المشهد اليمني:
2024-11-16@02:29:35 GMT

هبة الكوارث

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

هبة الكوارث

وتأبى المصائب أن تأتى فرادى كما قيل، وذاك أمر ينطبق على جميع المستويات سواء الوطنى أو الإقليمى والدولى. باختصار هناك وضع مضطرب، على كل مستوى تذهب إليه ومن المفارقات انى أقرأ الآن خبرا عن احتمال اصطدام كويكب بالأرض، والخبر يقول: إن علماء وكالة «ناسا» كشفوا أنهم فى المرحلة الأخيرة من مهمتهم لتجنب اصطدام كويكب بالأرض بقوة تعادل 22 قنبلة ذرية.

ويعتقد العلماء أن يوم 24 سبتمبر 2182 يمثل اليوم الذى يمكن أن يضرب فيه الكويكب بينو (نسبة إلى اسم طائر مصرى أسطوري) الأرض. وإذا تم فموعده مثل اليوم بعد مائة وتسعة وخمسين عاما، وذلك ليس ببعيد حيث ستبقى كوارث الانقسام فى أمتنا حتى وصول الكويكب على مايبدو، مع قليل من التفاؤل.

ومن يقول لك بأن الأمور تحت السيطرة هو حتما خارج نطاق الخدمة مؤقتا! (بحسب رد شبكة الهاتف المحمول عند قطع الاتصال).

ودوما ما نسمع أن الاضطرابات المناخية هى جزء من مؤامرات سرية، وليست نتيجة عبث البشر واستهتارهم، هذا العبث المستمر بكل الموارد الذى جعل الحالة الكونية بصورة تقول (أينما وَلَّيْتَ وجهكَ: فكلُّ شىء قابلٌ للانفجارِ ) .

وتحاصرك أخبار الكوارث الطبيعية والبشرية. فما فقنا من زلزال (الحوز) فى المغرب، حتى جاء إعصار درنة فى ليبيا، إلى أخبار الفيضانات والحرائق المتلاحقة فى العالم، والأهم منها حرائق الحروب والنزاعات المتفاقمة.

وإذا استطاع المغرب أن يلملم جراح زلزاله بسرعة، ضمن هبة مجتمعية مثيرة للإعجاب، عبر تعزيز تعاضد المجتمع وإظهار مكامن القوة والثبات فى مؤسسات الدولة (ومن عاش اللحظات مثلى فى زلزال المغرب يعرف مدى الدرس العظيم الذى قدمه المغاربة فى التلاحم المجتمعى ورباطة الجأش). بينما أبرزت سيول إعصار درنة فى ليبيا جرحا عميقا فى قلبنا العربى من أثر تمزق المؤسسات وتشظيها، وذاك لعمرى هو إعصار مستمر يضرب الحاضر والمستقبل.

وفضح إعصار درنة نفاقاً دولياً لا يحتمل، فكل دعم الأمم المتحدة تساوى مع دعم تاجر واحد فى ليبيا، وقدم الشعب الأصيل درسا فى الصبر والتلاحم تمنيت أن يصل إلى القيادات والمجتمع الدولى.

وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: (درنة تمثل صورة حزينة لحالة عالمنا حيث يعم طوفان عدم المساواة والظلم، وعدم القدرة على مواجهة التحديات).

نعم قبل انهيار السدود كانت ولاتزال مشكلتنا انهيار المؤسسات وعجزنا عن صنع السلام.

وإن كانت محن الزمان كثيرةٌ لا تنقضى... وسرورها يأتيك كالأعياد !! كما قال الإمام الشافعى، فهى أيضا محطات مهمة للمراجعة، وفى الشعوب الحية تكون فرصة للنهوض أكثر قوة.

وفى الحروب المدمرة مثلا التى منيت بها الشعوب الحرة وقيض الله لها قيادات ملهمة، كان الخروج من الكارثة مذهلا فى صنع تماسك مجتمعى، ورؤية تنهض بالناس وتلملم جراحهم، وتحول غضبهم وحزنهم إلى طاقة مبدعة للانطلاق.

وحسب الشافعى نفسه أيضا فقد قال قولته الشهيرة : (جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ ، وَإنْ كانت تُغصّصُنِى بِرِيقِي. وَمَا شُكْرِى لهَا حمْداً، وَلَكِن عرفت بها عدوى من صديقى ).

وما حولنا من اضطرابات ممتدة من اليمن إلى السودان، إلى لغم سد النهضة، مرورا بجرحنا الفلسطينى فليس أقل غضبا من كوارث الطبيعة، إن لم تكن أشد مضاضة، وذاك إفساد آخر لمناخ السياسة والإنسانية، وأشد تلوثا من إفساد مناخ الطبيعة. لكن يبقى الأهم هو كيف نمتلك الإرادة فى التغلب على الكوارث والانتصار على المحن.

وأنا على يقين من أن مواجهة كوارث الطبيعة مهما بدت مدمرة، تبقى أهون بما لا يقاس من كوارثنا كبشر. فها نحن فى تجارب حروبنا الداخلية نصنع أمراء حرب لا قادة فكر، وتَصنع القوى الدولية والإقليمية ميليشيات لدينا تتناسل كالفطر وتنتهى المؤسسات، وبينما تفتح المعسكرات السرية أبوابها تُغلِق مراكز البحث والعلم نوافذها. وأصبح لدينا فى بلدان النزاعات عشرات الميليشيات والآلاف من مخازن الأسلحة، ولا نجد فريقاً طبياً مؤهلاً، ولا قدرات بشرية فى التخطيط والإدارة.

لدينا معسكرات مكتظة بكل خردة أسلحة العالم، ولا نملك مصنع إنتاج للتكنولوجيا، لدينا حقول ألغام لا حقول قمح. تلك هى المأساة الأشد والكوارث الأسوأ من كوارث الطبيعة. لهذا ما يحتاجه الناس برامج وخطط لبناء الدول وقوة لصنع السلام وليس لإشعال الحروب.

⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار هبة الكوارث هل تذكرون ”الزومبي الأخضر” الذي يظهر في احتفالات... محللون سياسيون: ما حدث في صنعاء زلزال كبير... ظهور مفاجئ ولقاء غير متوقع للعميد ”أحمد علي... مقالات هبة الكوارث 26 سبتمبر ثورة محمية بوعي الشعب 26 سبتمبر في سجون الحوثي إب المعزولة تعزل الحوثي ليلة سبتمبر اخترنا لك هل تذكرون ”الزومبي الأخضر” الذي يظهر في احتفالات... محللون سياسيون: ما حدث في صنعاء زلزال كبير... ظهور مفاجئ ولقاء غير متوقع للعميد ”أحمد علي... ”على الحوثي أن يخشى أشبال الثورة قبل أسودها... الأكثر قراءةً هل تذكرون ”الزومبي الأخضر” الذي يظهر في احتفالات... محللون سياسيون: ما حدث في صنعاء زلزال كبير... ظهور مفاجئ ولقاء غير متوقع للعميد ”أحمد علي... ”على الحوثي أن يخشى أشبال الثورة قبل أسودها... بالغمز واللمز بأعراضهن .. جماعة الحوثي تنفذ حملة... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023
⇡ ×Header×Footer

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

استشاري: الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية تتسارع والأمور تزداد تعقيدا| فيديو

قال الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، إن العالم يترقب الجديد من مؤتمر COP29 الحالي، حيث توجد مواضيع هامة قيد التفاوض على جدول أعمال المؤتمر.


وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كل الزوايا"، مع الإعلامية سارة حازم طه، المُذاع على قناة "أون"، أنه يأتي في مقدمة هذه الموضوعات التمويل، لأن السلبيات المرتبطة به تضرب في كل مكان، دون التفرقة بين الدول، مشيرًا إلى أنه يتم تأجيل بعض الملفات إلى الدورة المقبلة، ما يعكس حقيقة أن موضوع التمويل هو موضوع سنوي يتكرر، بينما تظل المسئولية الكبرى على الدول المتقدمة، وهذه النقطة هي نفسها التي تتم مناقشتها كل عام.


وأكد أن أسوأ ما في الأمر هو أن الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية هي التي تتسارع وتزداد حدتها، ما يجعل الموقف أكثر تعقيدًا، موضحًا أن الموضوعات التي تناقش في هذه المؤتمرات ليست سهلة، فهى عملية تفاوضية بين الطرفين، حيث تطالب الدول النامية بحقوقها، وأهم هذه الحقوق هو موضوع التمويل.


وأوضح أن قضية التمويل أساسية منذ عام 2009، حيث تطالب الدول النامية بهدف كمي وواضح، مع ضرورة تحديد الأرقام والمصادر، وعدم اعتماده على القطاع الخاص، مؤكدًا أن التمويل يعد مفتاح النجاح في العمل المناخي، سواء في إجراءات تخفيف الانبعاثات أو في إجراءات التكيف مع الآثار السلبية.


وأشار إلى أن بعض الدول تعاني بشكل كبير، حيث إن اقتصاداتها ضعيفة وهشة، وتأثيرات تغير المناخ تزيد من الآلام الاقتصادية لهذه الدول، كما أن التغيرات في سلاسل الإمداد تزيد من تعقيد الأمور.


ولفت "طنطاوي"، إلى أن العالم يسير حاليًا على طريق خاطئ، عكس ما تم الاتفاق عليه في اتفاق باريس للمناخ عام 2015.


وأكد، أن الانتخابات الأمريكية الأخيرة جاءت لترسخ المخاوف، مشددا على أن تخلي الرئيس المنتخب دونالد ترامب، عن اتفاقية المناخ سيكون مؤشرًا سلبيًا جدًا على التعامل مع  قضية المناخ.

مدبولي: مصر لها دور كبير في مجال المناخ.. والدول الناشئة تواجه تحديات التنمية الشباب والرياضة تشارك في فعاليات افتتاح جناح الأطفال بمؤتمر المناخ بـ باكو دول عظمى


ونوه أن الدورة الحالية من COP29، تشهد غياب دول عظمى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس فرنسا، وزعماء الدول الصناعية المتقدمة، الذين كانوا المفترض أن يكونوا داعمين لاتفاق باريس في 2015، موضحًا أن العمل المناخي يتعرض حاليًا لضغوط شديدة نتيجة هذه التطورات، وهذه رسالة هامة، تدعونا إلى اتخاذ خطوات جادة في المستقبل فيما يتعلق بقضية تغير المناخ.


https://www.youtube.com/watch?v=MQgQMA3bxkc

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ طب نفسي لـ «حقائق وأسرار»: السوشيال ميديا تسببت في العديد من الكوارث
  • غرفة إدارة الكوارث في بيروت: فوج الاطفاء سيطر على الحريق في جزء من حرج بيروت جراء العدوان
  • استشاري: الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية تتسارع والأمور تزداد تعقيدا
  • استشاري: الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية تتسارع والأمور تزداد تعقيدا| فيديو
  • اتجاهات السفر في 2025: وجهات تقلل التوتر وتجمعك مع الطبيعة
  • خامس إعصار يضرب الفليبين في أقل من شهر
  • 21 يوماً من الكوارث.. الفلبين تواجه خامس عاصفة كبرى
  • غريق وحريق.. اللبناني فريسة الكوارث وسقوط القانون
  • بعد واقعة لاعب دمياط.. ناقد رياضي يكشف سبب كوارث ملاعب كرة القدم المصرية
  • وزير الخارجية الإيراني: لدينا قنوات تواصل غير مباشرة مع الولايات المتحدة