كتابات إسلامية عدة، لعبت على توظيف وقائع السيرة النبوية لصالح الجماعات الدينية المتطرفة، ما يمثل انتهاكًا صارخًا للقيم النبيلة التي جاء بها النبي الكريم، حيث قامت هذه الكتابات بتزييفها، وإعادة تفسيرها لصالح التطرف الديني.


من التناقضات الحادة التي تقع فيها مؤلفات السيرة النبوية، المكتوبة من قبل السلفيين مثلا، بوصفهم تيارا دينيا متشددا يهاجم الاحتفالات السنوية بالمولد النبوي الشريف، أنها تصر على مرويات تعطي دلالة على أن النبي الكريم عندما أنجبته السيدة آمنة بنت وهب ظهرت علامات كونية توحي بأن الأرض والكون والوجود بكامله احتفل لقدومه صلى الله عليه وسلم، وأن ذهابه طفلا مع السيدة حليمة من أجل الرضاعة كان بشرة خير وبركة على أهل بيتها، إذ لاحظت تغيرات لافتة مثل اخضرار العشب والمرعى أمام غنماتها، والسؤال المنطقي هنا: إذا كان قدوم النبي منذ صغره لأي مكان كان علامة خير وابتهاج، فلماذا يتحول هذا الابتهاج الكوني إلى بدعة، وإصرار على تبديع العادات الشعبية المُبهجة التي تنحاز للفرح والسعادة في أيام مولده الشريف.

ذهب طفلا مع السيدة حليمة من أجل الرضاعة كان بشرة خير وبركة على أهل بيتها، إذ لاحظت تغيرات لافتة مثل اخضرار العشب والمرعى أمام غنماتها

تجاهل للموروث التاريخي في الاحتفال بالمولد
معنى الفرح المتأصل في العادات الشعبية المصرية، أكدت عليه دار الإفتاء المصرية في خطابها المعتدل والناصع أمام خطابات سلفية متشددة، حيث قالت الدار في بيان لها على صفحتها بفيسبوك: "من فوائد الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الفرح به، إظهار محبته، إدخال السرور على الأسرة". 


في كتابه "المدائح النبوية في الأدب العربي" نقل زكي مبارك عن المصادر التراثية واقعة تشير إلى التوافق الذي وقع بين ممارسة شعبية ودعم سياسي ومساندة علمية من جانب الحافظ بن دحية الأندلسي الذي مرَّ بمدينة "أربيل" العراقية، عام ٦٠٤ه، وكان يحكمها مظهر (أو مظفر) الدين كوكبري، فلاحظ ابن دحية اهتماما من كوكبرى بعمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول من كل عام فألف له كتابا بعنوان "التنوير في مولد السراج المنير" ختمه بقصيدة طويلة. وقد حظى هذا الكتاب باهتمام في الموالد المتتالية إذ عكف عليه الصوفية يقرءونه في حلقات احتفالا بمولد النبي الكريم. وقال "مبارك" في كتابه المشار إليه أنه لم يستطع "الوصول إلى معرفة أول من ألف في الموالد، فليكتف القارئ بأن يعرف أن من أقدم ما عرفنا من هذا النوع كتاب "العروس" وهو مولد ألفه ابن الجوزي المتوفي سنة ٥٩٧ه، ورسالة ابن جابر الأندلسي المتوفي سنة ٧٨٠ه، ورسالة الرعيني الغرناطي المتوفي سنة ٧٧٩ه، وفي دار الكتب المصرية نحو أربعين مولدا ألفت في عصور مختلفة. هذه الموالد التي عكفت على تأليفها الأدباء والعلماء احتفالا بمولد النبي الكريم، جاءت عبارة عن منظومات نثرية غنائية تصلح للترتيل والإنشاد، لتُقرأ في حلقات احتفالا وابتهاجا، وكتب فيها ابن كثير، وابن ناصر الدمشقي، وجلال الدين السيوطي. وتجاهلت الرؤية السلفية ومن وراءها الجماعات الدينية المتطرفة كل الموروث المنفتح على الاحتفال والابتهاج بذكرى المولد النبوي، بما فيها من منجز علمي وأدبي لعلماء كبار، أو رسوخ لعادة شعبية فيها انحياز للفرح وتأكيد على الانتماء للمجتمع والوطن، أيضا تجاهل لتغير الزمن، فقديما كان المجتمع عبارة عن قبائل وحاليا تحول المجتمع إلى نظام حديث من الدول التي تتعامل مع المناسبة الدينية بوصفها يوما مشهودا مثل المناسبات الوطنية، تقدرها وتعطيها حقها في الاحتفال، وتجعلها مناسبة لتقديم الكلمات من المسئولين يجددون فيها الالتزام بأخلاق النبي الكريم والعمل على مصالح الناس بما يتلاءم مع روح الرسالات الدينية وسماحتها وانحيازها لمصالح الناس.


لم تكتف الرؤية المتشددة في تبديع الاحتفال بالمولد النبوي، بل عملت على تحريف معاني أحداث ومواقف خاصة بسيرة النبي الكريم بصورة تتناسب مع التطرف والإرهاب، فهي حينما حرَّمت الاحتفال بمولد النبي وجعلته بدعة، وتجاهلت ما في الاحتفال من جمال إنساني رائع يربط ما بين الأطفال وما بين شخص النبي الكريم عن طريق الإحساس بالسرور والبهجة وتوزيع الحلوى، بينما هم يعملون على ربط الأطفال بالقتل والعنف وتحريف معاني سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

الجاهلية مصطلح يضمن في جوهره "التكفير" اعتمد عليه المودودي وحسن البنا ومن بعدهما سيد قطب في كتابه الشهير "معالم في الطريق" وأخوه محمد قطب في كتابه "جاهلية القرن العشرين".

الجاهلية وتكفير المجتمع
عادة ما تتم دراسة عصر ما قبل الإسلام المعروف بالعصر الجاهلي وبيان مدى التردي الذي وصلت إليه قبائل العرب قبل بعثة النبي الكريم، لكن الكتابات الإسلاموية ركزت بصورة كبيرة على نقل صفات ذلك العصر الماضي وإسقاطها على العصر الحالي، وفضلت أن تطلق على عصرنا مصطلح "الجاهلية"، وهو مصطلح يضمن في جوهره "التكفير"، اعتمد عليه الداعية الباكستاني أبو الأعلى المودودي وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية ومن بعدهما سيد قطب في كتابه الشهير "معالم في الطريق"، وأخوه محمد قطب في كتابه "جاهلية القرن العشرين".


في ذات الإطار، قال المودودي: "وأما جاهلية الشرك فوثبت على عامة الناس وعدلت بهم عن جادة التوحيد إلى ملاوي الضلال المتشعبة، وأن المسلمين وإن لم يرجعوا إلى الوثنية الصريحة إلا أنه لم تبق صورة من صور الشرك لم ترج في مجتمعاتهم رواجًا"؛ وفقا لما ذكره في كتابه "موجز تجديد الدين وإحياؤه"، وفي الاقتباس قصد المودودي إطلاق لفظ الجاهلية على المجتمعات الحديثة، وبين نوعها أنها "جاهلية الشرك"، وهو تكفير يطلقه في العموم دون حذر أو خجل.


يفضل فكر الجماعات الإسلامية أن يحيا في الأزمنة غير المستقرة، أزمنة حرجة، يشيع في أنصاره أنه لابد من وجود مخاطر وحروب ومجازفة بالنفس، أي أنه فكر يفتعل الأزمات إن لم تكن موجودة، وعلى هذا النحو يتم تفسير السيرة النبوية بشيء من المغالاة، ومثال ذلك الداعية الهندي أبو الحسن الندوي في كتابه "السيرة النبوية"، حينما قال: "كان الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الإسلام مفروشا بالأشواك، محفوفا بالمخاوف والأخطار، لا يهتدي إليه الباحث عن الحقّ إلا إذا خاطر بنفسه، وجازف بحياته"، وأن هذه المخاطر التي عاشها أصحاب النبي من أجل الهداية لابد أن تكون موجودة في المسلمين اليوم.

الجماعات طلبت من أنصارها التخلي عن الحياة والهروب معها إلى الكهوف والجبال، واعتبرت اعتزال المجتمع نوعًا من الهجرة، والدخول في حروب شرسة مع الأنظمة الأمنية، بحجة أنها كافرة، نوعًا من الجهاد

تحريف معاني الهجرة والجهاد
المخاطر اكتملت بالهجرة النبوية التي أثبتت "أن الدعوة والعقيدة يتنازل لهما عن كل حبيب وعزيز وأليف وأنيس وعن كل ما جلبت الطبائع السليمة على حبه وإيثاره"؛ وفقا لما ذكره الندوي، وهو ما قامت به الجماعات حيث طلبت من أنصارها التخلي عن الحياة والهروب معها إلى الكهوف والجبال، واعتبرت اعتزال المجتمع نوعًا من الهجرة، والدخول في حروب شرسة مع الأنظمة الأمنية، بحجة أنها كافرة، نوعًا من الجهاد، فانحرفت بمعاني الهجرة النبوية والجهاد عن معانيهما إلى ممارسات متطرفة تناسب التوجهات الحركية للجماعات الإرهابية.


كتب السيرة النبوية التي دونت بأقلام جماعة من المنتمين إلى الفكر الديني المتطرف، تأتي ممتلئة بالحض على العنف والتكفير والانفصال عن الناس، تستخدم لفظ "الجاهلية" كي تشير به إلى العصر الحالي، وتسقطه على زمن غير الزمن الذي سبق البعثة النبوية، وأيضا تستخدم المصاعب التي تحملها الصحابة من أجل الزج بأنصارها في حروب لإسقاط الدول وتدميرها، وفي سبيل ذلك اعتبرت نفسها تتحمل نفس الصعاب التي تحملها الصحابة من أجل الدفاع عن الإسلام، وتستخدم الهجرة لتعزيز الانفصال عن الأهل والوطن والمجتمع والخروج إلى الجبال للعيش وسط منظمات سرية مسلحة تستهدف ضرب استقرار الدول. 


يرفع كتاب "السيرة النبوية" للندوي من مكانة الشقاق العائلي والخصام بين الإخوة، بحجة أن الدين يعزز هذا الخصام ويدعو له، مرددين القصص التي تشير إلى اعتماد أخوة العقيدة بدلا من أخوة الدم والرحم، تمهيدا للانفصال عن الأسرة، ثم عن المجتمع والأوطان ككل، وفي هذا الصدد قال الداعية الإخواني علي الصلابي، والمدرج على قوائم الإرهاب العربية، في كتابه "السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث": "وقد حصر الإسلام الأخوة والموالاة بين المؤمنين فقط". وللندوي كتاب سماه "قصص النبيين" أشاد به سيد قطب، قائلا: "احتوى من توجيهات رقيقة وإيضاحات كاشفة لمرامى القصة وحوادثها ومواقفها ومن تعليقات داخله في ثنايا القصة، ولكنها توحي بحقائق إيمانية ذات خطر، حين تستقر في قلوب الصغار أو الكبار". ولا يأتي هذا التقريظ والمدح إلا لأن الكتاب احتوى على دلالات خطيرة لها مردود يعزز التطرف إذا ما استقرت في قلوب الصغار والكبار بالفعل.

داعش الإرهابي عمل بدأب على تجنيد الأطفال في حروبه وحثهم على القتل والعنف بضراوة، مستغلا براءة الأطفال للزج بهم في معارك طاحنة

تجنيد الأطفال في الحروب
خلافا لما استقرت عليه مواثيق حقوق الطفل، التي تنادي بحمايته وضمان نشأته في بيئة آمنة، وتحث عليه المبادئ الإسلامية النبيلة، تتجه مؤلفات المتطرفين إشاعة صورة مغلوطة عن النبي الكريم وكأنه يحفز الأطفال على المشاركة في الغزوات والحروب متجاهلين تمامًا أن النبي رفض بوضوح مشاركة الأطفال في الحرب، بل وحث الصحابة على عدم قتل الصبية الصغار، لكن هذه المؤلفات تعمد دائما إلى المرويات التي تخبر بتسلل بعض الفتية إلى الحرب للمشاركة بدافع الحماسة التي تسيطر عليهم في مقتبل العمر، فيصنفونها تحت عناوين براقة تشير إلى تجنيد الأطفال وأنه لا ضرر فيه، في حين أن هذه المشاركات كانت خفية وحماسية وليست أصلا في حروب النبي ضد المعتدين، وفي بعض المرويات نجد أمًا تشجع ابنها على اللحاق بجيش المسلمين، فتعمل المؤلفات المضللة على تضخيم هذا الحدث من باب دور المرأة في دفع الأبناء الأطفال للجهاد.


فإذا كان الابن الذي تشجعه الأم، طفلا مثلا، تتجاهل هذه المؤلفات البُعد النفسي لمشاعر مخلصة من امرأة تتعجل رؤية ابنها في موقف الرجال الشجعان يدافع عن أهله ويصمد في الحروب، وهذه المشاعر ليست أصلا أيضا في الحروب، أما القصة المروية عن سعد بن معاذ، وكان رجلا سيدا في قومه، شجعته أمه على اللحاق بالجيش في معركة الخندق، فهي تخص تشجيع أحد المقاتلين الشجعان، وقد عاد من المعركة مرميًا بسهم ظل يتوجع منه حتى مات في غزوة بني قريظة، متأثرا بجرحه.  في كتابه "السيرة النبوية" نقل الندوي مرويات تحت عنوان "تنافس الغلمان في الجهاد والشهادة"، منها قصة عُمير بن أبي وقاص، البالغ من العمر ١٦ عاما، لكن النبي رده لصغره، ومن المعلوم أن سمات البلوغ في المجتمع القبائلي الصحراوي آنذاك كانت تظهر في سنوات مبكرة، لكن الأصل في القصة أن النبي رده تحسبا لصغر سنه، لكنه عاد وأذن له بالخروج بعد إصرار عمير وإلحاحه مع البكاء، وهنا ركز الندوي على إجازة النبي وتجاهل القاعدة الأساسية التي انطلق منها النبي وهي منع مشاركة الأطفال في الحرب. 


لكن الجماعات الدينية تنحرف عن هذه المعاني إلى التأكيد على إهلاك الأطفال في الحروب، ولا عجب أن نرى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي يعمل بدأب على تجنيد الأطفال في حروبه ويحثهم على القتل والعنف بضراوة، مستغلين براءة الأطفال للزج بهم في معارك طاحنة.


هذا المعنى تمت الإشارة إليه في سياق المدح والرضا، ضمن كتاب "أبو الحسن الندوي دراسات وبحوث"، حيث قال نصر العتوم، أحد المشاركين في أبحاث الكتاب، متحدثا عن كتاب قصص النبيين للندوي، إنه "في كل قصصه عن الأنبياء وحكاياته عن التاريخ الإسلامي دعوة إلى الجهاد وحب الاستشهاد، وترغيب الطفل في الشهادة في سبيل الله، لأن الجهاد في سبيل الله هو المخزون الفعلي للطاقة الإسلامية من أشبال الإسلام الذين هم حراس العقيدة وحماة الديار". وهو ما طبقته وعملت عليه الجماعات الدينية بإصرار شديد.

طه حسين: الموالد تثير العاطفة وترضي الذوق .. لا تحرموا الناس من متعة لا تخالف الدين

المفكرون المصريون والوجه الحضاري للسيرة النبوية
في الوقت الذي اتجهت في الكتابات السلفية أو الكتابات الصادرة عن جماعات دينية متطرفة إلى تحريف معاني ووقائع أحداث كثيرة في السيرة النبوية إلى جانب التطاول على من يقيمون الموالد والاحتفالات بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، فإن عددا كبيرا من المفكرين والأدباء المصريين الكبار اتجهوا إلى بيان أوجه الرحمة والأخلاق النبيلة العالية في سيرته الحميدة، وبيان أوجه الجمال الإنساني والوجه الحضاري المشرق الذي قدمه النبي الكريم إلى البشرية جمعاء، أمثال الدكتور طه حسين صاحب "على هامش السيرة"، ومحمد حسين هيكل مؤلف "حياة محمد"، وكتب مقدمة الكتاب شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر مصطفى المراغي، والأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي في كتابه "محمد رسول الحرية"، وأستاذ الدراسات الأدبية الدكتور شوقي ضيف في كتابه "خاتم النبيين"، وغيرهم الكثير.


انتبه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لفاعلية الأسطورة والخيال في تدريب ذائقة الجمهور على قيم جمالية منها الاستراحة بهذه القصص أمام عناء الحياة ومشاقها، فهي مجال لالتماس الراحة والترفيه، من هذه القصص ما وقع تداوله بين العرب قبل بعثة النبي الكريم، سجله مثل هذه القصص في كتابه الشهير "على هامش السيرة"، وهو يرى أن ما أورده في كتابه وإن كان به بعض روايات لم تصح فإنه التزم بها لأنها كانت متداولة ولها وقع وتأثير في نفوس الناس، فهى تعطي طاقات من المتعة والخيال واللذة العقلية المطلوبة.


ومثلما نظر لجانب من المرويات التاريخية لها وقع طريف ومحبب للقارئ العربي، بينما نبه على ضف موقعها التاريخي، فإنه أيضا رفض الدعوة إلى وقف الموالد أو منع قراءة المؤلفات التي تحتوي على قصص خيالية عن مولد النبي ويذهب العامة لقراءتها في مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي. ونقلا عن كتاب "المدائح النبوية في الأدب العربي" لزكي مبارك، فإن عميد الأدب العربي، في أول أغسطس من العام ١٩٣٤، كتب مقالة يفسر فيها حياة الموالد في الجماهير الشعبية، وهو يراها تثير العاطفة وترضي الذوق، ويرى من الأصلح ألا يحرم الناس من خيال لا يخالف الدين، ولا يفسد على الناس أمرا من أمور الإيمان، وقال: "أي بأس على المسلمين في أن تتحدث إليهم قصص بهذه الأحاديث الحلوة العِذَاب فتنبئهم بأن أمم الطير والوحش كانت تختصم بعد مولد النبي، كلها يريد أن يكفله ولكنها رُدَّت عن هذا؛ لأن القضاء سبق بأن رضاع النبي سيكون إلى حليمة السعدية؟ وأيُّ بأس على المسلمين في أن يسمعوا أن الجن والإنس والحيوان والنجوم تباشرت بمولد النبي، وأن الشجر أَوْرق لمولده، وأن الروض ازدهى لمَقْدِمه، وأن السماء دنت من الأرض حين مسَّ الأرضَ جسمُهُ الكريم؟ لم تصحَّ الأحاديث بشيء من هذا ولكنَّ الناس يحبون أن يسمعوا هذا، ويرون في التحدُّث به والاستماع إليه تمجيدًا للنبي الكريم لا بأس به ولا جُناح فيه".


في كتابه "محمد رسول الحرية" اتجه الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي إلى تصوير الجوانب الإنسانية الفارقة في حياة النبي، حيث يقول: "أردت أن أصور قصة إنسان اتسع قلبه لآلام البشر ومشكلاتهم وأحلامهم وكونت تعاليمه حضارة زاهرة خصبة أغنت وجدان العالم كله لقرون طويلة". وقد فعل ذلك الشرقاوي في إطار دعوته لـ"إننا دائما في حاجة إلى إعادة تقييم تراثنا إلى إحياء ما هو إنساني فيه ونشره على العالم".


أما الأديب والسياسي الكبير محمد حسين هيكل فقد اتجه في كتابه "حياة محمد" إلى مراجعة الكثير من المسائل المهمة، قائلا: "ومن حق المؤرخ أن يسأل عن مبلغ التدقيق والتمحيص في أمر ذلك كله وما يمكن أن يسند منه إلى النبي بسند صحيح وما يمكن أن يكون من خيال المتصوفة وغيرهم"؛ في إشارة منه إلى عدد من الأمور التي تنافي العقل وتنسب إلى النبي الكريم.

في العدد الورقي

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السيرة النبوية النبي الكريم المولد النبوي الشريف صلى الله علیه وسلم السیرة النبویة النبی الکریم الأدب العربی بمولد النبی الأطفال فی مولد النبی نوع ا من فی حروب من أجل

إقرأ أيضاً:

الفنان رائد مشرف: لاتزال أعمالنا الفنية قادرة على لم شمل الأسرة حولها.. والمطلوب منها كثير!

لا ينفي الممثل السوري رائد مشرف الذي عرفه جمهور الشاشة الفضية من خلال مسلسل ليالي الصالحية وباب الحارة أن ما يدور في أجواء الدراما السورية من تحولات طرأت عليها على كافة الصعد، ويؤكد ريادتها ونجاحها أيضا، ويتحدث عن أدواره وعشقه للمسرح الذي لايزال يداوم عليه، ويصف الدراما العربية المشتركة بالمفيدة لكل الأطراف، ويبين سبب اتجاهه لمهنة الدوبلاج، وابتعاده عن صخب السوشيال ميديا التي يتوجه إليها غالبية الفنانين، في التالي نقترب منهم أكثر ونعرف ماذا يخبئ من وجهات نظر وتجارب وآراء:

- ماذا قدمت للجمهور في هذا الموسم الدرامي الرمضاني على الشاشة الفضية...؟

• شاركت هذا العام في موسم رمضان 2025 في ثلاث مسلسلات وعشاريه، الأول "قطع وريد" للمخرج تامر إسحاق ومسلسل "العهد" للمخرج محمد سمير رجب، ومسلسل "تحت سابع ارض" للمخرج سامر برقاوي، والعشارية " دافع مشروع" من إخراج يمان إبراهيم.

اعتبر هذا الظهور مقبولا ضمن الظروف التي نعيشها، وأتمنى أن تكون قد لاقت قبولا واستحسانا لدى المتابعين، واعطيت لكل شخصية ما تستحق من الشغف الذي أحمله.

- كيف ترى المشهد الدرامي السوري في الوقت الراهن بعد التغييرات السياسية التي حصلت في سوريا...؟

• لا خوف على الدراما السورية من المستقبل سواء في السلطة أو الرقابة، وكعاملين فيها "كاتب وممثل ومخرج ومنتج" نملك رقابة داخلية تحترم عقل المشاهد وأخلاق المجتمع، قد تكون هناك بعض المشاهد التي قد تسيء للذوق العام ولكنها ليست مؤثرة، ولضرورات العمل، وفي العموم لا يمكن من اليوم أن نحكم على المشهد الدرامي السوري القادم بعد التغيير السياسي، نحتاج لفترة لا بأس بها كي يجمع الكتاب أفكارهم لتوثيق اللحظات الفارقة في حياة السوريين، خصوصا وأن الفترة السابقة كانت مليئة بالفواجع وقد انكشفت وأصبح من المفروض الإضاءة عليها، وبرأيي تسليط الضوء على تلك الحقبة السوداء التي عايشها السوريين وعانوا منها ماعانوه من الويلات الكثير، لا مانع من أن نتذكرها ونضيء عليها، ولكن أن لا نذهب باتجاه أن تكون كل أعمالنا تحمل فكرة تجديد الهم والألم، وتجديد الفواجع والأحزان، المتلقي السوري والعربي بحاجة إلى دراما تفاؤلية ومفرحة ينسى من خلالها ماعاناه، وتقدم حالة مجتمعية وتوعوية وثقافية يتم طرحها بحرفية عالية، برأيي النص الناجح هو الذي يكون قريبا من الناس ويحاكي مشاعرهم، وأن يكون هناك توجه للحديث عن مشاكل الشباب ومستقبلهم، والهجرة والمجتمع، ومن المبكر جدا الحديث عن المشهد القادم وأن لا نحكم على الدراما بعد التحرير بهذه السهولة لأنها ستكون مؤثرة بالتأكيد في بناء المجتمع.

- الدراما المشتركة، كانت في السنوات الماضية منتشرة بكثرة، من المستفيد أكثر من هذه الأعمال، وهل ترى أنها ناجحة ضمن هذا الخليط من الفنانين العرب...؟

• المستفيد من الدراما المشتركة كثيرون بصراحة بعد أن لاقت الرواج المطلوب بما فيهم المنتجين والفنيين والممثلين، والممثل السوري كان "جوكر" هذه الأعمال وساهمنا بشكل حقيقي في رواجها عربيا وبقوة، أنا لست ضد هذه الأعمال العربية المشتركة، ولكن أنا مع الأعمال السورية السورية كي تعود إلى الألق الذي كانت فيه سابقا على المستوى العربي بشكل عام، والممثل السوري مطلوب ومحبوب وكذلك الكوادر السورية والنص أيضا، ولا نبخس الممثلين العرب حقهم في هذا النجاح والقيمة المضافة التي يقدمونها أيضا في هذه الأعمال المشتركة.

- هناك من يقول أن الدراما السورية التي كانت الأسرة كلها تلتف حولها باتت مفقودة، وسيطرت دراما الإثارة وبات الترويج لأمور تنافي القيم الأسرية.. ما ردك؟

• العمل الدرامي السوري على جميع المستويات اختلف مع تغير المعطيات على الأرض، وكذلك التطور والتسارع أدى إلى تقديم أفكار تتماشى مع الجيل الجديد وهذا العصر والوقائع الموجودة وتلاحق الترند.. صحيح كانت تسمى دراما العائلة بالمعالجات التي تقدمها سواء محليا أو عربيا، ولكن التطور والتسارع الذي تحدثت عنه أخذ النص إلى مطارح كما يقال "ماذا يريد ويحب الجمهور" وكذلك المنتجين وقنوات العرض، وصحيح ما قلت لم تعد هذه الدراما للأسرة كما كانت وهذا ينطبق حتى على الدراما العربية أيضا.

ومع ذلك لا يمكن أن ننفي أنها لم تكن دراما الأسرة وقد يكون هناك عملين أو ثلاثة لم يتقبلها المشاهد أو قريبة من قلوب الأسر السورية والعربية، حيث قدمها كتاب ومخرجين متميزين حلقوا بها عاليا ذات يوم، ولا زلت مصرا على أننا نحافظ على دراما الأسرة الى حد كبير كدراما اجتماعية عالجت مواضيع مهمة كانت واقعا موجودا ولا يمكن نكرانه.

- حدثتني قبل الحوار عن الدراما الخليجية، كيف ترى معالجاتها وانتشارها ومتابعتها جماهيريا، برأيك ماهي الأسباب؟

• الأعمال الخليجية أصبح لديها مساحات واسعة من الاهتمام والحضور على الشاشات العربية وفي السنوات الأخيرة أصبح هناك أنتاج خليجي مهم، عبر النصوص التي كبرت معالجاتها، وعبر التطور التقني وظهور جيل جديد موهوب من الفنانين.

وطبعا هناك أسباب لا يمكن التغافل عنها وراء هذا التطور الملحوظ وهي وجود أسماء مهمة وحبية للجمهور من خيرة الممثلين، كما أن الحالة الإنتاجية القوية وراء هذه النقلة النوعية، والاستعانة بالتقنيات الفنية والبصرية الحديثة وبخبرات كبيرة ساهمت بانتشار الدراما الخليجية وباتت منافسة للأعمال المصرية والسورية، وأنا من الذين يتابعون الأعمال الخليجية بشكل دائم وتعرفت على أكثر من زميل من خلالها.

اليوم هي تقدم فكرة ومضمون وتساير التطور الذي طرأ على المجتمع الخليجي وتتلمس قضاياه، كما أن المواهب والوجوه الجدية أضفت لمسات على هذه الإعمال دون أن ننكر دور النجوم والخبرات التي أسسوا لها ضمن ظروف كانت صعبة للغاية.

- عرفك الجمهور من خلال مسلسل باب الحارة وقدمت نفسك بطريقة محببة، مثل هذه الأعمال البيئة المحببة للجماهير ساهمت بانتشار الأعمال السورية عربيا أكثر، لماذا؟

• صحيح عرفني الجمهور السوري من خلال أعمال البيئة الشامية بالعموم مع أنني قدمت أعمالاً كثيرة، ولكن المحبة نابعة من كون تلك الأعمال تشكل حنينا للماضي وللبطولات وللحارات والأجواء المحببة والرجولة والشهامة وإغاثة الملهوف وتآلف الجيران، هذه الدراما المستقاة من البيئات التي عاشها أجدادنا أصبحت تشكل ذكرة طيبة لدى الجميع رغم كل الخلافات حولها في بعض التفاصيل ولكنها باتت تشكل بذرة طيبة لكي نعيد لبعض القيم وجودها في حياتنا المعاصرة، ولهذا أفتخر أيضا بهذه الأعمال كما الجمهور، وقد شاركت في أول عمل للبيئة الشامية من خلال "ليالي الصالحية" إخراج المرحوم بسام الملا ومن ثم في مسلسل "باب الحارة" وثم تتالت الأعمال في "بروكار" لزهير رجب وغيرها الكثير.

هذه الأعمال لا أحد ينكر مساهمتها في ترويج الدراما السورية عربيا، وكذلك شهرة كثير من الممثلين عبرها بعد أن قدموا فيها تجاربهم الكبيرة.

- كفنان تملك الكاريزما والمواصفات الفنية المتميزة ولكنك تواجدك قليل في الأعمال الرمضانية هل هذا شيء مقصود من قبلك كي لا يكثر الفنان من إطلالاته أم أن الفرص قليلة لأسباب ما. هل تشعر أنك مظلوم في الدراما.. ومن ظلمك... أم أنت من ظلم نفسه؟

• ابتعدت قليلا عن الأعمال الدرامية مع بداية الثورة حتى عام 2017 واتجهت إلى أعمال أخرى، مثل الاشتغال في الكتب الصوتية والدوبلاج، وفي 2019 عدت للتواجد في الدراما السورية والعربية أيضا، كنت في كل موسم رمضاني أتواجد في عملين أو ثلاثة متنوعة، وقد حافظت على ظهوري المدروس بدقة لغايات معينة وكي أوازن مع بقية الأعمال.

أما عن كوني مظلوم أم لا، المتلقي والمشاهد عموما هو من يقرر هل كان رائد يجب أن يظهر أكثر ويستحق المزيد من الأدوار، أم يجب عليه أن يكون في مكان آخر..؟ أظن أن الفرصة الحقيقية لم تأت بعد، أحياناً ألوم نفسي وأقول التقصير مني، واحيانا أقول هناك تقصير من الجهة الإنتاجية، ولكن بالعموم لست مظلوما، وربما أنا من ظلم نفسه، ولكن الفرصة ستأتي وواثق بذلك، وسيكون رائد في مكانه الذي يستحق حتى لو تأخرت الفرصة..

- هل يحتاج الفنان السوري إلى أن يكون ضمن شلة فنية حتى يبقى ضمن المشهد الدرامي ويشتغل؟

• توجد شللية في كل الأوساط الفنية وغير الفنية، كنت دائما أقول أنا مع الشللية الإيجابية لا السلبية، وليس هنا مشكله بشلليه تخدم العمل الفني لا أن تفرض مجموعة ممثلين على هذا المخرج ويكون تواجدهم دائماً وبعضهم لا يستحق ذلك، برأيي يجب أن تعطي الفرص بالتساوي للجميع، والأجدر من يثبت تواجده، ويكون هناك تنوع في الوجوه، وليس قوالب جاهزة للممثلين، بالعموم الشللية موجودة في الوسط الفني ولكن للأسف لا أنتمي لأي شلة، لأنني أثق أن الفرصة يجب أن تكون للأجدر، وليس للشلة.

- شاهدناك في أدوار كثيرة، وقدمت أكثر من شخصية، ماهو الدور الذي تعتبره الأكثر أهمية وساهم بوصولك للمشاه

• قدمت أدواراً كثيرة نالت استحسان المتابعين ولها وأحبوني من خلالها وأخلصت لها فعلا سواء كانت بمساحة كبيرة أو صغيرة، فقدمت شخصية "رمضان" في باب الصالحية و "مسلم" في باب الحارة، و "حامد الحلاق" في بروكار، و"ابو خلدون" في أيام الدراسة وكركترات كثيرة ومختلفة.

وبعد مرور 20 سنة على دوري في باب الحارة لازال هناك من يناديني "يا مسلّم"، وكان أول كركتر في الأعمال الشامية ومغامرة من قبل المخرج بسام الملا بعيدا عن النمطية وقد نجحت الفكرة، أحب كل شخصياتي لأنني اشتغلت عليها من كل قلبي، وكلها برأيي مميزة، ومحبة الناس لها تؤكد ذلك.

- خضت تجارب أعمال خليجية ومنها "عودة خالتي" كيف كانت التجربة الخليجية وتعاملك معها، وهل يمكن أن تكرر التجربة، خصوصا وأن اللهجة تخدمك بشكل جيد؟

• قدمت عملين عربيين، الأول في الأردن مع المخرج محمد الزعبي اسمه "ذهب أيلول" وهو عمل عربي مشترك ضم سوريين ومصريين وعراقيين ولبنانيين، أيضا "عوده خالتي" الذي تم تصويره في أبوظبي، وهو عمل خليجي وكانت شخصيتي فيها سورية، كنت سعيدا في التجربتين، وأتمنى أن يكون لي حضور في الأعمال الخليجية والعربية أيضا، الاحتكاك مع الفنانين العرب زاد من خبرتي ومعارفي وهي فرصة لتبادل الثقافات والآراء، كما أن لهجتي قريبة من الخليجية، وعموما الممثل السوري معروف بإجادته للهجات المختلفة مما يخدمه في أداء الأدوار المتنوعة، ومتفاءل ف قادمات الأيام بحضور عربي واسع أن شاء الله، وأحب خوض التجارب الجديدة.

- كونك أبن المسرح ومن محبيه، قدمت أعمال مسرحية كثيرة استطاعت جذب الجمهور وكنت النجم فيها، هل ترى نفسك في المسرح أكثر، وهل ستعاود التجربة؟

• المسرح حكايا أخرى، المسرح عشق الطفولة والبدايات حيث بداياتي كانت في المسرح وعملت من خلال المنظمات، وقدمت فيها أعمال كثيرة تمثيل وإخراج، إلى أن قدمت أول عمل احترافي سنه 2000 مع مديرية المسارح والموسيقى كممثل في عمل أسمه "الهلافيت" مع الأستاذ زيناتي قدسيه، والذي شجعني لأن أخوض المسرح كحالة احترافية كان أخر مهرجان للمسرح الجامعي عام 1999 أقيم في دير الزور وحصلت على جائزه افضل ممثل وجائزة افضل عرض ثالث عن عمل "القيامة" للكاتب ممدوح عدوان، بعدها امتلكت الجرأة والمغامرة لكي أتوجه للعاصمة دمشق وعملت في مسارحها، ثم تتالت أعمالي فيه من خلال مسارح المنظمات وحصلت على مجموعه كبيرة من الجوائز، وفي المسرح القومي قدمت عرض اسمه "الوحشي" في 2018 على مسرح القباني، ومن نصوص تشيخوف قدمت عرض "فوضى" على مسرح الجامعة وخشبة مسرح الحمراء، ولاقى حضورا مميزا في ذاك الوقت، وآخر عرض قدمته كان أيضا للمسرح الجامعي حصل على جائزه افضل عرض في دمشق اسمه "المبارزة" من نص رضوان شبلي وإخراجي.

المسرح هو الأساس ويجب على أي ممثل أن يكون قد صعد على خشبة المسرح لكي يصقل موهبته ويطور ويختبر أدواته، المسرح يثقف ويشذب ويطور ويعلم، وبالنسبة لي لا يمكن أن يمر عام أو أثنين ولا أقدم عملا مسرحيا سواء كنت فيه ممثلا أو مخرجا.

- هناك إقلال في الأعمال المسرحية بشكل عام رغم الإقبال الجماهيري عليها، ما الذي يوجع المسرح السوري. وما هو الحل لكي نعيد إليه الحياة كما ينبغي؟

• صحيح، المسرح السوري الآن ليس كما كان، والدليل كان هناك مهرجان دولي اسمه مهرجان دمشق المسرحي، تقدم فيه عروض من كافة الدول العربية ودول العالم، لم يعد هذا المهرجان موجودا، كما لم يعد مهرجان السينما موجودا، الحرب وويلاتها وما فعلته بالسوريين أثر بشكل كبير على حركة المسرح السوري وهجرة بعض الفنانين والخوف من الذهاب الى المسرح، وعدم وجود صالات للعرض، والنص الجيد وغياب الدعم الإنتاجي الذي يوفر الراحة لمن يعمل في المسرح، كل هذه العوامل وغيرها ساهمت في تغييبه وقلة الأعمال المسرحية، في الفترة الأخيرة طرأت حالة من التحسن وعاد بعض المخرجين والممثلين للعمل فيه وتم عمل عدد من المسرحيات التي شاركت في مهرجانات عربية ومنها مهرجان الدن في سلطنة عمان التي تهتم بالمسرح كثيرا، ونالت التقدير والجوائز.

- اشتغلت في الدوبلاج، وهي مهنة تحتاج لمواصفات صوتية هائلة كي ينجح فيها الممثل، حيث البصمة للصوت وليس للشخصية، ما لذي جذبك الى الدوبلاج، وماذا قدمت فيها؟

• الدوبلاج حرفة فنية مهمة ومن أدوات الممثل الذي يبرز أداءه من خلال صوته، ويبرز مشاعره وأحاسيسه، الممثل السوري استطاع أن يترك بصمة حقيقية في أذن المشاهد العربي، أعمالنا المدبلجة باتت مطلوبة وتلقى رواجا، هناك محطات قنوات ومنصات عالميه اختار الصوت السوري كي يقوم بالدبلجة معها، الممثل السوري صنع لنفسه مكانة حقيقية في هذه المهنة كما في الدراما.

توجهتُ للدوبلاج وعملتُ فيه لخمس أو ست سنوات متتالية وابتعدت فيها عن الدراما والمسرح لدبلجه الأعمال الفنية والكتب الصوتية والأعمال الوثائقية وتركت بصمة، وهذه المهنة تحتاج لتركيز عالي، وممثل قدير، والصوت أداة من أدوات الممثل الحقيقي هناك أناس تشتغل دوبلاج تكنيك فقط، ويجب عليه أن يوازن فيها بين التكنيك بالإضافة الى المشاعر الحقيقية كي يكون الصوت طبيعي أي يمتلك الإحساس كي يكون قريبا من المشاهد، بالعموم الدوبلاج بات نقطه مضيئة تضاف للفنان السوري بالإضافة الى الدراما والمسرح.

- هناك ظاهرة توجه الفنانين بكثرة نحو السوشيال ميديا ونحو الجدل، هل باتت هذه موضة لتحقيق شهرة ومال أكثر، أم ماذا، وما رأيك فيها ؟

• السوشل ميديا في العموم أصبحت الشغل الشاغل للناس، سواء كانوا فنانين أو مهندسين أو أطباء أو كل الشرائح في المجتمع وكل أصبح لديه منبره ويريد أن يعمل ما يحلو له ويحقق "ترند" ويصبح معروفا، هناك بعض المنصات التي توجه لها الفنانين السوريين، وبالنسبة لي جربت منصتين واستفدت ماليا بكل صراحة ولكن تركتها بعد عدة أشهر لسبب أنني لم ألقى نفسي في هذين المكانيين، وهذا لا يعني هجرتها إلى لا نهاية، بل أن لا تكون هي محور اهتمامي وعملي اليومي، وقد أظهر مرة أو ثلاثة في وقت قليل، وهناك مجموعة من الفنانين يحبذونها لأسباب كثيرة ربما مادية أو للتواصل أو للبقاء في دائرة الضوء مثلا، هذا الظهور يعود للشخص نفسه، إن كان يجد نفسه في هذا لمكان أم لا، وهي وجهات نظر شخصية وأنا لا أرى نفسي كعمل يومي ثابت مثل الوظيفة، بل ربما أعود إليها كضيف أو من خلال فكرة مبتكرة ومفيدة ومن ضمن أجاء عملي الذي أحبه.

- من هو المخرج الذي أمسك بيدك، واستطاع أن يخرج منك قدراتك الفنية؟

• كثير من المخرجين الذين أخذوا بيدي، ومنذ بداياتي عملت مع المخرجين هيثم حقي وباسل الخطيب ونجدت أنزور ويمان إبراهيم وغزوان بريجان ومع بسام الملا الذي وضع بصمة حقيقية في مشواري الفني وعمل لي نقلة نوعية، وعملت مع المخرج رامي حنا ومحمد زهير رجب وتامر إسحاق وأخيرا مع سامر البرقاوي.. وكل واحد منهم أضاف لي من بصمته بنكهة مميزة لي، ولم يبخل علي بالعطاء والمشورة.

ولكن للأمانة من استطاع أن يضعني تحت الضوء وقدم لي الكثير المرحوم بسام الملا.

- من هو الممثل الأقرب إليك في الوسط الفني ولماذا؟

• في الوسط الفني لا يوجد صداقات متينة وقوية، هناك زمالات عمل، لي أصدقاء احبهم واسهر معهم ونذهب للمشاوير معاً وهم قاسم ملحو وحسام الشاه وعاصم حواط ووليد حصوه وليث المفتي وباسل حيدر، وهؤلاء هم الأقرب إلي، وبالعموم علاقاتي مع الجميع طيبة ويحكمها الود، والمحبة.

- ماهو الدور الذي تتمنى أن يسند إليك؟

• كل فنان يود أن يقدم أهم وأجمل ما لديه، ولكن أن تتاح الفرصة لي أكثر، الحلم كبير ولازلت بانتظار الفرصة على أمل أن تأتي و أملي بالله كبير، أنا متفائل، أنها سوف تأتي في وقت ما، وتحمل معها الدور الذي أحلم به ويظهر كامل قدراتي.

مقالات مشابهة

  • سوريا .. وتيرة هجمات الجماعات المسلحة تتصاعد في ريف حمص
  • "الطفولة والأمومة" يشكر صناع مسلسل "لام شمسية" على الرسالة التي حملها طوال مدة عرضه
  • بيدرو سانشيث … والرهان الشجاع على المغرب
  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
  • الفنان رائد مشرف: لاتزال أعمالنا الفنية قادرة على لم شمل الأسرة حولها.. والمطلوب منها كثير!
  • فرنسا.. منافسة ماكرون تترقب الحكم في قضية اختلاس حساسة
  • تكريم الأطفال حفظة القرآن الكريم بمسجد سعد بن معاذ في نزلة الأشطر
  • كيف احتفل النبي ﷺ بالعيد.. مظاهر البهجة والسرور في السُّنة النبوية
  • لا ترتجي خيراً من الهَملان
  • عقب الانتصارات التي شهدتها العاصمة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يزور ولاية الخرطوم