ذكرى المولد النبوي.. «نهج البردة» قصيدة لـ أحمد شوقي في مدح خير البرية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
تحل اليوم، الأربعاء 27 سبتمبر ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك وفقًا للتقويم الهجري المعتمد في العالم الإسلامي، حيث يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم، كلا حسب تقاليده من شراء الحلوي وعروسة المولد والحصان وغيرها من العادات المبهجة، ولكن أهم مظاهر الاحتفالات هى حلقات الذكر والإنشاد والمدح فى خير البرية.
ونالت "بردة الرسول" مكانة كبيرة وراسخة فى قلوبهم، حيث أبدعوا فى تنظيم عدد من القصائد فى مدح خير البرية، بروح عذبة وعاطفة صادقة ومعانٍ رائعة، خرجوا لنا فطاحل الشعراء بـ “سيرة النبي” بنفحة صوفية واضحة.
بينما جاء أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة "نهج البردة" والتي وصف فيها الرسول فى مائة وتسعين بيتًا، بنفحة صوفية واضحة، ومبالغات تشبة الأشعار المتأثرة بالأفكار الصوفية، حول الحقيقة المحمدية، فالرسول صلى الله عليه وسلم غاية الله فى خلقه، وهو صاحب الحوض يوم القيامة، على حين يقف الرسل حائرين لا يعرفون متى يكون الورود، وجبريل نفسه ظمآن.
وكانت كلمتها:
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ
رُمي جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى
أَبَدًا أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى
فَنَمِ أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدىً
أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ
سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا
وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ
مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى
وَقَنًا اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي
السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحىً
يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ
القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ
وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ
العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ
وَما أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَم
ِ المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَت وَجَلَت
عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ
الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا أَشكالُهُ
وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ
مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا
لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ
يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ
إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالغَنَمِ
وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبيً
يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ
يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَمّى جانِبُهُ
أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ
ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ
أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ
ذَكَرٍ وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ
بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا
حُجُبٌ وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا في غُضونِ كِرىً
مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ
يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ
وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ
واختتمها:
أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ فَتَمِّمِ الفَضلَ
وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد شوقي أمير الشعراء المولد النبوى الشريف
إقرأ أيضاً:
شوقي علام: الفتوى والقضاء مساران متكاملان بين التشريع والتطبيق
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن العلاقة بين الفتوى والقضاء تقوم على أسس علمية دقيقة، حيث إن كلًّا منهما يؤدي دورًا مهمًّا في تنظيم حياة الناس وفق الشريعة الإسلامية.
وأوضح مفتي الديار المصرية السابق، أن التأهيل للإفتاء والقضاء يتطلب تكوينًا علميًّا متينًا، وهو المنهج الذي سارت عليه الأمة منذ القدم وحتى يومنا هذا، إذ يبدأ بتكوين الملكة الفقهية والعلمية، ثم التأهيل المتخصص لكل من الإفتاء والقضاء، مثل أي مهنة تحتاج إلى تدريب وصقل مهارات.
وأشار إلى أن الفتوى والقضاء يشتركان في بعض الفنيات، مثل تشخيص المسألة وفهم الواقع قبل إصدار الحكم الشرعي أو القانوني المناسب، مستشهدا بقول عمر بن عبد العزيز: "يحدث للناس من الأقضية بقدر ما يُحدِثون من الفجور"، موضحًا أن تطور الجرائم وأساليب ارتكابها يستدعي تطورًا موازيًا في أساليب التحقيق وكشف الجرائم، وهو ما ينسجم مع طبيعة التشريع الإسلامي المتجددة والقابلة للتكيف مع المستجدات.
وأضاف أن هناك فرقًا جوهريًا بين القضاء والفتوى، فالقضاء مرتبط بالفصل في الخصومات ويصدر حكمًا ملزمًا، بينما الفتوى بمثابة مشورة دينية تُقدم بناءً على طلب المستفتي دون الحاجة إلى أدلة أو شهود، كما أكد الإمام القرافي المالكي أن "القضاء يحتاج إلى الحجاج والأدلة، أما الفتوى فلا تحتاج إلى ذلك".
وشدد على أن دار الإفتاء المصرية تمتلك تراثًا فقهيًا وإفتائيًا ممتدًا، حيث تعود أول فتوى مؤرشفة رسميًا إلى عام 1895 في عهد الشيخ حسونة النواوي، كما سبقها العديد من الفتاوى غير المؤرشفة التي كان لها دور كبير في ضبط الأحكام الشرعية وتيسير حياة المسلمين.