إضراب عمال السيارات في الولايات المتحدة.. ما هي مطالبهم؟
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
اعتبارا من الجمعة الماضية، وسعت نقابة عمال السيارات في الولايات المتحدة إضرابها المنسق ضد شركات جنرال موتورز وستيلانتيس، لكنها قالت إنها أحرزت تقدما حقيقيا في المحادثات مع شركة فورد، وفقا لرويترز.
والثلاثاء، تلقت جهود النقابة دعما قويا بزيارة "تاريخية"، كما وصفها البيت الأبيض، للرئيس الأميركي جو بايدن لأحد مواقع اعتصام العمال في ديترويت بولاية ميشيغان، حيث أعرب عن دعمه القوي لجهود المعتصمين ودعاهم إلى الاستمرار.
وقال بايدن الذي كان يرتدي قبعة تحمل شعار "UAW"، (اختصار لـ United Auto Workers) أينقابة عمال صناعة السيارات: "حقيقة الأمر هي أنكم يا رفاق، أنقذتم صناعة السيارات، في عام 2008 وما قبله".
وأضاف عبر مكبر صوت كان يحمله بيده "قدمتم الكثير من التضحيات، وكانت الشركات في ورطة، لكنها الآن في وضع جيد بشكل لا يصدق وخمنوا ماذا، يجب أن تكونوا أنتم أيضا في وضع مماثل".
ماذا يحدث؟الإضراب المستمر هو أول إجراء عمالي متزامن على الإطلاق ضد جنرال موتورز وفورد موتور وشركة ستيلانتس، وهي الشركة المالكة لعلامة كرايسلر.
وتسمى هذه الشركات بـ"الثلاثة الكبار" في الولايات المتحدة.
وركزت شركات صناعة السيارات الأميركية، مثل نظيراتها العالمية، على خفض التكاليف، وشمل هذا في بعض الحالات خفض الموظفين للمساعدة في تسريع التحول إلى السيارات الكهربائية من السيارات التي تعمل بالبنزين.
وتنقل شبكة NPR الأميركية عن آدم هيرش، كبير الاقتصاديين في معهد السياسة الاقتصادية قوله إنه "بحساب التضخم، شهد عمال السيارات انخفاض متوسط أجورهم بنسبة 19.3 في المئة، منذ عام 2008، مضيفا أن "التنازلات التي قدمت من العمال في أعقاب أزمة صناعة السيارات، عام 2008، لم تتم استعادتها أبدا".
ما هي مطالب النقابة؟وتضغط "UAW" على شركات صناعة السيارات من أجل القضاء على نظام الأجور القديم المكون من مستويين والذي بموجبه يكسب الموظفون الجدد أقل بكثير من القدامى.
وتقول شبكة NPR إنه بموجب هذا النظام، يكسب العمال من الدرجة الأولى، أي شخص انضم إلى الشركة في عام 2007 أو قبل ذلك، ما معدله حوالي 33 دولارا في الساعة.
لكن أولئك الذين تم توظيفهم، بعد عام 2007، يصنفون على أنهم من الطبقة الدنيا ويكسبون أقل بكثير، ما يصل إلى حوالي 17 دولارا في الساعة.
كما أن الموظفين من المستوى الأدنى غير مؤهلين للحصول على معاشات تقاعدية محددة، ومزاياهم الصحية أقل سخاء. وتقول UAW إن دفع نصف الراتب مقابل القيام بنفس العمل أمر غير عادل.
وقال رئيس UAW شون فين مرارا إن النقابة ستضغط من أجل استعادة التحسينات في الأجور المرتبطة بخفض تكاليف المعيشة ومزايا المتقاعدين خلال الأزمة الاقتصادية 2008-2009.
وتسعى UAW إلى زيادات قوية في الرواتب، نظرا للنجاح المالي لشركات صناعة السيارات، مستشهدة بدفعات تنفيذية سخية وإعانات فيدرالية أميركية كبيرة لمبيعات السيارات الكهربائية.
وتريد النقابة أيضا استعادة معاشات تقاعدية محددة لجميع العمال، وتقليص العمل إلى 32 ساعة في الأسبوع، وضمانات للأمن الوظيفي، ووضع حد لاستخدام العمال المؤقتين.
وكانت UAW حذرة من التحول إلى المركبات الكهربائية ودعت إدارة بايدن إلى تخفيف حدود مقترح تخفيضات انبعاثات المركبات المحدد بـ 67 في المئة، بحلول عام 2032.
ولم تؤيد النقابة بعد مرشحا في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
وتتطلب المركبات الكهربائية عددا أقل من الأجزاء لبنائها، وقال مسؤولو الصناعة إن ذلك سيؤدي إلى الحاجة إلى عدد أقل من العمال.
بدأت UAW، التي تمثل 46 ألف عامل في جنرال موتورز و57 ألفا في فورد و43 ألف عامل في ستيلانتيس، بمفاوضات مع الشركات، في يوليو.
وتاريخيا، كانت النقابة تختار واحدة من هذه الشركات للتفاوض معها وتحديد النمط الذي تستند إليه الصفقات مع الشركات الأخرى، لكن هذه المرة، استهدف فين الشركات الثلاث في وقت واحد.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس دعما كبيرا من الأميركيين لعمال السيارات المضربين.
ما مدى انتشار الإضراب؟كان الإضراب الأولي لـ 12,700 عامل أقل مما توقعه بعض المحللين، مع استهداف ثلاثة مصانع تجميع فقط في ميشيغان وأوهايو وميسوري.
تقوم هذه المصانع ببناء فورد برونكو وجيب رانغلر وشيفروليه كولورادو، إلى جانب نماذج سيارات أخرى.
وتوسعت الجولة الثانية من الإضرابات إلى 38 موقعا في 20 ولاية في جميع المناطق التسع في اتحاد عمال الاتحاد، مع التركيز على مراكز توزيع قطع الغيار.
ونقلت رويترز عن رئيس النقابة، فين، قوله :"ستيلانتس وجنرال موتورز على وجه الخصوص سيحتاجان إلى بعض الضغط الجاد"، مستدركا "نريد أن نقول إن فورد تظهر أنها جادة في التوصل إلى اتفاق".
ماذا يريد صانعو السيارات؟يريد صانعو ديترويت الثلاثة سد فجوة التكلفة لديهم مع شركات صناعة السيارات الأجنبية والمصانع الأميركية غير النقابية.
وتقدّر مصادر فورد أن تكاليف العمالة في الولايات المتحدة تبلغ 64 دولارا في الساعة، مقارنة بما يقدر بنحو 55 دولارا لشركات صناعة السيارات الأجنبية وما بين 45 إلى 50 دولارا لشركة "تسلا" الرائدة في مجال السيارات الكهربائية.
تريد الشركات أيضا مرونة أكبر في كيفية استخدام القوى العاملة في الولايات المتحدة لزيادة الكفاءة وخفض التكاليف مع تحول الصناعة إلى المركبات الكهربائية.
ما هي العروض الحالية؟اقترحت شركات صناعة السيارات الثلاث حاليا زيادات بنسبة 20 في المئة على مدى أربع سنوات ونصف.
وفي مقال رأي نشر في ديترويت فري برس، وصف رئيس جنرال موتورز مارك رويس مطالب UAW بزيادة الأجور بنسبة 40 في المئة بأنها "لا يمكن الدفاع عنها"، مما يشير إلى أن الجانبين لا يزالان متباعدين حول القضية الرئيسية.
والجمعة، قال فين إن فورد حسنت عرضها، والذي يتضمن الحق في الإضراب والأمن الوظيفي الإضافي في حالة تسريح العمال وتعزيز صيغة تقاسم الأرباح.
ما تأثير الإضرابضرب الاعتصام شركات صناعة السيارات الثلاث في ديترويت التي كثفت جهودها لزيادة إنتاج السيارات إلى أقصى حد للاستفادة من الطلب المتصاعد.
ومن شأن الإضراب الكامل أن يؤثر على أرباح كل شركة صناعة سيارات بنحو 400 مليون دولار إلى 500 مليون دولار في الأسبوع على افتراض فقدان كل الإنتاج، وفقا لتقديرات "دويتشه بنك" السابقة.
ويمكن تعويض بعض الخسائر عن طريق زيادة جداول الإنتاج في وقت لاحق، لكن هذا الاحتمال يتلاشى إذا امتد الإضراب إلى أسابيع أو أشهر.
وفي السنة المالية 2019، تلقت أرباح جنرال موتورز في الربع الرابع ضربة بقيمة 3.6 مليار دولار جراء إضراب UAW لمدة 40 يوما.
وقدر آدم جوناس، المحلل في مورغان ستانلي، في مذكرة بحثية نشرها مؤخرا أن شهرا كاملا من الإنتاج المفقود سيكلف شركات صناعة السيارات الثلاث 7 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار من الأرباح، بحسب ما نقلته رويترز.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: شرکات صناعة السیارات فی الولایات المتحدة عمال السیارات جنرال موتورز فی المئة
إقرأ أيضاً:
انتشال جثث عمال الإغاثة المفقودين من قبر جماعي بغزة.. والجيش الإسرائيلي: استهدفنا مسلحي حماس والجهاد
القدس (CNN)-- تم انتشال جثث 15 من عمال الإغاثة في جنوب غزة مما وصفته وكالة تابعة للأمم المتحدة بأنه "مقبرة جماعية"، وذلك بعد أسبوع من اختفائهم عقب هجمات للقوات الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إنه تم التعرف على ثمانية من أصل 14 جثة تم انتشالها، الأحد، من موقع في منطقة جنوب رفح على أنها لأعضاء جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وخمسة من الدفاع المدني، وواحد لموظف في وكالة تابعة للأمم المتحدة. ولا يزال أحد مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني في عداد المفقودين.
وتم انتشال جثة الشخص الخامس عشر، وهو عامل في الدفاع المدني من الموقع، الخميس الماضي، بعد أن قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها مُنعت في البداية من الوصول للمنطقة. وتواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق.
والأسبوع الماضي، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 9 من فنيي الطوارئ الطبية التابعين لها فُقدوا منذ 23 مارس/آذار عقب إطلاق نار للقوات الإسرائيلية النار على سيارات الإسعاف والإطفاء في جنوب رفح.
وردا على الحادثة، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء لأنها كانت تُستخدم كغطاء من قبل مسلحي حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن "هذه المجزرة التي تعرض لها فريقنا هي مأساة ليس فقط بالنسبة لنا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بل للعمل الإنساني والإنسانية كذلك"، ووصفت استهداف طاقمها الطبي بأنه "جريمة حرب" يعاقب عليها القانون الدولي، حسب وصفها.
وتأتي هذه الهجمات في ظل تجدد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ومع اقتراب مرور شهر على الحصار الكامل الذي تفرضه على المساعدات الإنسانية.
مدفونون تحت الرمال
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه تم انتشال الجثث بعد "عملية إنقاذ معقدة استغرقت أسبوعا"، تم فيها استخدام الجرافات والآلات الثقيلة لإخراج الضحايا ومركباتهم المتهالكة من تحت الرمال.
وقال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من موقع الحادث: "لا ينبغي أن يكون العاملون في مجال الرعاية الصحية هدفا على الإطلاق. ومع ذلك، نحن هنا اليوم، نحفر مقبرة جماعية لفريق الإسعافات الأولية والمسعفين".
وأظهر مقطع فيديو نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جرافة تحفر في التراب وتزيح الأنقاض بينما استخدم مسعفو الطوارئ المجارف للوصول إلى الضحايا. وشوهدت عدة جثث يتم انتشالها من الرمال، وبعضها يرتدي سترات الهلال الأحمر الفلسطيني حيث بدت عليها علامات التحلل.
وأعربت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة عن غضبها من هذه الهجمات، التي وصفها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بأنها "الأكثر دموية" لعمال الاتحاد منذ ما يقرب من عقد.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن أول فريق من عمال الإغاثة الذين أُرسلوا إلى المنطقة قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية في 23 مارس/آذار، كما تعرضت طواقم إغاثة طارئة أخرى للقصف خلال الساعات القليلة التالية أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين، بحسب "أوتشا".
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن عمال الإغاثة التابعين لها تم إرسالهم إلى منطقة الحشاشين في رفح في 23 مارس، استجابة للهجمات الإسرائيلية حيث تعرضوا للاستهداف.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن "القوات الإسرائيلية حاصرت المنطقة، ما أدى إلى انقطاع التواصل مع طواقمنا بشكل كامل".
وقال الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN في وقت سابق إن قواته أطلقت النار في ذلك اليوم على "مركبات مشبوهة"، بما في ذلك سيارات الإسعاف والإطفاء، التي كانت تتقدم نحو القوات دون تنسيق مسبق أو استخدام المصابيح الأمامية أو إشارات الطوارئ.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه "قضى على عدد من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي بإطلاق النار على المركبات، وأدان ما قال إنه "استخدام متكرر للبنية التحتية المدنية من قبل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة، بما في ذلك استخدام المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف لأغراض إرهابية".
وأدانت منظمات الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية مرارا هجمات الجيش الإسرائيلي على المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي.
وقال جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في بيان الأحد: "حتى في أكثر مناطق الصراع تعقيدا، هناك قواعد للقانون الدولي الإنساني وهي واضحة للغاية: يجب حماية المدنيين، ويجب حماية العاملين في المجال الإنساني، ويجب حماية الخدمات الصحية".
وبدورها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إن "استهداف إسرائيل لطواقم الهلال الأحمر، لا يمكن اعتباره إلا جريمة حرب يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي، والتي يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكابها أمام أعين العالم كله".
وفي هذه الأثناء، قال مسؤولون صحيون في غزة إن عدد القتلى في القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوز 50 ألف شخص، وهو ما يمثل علامة فارقة قاتمة في الحرب التي لا تبدو في الأفق نهاية لها.