أكبر شركة عملات مشفرة في العالم تنهار.. ما الأسباب؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه بعد انهيار بورصة العملات المشفرة "أف تي أكس" FTX، حل محلها منصة تداول العملات الرقمية أو المشفرة للبيتكوين، "بينانس" Binance، والتي أصبحت بعد أقل من سنة تواجه محنة هي الأخرى.
وأوضحت الصحيفة أن إمبراطورية بينانس تتعرض حاليا لهزة قوية بسبب بعض الأحكام القضائية الأميركية، فعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، غادر أكثر من عشرة من كبار المسؤولين التنفيذيين، وقامت البورصة بتسريح ما لا يقل عن 1500 موظف، هذا العام، لخفض التكاليف والاستعداد لانخفاض الأعمال.
وبينما لا تزال منصة بينانس هي المسيطرة في مجال العملات المشفرة، فإن هيمنتها تتضاءل، بحسب الصحيفة.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن بينانس تتعامل الآن مع حوالي نصف جميع المعاملات التي يتم فيها شراء وبيع العملات المشفرة بشكل مباشر، بانخفاض من حوالي 70 في المئة في بداية العام، وفقا لمزود البيانات "كايكو" (Kaiko).
ووفقا للصحيفة، فإن ما يحدث لبينانس سيكون له آثار هائلة على العملات المشفرة لأن هذه البورصة كبيرة جدا.
ويقول المنخرطون في القطاع والمراقبون إن البورصات الأخرى ستملأ الفراغ إذا انهارت منصة بينانس، لكن على المدى القصير، إذ يرجحون أن تنكمش السيولة في السوق، ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار العملات المشفرة بشكل حاد.
وصرح أحد المتداولين المؤسسيين لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن شركته أجرت تدريبات لسحب أصولها من بينانس بسرعة في حالة الانهيار.
وتعهدت المؤسِّسة المشاركة وكبيرة مسؤولي التسويق في بينانس، يي هي، بالتغلب على المشاكل في رسالة إلى موظفي الشركة، في أغسطس الماضي.
وقالت في الرسالة التي اطلعت عليها الصحيفة: "كل معركة هي حالة حياة أو موت، والشيء الوحيد الذي يمكنه هزيمتنا هو أنفسنا، لقد فزنا مرات لا تعد ولا تحصى، ونحن بحاجة للفوز هذه المرة أيضا".
وتعتبر بينانس مستثمرا مؤثرا في مشاريع العملات المشفرة التابعة لجهات خارجية وخارجها. استثمرت بينانس في "إكس"، المعروفة سابقًا باسم "تويتر". ويعد المؤسس المشارك لبينانس، تشانغبينغ زاو، أو "سي زد" كما يعرفه متابعوه البالغ عددهم 8.6 مليون على منصة "أكس"، الوجه الأكبر للعملات المشفرة.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن تحديد ما سيحدث للقطاع إذا اختفت بينانس، نظرا لأنها كانت مسؤولة عن تعزيز قدر كبير من الابتكار والنمو في مجال العملات المشفرة".
وأجرت وزارة العدل الأميركية تحقيقا استمر سنوات قد يؤدي إلى توجيه اتهامات جنائية لبينانس وزاو، بالإضافة إلى غرامات بمليارات الدولارات، وفقا لما ذكره أشخاص مطلعون على التحقيق للصحيفة.
وتواجه منصة بينانس أيضا دعوى قضائية أمام لجنة الأوراق المالية والبورصات تزعم أنها وزاو يعملان بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة وسط مزاعم بشأن إساءة استخدام أموال العملاء. واعترفت الشركة بأخطاء الماضي لكنها تقول إن أموال العملاء آمنة وإنها ملتزمة بالامتثال للقواعد والأحكام.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العملات المشفرة
إقرأ أيضاً:
محلل الاقتصادي يتوقع وصول البيتكوين إلى 150 ألف دولار خلال عامين
توقع الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، مستقبل واعد للعملات المشفرة وخصوصا البيتكوين خلال العامين المقبلين، مستندًا إلى التطورات الاقتصادية الحالية وخطط السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وأوضح الدكتور عبد الوهاب، أن قرار البنك الفيدرالي الأخير بخفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.50% يأتي كخطوة متوقعة في ظل سعيه للتكيف مع مستويات تضخم تقترب من 3%.
وأضاف: "من المتوقع أن يستهدف الفيدرالي معدلات فائدة تبلغ 3.5% خلال العامين المقبلين، مما سيخلق بيئة ملائمة للنمو في سوق العملات المشفرة وعلى رأسها البيتكوين".
رئيس الوزراء يوافق على دمج مراحل مسابقة البريد لشغل 2700 وظيفة19.8 مليار جنيه حجم استثمارات عقود المشاركة العام المالي الماضيتوقعات سعر البيتكوين
وأكد الدكتور محمد عبد الوهاب، أنه إذا استمر الفيدرالي في خفض الفائدة دون تدخلات حكومية لتهدئة نمو الاستثمار في العملات المشفرة، فإن البيتكوين قد تصل إلى مستويات قياسية جديدة تبلغ 150 ألف دولار خلال العامين المقبلين، موضحاً أن انخفاض تكاليف الاقتراض يؤدي عادة إلى زيادة السيولة في الأسواق المالية، مما يعزز الإقبال على الأصول الرقمية كوسيلة للتحوط ضد التضخم وتنويع الاستثمارات.
وأشار عبد الوهاب إلى أهمية الدور الذي تلعبه تصريحات الساسة العالميين في تشكيل توجهات سوق العملات المشفرة، فالتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول إنشاء احتياطي استراتيجي أمريكي للبيتكوين، على غرار احتياطات النفط الاستراتيجية، قد دفعت العملة الرقمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق فوق 106 آلاف دولار في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأضاف أن تصريحات ترامب، التي أكد فيها نيته "استغلال العملات المشفرة لتحقيق إنجازات رائعة"، تعكس توجها عالميًا متزايدًا نحو دمج العملات المشفرة في الاقتصاد الرسمي، مما يدعم ثقة المستثمرين ويعزز الطلب عليها.
التحديات المحتملة
ورغم هذه التوقعات المتفائلة، أكد عبد الوهاب أن هناك مخاطر يجب أخذها في الاعتبار، فقد تلجأ بعض الحكومات إلى التدخل لكبح النمو السريع للعملات المشفرة بهدف حماية استقرار الأسواق المالية، قائلاً: "مثل هذه التدخلات قد تؤدي إلى تقلبات حادة في أسعار البيتكوين وقد تعيق وصولها إلى المستويات المتوقعة".
وعلى صعيد آخر، شهدت أسواق الأسهم الأوروبية تباينًا مع تفاعل المستثمرين مع بيانات التضخم في المملكة المتحدة وانتظار قرارات السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا، ففي حين ارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.16% إلى 514.43 نقطة، تراجع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.02%، بينما صعد مؤشر "فايننشال تايمز 100" البريطاني بنسبة 0.05%.
واختتم الدكتور عبد الوهاب تصريحه بالتأكيد على أن البيتكوين ليست فقط أداة استثمارية، بل تعكس تحولًا كبيرًا في طبيعة النظام المالي العالمي، ومع استمرار التحركات الإيجابية في الأسواق والاهتمام المتزايد من قبل الحكومات، قد تشهد السنوات المقبلة توسعًا كبيرًا في استخدام العملات المشفرة في الاقتصاد العالمي.