كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي .. في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً .. يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
إنها أرض الكنانة وموطن الأنبياء إنها فاتنة بسحرها وعلمها وفنها ومعشوقة جميلة توشحت بطوق العذوبة نيلا لتبحر فيه كل الأمنيات بقواربها نغمة فنا و جمالا ، إنها مصر تأسر القلوب شوقا إليها هي المأوى الذي يحتضن رواحل الذكرى عبقا جميلا في هوائها النقي وانتشاء على نغمات الأوتار عندما تتمايل الأبكار طربا على عذوبة صوت حليمها نشازا ونغمة مزمارها الكلثمي .
إنها أم الدنيا الكون الفسيح عندما تضيق الأنفاس كما يحلو لعشاقها ، إنها تاريخ عريق وحضارة عميقة ، هي الأصالة الفرعونية في امتنان وعظمة هي أبجديات لغوية بحروف عربية ومعاني سامية ، إنها البوح في حروف الشعر والهمس في مناجاة الهوى والتاريخ والأدب الذي يبحر أوراقا في لفائف مكتباتها الأثرية وفي ميادينها ، إنها سكون العلم والبهجة والفسحة والنكتة والرواية والقصة والشعر والأدب والفصاحة إنها إرث شامخ حين تتأمل ميادينها التاريخية الجميلة ( ميدان رمسيس ) ( ميدان التحرير ) ( ميدان طلعت حرب ) كأنه يخط بعصاته حروف التاريخ الزاخر عظمة للمكان إنه ميدان فسيح يركض الناس شتى بهمومهم وآلامهم وما يجول في صدورهم حتى تنشط الأنفاس من عقال تعبها وتبتهج الروح بقراءة كتبها وترتسم الابتسامة على الشفاه إعجابا في غرور .
إنها عبق التاريخ العظيم في شموخ وهندسة أهراماتها ، إنها مصر الحضارة التي تجعل الزائر يلتحف ببردة الطمأنينة والسكون لطيبة وسماحة ونبالة أهلها . إنها مصر البساطة في أزقة أسواقها الزاخرة وفي شوارعها المكتظة و العظمة التي تجعل الانبهار يغرد بمزمار الشجن على ضفاف نهرها تداعبه الأمواج عذوبة وجمالا وسكون بعز الشروق وقبل الغروب لآلئ تنثر درها في أمواجه الممزوجة باحمرار ، كأنما أجاد البكاء عزفه على الأطلال بذكراه شوقا فيبدو الغرام ثملا عندما يتمعن في الجمال ويتأمل الحياة في أهلها تنتعش الروحي من ابتسامتهم العفوية أوفي غدق نكاتهم لترتسم حلاوة الشفاة عذوبة في الخيال .
إنها أم الكون الذي يضمها بين أضلاعه حضارة وفصاحة وعلما وجمالا وكبرياء شاهق لعجائب الدنيا في شموخ أبو الهول رابضا يثير السؤال ؟
بلد عظيم يغمرك شعبه بلطفهم وجمال سجيتهم إنها الحياة الصافية النقية التي تجمعهم على أرغفة الخبز من عربات الجائلين .
ابتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياة.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: 3 منح أعطاها الله لكل إنسان للعبور من ابتلاء الدنيا
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي مصر الأسبق، أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال تصريحات له، اليوم الجمعة، أن الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فلديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".
وتابع: "رسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بيّن، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا بقوانين وضعها سبحانه وتعالى".
حكم ترك صلاة الجمعة والتكاسل عن أدائها.. الأزهر العالمي للفتوى يحذر
دعاء ثاني جمعة في رمضان.. مكتوب ومستجاب للصائم
وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة بأن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفئ به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".
واستطرد "انظر إلى نعم الله، نحن الآن نعيش في ترف زائد، فمن لديه سخان ماء، يستطيع تسخين الماء، وبدل أن يطس وجهه بالماء البارد، يستخدم الماء الدافئ، فيشعر بالانتعاش، وهذا جائز، وليس فيه مشكلة، فالدين لم يُلزمك بالوضوء بالماء البارد، لكن غالبية البشر ليس لديهم سخان، لذا علينا أن ننتبه على نعم الله التي اعتدناها حتى نسيناها، لقد اعتدنا نعمة البصر، ونسينا أن مجرد القدرة على الرؤية نعمة عظيمة، ولو حُرِمنا منها، لشعرنا بقيمتها، وهكذا، الوضوء على المكاره مشقة، لكنه في النهاية امتثال، وبعد الوضوء، أذهب لأصلي، لأن أبي علمني ذلك، ولأنني أعلم أن الصلاة ترضي الله، وأن تأخيرها أو التهاون فيها لا يرضي الله، وأنا أريد رضا الله".
وتابع: "لماذا أريد رضا الله؟ لأن هناك تجربة بيني وبينه، كلما دعوته، استجاب لي، وأحيانًا أدعوه فلا يستجيب، فأشعر بالخوف، وأتساءل: هل هو غاضب مني؟ ثم أجد أنه لا يغضب، ولكنه يختبرني، يمتحنني، يريد أن يرى: هل أصبر وأقول كما قال سيدنا يعقوب: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، أم أنهار؟ هو لا يريدني أن أنهار، بل يريدني أن أصبر، وفي مقابل هذا الصبر، سيمنحني أجرًا عظيمًا يوم القيامة، أضعاف ما دعوت به، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إذن، هذه هي الحياة الدنيا: دار ابتلاء، دار اختبار، دار يقول لي فيها: "اعبد الله، عمّر الأرض، زكِّ النفس، نفّذ هذه التكاليف".
وأكد أنه "إذا قلت: لا أستطيع، سيقول لي: ماذا تعني بعدم استطاعتك؟ إذا قلت: الطبيب منعني من الوضوء بالماء، سيقول لي: طاوع الطبيب، وتيمم بضربة على الحجر، وامسح بها وجهك ويديك، ثم صلِّ، الأمر بهذه السهولة! إذا ضاقت، تسعَّت، فقد جعل لنا الله يسرًا: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا".