بكري المدني: قبل العودة للمفاوضات -الحرب مالها ؟!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
في حال لم يتم إخراج التمرد بالقوة من البيوت والأحياء والأعيان المدنية فإن التفاوض خيار ثاني لإنهاء هذا الإحتلال
التمرد نفسه يسعى للتفاوض ويبحث فقط عن ضمانات لا يتعرض بموجبها للضرب من الجيش أثناء وبعد الخروج الى مواقع تجميع قواته في مراكز تحت إشراف دولى
إعلان جدة يحقق أهداف الجميع معا (الأول) إنهاء الاحتلال و(الثاني) عدم تعرض قوات التمرد للضرب أثناء الانسحاب ولكن –
ولكن هذه مهمة جدا لأنها تفرض سؤالا محوريا على القيادة وعلى الوساطة وهو // ثم ماذا بعد تجميع قوات التمرد في مراكز تحت إشراف دولى ؟!
قبل ذلك -العودة للمفاوضات بعد حل الدعم السريع نفسها تحتاج الى// تخريج //مع الإقرار بأن هذه العودة فرضها واقع استمرار الإحتلال وواقع المقدرة على مهاجمة مواقع القوات المسلحة بعد 6شهور من الحرب -!
بعد التخريج الذي يفسر أو يبرر التفاوض مع قوة محلولة يبقى السؤال الأهم حول مصير هذه القوة ؟!
الإجابة على مصير قوات الدعم السريع (المحلولة )تعيدنا الى حقيقة ان منبر جدة بالأساس منبرا فنيا /عسكريا مهمته كانت ولا زالت هي معالجة وضعية هذه القوات /فقط لا غير!
من المستحيلات غير المقبولة للناس – الشعب -عند معالجة وضعية القوات إعادة أو الإبقاء على الدعم السريع كمؤسسة عسكرية قائمة موازية او حتى تابعة للجيش !
من المستحيلات القبول بدمج كل أو بعض هذه القوات في الجيش ولو على مستوى الأفراد وذلك بعد السلوك الجمعي الذي بدر منها و-لايزال -أثناء الحرب !
المطلوب الوحيد إذا والمقبول من العودة لمنبر جدة هو الإتفاق على كيفية تسريح قوات الدعم (المحلولة)وتسليم سلاحها مع حق الدولة والناس من بعد في مقاضاة أفرادها وقياداتها في الحق العام والحق الخاص معا -!
إذا العودة لمنبر جدة فقط لإخراج قوات الدعم من البيوت والأعيان ولتسريحها بعد تجميعها وتسليم سلاحها ومن ثم حفظ حق الدولة والناس في مقاضاتها
أي تجاوز للمطلوب أعلاه سوف يعيد مؤسسة الدعم السريع ويعيد إنتاج الأزمة و إستمرارها وهو خيار أفضل منه محاولة إنهاء التمرد بالحرب بدلا عن محاولة انهائه بالتفاوض!
بقلم بكري المدني
.المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب عنف جنسي
أسفر هجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة عن 38 قتيلا على الأقل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان لتنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" ارتفاع حصيلة قتلى "مجزرة" حي أولاد الريف بالفاشر إلى 38 منذ وقوع الهجوم في وقت متأخر السبت.
وكانت التنسيقية قالت في بيان سابق "قصفت طائرة مسيرة إستراتيجية تابعة للمليشيا، ليلة أمس، حي أولاد الريف وسط المدينة بـ4 صواريخ شديدة الانفجار"، معلنة مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة.
وترزح مدينة الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد اشتباكات توصف بالأكثر عنفا، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور.
ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة التابعة للحكومة السودانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 9 أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، في حين أفاد طبيب بأن المنشأة اضطرت إلى التوقف عن العمل.
من جانب آخر، أورد إعلام مجلس السيادة الانتقالي تصريحات لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن "العالم غير مهتم بما يجري في السودان"، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، والتي لم يتم تنفيذها بجانب استمرار إمداد المليشيا بالسلاح".
إعلانوخلال تفقده مواقع للجيش بمنطقة البطانة، أفاد البرهان بأن ما سماها "معركة الكرامة" مستمرة بفضل الإسناد الشعبي، مؤكدا أنه "لا تفاوض ولا هدنة" مع المتمردين.
"عنف جنسي"من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة" معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة -في تقرير نشرته الاثنين- أن "عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي في ولاية جنوب كردفان".
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن أو أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي -أثناء زيارة للسودان- من "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول".
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة"، في حين أوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان".
وأضاف عثمان، الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
إعلانواندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.