نفحات إيمانية من سيرة المصطفى بيوم مولده
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
الحمد لله القائل في محكم التنزيل مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ .. من الآية(29) الفتح.
والقائل سبحانه ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )
والقائل ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً) "57" (الاحزاب )
في حضرة الرسول الأعظم
قال الشعراء كثير وتغنى المبدعون بصفات رسول الأمة .
وكان الإله رب العرش العظيم قد أمر المؤمنين بالصلاة عليه بعد أن صلى عليه وملائكته يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل " إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً " (56) الأحزاب .
ووصفه الله رب العالمين من علياء عرشه بقوله " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " وجاء ذكر صفاته الكريمة صلى الله عليه واله وسلم في كتابه الكريم في كثير من الآيات المباركات فقد حاز المحاسن والمناقب والكرم كله .. ونال الحبيب محمد بفضل حب رب العرش العظم مكانة عالية في الأولين والأخرين ويوم الدين ستكون له بإذن الله الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود والدرجة العالية الرفيعة في الجنة بحسب وعد الله الرحمن الرحيم له .. وفي مولد النور .. مولد الرسول الأعظم تنادينا اللحظات وتدعونا المواقف أن نقف وقفة إجلال .. وثقة واعزاز في هذا اليوم العظيم .. يوم أشرقت على آفاق الكون بشائر مولد نبي أحبه الله وأعزه بمكانة لا تليق إلا به ..
واليوم .. وبين دفتي هذا الكتاب نفحات إيمانية هي ليست في مستوى الذكرى ولا ترقى إلى المقام العالي للمحتفى به المصطفى المختار والنبي المجتبى العدنان .. لكنها نفحات صادقة ونابعة من موقف صادق من محب مريد ومن قلب مؤمن يرتجي رحمة الله ورضاه , ويحث الخطوات بمثابرة إلى العتبات المقدسة المباركة لسيد الخلق والرسل محبة ووفاءً وولاءً وانتماءً.. يأتي الوقوف جميلاً والا نتهال من مناهله العذبة سلسبيلاً نقياً للشاربين.. أعطاك الإله سبحانه المكانة العالية واحبك واصطفاك من بين كل الرسل والبشرية جمعاء لتكون حبيبه ورسوله ونبيه الكريم .. وانها لمكانة لا يحظى بها إلا من ارتضاه رب العرش العظيم من رسل ربه هذه منزلة وطريق هذا اجتباء وتكريم .. وان كان لنا أن نفخر وان نتفاخر بالأمور ويحق لنا ان نفخر اننا من امتك ومن تابعيك ومن محبيك يا سيدي يا رسول الله .. فانت شفيعنا يوم الدين يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم .. فذكرك يا سيدي يا رسول الله بشرى وبشائر وحسنة وحسنات تتراكم بين يدي إله الكون .. فهل بعد هذا اجلال واكرام .. وهل بعد هذه مرتبة بعد تكريم المولى عز وجل لك ايها الرسول الكريم ..
واقسم بالله ان حروفي لتهتز وان كلماتي لتقف مذهولة مبهورة وهي تسري في ثنايا ذكرك والصلاة عليك .. وتعلم انها دون هذه المكانة المشمولة برضا الخالق واقسم انها لتشعر بالشفقة على حالها وهي ترتسم في حضرة المصطفى المجتبى المختار ولكنها سعيدة ايما سعادة كونها تسير على هدى الرسول الذي أحبه الله وقربه إليه " فكان قاب قوسين أو أدنى " لك كل الثناء .. لك كل التوقير .. لك كل الاجلال والذكر يا سيدي وياسيد البشرية ونحن إذ نتجرأ لنقف على عتباتك وعلى هوامش ذكرك نعي ان قلوبنا المحبة وإيماننا العظيم بالخالق الكريم هو الذي يمنحنا هذه الجرأة وهو الذي يدفع بنا لنقدم هذه الهدية المتواضعة جداً .. ولكنها مشفوعة بالصلاة عليك , وبالإيمان بالله وبالإيمان بك نبياً ورسولاً هادياً الى الحق وسواء السبيل ..
سيدي وسيد الخلق أجمعين .. هذه مفردات جد متواضعة لكنها عميقة ومترعة بالحب والاجلال والاعزاز والتقدير لمقامكم السامي ومكانتكم الرحمانية العظيمة , وندعو الله ثم نرجوك ان تتقبلها منا لننال شيئاً من الرضا وشيئاً من القبول فلا حياة لنا ان لم يرض عنا الإله وان لم ترض انت عنا فلا هناء لأنفسنا الظامئة إلى ذكرك .. ولا راحة ان لم تكن مشفوعة بحبك وحب من أحبك هي مفردات نقية بهية خرجت من وسط نياط القلب ومن ثنايا الوجدان نرتجي منها رضا الخالق ورضاك .. ونأمل ان تكون وسيلة للوصول الى مقامك والى عتباتك المقدسة لننهل منها النور ونرتشف منها سلامة النوايا وسلامة المقاصد فلا خير إلا في حضرتك .. ولا رضى الا برضاك يا الله ورضا مصطفاه المختار .. لك كل صلوات البشرية جمعاء اجيالاً بعد اجيال .. نحن نؤمن بما قاله الله في كتابه الحكيم ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))
حبك يا رسول الله والانتماء اليك هي موجبات اوجبها الله خالق الأكوان رب العرش العظيم .. ونحن نقتفي بما أمر رب العزة وقلوبنا تفيض حباً واخلاصاً وانتماءً يا سيد الثقلين يا سيدي يا رسول الله ..اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد اللهم تحنن على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ..
( أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ). ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً).وفي حب رسول الله تلتقي أفئدة محبة .. وترتقي الأعمال الصالحات هي كلمات صادقات يرتجى فيها وجه الله ولا شيء غيره .. ونطمع في غفرانه ورضاه .. أنه سميع مجيب . صلوات الله وسلامه وبركاته على رسول العالمين وحبيب رب العالمين وعلى أله الأخيار الأطهار وعلى الصحابة والتابعين وعلى من حب رسول الله ووالاه إلى يوم الدين .
نتابع القراءة من كتاب في رحاب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: رسول الله
إقرأ أيضاً:
«الطلحي» يروي قصة أعرابي استغفر عند قبر الرسول فبشره بمغفرة الله
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليست فقط طاعة وعبادة، بل هي رحلة حب وشوق وهيبة، متحدثًا عن قصة مؤثرة رواها الإمام أبو منصور الصباغ في كتابه «الشامل»، والتي تُجسد معنى الأدب والخشوع في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى الشيخ الطلحي، خلال حلقة برامج مع الناس، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، القصة قائلًا: «جاء رجل يُعرف بأبي عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية، من نسل بني أمية، وكان شاعرًا وأديبًا ولغويًا معروفًا، يُلقب بالعتبي.
وكان جالسًا عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم في الروضة الشريفة، حين جاء أعرابي من بادية العرب، فوقف بخشوع وأدب وقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله عز وجل يقول: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا﴾، وقد جئتك مستغفرًا لذنبي، مستشفعًا بك إلى ربي، فاستغفر لي يا رسول الله».
وأضاف الشيخ الطلحي: ثم أنشد الأعرابي أبياتًا خالدة قال فيها:
يا خيرَ من دُفنت بالقاعِ أعظُمُهُ
فطابَ من طيبِهِنّ القاعُ والأكمُ
نفسِي الفداءُ لروضٍ أنتَ ساكنُهُ
فيه العفافُ وفيهِ الجودُ والكرمُ".
وتابع: بعد أن انصرف الأعرابي، غلب النوم العتبي، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له:
يا عتبي، الحق بالأعرابي وبشّره أن الله قد غفر له.
وأكد الشيخ الطلحي أن هذه القصة، التي رواها الإمام ابن كثير وغيره من أئمة السلف، تُجسّد أثر الزيارة الخاشعة الصادقة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتفتح أبواب الأمل لكل مذنب وتائب، إذا ما أتى باب الحبيب مؤمنًا راجيًا.
وأضاف: ويروى كذلك عن الإمام الأكبر شيخ الأزهر سيدي عبد الحليم محمود الحسيني رحمه الله، أنه حين وقف أمام المواجهة الشريفة، أنشد تلك الأبيات، فسمع من يعاتبه قائلاً: وهل أنا يا ولدي الآن أعظُمٌ مدفونة؟ هذا الأعرابي مدح بما يناسب حاله، أما أنت العالم، فارتقِ بما يليق بمقامي! فأعاد الإمام عبد الحليم محمود أبياته قائلًا:
يا خيرَ من حلَّتْ بالقاعِ حضرتُهُ
فطابَ من طيبِهِنَّ القاعُ والأكمُ
أنتَ النبيُّ الذي تُرجى شفاعتُهُ
عند الصراطِ إذا ما زلَّتِ القَدَمُ
نفسي الفداءُ لروضٍ أنتَ ساكنُهُ
فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ".
وقال: أيها الزائرون المحبون، كرروا الزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطعتم، واجعلوها عادة يومية أو أسبوعية أو كلما تيسر لكم ذلك، فإنها من أعظم القربات، وأجمل الطاعات، وأصدق علامات المحبة. صلوا عليه وسلموا تسليمًا، فما تشرق الشمس إلا بنوره، ولا يسكن القلب إلا بحبه.