DW عربية:
2024-10-02@04:12:58 GMT

التقارب السعودي الإسرائيلي - أين تكمن المصالح المشتركة؟

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

يقول خبراء إن بايدن يرغب في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة

بعد أشهر من مفاوضات بوساطة أمريكية خلف الأبواب المغلقة، صدرت تصريحات متفائلة من قادة السعودية وإسرائيل عن إمكانية تقارب غير مسبوق بين البلدين. إذ أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن الرياض وتل أبيب "كل يوم تقتربان وتبدو المحادثات لأول مرة جدية وحقيقية".

مختارات لأول مرة منذ اتفاق أوسلو.. وفد سعودي رسمي يزور الضفة الغربية

لأول مرة منذ ثلاثة عقود يصل وفد سعودي رسمي إلى أريحا في الضفة الغربية. وتأتي الزيارة في وقت تقود واشنطن محادثات بين إسرائيل والسعودية، لتطبيع العلاقات بين البلدين، وهو ما يثير قلقا فلسطينيا.

بعد حديث بن سلمان.. هل بات التطبيع السعودي مع إسرائيل وشيكا؟

بعد حديث بن سلمان مع قناة "فوكس نيوز"، وزير الخارجية الإسرائيلي يشير إلى أن اتفاقا للتطبيع بين بلاده والسعودية قد يصبح جاهزا بالربع الأول من العام المقبل. ولكن هناك نقاط خلافية مازالت تعيق التوصل لهذا الاتفاق. ما أبرزها؟

مسؤول إسرائيلي: الرياض أملت شروطها على واشنطن مقابل التطبيع

قلل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي من احتمال تحقيق انفراجة دبلوماسية بوساطة أمريكية مع السعودية، غير أنه ألمح إليها ضمناً وليس بشكل مباشر.

نتانياهو يشكر السعودية لسماحها بهبوط طائرة تقل إسرائيليين اضطراريًا

شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي السعودية بعد سماحها بهبوط طائرة تقل إسرائيليين في مطار جدة اضطراريًا بسب صعوبات فنية. وكانت الطائرة القادمة من جزيرة سيشل تحمل 128 راكبا إسرائيليا وقوبلوا باستقبال حار وفق شهادات من الركاب.

وأضاف في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية في العشرين من سبتمبر /أيلول الجاري أن الاتفاقية بين البلدين ربما ستكون "أكبر صفقة تاريخية منذ الحرب الباردة".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعتقد أن بلاده على أعتاب سلام مع السعودية، متوقعا أن يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من تحقيق هذه الخطوة، التي قال إنها ستغير شكل منطقة الشرق الأوسط.

وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أضاف "ليس هناك شك في أن اتفاقيات إبراهام بشرت ببزوغ فجر عصر جديد من السلام... أعتقد أننا على أعتاب انفراجة أكثر دراماتيكية.. سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية".

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، وصف نتنياهو أي اتفاق محتمل مع السعودية بأنه سيمثل "نقلة نوعية" في المنطقة، مضيفا "سيغير الشرق الأوسط إلى الأبد، إذ سيهدم جدران العداء".

ورغم ذلك، يرى مراقبون أن الواقع على الأرض يعد أكثر تعقيدا، إذ ما زالت هناك الكثير من القضايا يتعين حسمها قبل المضي قدما في التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

 الرياض..شروط التطبيع ومكاسبه؟

أقدمت السعودية خلال السنوات الأخيرة على خطوات إقليمية في تهدئة خلافاتها. ففي عام 2021، اتخذت خطوات في عودة العلاقات مع قطر، فيما وصل هذا المسار ذروته مع عودة العلاقات مع إيران في وقت سابق من العام الجاري بوساطة صينية.

وتُضاف إلى ذلك ما صدر من تصريحات سعودية تفيد ضمنيا برغبة الرياض في إنهاء الحرب في اليمن التي تخوضها ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ عام 2015.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في إطار "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرامية إلى إحداث تطورات اجتماعية واقتصادية وتقليل اعتماد أكبر منتج للنفط في العالم على النفط كمصدر رئيسي للدخل عن طريق التركيز على الطاقات المتجددة والسياحة.

ويمكن أن تستفيد الرياض من إسرائيل بسبب تفوق الأخيرة في مجال التكنولوجيا فضلا أن البلدين يعتبران إيران بمثابة العدو المشترك. ورغم ذلك، يقول مراقبون إن الدور الأمريكي فيالمفاوضات السعودية-الإسرائيلية هو المحرك الرئيسي الفعلي والواقعي.

وفي مقابلة مع DW، قال بيتر لينتل، الباحث في معهد دراسات الشؤون الأمنية والدولية في برلين، إن "التقارب السعودي- الإسرائيلي يعد على الأقل اتفاقا ثلاثيا يشمل الولايات المتحدة، حيث سيطلب السعوديون في مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، برنامجا نوويا مدنيا والحصول على ضمانات أمنية أمريكية على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

التطبيع" بين السعودية وإسرائيل.. متى سيُعلن عنه؟

وفي سياق متصل، يدرك محمد بن سلمان المكاسب التي سوف تجنيها بلاده في حال عودة الدفء إلى العلاقات مع الولايات المتحدة والتي تضررت بشدة عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

ورغم كل هذه المعطيات، لا يعتقد سيباستيان سونز- الخبير في قضايا الشرق الأوسط في مركز البحوث التطبيقية بالشراكة مع الشرق ومقره ألمانيا ويعرف اختصار بـ "كاربو"، أن السعودية وإسرائيل من المحتمل أن توقعا معاهدة في المستقبل القريب.

وأوضح في مقابلة مع DW "ليست هناك حاجة حقيقية للتطبيع الرسمي في الوقت الحالي لأن السعودية تتعاون بالفعل وبشكل وثيق مع الإسرائيليين في العديد من المجالات وتتخذ المزيد والمزيد من الخطوات في هذا المسار بما في ذلك خطوات الاعتراف الثنائي والتطبيع غير الرسمي".

تزامن هذا مع ما  صدر عن محمد بن سلمان من تصريحات فسرها مراقبون بأنها تعد تخفيفا من حدة التعهدات السعودية السابقة إذ لم يكرر في مقابلته الأخيرة مع شبكة "فوكس نيوز" التأكيد على التزام السعودية بـ "مبادرة السلام العربية" التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وأضاف ولي العهد السعودي "أريد حقا أن أرى حيـاة جيدة للفلسطينيين، لذا أود إكمال المفاوضات مع إدارة بايدن لضمان ذلك".

تزامن هذا مع زيارة وفد دبلوماسي سعودي للضفة الغربية لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الأولى منذ 30 عاما ووصول وزير السياحة الإسرائيلي إلى السعودية في أول زيارة علنية لوزير إسرائيلي للمملكة وصفت بـ"التاريخية".

وصل وفد سعودي إلى الضفة الغربية المحتلة للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود

إسرائيل..شروط التطبيع ومكاسبه؟

بدوره، سلط لينتل الضوء على المكاسب التي سوف تجنيها إسرائيل من وراء إقامة علاقات رسمية مع السعودية، قائلا: "الهدف النهائي للجانب الإسرائيلي يتمثل في إبرام اتفاق سلام مع السعودية باعتبارها أهم دولة عربية فضلا عن أنها تمتلك نفوذا ورمزية كبيرة في العالم العربي".

وقال إن التطبيع بين الرياض وتل أبيب سوف يُظهر أن "قطار التطبيع لا يجب أن يمر عبر محطة الفلسطينيين، ويُظهر أن الفلسطينيين لم يعودوا يشكلون عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والدول العربية الأخرى."

بيد أن مراقبين لا يتوقعون أن يقتصر الاحتجاج على التطبيع السعودي-الإسرائيل على الجانب الفلسطيني فحسب بل أيضا من جانب الحكومة اليمينية في إسرائيل حيث أنه من غير المرجح أن تقبل الأطراف المؤيدة للاستيطان داخلها شروط التطبيع مع السعودية التي تشمل وضع أجزاء من أراضي الضفة الغربية الخاضعة لسيطرة إسرائيل في الوقت الراهن، تحت السيطرة الفلسطينية.

وفي مقال نشره موقع "المونيتور" الأمريكي، كتب الصحافي والمعلق الإسرائيلي المعروف بن كاسبيت هذا الأسبوع: "كان بإمكان أي حكومة إسرائيلية سابقة أن توافق على العديد من هذه الشروط، لكن اليوم، كل هذه الأمور غير مقبولة لوزير المالية وزعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير."

ومع ذلك، فإن السلام مع السعودية من شأنه أن يعزز إرث نتنياهو السياسي خاصة أنه تعرض على مدى أشهر لضغوط هائلة تمثلت في شكل مظاهرات عارمة ضد مساعيه لإجراء إصلاح قضائي.

وفي ذلك، قال لينتل "إذا أقدمت حكومة نتنياهو على تقديم تنازلات للفلسطينيين، فإن قطاعا من الإسرائيليين قد يدعو إلى إجراء انتخابات جديدة. وفي هذه الحالة، لن يتمكن نتنياهو من المضي قدما في اتفاق (التطبيع مع السعودية) إلا في ظل حكومة إسرائيلية جديدة".

واشنطن..مكاسب انتخابية

أما الجانب الأمريكي، فبالإضافة إلى رغبة واشنطن في اندماج أقوى لإسرائيل في المنطقة، فإن أي اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل سوف يصب في صالح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خاصة إذا تحقيق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وفي هذا السياق، قال لينتل إن "بايدن يعد الحافز والمحرك الرئيسي الأقوى لهذا المسار لأن أي اتفاق سلام أو تطبيع بين إسرائيل والسعودية في الوقت الراهن سوف يُنظر باعتباره أمرا ذا شأن وسوف يخطف بريق اتفاقيات أبراهام التي وقعت بين إسرائيل والإمارات والمغرب والبحرين والسودان بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2020".

وأضاف أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية سوف يُظهر واشنطن باعتبارها الحليف القوي للرياض مرة أخرى ما يمهد الطريق أمام عرقلت جهود الصين لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.

ورغم ذلك، يبدي سيباستيان سونز حذرا من التفريط في التفاؤل، قائلا "يتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الولايات قادرة على تلبية المطالب السعودية ولديها رغبة في ذلك من الأساس. وهناك سؤالا آخرا مفاده:"ماذا سيحدث في حالة عدم إعادة انتخاب بايدن العام المقبل؟".

جنيفر هوليس- كيرستن كنيب / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: إسرائيل السعودية التطبيع بين السعودية وإسرائيل العلاقات السعودية الإسرائيلية اتفاقات أبراهام إسرائيل السعودية التطبيع بين السعودية وإسرائيل العلاقات السعودية الإسرائيلية اتفاقات أبراهام بین إسرائیل والسعودیة السعودیة وإسرائیل الضفة الغربیة محمد بن سلمان الشرق الأوسط فی مقابلة مع العلاقات مع مع السعودیة تطبیع بین

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن العثور على جثث مجهولة الهوية في قطاع غزة

قالت إسرائيل، الاثنين، إنها عثرت على عدد من الجثث في قطاع غزة أثناء القتال، وإن جيشها ينفذ عملية لاستخراجها، وتحديد هويتها.

وبينما أكدت أن عمليات الاستخراج ستستغرق عدة ساعات، طالبت  المواطنين بعدم نشر الشائعات، حول هوية الجثث.

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "موظفيه على اتصال بالإسرائيليين، وأكدوا أنهم عثروا على جثث في غزة، لكنه لم يكن متأكدا من العدد الدقيق للجثث".

وأضاف أنه "لا يستطيع تحديد هوية الجثث في الوقت الحالي".

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان، أمس السبت، إن "40691 فلسطينيا، على الأقل قتلوا وأصيب 94060، منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر 2023".

واندلعت الحرب، عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 آخرين رهائن، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

واندلعت أمس السبت، اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين في الضفة الغربية، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية في مدينة جنين.

ونفذت مئات القوات الإسرائيلية، مداهمات منذ الأربعاء الماضي، في واحدة من أكبر عملياتها في الضفة الغربية منذ شهور.

وقال بايدن، في حديثه للصحفيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، إنه "لا يزال متفائلا، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع".

وقال: "أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".

وأضاف: "نعتقد أننا قادرون على إتمام الاتفاق، لقد قالوا جميعا إنهم متفقون على المبادئ".

مقالات مشابهة

  • إذا ردت على هجوم إيران..ميليشيات طهران في العراق تهدد المصالح الأمريكية
  • الجيش الإسرائيلي يكشف نوعية القوات التي تشارك بالعملية البرية في لبنان
  • إسرائيل تعلن العثور على جثث مجهولة الهوية في قطاع غزة
  • هل زودت السعودية طائرات الاحتلال التي ضربت الحديدة بالوقود؟
  • مبعوث ماكرون ورحلة البحث عن “المصالح المشتركة” في طرابلس
  • هل زودت السعودية طائرات الاحتلال التي ضربت الحديدة بالوقود؟ (شاهد)
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الخاطئ مع لبنان
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: أبحث عن أي ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: أبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان