قلق إسرائيلي من دخول أكثر من 6000 فلسطيني لدولة الاحتلال بجوازات سفر أمريكية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
من المتوقع أن يتمكن الإسرائيليون الذين يحملون جواز سفر "بيومتري" من السفر للولايات المتحدة دون الحاجة لتأشيرة دخول، اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، مقابل التزام إسرائيلي بتعهّد قطعته للولايات المتحدة يقضي بدخول الأمريكيين من أصل فلسطيني لدولة الاحتلال وعبر مطار اللدّ.
وأكدت مراسلة صحيفة "مكور ريشون"، هوديا كروش حزوني، أنه "منذ 20 تموز/ يوليو الماضي، دخل 6070 فلسطينيا يحملون جوازات سفر أمريكية إلى إسرائيل عبر المعابر الدولية، منهم 16 يظهرون في السجل على أنهم أمريكيون من أصول قطاع غزة، ويرجع ذلك للمطالبة الأمريكية بالمعاملة بالمثل في إطار إدراج إسرائيل مستقبلا في قائمة الدول التي يُعفى مواطنوها من تأشيرات دخول الولايات المتحدة".
وأضافت حزوني في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "سبق أن أعلنت وزارة الخارجية أن إلغاء تأشيرات دخول الإسرائيليين للولايات المتحدة سيتمّ إقراره هذا الأسبوع، كما حددت شخصيات سياسية بارزة موعدًا مشابها، لكن لم يصدر حتى الآن بيان أمريكي رسمي بهذا الشأن، وقد استوفت دولة الاحتلال جميع المتطلبات التي وضعها الأمريكيون، بما فيها المعاملة بالمثل لدخولها للفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أمريكية، رغم أن عبور المعبر الحدودي البري لا يزال مسموحا به سيرا على الأقدام، وليس بالسيارة".
وأوضحت أنه "رغم امتثال إسرائيل للمتطلبات الأمريكية، فلا يزال مطلوبا إخطار رسمي بأن إسرائيل مدرجة بالفعل في برنامج الإعفاء، مع أنه منذ تشكيل الحكومة الحالية، واصل فريق وزاري مشترك العمل على تلبية القائمة الطويلة من المطالب الأمريكية، برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بإنجاز جواز سفر بيومتري للسفر للولايات المتحدة دون الحاجة لتأشيرة، عبر آلية ESTA الافتراضية، ودفع رسوم أقل بكثير من المطبّقة اليوم بـ21 دولارا، ليأتي الرد على الطلب خلال 72 ساعة، للحصول على تأشيرة سياحية لثلاثة أشهر".
وأوضحت أنه "كجزء من نظام ESTA، سيتعين على المسافر الإسرائيلي الإجابة على الأسئلة المتعلقة بفترات الإقامة في الولايات المتحدة، والأمراض المصاب بها، والاعتقالات والإدانات السابقة لارتكاب أعمال إجرامية، والتاريخ السابق لرفض التأشيرة أو الترحيل، لكن النظام الجديد سيكون أقصر بكثير وأقل تفصيلاً، من خلال استبيان مطلوب تعبئته اليوم عند طلب مقابلة للحصول على تأشيرة دخول، كما سيتم إلغاء المقابلة في السفارة الأمريكية، والتي استغرق انتظارها شهورا طويلة منذ فيروس كورونا".
ونقلت عن "وزارة الخارجية أن هذا الإنجاز تحقق بفضل السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل توم نايدس، وأنشطة وزارة الخارجية ودائرة الهجرة وسلطة السكان في الأشهر الأخيرة، وسيتمكن الإسرائيليون الذين يحملون جواز سفر بيومتري من السفر إليها بتأشيرة إلكترونية مخفضة، وأعلن وزير الخارجية إيلي كوهين أن الانضمام لبرنامج الإعفاء من التأشيرة يعد إنجازا سياسيا وصالحا لجميع الإسرائيليين، مما سيسهم بتعزيز الاقتصاد والسياحة، مع تقليل البيروقراطية والتكاليف، لكن الأمر، كما ذكرنا، يتطلب إخطارا أمريكيا بحدوث ذلك بالفعل".
وتعثر برنامج إعفاء الإسرائيليين من تأشيرة دخول الولايات المتحدة أكثر من مرة بسبب رفض الاحتلال حرية الدخول والتنقل للفلسطينيين الذين يحملون جواز سفر أمريكي، وسبق أن طالبت واشنطن بأن يسمح لهم بدخول الأراضي المحتلة، والتحرك فيها بحرية، انطلاقا من التوجه الأمريكي بضرورة أن يستفيد الأمريكيون من أصل فلسطيني، بمن فيهم المسجلون في سجل السكان الفلسطينيين، من المعاملة نفسها التي سيحصل عليها الإسرائيليون عند دخولهم الولايات المتحدة.
بينما نقل المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر عن مسؤول أمريكي قوله إنه "طالما أن إسرائيل لا تفي بمتطلبات قبولها ببرنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية، فإن واشنطن تريد منع المضايقات والتحقيقات بحق مواطنيها الفلسطينيين، وتتطلع لإيجاد آلية مع إسرائيل تسمح بمعالجة القضية بطريقة محترمة؛ لأنه منذ اللحظة الأولى التي ناقشتا فيها برنامج الإعفاء من التأشيرة، اعتبرت قضية المساواة حساسة للغاية".
وأكد في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه "في نظر الأمريكيين، فإن معاملة حامل الجنسية الأمريكية لا ينتهي فقط في إسرائيل، بل مع حريته في التنقل داخل حدودها، ولذلك فهي مطالبة بالسماح للأمريكيين من أصل فلسطيني بالتحرك بسهولة للضفة الغربية، إذا اختاروا ذلك، والعودة للولايات المتحدة عبر إسرائيل، وكجزء من البرنامج، سيتمكن كل جانب من إجراء تدقيقات استخباراتية مسبقة على من سيصل لأراضيه".
وتزامن هذا التطور مع إرسال 16 عضوا بمجلس الشيوخ رسالة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركس، ودعوة إدارة الرئيس جو بايدن لضمان حصول المواطنين الأمريكيين الذين يظهرون في سجل السكان الفلسطينيين على معاملة مساوية للمواطنين الأمريكيين العاديين؛ لأنه يُطلب حاليا من حاملي بطاقة الهوية الفلسطينية بجواز السفر الأمريكي التقدم بطلب للحصول على تصريح لدخول إسرائيل، والسفر عبرها، دون أي إعلانات من الحكومة الإسرائيلية بشأن خططها لتغيير هذه الممارسات والسياسات، مما يؤثر سلبا على المواطنين الأمريكيين، على أساس الدين والأصل.
في الوقت ذاته، يتطلب مشروع القانون تلقي معلومات شخصية من شركات الطيران فيما يتعلق بالركاب على متن رحلات جوية تدخل دولة الاحتلال أو تغادرها أو تمرّ عبرها، ويخول القانون ثلاثة أجهزة أمنية هي: جهاز الأمن العام "الشاباك"، وجهاز العمليات الخارجية "الموساد"، والشرطة، لإنشاء فروع لقاعدة البيانات، وتتمكن الولايات المتحدة من الوصول إليها أيضا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الولايات المتحدة تأشيرة دخول الفلسطينيين الولايات المتحدة الاحتلال الفلسطينيين تأشيرة دخول صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للولایات المتحدة الولایات المتحدة جواز سفر
إقرأ أيضاً:
شهر على الولاية الثانية.. كيف يعيد ترامب تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية؟
نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تقريرا، للكاتب الصحفي ستيفن كولينز، أبرز فيه أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمضى الشهر الأول من ولايته الثانية في مهمة وصفها بـ"غير العادية"، موضحا أن الأمر مرتبط بـ"تفكيك النظام العالمي الذي أمضت الولايات المتحدة الثمانين عامًا الماضية في بنائه".
وأوضح كولينز، أنه: "كان من الممكن دائما من الناحية النظرية أن يفقد الغرب صداه مع تحوّل الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة إلى ذكريات بعيدة على نحو متزايد. لكن لم يتوقع أحد أن يرى رئيسا أميركيا يمسك بالفأس".
وتابع في التقرير الصحفي نفسه، أنه: "عندما فاز ترامب في انتخابات العام الماضي، كان هناك شعور بين بعض الدبلوماسيين الغربيين في واشنطن بأن حكوماتهم تعرف كيفية التعامل مع رئيس كان في فترة ولايته الأولى يصنع السياسة الخارجية من خلال تغريداته".
"لكن الصدمة التي دفعت الزعماء الأوروبيين إلى اجتماع طارئ في باريس هذا الأسبوع تشير إلى أنهم قد قلّلوا من تقدير مدى الدمار الذي قد تكون عليه ولاية ترامب الثانية" وفقا للتقرير ذاته.
وأبرز: "عكس ترامب سياسة الولايات المتحدة بخصوص الحرب في أوكرانيا، فيما انحاز للجانب الغازي بدلا من الجانب المغزو. إنه يردد نقاط حديث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ويحاول طرد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي من السلطة".
واسترسل: "سافر نائبه جي دي فانس لميونيخ، إذ انتقد الزعماء الأوروبيين ووصفهم بـ"طغاة" يقمعون الفكر المحافظ، كما ضغط على ألمانيا لحملها على تفكيك "جدار الحماية" السياسي الذي أقامته لضمان عدم تمكن الفاشيين من الفوز بالسلطة مرة أخرى".
وأردف: "كذلك، أخبر وزير الدفاع بيت هيغسيث الأوروبيين أنهم بحاجة الآن إلى: تولي مسؤولية الأمن التقليدي في القارة؛ وهو ما يلقي بظلال من الشك الفوري على العقيدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي المتمثلة في الدفاع المتبادل عن النفس".
إلى ذلك، تابع كولينز، بالقول في تقريره التحليلي، إنّ: "رفض أميركا لسياستها الخارجية التقليدية يأتي مدفوعا بهواجس ترامب الخاصة والتغيرات الجيوسياسية الأوسع نطاقا. وتظل الولايات المتحدة القوة الأقوى في العالم، غير أنها لم تعد تتمتع بالقوة التي يمكنها أن تجبر الآخرين ، مثل الصين، على العيش وفقا لقواعدها".
وأضاف: "في الواقع، أصبح لديها الآن رئيس ليس لديه أي نية للالتزام بأي قواعد اقتصادية وتجارية ودبلوماسية على الإطلاق، ويهدد بضم كندا"، مستطردا: "ليس هذا فحسب، بل إن الإدارة الجديدة تسعى بنشاط إلى زعزعة استقرار الديمقراطيات الصديقة وتغذية حركة عالمية من الشعبوية اليمينية".
وفي السياق نفسه، تابع التقرير: "حذّر خطاب فانس من أن الحكومات الأوروبية تهدد أمنها أكثر من الصين أو روسيا بسبب سياساتها بشأن حرية التعبير والهجرة. كما التقى بزعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب يميني متشدد في ألمانيا ذو جذور نازية جديدة، وسعى لتعزيز الأحزاب اليمينية المتطرفة في أماكن أخرى والتي تتحدى الحكومات في فرنسا وبريطانيا على سبيل المثال".
وأكّد: "يفضّل ترامب التعامل مع زملائه المسافرين في حركة "جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى" (MEGA) بدلا من التعامل مع القادة الوسطيين الموجودين الآن في مناصبهم"، مستفسرا: "ماذا تستطيع أوروبا أن تفعل الآن بعد أن أصبحت أميركا التي أعادت بناء القارة من رماد الحرب العالمية الثانية قوة معادية بشكل علني؟".
وأشار إلى أن "الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استنادا لتجربة تعامله مع ترامب خلال فترة ولايته الأولى، كان يحذّر لسنوات من أن أوروبا بحاجة إلى إدراك أن أمريكا أصبحت شريكا لا يمكن الاعتماد عليه".
وأوضح: "في ظل الشكوك التي تحيط بالتزام الولايات المتحدة العسكري تجاه حلفائها، لم يعد أمام الأعضاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي أي خيار سوى زيادة الإنفاق العسكري المنكمش"، مبرزا أن: "هذا سيكون مؤلما، لأن العديد من حكومات أوروبا تكافح بالفعل لتحقيق التوازن في دفاترها وتتعرض لضغوط شديدة للحفاظ على نفسها كدولة الرفاهية الشعبية".
وأردف: "سيكون إقناع كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي بالاتفاق على مسار أكثر استقلالية بمثابة الخيانة. إن بعض الدول في الجوار القديم لموسكو، مثل بولندا ودول البلطيق، تدرك التهديد الروسي جيدًا، لكن بعض دول أوروبا الغربية الأصغر حجمًا ترى أن الخطر أبعد. ويضم الاتحاد الأوروبي الآن بعض القادة الذين يرغبون في مساعدة ترامب في القيام بعمل بوتين نيابة عنه في تقسيم التحالف الغربي".
وقال الكاتب: "ما يجب مراقبته للأسبوع المقبل، ما لم تحدث مفاجأة كبيرة، فإن القصة الدولية الكبرى ستكون أوكرانيا، وقد نتعرف أكثر على احتمالات التوصل لاتفاق سلام لإنهاء الحرب وكيفية تنفيذه عندما يزور ماكرون البيت الأبيض، الاثنين، ويتبعه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الخميس".
وأبرز: "ستكون الزيارات حاسمة لإظهار ما إذا كان هناك أي مجال للتعاون الأمريكي الأوروبي بشأن الحرب، عقب استبعاد القارة من المحادثات الأمريكية في المملكة العربية السعودية مع روسيا هذا الأسبوع. وتقول كل من بريطانيا وفرنسا إنهما على استعداد لإرسال قوات إلى أوكرانيا لمراقبة أي سلام نهائي".
"لكن من الصعب أن نفهم أن مثل هذه العملية يمكن أن تتم دون دعم جوي واستخباراتي ولوجستي أمريكي. فهل ترامب مستعد للقيام بذلك والمجازفة بإغضاب موسكو، التي استبعدت بالفعل فكرة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا؟" بحسب التقرير نفسه.