي".

لم يكن حجر رشيد ثلاثي اللغات الوحيد الذي ساعد على فك أسرار الهيروغليفية المصرية، إذ أن شامبليون استعان باثنتين أخريين، مسلة من معابد جزيرة فيلة عليها نقوش هيروغليفية ويونانية، وبردية حول الشراء والبيع عثر عليها داخل وعاء فخاري.

من بين المفارقات في مسيرة هذا العالم الشاب أنه لم يزر مصر قبل نجاحه في فك ألغاز الهيروغليفية، ومفتاح الحل وجده في قراءة أسماء "كليوباترا" و"بطليموس"، فيما يعرف بـ "الخرطوش" الذي يشبه الختم، ومنها انكشفت ستارة الحضارة المصرية العريقة والطويلة.

جرى ذلك رسميا بعد أسبوع من صيحته أمام أخية "وجدتها"، حيث أصبح تاريخ 27 سبتمبر عام 1822 بمثابة تاريخ ميلاد لعلم المصريات، بتقديم شامبليون تقريره رسميا عن تمكنه من قراءة النص الهيروغليفي المنحوت على حجر رشيد الشهير.

أخيرا، وصل إلى مصر والنوبة في رحلة استكشافية عامي 1828 – 1829، وتفحص بأم عينيه عددا كبيرا من الآثار والنقوش المصرية القديمة.

حقق حلمه بالاتصال مباشرة بالحضارة التي عشها وكرس حياته لخدمتها، إلا أن علله اشتدت خلال تلك الرحلة وكان يعاني من سلسلة طويلة من الأمراض بما في ذلك مضاعفات السكتة الدماغية وداء النقرس والسل والذبحة الصدرية والسكري، وفي باريس في عام 1832 فارق الحياة عن عمر ناهز 41 عاما، إلا أن مصر التي عشقها منحته الخلود.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الفراعنة الهیروغلیفیة المصریة المصریة القدیمة اللغة المصریة

إقرأ أيضاً:

حلو الكلام.. لم أفكِّر بالنصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمضي الحرب إلى جهة القيلولة. ويمضي

المحاربون إلى صديقاتهم متعبين وخائفين على

كلامهم من سوء التفسير: انتصرنا لأننا

لم نمت. وانتصر الأعداء لأنهم لم يموتوا.

أمَّا الهزيمة فإنها لفظة يتيمة. لكنَّ المحارب

الفرد ليس جنديًا بحضرة من يُحبُّ: لولا

عيناك الـمُصَوَّبتان إلى قلبي لاخترقتْ رصاصةٌ

قلبي ! أو: لولا حرصي على ألاّ أُقْتَلَ

لما قتلتُ أحدًا ! أو: خفت عليك من

موتي، فنجوت لأطمئنك عليَّ. أو: البطولة

كلمة لا نستخدمها إلاّ على المقابر. أو:

في المعركة لم أفكِّر بالنصر، بل فكرت بالسلامة.

 

محمود درويش

مقالات مشابهة

  • حلو الكلام.. لم أفكِّر بالنصر
  • نانسي عجرم توزع القبلات على حضور ليلة وردة وتغني قلبي سعيد
  • وزير الخارجية يجتمع مع قيادات وأعضاء قطاع الهجرة بالوزارة
  • وزير الخارجية يكلف السفير نبيل حبشي بالإشراف على قطاع الهجرة وشئون المصريين بالخارج
  • ‏‎وزير الخارجية يجتمع مع قيادات وأعضاء قطاع الهجرة بالوزارة
  • القنصلية المصرية بميلانو تنظم بطولة كأس القنصلية بمشاركة 12 فرقة
  • جامعة حلوان تعلن فتح باب التقدم لمسابقة الشخصية الكرتونية.. تعرف على الشروط
  • لا تحلموا بالعودة للدولة القديمة
  • الحارات القديمة في مطرح
  • سوسن بدر الهاربة من المتحف لقلوب جمهورها (تقرير)