موقع 24:
2025-03-09@13:28:11 GMT

إنقاذ أبوسمبل

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

إنقاذ أبوسمبل

منذ مائتى عام أو أكثر، جاء إلى مصر رحّالة وآثارى سويسرى يدعى يوهان لودفيج يوركهارت كان قد قرر أن يكتشف العالم العربى فتعلم اللغة العربية وبدأ رحلته من بلاد الشام ثم العراق وبعدما أتقن اللغة وفهم العادات والثقافة العربية والإسلامية أعلن إسلامه وأطلق على نفسه اسم الشيخ إبراهيم.

قرر «يوركهارت» الذهاب إلى مصر ومن القاهرة انطلق إلى السودان وفى طريق عودته اكتشف وجود معبد أبوسمبل.

كان «يوركهارت» قد استعان بصبى من أسوان كدليل ليزور المناطق الأثرية وذهب به الصبى إلى المعبد المهيب فسجل «يوركهارت» مشاهداته وأطلق على المعبد اسم الصبى الذى كان دليله. بعد ذلك جال «يوركهارت» فى العديد من البلدان العربية كمستشرق وآثارى ورحّالة ومات مسموماً فى عام 18017 ودُفن فى مدافن باب النصر بالقاهرة.
بعد أن قررت مصر بناء السد العالى فى خمسينات القرن الماضى، تبين أن غمر المياه فى مساحات شاسعة من خلال بحيرة ناصر سيؤدى إلى غرق العديد من الآثار التى تمثل معالم حضارية غير متكررة فى تاريخ العالم، ومنها معبد أبوسمبل الذى بناه الملك رمسيس الثانى أشهر فراعنة الدولة المصرية الحديثة الذى عاش 90 عاماً -1303 ق م.. 1213 ق م- حكم خلالها لمدة 67 عاماً.
بنى الملك رمسيس معبدأبوسمبل الذى يعد تحفة هندسية معمارية لا مثيل لها منحوتاً فى الصخر، تتصدر واجهته أربعة تماثيل كبيرة له ترتفع إلى 20 متراً، يليها ممر يؤدى إلى داخل المعبد حُفر فى الصخر بعمق 48 متراً وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته ومنها معركة قادش التى انتصر فيها على الحيثيين وكذلك مناظر تصور الملك مع المعبودات المصريات القديمات.
وقد صمم المعبد بحيث يسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى قدس الأقداس مرتين كل عام فى 22 فبراير و22 أكتوبر وقد استغرق نحت المعبد 20 عاماً.
يحكى ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأشهر، فى مذكراته عن إنقاذ آثار النوبة ومنها معبد أبوسمبل، يقول: بعدما توليت وزارة الثقافة فى نوفمبر 1958 زارنى السفير الأمريكى فى مصر مصطحباً مدير متحف متروبوليتان فى نيويورك الذى قال: جئت لكى أشترى معبداً أو اثنين من معابد النوبة المحكوم عليها بالغرق بعد بناء السد العالى.
أصابنى ضيق شديد لأن يكون تراث أجدادنا مما يباع ويشترى، فقلت له فى صيغة لوم: كان يجب أن يبادر متحف متروبوليتان بمد يد العون العلمى لإنقاذ هذا التراث الإنسانى بدلاً من التفكير فى شرائه.
كنت قرأت كتاب «موت فيلة» لكاتب فرنسى مولع بتاريخ مصر الفرعونية وكتب أن حضارة مصر تموت بموت معبد فيلة بعد إقامة خزان أسوان. وتساءلت بينى وبين نفسى فى فزع: كيف لثورة يوليو أن تشترى رخاء المستقبل ببناء السد العالى بالتفريط فى معالم خالدة من الماضى!
بدأت ملحمة إنقاذ أبوسمبل بإطلاق نداء إلى العالم لجمع الأموال ولحشد الخبرات العلمية ومن بين عدة اقتراحات بشأن طريقة إنقاذ المعبد كان الاقتراح المصرى الذى أعده الفنان أحمد عثمان، مؤسس كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وهو ما تم تنفيذه بتقطيع مكونات المعبد إلى كتل تزن كل منها ما بين 20 إلى 30 طناً بفاصل تقطيع لا يزيد على 6 ملليمترات ولكن العمال المصريين قللوا الفاصل إلى 4 ملليمترات، بحيث يستخدم ناتج التقطيع فى لحام الكتل الحجرية مرة أخرى فلا تظهر فواصل واضحة.
عمل فى نقل المعبد ألفا عامل مصرى وشاركت اليونيسكو ومنظمات دولية ودول العالم فى عملية الإنقاذ الذى تم الانتهاء منها فى 22 سبتمبر 1968. كانت عملية إنقاذ أبوسمبل من أهم وأبرع عمليات إنقاذ الآثار بهذه الطريقة المبدعة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحث قادة جنوب السودان على إنقاذ اتفاق السلام

الأمم المتحدة، أكدت أن جنوب السودان يجب أن يمضي قدمًا من خلال تنفيذ أحكام اتفاق السلام، وتعزيز المؤسسات، وإرساء أسس الديمقراطية.

التغيير: وكالات

حذرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان من أن تصاعد العنف في ولاية أعالي النيل، وتصاعد التوترات السياسية في جوبا، والمؤامرات السياسية الأخرى تهدد بعرقلة اتفاق السلام المنشط في جنوب السودان وإلحاق المزيد من الألم والمعاناة بمواطنيه.

واجه اتفاق عام 2018 المنشط لحل النزاع في جنوب السودان (R-ARCSS)، الذي وقعه الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس الأول الدكتور ريك مشار، تحديات متزايدة، وخاصة في توحيد الجماعات المسلحة لتشكيل جيش وطني.

يتزعم الرئيس كير الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة، بينما يرأس الدكتور مشار الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، وهي جماعة المعارضة الرئيسية.

وقد أدت التوترات بين كير ومشار إلى اعتقال العديد من كبار الضباط العسكريين والمسؤولين الحكوميين في الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، بما في ذلك وزير النفط بوت كانج تشول ونائب رئيس الأركان العامة غابرييل دووب لام، وهو حليف وثيق لمشار.

ولم تفسر السلطات الاعتقالات، التي بدأت في وقت سابق من هذا الأسبوع، رسميًا. ومع ذلك، فإنها تأتي في أعقاب اشتباكات بين الجيش وجماعة شبابية مسلحة في ناصر، والمعروفة أيضًا باسم الجيش الأبيض. وقد أدى القتال إلى زيادة الضغط على اتفاق السلام الهش بالفعل بين الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس الأول مشار.

وتصاعد الموقف يوم الجمعة عندما تعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة كانت تحاول إجلاء أفراد قوات الدفاع الشعبي من ناصر لإطلاق نار، مما أسفر عن مقتل جنرال وعشرات الجنود.

وفي بيان صحفي صدر يوم السبت- بحسب راديو تمازج، ذكرت اللجنة أن المواجهات المسلحة في ناصر، بما في ذلك الهجوم على طائرة الأمم المتحدة الذي أسفر عن سقوط قتلى، يجب إدانتها واعتبارها جرائم حرب.

وأشار البيان الصحفي إلى أن “هذه الحوادث هي نتيجة لسوء الإدارة السياسية، بما في ذلك التأخير المطول في توحيد القوات المسلحة، كما هو مطلوب بموجب الاتفاق المنشط. إن استهداف وإقالة قيادات المعارضة، بما في ذلك الوزراء والمحافظون، إلى جانب المواجهات العسكرية وتعبئة الميليشيات، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم زعزعة الاستقرار وتأجيج العنف”.

ونقل البيان عن رئيسة اللجنة ياسمين سوكا، التي أكدت أن جنوب السودان يجب أن يمضي قدمًا من خلال تنفيذ أحكام اتفاق السلام، وتعزيز المؤسسات، وإرساء أسس الديمقراطية.

“وبدلاً من ذلك، نشهد تراجعًا مثيرًا للقلق من شأنه أن يمحو سنوات من التقدم الذي تحقق بشق الأنفس. وبدلاً من تأجيج الانقسام والصراع، يجب على القادة إعادة التركيز بشكل عاجل على عملية السلام، ودعم حقوق الإنسان لمواطني جنوب السودان، وضمان انتقال سلس إلى الديمقراطية”، أضاف سوكا.

كما نُقل عن المفوض بارني أفاكو قوله: “ما نشهده الآن هو عودة إلى صراعات القوة المتهورة التي دمرت البلاد في الماضي.

“لقد عانى شعب جنوب السودان بما فيه الكفاية. لقد تحملوا الفظائع وانتهاكات الحقوق التي ترقى إلى جرائم خطيرة وسوء الإدارة الاقتصادية وتدهور الأوضاع الأمنية على نحو متزايد. إنهم يستحقون الراحة والسلام، وليس دورة أخرى من الحرب”.

وذكّرت اللجنة جميع الأطراف في الاتفاق المتجدد، فضلاً عن أصحاب المصلحة الآخرين في جنوب السودان، بالتزاماتهم ومسؤولياتهم باحترام حقوق الإنسان والاستثمار في استكمال العمليات الانتقالية. وتشمل هذه الإصلاحات الدستورية، وإنشاء لجنة الحقيقة، وهيئة التعويضات، والمحكمة الهجينة – وهي آليات حاسمة تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع وكسر الدورات المتكررة من الأزمات السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان.

إن لجنة حقوق الإنسان في جنوب السودان هي هيئة مستقلة تم تفويضها من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقد تأسست لأول مرة في مارس 2016، وتم تجديدها سنويًا منذ ذلك الحين.

الوسومالأمم المتحدة الجماعات المسلحة الدفاع الشعبي الناصر بارني أفاكو جنوب السودان رياك مشار سلفا كير ميارديت ياسمين سوكا

مقالات مشابهة

  • الفرقة الموسيقية للمركز القومى للمسرح تحيي الليلة الثالثة لـ هل هلالك 9 غدا
  • الأمم المتحدة تحث قادة جنوب السودان على إنقاذ اتفاق السلام
  • بآلة حادة.. إنقاذ مواطن من الانتحار في مقبرة وادي السلام
  • سعد لمجرد يعلن عن إطلاق عملة رقمية
  • الجيش السوداني يتقدم في الخرطوم ويقترب من قوات المدرعات
  • إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل
  • رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي
  • إنقاذ فتاة حاولت الانتحار من اعلى جسر الجمهورية في بغداد
  • «التنمية المحلية» تتفقد معبد مونتو لوضعه على خريطة السياحة بالأقصر
  • محافظ أسوان يفاجئ العاملين بمركز طب أسرة السيل ويطمئن على الخدمات الطبية