الثروات المعدنية في عسير.. كنوز تعزز الصناعات الوطنية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أسهم التنوع الجغرافي في منطقة عسير في اكتناز الأرض لعدد من الخامات المعدنية الفلزية تتصدرها معادن الذهب والنحاس، والمعادن اللافلزية من "ركام خفيف الوزن" والجرانيت، إضافة لأكثر من 34 معدنًا تضمها جبال ووديان وسهول المنطقة الممتدة على مساحة جغرافية تقدر بحوالي ( 81,000 كم² ).
وتقع منطقة عسير ضمن سلسلة "الدرع العربي" التي تحتوي على الذهب والنحاس والزنك والرصاص والحديد والنيكل والعناصر الأرضية النادرة والترسبات المعدنية الأخرى من الأنواع المرتبطة والمتصاحبة مع الصفائح التكتونية النشطة.
وقدرت وزارة الصناعة والثروة المعدنية حجم الثروات المعدنية في منطقة عسير بحوالي 240 مليار ريال، حيث حل الزنك كأهم المعادن بـ 78.7 مليار ريال، يليه الذهب بـ 73.9 مليار ريال، وجاء النحاس ثالث الثروات المعدنية بـ 60.9 مليار ريال، فيما بلغت قدرة قيمة الفضة بـ 22.5 مليار ريال.
ووضعت رؤية المملكة 2030 قطاع التعدين والصناعات المعدنية ضمن أهم مستهدفاتها ليكون الركيزة الثالثة في الصناعة السعودية ضمن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وذلك بعد النفط والغاز، والصناعات الكيميائية، بهدف تعظيم أثر القطاع على الناتج المحلي الإجمالي، ورفع نسبة مشاركة المحتوى المحلي، وتحسين الميزان التجاري، وتحقيق استدامة القطاع، وتحسين الممكنات التشريعية والاستثمارية في القطاع، وتوليد فرص وظيفية، وتنمية الكوادر الوطنية .
ويتوقع أن تسهم سلاسل القيمة المعدنية بحلول عام 2035م بأكثر من 281 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر أكثر من 265.000 فرصة عمل جديدة، وتحد من صافي الواردات بما لا يقل عن 37 مليار ريال مما يرفع من معدل الإيرادات الحكومية بمقدار 10.9 مليارات ريال سنوياً بحلول عام 2035م .
ووفقًا لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تحتوي منطقة عسير على 404 مكامن تعدينية تنتشر في أنحاء المنطقة، حيث يبلغ عدد مواقع الخامات الفلزية منها 251 موقعًا تمثل %62 من إجمالي المواقع التعدينية بعسير مقابل 153 موقعًا للخامات اللافلزية تبلغ نسبتها نحو %38 من إجمالي مواقع الخامات المعدنية .
ويتصدر الذهب بحسب تقرير للغرفة التجارية الصناعية بأبها أعداد مكامن الخامات الفلزية بعسير بـ 131 مكمنًا يليه النحاس بـ 52 مكمناً ثم التنجيستون بـ 12 مكمنًا فيما حل خام الزنك رابعًا بـ 10 مكامن ثم الفضة بـ 9 مكامن ويليها بالتتابع خامات الفضة والجوسان والحديد والبريليوم والرصاص والقصدير والسيريوم والنيكل والكروميوم واليورانيوم والتيتانيوم والنيوبيوم .
وفي الخامات اللافلزية جاء معدن الركام خفيف الوزن بـ 46 مكمنًا يليه الجرانيت بـ 27 مكمنًا ثم الكوارتز بـ 19 مكمنًا ثم الحجر الجيري والرخام بـ 13 مكمناً لكل منهما فيما تتوزع بقية المكامن على خامات لاتيريت وفلدسبار وسكوريا وتلك وجابرو وميكا وجرافيت وفلورايت وكاولين واسبستوس وبازلت وشيل وسيانيت وصلصال وكونجلوميريت وكيانيت وركام .
وحافظت منطقة عسير على مركزها الخامس في عدد التراخيص التعدينية السارية في المملكة حتى نهاية شهر يوليو 2023 بعدد 191 رخصة من إجمالي 2,348 رخصة أصدرتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية وفقاً لتقرير المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية التابع لها، وتنوعت الرخص المصدرة بين رخص الاستطلاع للمسح الجيولوجي المبدئي للتعرف على البيئة الجيولوجية والشواهد السطحية لوجود المعادن والخامات بصفة عامة قبل البدء بالكشف، ورخص الكشف عن الرواسب بالطرق الجيولوجية أو الجيوفيزيائية أو الجيوكيميائية أو الحفر بأنواعه، ورخص الاستغلال لاستخراج الخامات والمعادن "تعدينًا أو تحجيرًا"، إضافة لرخص محاجر مواد البناء وفائض خامات معدنية.
وينظر لقطاع التعدين في المملكة وفي منطقة عسير بشكل خاص كممكن للفرص الاستثمارية غير المباشرة في القطاعات الأخرى فيسهم في القطاع الصناعي بإنشاء وحدات التكسير والطحن، ووحدات معالجة الخامات المعدنية، ووحدات صهر وتنقية المعادن إضافة للصناعات التحويلية المتعلقة بالخامات المستغلة، وفي قطاع المقاولات يدعم إقامة وصيانة المنشآت، وخدمات النقل والتموين وأعمال الحفر والتفجير وصيانة المعدات وإنشاء الطرق، وتمديد خطوط الكهرباء والمياه، ويدعم التوسع في قطاع التعدين بعسير قطاع الخدمات في التعليم التدريب والخدمات المالية والمصرفية وسينعكس على تفعيل قطاع النقل للمواد الأولية والأفراد والمنتجات، ويرفع من الحركة التجارية في توريد المعدات والمحروقات وقطع الغيار و ومواد البناء ومستلزمات المناجم مع ما سيسهم به في مجال التوسع في الخدمات الصحية والاستشارية والدراسات البيئية .
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: عسير الصناعات الوطنية منطقة عسیر ملیار ریال
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024. مهام ومشاريع نوعية تعزز مكانة الإمارات في قطاع الفضاء
رسخت دولة الإمارات خلال 2024 مكانتها كأحد أبرز الدول الفاعلة في مجال الفضاء وعلومه، عبر جملة من المهام والمشاريع والبرامج الطموحة ذات الأثر الإيجابي على البشرية جمعاء.
وواصل قطاع الفضاء الإماراتي استكمال البناء على ما حققه من إنجازات خلال الأعوام الماضية، عبر كوادر وطنية مؤهلة تقود طموحات الدولة في هذا المجال نحو آفاق لا حدود لها.
واستهلت الإمارات 2024 بالإعلان عن انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway” إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.
وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد.
وأنجزت مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مراجعة التصميم الأولي للمهمة خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير (شباط) الماضي، التي تعتبر مرحلة رئيسية في ضمان نجاح وأمان المهمة الفضائية، إلى جانب تسليط الضوء على آخر التفاصيل والمستجدات حولها.
ووقعت وكالة الإمارات للفضاء اتفاقية مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، لتوفير خدمات الإطلاق باستخدام الصاروخ الحامل H3 في 2028 للمركبة "المستكشف محمد بن راشد" لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، أحد أضخم المشاريع الوطنية الإماراتية في مجال الفضاء.
من جانبها، أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية، إطلاق مشروع الاسطرلاب الفضائي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.
ويستهدف المشروع، توظيف تقنية الأقمار الصناعية والصناعات المتقدمة والذكاء الصناعي، واستغلال إمكانيات وريادة الإمارات في تتبع والرقابة على القطاع البحري، ورفع كفاءة وفاعلية عمليات تحديد مواقع السفن وعرض حالة البحر والأحوال الجوية.
وواصل "مسبار الأمل الإماراتي" مهامه العلمية، الهادفة لتحقيق فهم أعمق لأسرار كوكب المريخ، وكشف الغموض المحيط به، إذ نشر ملاحظات لشفق الجانب المظلم للمريخ، وقدم مساهمة علمية قيمة لفهم كيف يفقد المريخ مياهه حاليا، كما وفر الخرائط اليومية للغبار والجليد على مدار عام مريخي كامل.
بدوره، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن بدء ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، وهي جزء من بحوث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية "هيرا" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
كما أعلن المركز، بالتعاون مع كليات التقنية العليا، عن بدء العمل على تطوير القمر الاصطناعي HCT-Sat 1، وهو قمر اصطناعي نانومتري مخصص لرصد الأرض، مساحته U1، وبأبعاد 10 10 x 10 x سم.
وفي يوليو (تموز) الماضي، وقّعت شركة الياه سات للاتصالات الفضائية "الياه سات"، عقداً مع شركة " سبيس إكس" لإطلاق قمريها الصناعيين الجديدين والمتطورين من أقمار المدار الأرضي الثابت "الياه 4" (AY4) و"الياه 5" (AY5)، باستخدام مركبة الإطلاق فالكون 9.
وتُعدّ الاتفاقية خطوة مهمة في برنامج تطوير القمرين الصناعيين بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 3.9 مليارات درهم، ويشمل ذلك المركبة الفضائية والبنية التحتية الأرضية والإطلاق والتأمين.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت بيانات، المزود لحلول التقنيات الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وشركة الياه للاتصالات الفضائية، عن نجاح إطلاق أول أقمار البرنامج الفضائي الإماراتي الطموح لرصد الأرض، حيث تم إطلاق القمر الصناعي للرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR) إلى المدار الأرضي.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أعلنت "سبيس 42" الإماراتية و "آيس آي" العالمية، عن إنشاء مشروع مشترك لتصنيع الأقمار الاصطناعية الرادارية (SAR) في الإمارات.
واعتمد مجلس الوزراء، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قراراً بإنشاء مجلس دائم بمسمى "المجلس الأعلى للفضاء" الذي سيتولى اعتماد كل من السياسة العامة لتنظيم قطاع الفضاء والأنشطة الأخرى ذات الصلة بالقطاع، والأولويات الوطنية للدولة في قطاع الفضاء وتحديد التقنيات المستهدفة بما يضمن السيادة التكنولوجية للدولة في هذا القطاع.
وبتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبمناسبة الاحتفال بعيد الاتحاد الـ53، منح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أوسمة الفضاء لخمسة من أبناء الوطن تقديراً لدورهم في النهوض بقطاع الفضاء في الدولة.
واستضافت الإمارات يومي 10 و11 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، النسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء بحضور 1000 مشارك من صانعي القرار والسياسات وممثلي صناعة الفضاء والأوساط الأكاديمية والجهات الفضائية الناشئة من القطاعين العام والخاص، لمناقشة التحديات والفرص في هذا القطاع الحيوي، ودفع مجتمع الفضاء الدولي للتحول من مرحلة الحوار إلى التطبيق، من خلال ترجمة النقاشات إلى التزامات وسياسات تسهم في استدامة مستقبل الفضاء.