لا يزال الملف الرئاسي يحتل الموقع الاول في القضايا العالقة، بسبب تخبّطه المستمر بالتعثر الداخلي والخارجي، وتبدو الامور مرجحّة الى التفاقم اكثر بعد سقوط كل المبادرات، وآخرها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعلن «بأنّ مبادرته لم تعد موجودة، ولم يعد لديه شيء، وليتفضّل من رفضوها ان يقدموا لنا بديلاً عنها، فهل يملكونه»؟

وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن خيار السير بالمبادرة القطرية متروك للأفرقاء السياسيين الذين لا يزالون يتدارسون خطواتهم المقبلة في حين أن كل فريق يرصد موقف الفريق الآخر، مؤكدة أن الأسماء التي تردد أنها رشحت من قبل قطر هي في الأساس أسماء تم التداول بها في عز الحراك الحاصل في الاستحقاق الرئاسي انما بدت الملاحظات هي نفسها لجهة إمكانية قيام توافق داخلي وخارجي عليها دون اغفال تأمين غالبية الثلثين.


‎وأكدت هذه الأوساط أنه مع تجميد مبادرة الرئيس بري الحوارية فإن ما من مساع محلية جديدة والمسألة متروكة للحركة الفكرية فضلا عما يمكن أن يأتي به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودربان إلى بيروت في الشهر المقبل بعد الحديث عن انتقال المسعى الرئاسي إلى قطر، لافتة إلى أن التعويل قائم على ما يحمله الشهر الجديد والسرعة في الاتصالات التي تتعلق بالرئاسة.
ووصفت متابعة حركة السفير القطري بأنها بمثابة «مفرزة سباقة» لزيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي، وقالت لـ «اللواء»: ان اهم ما في حركة الموفد المقيم في بيروت جاسم بن فهد آل ثاني انها مقيدة بالتكتم، لكن من السابق لأوانه الحكم على نتائجها فهي ما زالت في بداياتها. 
وقالت مصادر مسؤولة في «القوات اللبنانية» لـ «اللواء»: ان الحركة القطرية لا تخرج عن سياق الحركة الفرنسية الداعية بشكل واضح للذهاب الى خيار ثالث. وخلاصة الجولة الفرنسية هي ذاتها خلاصة الجولة القطرية الحالية، بأن هناك فريقاً في لبنان منفتح على خيار ثالث وهناك فريق آخر ما زال متمسكا بمرشحه. لذلك لازلنا في المربع نفسه اي في استمرار الشغور الرئاسي. 
اضافت: لذلك كل هدف الحراك القطري هو كسر ستاتيكو الشغور الرئاسي من خلال الخيار الثالث. لكن هذا الامر غير متوافر في ظل تمسك الثنائي الشيعي بمرشحه حتى الآن.

مصادر بارزة في المعارضة قالت لـ»نداء الوطن» إنّ انسحاب الرئيس بري من مبادرته، لم يترافق وعودته الى الدستور بأن يدعو الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. وتابعت: «معنى خطوة بري الجديدة، أنه لا يريد الانتخابات الرئاسية». واعتبرت المصادر أنّ موقف لودريان الجديد «يعني أنّ الممانعة تراكم خسائرها، إذ كانت المبادرة الفرنسية داعمة لها وانتهت الى غير ما تريد». وقالت: «الأمور صارت في مكان آخر، فاللجنة الخماسية برمتها مع خيار ثالث». وتساءلت: «لماذا لا تسمّي الخماسية الأشياء بأسمائها ولو أدى ذلك الى وقف وساطتها، ما دامت الممانعة متمسكة بخيارها، أي ترشيح سليمان فرنجية؟»، وخلصت المصادر الى القول: «الممانعة تستجرّ مقايضة وتدخّلاً أميركياً لتحصل على ثمن».
وكتبت " الديار": المشهد القاتم يؤكد بأنّ كل الابواب الرئاسية باتت مغلقة بإحكام، ولا بوادر ايجابية داخلية، بل وقوف على أطلال المؤشرات الخارجية المنتظرة، التي شهدت بدورها تعثراً في اجتماعات «اللجنة الخماسية»، التي عوّل عليها المسؤولون اللبنانيون، فإذا بها تخرج فارغة اليدين، الامر الذي عكس خلافاتها داخل اروقة تلك الاجتماعات، فلا المبادرة الفرنسية اكملت مشوارها الرئاسي، ولا طرح بري الذي سقط في مهده، فيما المبادرة القطرية الاولى تجمّدت، والثانية التي تنتظر قدوم موفدها محمد الخليفي في تشرين الاول المقبل تصطدم بعقبات، ويقوم حاليا موفد قطري آخر هو جاسم بن فهد آل ثاني بالتحضير لزيارة الخليفي، من خلال إجراء الاتصالات وعقد اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين المعنيين بالملف الرئاسي، في محاولة لجس النبض قبل قدومه.
وقال مصدر سياسي مطلع لـ«الديار» بأنّ الاسماء التي يتم التداول بها خصوصاً تلك التي سمّاها الموفد القطري، ليست كلها صحيحة، بل هنالك مّن وضع بعض الاسماء لحرقها، فيما تشير المعلومات الى انّ أسماءً جديدة ستطرح خلال قدوم الخليفي، ستحمل صفات التوافق اولاً، والتي من شـأنها ان تجمع الاصوات المؤيدة لهـا.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بعد تدمير دفاعات إيران..أمريكا وإسرائيل أمام خيار ملح

كتب الصحافي الأمريكي ديفيد إغناثيوس، أن إيران تمر بأكثر اللحظات خطورة في تاريخها الحديث. فقد سُحقت جيوشها الوكيلة في غزة، ولبنان، وسوريا. ويظهر أنها أصبحت شبه عارية أمام الهجوم بعد موجة غارات إسرائيلية دقيقة على نظامها الدفاعي الجوي في أكتوبر (تشرين الأول).

الوقت يمضي بسرعة في إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. بالنسبة إلى جميع الصراعات التي سيرثها ترامب

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت: "أظهرنا أن إيران معرضة للخطر". وأوضح  خلال إحاطة مع إغناثيوس من صحيفة "واشنطن بوست" في واشنطن هذا الأسبوع، أن حملة القصف الإسرائيلية المدمرة التي لم تناقش كثيراً في 26 أكتوبر (تشرين الأول) أسست "نافذة للعمل ضد إيران" قبل أن تنتج سلاحاً نووياً. كلام ينذر بالسوء إن القرارات الأمريكية حول كيفية استغلال ضعف إيران، سواء بالتفاوض على اتفاق نووي ملزم أو في حال الفشل، اتخاذ إجراء عسكري حاسم، ستكون على عاتق الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وعندما سُئل الشهر الماضي عن احتمال اندلاع حرب ضد إيران بعد توليه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، قال ترامب لمجلة تايم على نحو ينذر بالسوء: "كل شيء يمكن أن يحدث".
لقد تحول الاهتمام العالمي إلى ترامب، لكن كبار المسؤولين في إدارة بايدن أخبروا إغناشيوس أنهم يدركون أيضاً الفرصة المقبلة لـ "الدبلوماسية الإكراهية" في القضايا النووية مع إيران الضعيفة، ورغم أن إسرائيل لعبت دوراً حاسماً في إذلال إيران، قدم الرئيس جو بايدن دعماً مهماً من خلال نشر حاملات طائرات ومقاتلات وغواصات وقوات أمريكية أخرى. موجة مذهلة

كان هجوم إسرائيل في 26 أكتوبر(تشرين الأول) مدروساً لترك إيران غير محمية ضد هجوم في المستقبل. وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن موجة مذهلة بـ 120 طائرة شاركت في الغارة. استهدفت الطائرات الإسرائيلية رادارات للدفاع الجوي، وبطاريات مضادة للطائرات تحمي طهران، بالإضافة إلى مصانع رئيسية تنتج الوقود للصواريخ الباليستية الإيرانية. كان الهجوم رداً على قصف إيران لإسرائيل في 1 أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 200 صاروخ باليستي، لكن التخطيط بدأ قبل أشهر عدة.

With Iran’s guard down, the U.S. and Israel face an urgent choice, @IgnatiusPost writes. https://t.co/nXnjNAFlbU

— Washington Post Opinions (@PostOpinions) December 14, 2024

وأوضح غالانت أن المهمة، بعبارات بسيطة، كانت ضمان أن تصبح "إيران أضعف، وإسرائيل أقوى" بعد ذلك، حتى لا تتمكن طهران من الرد بقوة على الهجمات في المستقبل، ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن إيران لن تتمكن في العامين المقبلين من إضافة الكثير إلى ترسانتها المحدودة من الصواريخ الباليستية. وفي الوقت نفسه، مُزقت دفاعاتها الجوية، خاصة حول العاصمة.
ويبدو أن إسرائيل أنشأت ممراً إلى إيران موفراً مساراً واضحاً لطائراتها لضرب طهران. وهذا مستوى جديد من الحرية العملانية، ما يسمح لإسرائيل بمهاجمة أهداف في إيران بسهولة تقريباً كما فعلت في غزة ولبنان.
أقيل غالانت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب ما سماه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "أزمة ثقة". كان الاثنان على خلاف منذ أكثر من عام على استراتيجية الحرب  في غزة، حيث أكد غالانت أن مكاسب إسرائيل في المعركة تحتاج إلى تأمينها بخطة متماسكة للانتقال إلى "اليوم التالي"، وهو ما قاومه نتانياهو. وبصفته وزيراً للدفاع، عمل غالانت عن كثب مع القوات الجوية الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات للتخطيط للهجمات على لبنان وإيران.

أضرار دفاعية وهجومية كبيرة

أظهرت إسرائيل قدرتها على شل الدفاعات الجوية الإيرانية بضربة في 19 أبريل (نيسان)  لنظام دفاع جوي متقدم روسي الصنع من طراز إس-300 قرب أصفهان. كان الهجوم رداً على هجوم إيراني في 15 أبريل(نيسان) بأكثر من 300 صاروخ وطائرة دون طيار. ونجحت إسرائيل إلى حد كبير في صد الهجوم، لكنها قررت الرد بشكل محدود. وقال غالانت: "لقد ضربناهم بدقة، لكن ذلك لم يكن كافياً لردعهم".

With Iran’s guard down, the U.S. and Israel face an urgent choice https://t.co/v0fJN0im1c

— Earl Anthony Wayne (@EAnthonyWayne) December 15, 2024

وفي الضربة اللاحقة في أكتوبر (تشرين الأول)، ضربت الطائرات الإسرائيلية أربع بطاريات دفاعية من طراز إس-300 حول طهران، والتي كانت راداراتها قادرة نظرياً على اكتشاف الهجمات من مسافة 300 كيلومتر. وقال غالانت في الإحاطة: "الآن لا يوجد دفاع استراتيجي حول طهران".
كما ضربت إسرائيل مكونات رئيسية لقدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية. ضربت الطائرات جميع مرافق الخلط التي تنتج الوقود الصلب لقوة الصواريخ الإيرانية. وأشار تقرير لمعهد دراسة الحرب في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن "الحصول على خلاطات جديدة من الصين قد يستغرق عاماً على الأقل، ما يسلط الضوء على إعاقة ضربات الجيش الإسرائيلي، مؤقتاً على الأقل، تقدم برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني".
وقدر المصدر العسكري الإسرائيلي أنه قبل هجوم أكتوبر(تشرين الأول)، كانت إيران قادرة على إنتاج ما يكفي من الوقود الصلب لصاروخين باليستيين جديدين يومياً. وقال المصدر إن إنتاجها الآن ربما يقتصر على صاروخ واحد في الأسبوع، وسيستمر هذا النقص لمدة عام.

لن نتردد من المفارقات أن ضعف إيران الجديد قد يدفعها إلى اكتساب ترسانة نووية في محاولة لردع الخصوم الذين لا يمكن إيقافهم دون ذلك. تملك إيران وقوداً لقنبلة، لكن محللين أمريكيين يعتقدون أنها لا تزال على بعد أشهر من القدرة على بناء رأس حربي يمكن تحميله على صاروخ باليستي بعيد المدى.
كيف يتوقف تقدم إيران؟ أملت إدارة بايدن قبل حرب غزة التوصل إلى اتفاق جديد للأسلحة النووية مع إيران ليحل محل خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي في 2015. كما ناقش ترامب، حتى بعد أن تخلى عن الاتفاق في2018، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرين اتفاقاً أكبر وأكثر صرامة.
إذا فشلت الدبلوماسية القسرية في سحق القدرة النووية الإيرانية، فقد تفكر إسرائيل والولايات المتحدة في العمل العسكري. إن العديد من المنشآت النووية الإيرانية مدفون في أعماق الأرض، وقال محللون إن لدى الولايات المتحدة وحدها أسلحة تقليدية كبيرة بما يكفي لتدمير تلك المخابئ. ويأمل غالانت أن تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل معاً لمنع إيران النووية. لكنه أكد أن "لدى إسرائيل الوسائل لضرب الأصول الإيرانية بطريقة دقيقة وقوية ومتطورة. وإذا لزم الأمر، فإنهالن نتردد في التصرف".
وأشار الكاتب إلى أن الوقت يمضي بسرعة في إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. بالنسبة إلى جميع الصراعات التي سيرثها ترامب، قد تكون المواجهة الوشيكة بين إسرائيل وإيران هي الأكثر إلحاحاً وخطورة.

مقالات مشابهة

  • ‏خارجية فرنسا: البعثة الفرنسية في دمشق قالت إن باريس مهتمة بقضايا الأمن التي تصب في صالح الجميع
  • قائد الجيش استقبل الخليفي: تأكيد الدعم القطري في الظروف الاستثنائية الراهنة
  • ميقاتي استقبل الخليفي في السرايا.. وقرار بإعادة فتح السفارة اللبنانية في سوريا
  • صحيفة العرب القطرية: الأهلي يبدأ المفاوضات مع بغداد بونجاح
  • الخارجية القطرية: سفارتنا في سوريا تستأنف عملها الثلاثاء
  • تقارير: أشرف حكيمي وناصر الخليفي سيحلان بمراكش على متن طائرة خاصة
  • اختلافات هامة بين ولاية جروس الأولى والثانية في الزمالك
  • الجيش يتقدم على الدعم السريع.. هل لا يزال الحل السلمي خيارًا؟
  • بعد تدمير دفاعات إيران..أمريكا وإسرائيل أمام خيار ملح
  • حمزة: إجراء الإنتخابات والاستفتاء على الدستور خيار ومطلب وطني ليبي