انطلقت ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال اليمن ضد الحكم الامامي المتخلف والذي كان جاثم على صدور اليمنيين ، وقامت خلالها حرب أهلية بين الموالين للأئمة وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970) سيطرت خلالها الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهى الحكم الامامي وقامت الجمهورية العربية اليمنية.


بدأت الحرب بعد إعلان المشير عبد الله السلال الحرب على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن هرب الإمام إلى خارج اليمن مرتديا ملابس نسائية تحميه من غضب الثوار اليمنيين .
تلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم بريطانيا وإسرائيل وتدخلت الأخيرة بقصفها للثوار بطائراتها وجرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها رجال القبائل إلى جانب وحدات الجيش اليمني .
حاولت القوى الأمامية اسقاط النظام اليمني في حصار السبعين يوما حرب 1968م لكن ثبات الثوار حسم المعركة بانتصار الجمهوريين وفكهم الحصار على صنعاء في فبراير 1968م وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتي عجلت في نهاية النظام الأمامي العميل للاحتلال البريطاني والاسرائيلي بعد دعمه بنقل جميع اليهود اليمنيين للقتال بجانب اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني .
أعتبر الإمام يحيى حميد الدين يهود اليمن ذميين مستخدما الدين للتبرير للصفقة التي ابرهما مع إسرائيل وهي الصفقة نفسها التي أعادتها المليشيا الحوثية لصالح إيران وتوسعها في الدول العربية . ظهرت حركات معارضة للنظام الأمامي بعضها نتيجة احتكاك تيارات فكرية معينة بالخارج مثل محمد محمود الزبيري وبعضها إعتراضا على نية الإمام يحيى توريث إبنه أحمد بن يحيى، وكان عبد الله الوزير من أبرز معارضي التوريث الامامي وانتخب إماما دستوريا ليقود ثورة الدستور عام 1948 قُتل الإمام يحيى خلالها وتمكن ابنه أحمد من انقاذ الحكم الامامي .
وفي 31 مارس عام 1955،قام المقدم أحمد يحيى الثلايا بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث.
اختلف الثوار فيما بينهم على مصير الإمام فبعضهم اقترح قتله والبعض الآخر اقترح أن يستبدل به أخيه الأمير سيف الله عبد الله وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن قصره واشترى جنود الثلايا كما قامت سيدات الأسرة المالكة بقص شعورهن ووضعوها في أظرف وأرسلوها إلى القبائل وكتبوا لهم "يا غارة الله بنات النبي". فهجمت القبائل على تعز وفشل الانقلاب وهي الطريقة التي يستخدمها السلاليين الآن لحشد الناس للقتال معهم باسم الدين من خلال تجهيلهم وجرهم للموت مجانا خدمة للمشروع الامامي .
وفي صيف عام 1959،سافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج فاعتقد البدر أنها نهاية أبوه فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة القاضي أحمد الصياغي كما قام بإلقاء خطاب ضد الإمام في احتفال للجيش اليمني فثار أفراد الأسرة الحاكمة ضد البدر مما دفعه للاستعانة بالقبائل لإخماد ثورتهم.
عاد الإمام أحمد إلى اليمن بعد تشافيه وقام بإلغاء كل ما قام به البدر من إصلاحات واسترجاع الأموال والسلاح التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات وهرب شيوخ القبائل إلى خارج اليمن .
قتل الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962،وخلفه ابنه الإمام البدر في الحكم وكان قرار تعيين عبد الله السلال قائداً للحرس الملكي من أولى القرارات التي اتخذها الإمام .
أدرك اليمنيون منذ البداية أنه يجب الاعتماد على ضباط عسكريين للقيام بالإطاحة بحكم الإمام ثم يُدعمون بالقبائل بعد ذلك.وعلى الرغم من ذلك فإن العقل المدبر للانقلاب كان مدنياً وهو الدكتور عبد الرحمن البيضاني الذي طالب بتجريم الهاشمية وإعدام المتورطين في ظلم أبناء الشعب اليمني .
كانت خطة الثورة مقسمة على ثلاثة خلايا: الأولى في تعز حيث يقيم الإمام أحمد والثانية في صنعاء. والثالثة في الحديدة حيث يوجد الميناء وكانت بداية الخطة من تعز حيث يوجد 800 جندي منهم 530 مجندين لصالح الأحرار وكان من ضمن قادة أفرع الجيش المجندين أيضاً قائد المدرعات وقائد المدفعية. وكانت تنقص خلية تعز بعض الأسلحة فقام عبد الغني مطهر بنقلها لهم من صنعاء وكانت على خلية تعز القيام باغتيال الإمام أحمد داخل قصره وهو ما حدث على يد محمد العلفي وعبد الله اللقية.
تولى عبد الله السلال قائد الحرس الإمامي مسؤولية السيطرة على الإذاعة وإخراج الأسلحة من مخازن الإمام للثوار وتم إشراك حسن العمري نائب وزير المواصلات ومدير اللاسلكي في المهمة نفسها .
وفي الحديدة قاد العميد حمود الجايفي عملية تأمين الميناء لوصول الدعم للثوار عندما قتل الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 على أيدي الثوار، خلفه ابنه الإمام بدر وفي هذه الأثناء، تناقش ضباط الجيش إذا كان هذا هو الوقت المناسب للقيام بالانقلاب أو الانتظار حتى عودة الأمير الحسن من الخارج للقبض عليهما معاً في وقت واحد .
قرر السلال التحرك وأمر بإعلان حالة التأهب القصوى في الكلية الحربية بصنعاء وفتح جميع مستودعات الأسلحة وتوزيعها على كل الضباط الصغار والجنود وفي مساء 25 سبتمبر، جمع السلال القادة المعروفين في الحركة القومية اليمنية والضباط الذين تعاطفوا معها أو شاركوا في محاولة انقلاب الثلايا عام 1955 وكان كل ضابط وكل خلية بانتظار تلقي الأوامر وبدء التحرك بمجرد بدء قصف قصر الإمام بدر.
تضمنت الأماكن الهامة التي يجب تأمينها قصر البشائر (قصر الإمام)؛ قصر الوصول (قصر استقبال الشخصيات الهامة)؛ الإذاعة؛ الاتصالات التليفونية؛ قصر السلاح (مخزن السلاح الرئيسي)؛ ومقرات الأمن الداخلي والمخابرات.
وتم تنفيذ الثورة بواسطة 13 دبابة من اللواء بدر، 6 عربات مصفحة، مدفعين متحركين، ومدفعين مضادين للطائرات. وكانت الكلية الحربية هي مقر القيادة والسيطرة على القوات التي تقوم بالانقلاب.
توجهت وحدة من الضباط الثوريين مصحوبة بالدبابات إلى قصر البشائر وقاموا باستخدام مكبرات الصوت لدعوة الحرس الملكي للتضامن القبلي وتسليم الإمام بدر الذي تقرر إرساله للمنفى بسلام. ولكن الحرس الملكي رفض الاستسلام وفتح النار على وحدة الضباط، مما دفع الثوريين إلى الرد بقذائف المدافع والدبابات. حيث كانوا قد قرروا استخدام الدبابات والمدفعية منذ البداية.
استمرت معركة القصر حتى استسلم الحرس الملكي في صباح اليوم التالي وكانت الإذاعة قد سقطت منذ البداية بعد مقتل ضابط ملكي واحد وانهيار المقاومة. أما مخزن السلاح فكان أسهلها، فكان يكفي أمر مكتوب من العقيد السلال لفتح المنشأة ثم تنحية الملكيين منها وتأمين البنادق، المدفعية والذخيرة.
وفي صباح 26 سبتمبر، تم تأمين كل المناطق في صنعاء وأعلنت الإذاعة أنه قد تمت الإطاحة بالإمام بدر وحلت محله حكومة ثورية جديدة.
إستطاع عبد الله السلال وعبد الرحمن البيضاني و محسن العيني تركيز النشاطات الثورية في جهد منظم واحد للإطاحة بحكم الإمام .

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: الحکم الامامی الإمام أحمد الإمام بدر

إقرأ أيضاً:

سفيرة البحرين تعزي شيخ الأزهر في وفاة شقيقته

تلقى الإمام الأكبر الدكتوى أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم الأربعاء، برقية عزاء ومواساة من سعادة السفيرة فوزية بنت عبد الله زينل، سفيرة مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية والمندوبة الدائمة لدى جامعة الدول العربية.

رئيس جامعة الأقصر ينعي شقيقة شيخ الأزهر نقيب الأشراف ينعى الشقيقة الكبرى لشيخ الأزهر

وأعربت السفيرة فوزية بنت عبد الله زينل، في برقية العزاء، عن بالغ حزنها وأسفها لوفاة المغفور لها -بإذن الله- شقيقة فضيلة الإمام الأكبر، داعية المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم فضيلة الإمام الأكبر والعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

وفاة شقيقة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الكبرى

وتوفيت الشقيقة الكبرى للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الحاجة سميحة الطيب عن عمر يناهز 90 سنة، بعد صراع مع المرض.

وستقام مراسم العزاء -بإذن الله تعالى- مساء اليوم بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر.

وتعرضت الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، لوعكة صحية تلقت على إثرها العلاج في مستشفى الكرنك الدولي بمدينة الأقصر بصعيد مصر مسقط رأس شيخ الأزهر الشريف، واستمرت في المستشفى لمدة 10 أيام حيث تم حجزها في العناية المركزة ووضعها تحت الرعاية الشديدة.

مقالات مشابهة

  • التاريخ والصراع في اليمن
  • الحوثيون يفرجون عن عدد من المختطفين في إب على ذمة ثورة سبتمبر
  • بقيمة 3.1 مليار جنيه.. أرباح بنك قناة السويس تنمو بنسبة 130% نهاية سبتمبر 2024
  • القومي لحقوق الإنسان ينعى شقيقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
  • سفيرة البحرين تعزي شيخ الأزهر في وفاة شقيقته
  • شيخ الإسلام في أذربيجان: الشيخ أحمد الطيب المرجعية الإسلامية الكبرى التي نقتدي بها
  • مفتي الجمهورية ينعى شقيقة شيخ الأزهر
  • المستشار سامح عبد الحكم ينعى شقيقة شيخ الأزهر
  • وزير الأوقاف ينعى شقيقة الإمام الأكبر
  • إنتعاشة فنية لـ ميرنا نور الدين.. تعرف على أبرز الأعمال التي تنتظر عرضها (تقرير)