موقع النيلين:
2025-01-27@13:52:21 GMT

هل البرهان رئيس غير شرعي؟

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

هل البرهان رئيس غير شرعي؟


نحن دخلنا في فترة إنتقالية منذ بيان إبنعوف في 11 أبريل 2019. لم تعد هناك أي جهة شرعية منتخبة من الشعب، ووثيقة كورنثيا التي وُقعت بين العسكر والقحاتة كانت وثيقة توافقية قائمة على شرعية الشراكة التوافقية.

وحينما فشل هذا التوافق (الجزئي والمنقوص) جاءت اجراءات 25 أكتوبر 2021 التي قضت بفض الشراكة مع ما تبقى من الحرية والتغير التي كانت قد تفككت بخروج الحزب الشيوعي وحزب الأمة والجبهة الثورية وكيانات كرتونية أخرى.

ثم فشلت القوى السياسية في التوافق مرة أخرى بعد 25 أكتوبر، حيث انقسمت قوى الثورة على نفسها،

وكل طرف يتبنى موقف إقصائي غير توافقي مع الآخر؛ فكانت قحت المجلس المركزي تصر على فرز وتصنيف القوى السياسية بمعاييرها هي، وتقرر من يحق لهم المشاركة في الفترة الإنتقالية وبأي صفة ومن لا يحق لهم، ساعدها في ذلك المطرود سيء الذكر فولكر وبعثته والآلية الثلاثية وكذلك أيضاً الآلية الرباعية التي تعاملت بانحياز تجاه أحزاب قحت المركزي. وفي الجهة الأخرى هناك الحزب الشيوعي وما يسمى بالجذريين،

وهؤلاء يزايدون على قحت نفسها قبل أن يزايدوا على الآخرين، ويدعون بأنهم الأحق بالسلطة باسم الشعب والثورة. في مقابل قوى الثورة بشقيها الإقصائي ممثلاً في قحت والأكثر إقصائية ممثلاً في ما يسمى بالجذريين من لجان مقاومة وشيوعيين وواجهاتهم، كانت هناك قوى سياسية واجتماعية تنادي بالحوار وبالتوافق الشامل، وهنا لابد من الإشادة بموقف حركات جوبا (رغم أنف البعض الذي لا يريد أن يحفظ لهم هذا الحق) التي ظلت مع شعار التوافق وضد الإقصاء ورفضت الانضمام للاتفاق الإطاري رغم كل الضغوط والتي وصلت حد التهديد.
هكذا هي الفترة الإنتقالية؛ حالة من الفشل وانعدام المسئولية وضيق الأفق وغياب الرؤية. وكانت نتيجة ذلك الحتمية هي الحرب الحالية، مع عوامل أخرى بالطبع.

الفترة الانتقالية بطبيعتها هي فترة تستدعي التوافق؛ أوسع توافق ممكن. ولكن هذا لم يحدث. لأن هناك قوى اعتقدت أنها قد ملكت السودان بوهم اسمه الثورة. ولكنها هي نفسها قد فشلت سياسيا وأخلاقياً وأيضاً فشلت تنظميماً حيث تفكك تحالف الحرية والتغيير. وفي النهاية حتى الحكومة الانتقالية التوافقية هي -بالتعريف- حكومة توافقية ليس لها شرعية بنفس معنى شرعية الحكومة المنتخبة مة الشعب.

وسط كل هذه الفوضى، تظل مؤسسة الجيش هي المؤسسة الوحيدة التي يلتف حولها الشعب. ولقد لجأت إليها منذ البداية جموع المتظاهرين في أبريل 2019، وما يزال الشعب يضع ثقته فيها، ويقف معها باعتبارها صمام الأمان الأخير لوحدة واستقرار البلد. .

ومع ذلك، فالبرهان قائد هذه المؤسسة ورأس الدولة الحالي ليس شرعياً؛ لا لأن قحت هي الممثل الشرعي للشعب أو حمدوك هو رئيس الوزراء الشرعي، ولكن لأنه رئيس انتقالي في مرحلة إنتقالية مضطربة لا تقبل مفهوم الشرعية أساساً؛ فالكلام عن الشرعية في مرحلة إنتقالية لا معنى له. ولكن البرهان هو الرئيس المناط به، بحكم موقعه كقائد للجيش وأيضاً كقائد للتغيير منذ 13 أبريل 2019 أي قبل خطأ وثيقة كورنثيا، يقع على عاتقه إخراج هذه البلد إلى بر الأمان، هذه مسئوليته. يجب عليه أن يعيد السلطة إلى الشعب نعم، ولكن ليس إلى شتات ثورة ديسمبر،

ويجب عليه قبل ذلك المحافظة على كيان الدولة ووحدتها وتماسكها واستقرارها. وهو يقوم الآن بهذا الواجب. بقي عليه أن ينتصر على المليشيا المتمردة ومخططاتها هي ومن يقف معها وخلفها، ويسانده الشعب في ذلك، ثم عبر الحوار والتوافق تشكيل حكومة لقيادة البلد في فترة إنتقالية تنتهي بانتخابات يقول فيها الشعب كلمته.

ولذلك، فإن الكلام عن شرعية البرهان هو كلام خارج السياق وبدون أي معنى. أما ادعاء شرعية حكومة حمدوك ومحاولة توظيف ذلك لتحقيق أي مكاسب سياسية لمجموعات حزبية فهذا هو الجنون بعينه. فحكومة حمدوك من البداية كان يجب أن تكون حكومة كفاءت وطنية مستقلة، ومشاركة حزب سياسي في الفترة الانتقالية هي بحد ذاتها خطأ وجريمة سياسية، ناهيك عن احتكار الفترة الإنتقالية وادعاء الشرعية دون الآخرين بدون أي تفويض من الشعب، فهذا عبارة جنون.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس السيادة السوداني: شعبنا يصطف خلف قواته المسلحة ضد الدعم السريع

أكد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، أن الشعب السوداني يصطف خلف قواته المسلحة ويدعم المعركة ضد ميليشيا الدعم السريع.

تصريحات رئيس مجلس السيادة السوداني وزير الخارجية يلتقي بنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مجلس السيادة السوداني: نواجه دعاية كاذبة بوجود مجاعة

وأضاف أن المعركة إلى نهايتها وعهدنا للشعب السوداني أن نقاتل ميليشيا الدعم السريع حتى نهزمها، وذلك حسبما ذكرت "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.

 صرح قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، اليوم الإثنين، قائلًا إن بلاده تواجه حربًا ممنهجة تعددت أطرافها، متحدثا عن شروط توقف الحرب في السودان.

وأكد البرهان أن الحرب لن تتوقف إلا بخروج قوات الدعم السريع، التي يتزعمها محمد حمدان دقلو حميدتي، من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين وإيقاف الدعم من الدول التي تدعمها سياسيًا وعسكريًا، مشددًا على أن علاقات السودان ستبنى على مواقف الدول من هذه الحرب.

وكان الجيش السوداني، أعلن الإثنين، أن قوات الدعم السريع استهدفت عبر المسيرات سد مروي، ومحطة الكهرباء، ما أدى إلى وقوع خسائر.

كيكل يبل البرهان بالسيطرة الكاملة على محلية ود مدني:

 أكد قائد قوات درع السودان، أبوعاقلة كيكل، السبت، لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان بكامل السيطرة على محلية مدينة ود مدني.

وظهر قائد قوات درع السودان أبوعاقلة كيكل، المنشق سابقًا عن قوات الدعم السريع، بعد السيطرة على حاضرة الجزيرة من أمام مقر محلية ود مدني الكبرى.

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس الدستورية: يجب ان يكون هناك توازن بين التشريعات والحفاظ علي حرية الأفراد
  • رئيس كولومبيا: لدينا 15 ألف مهاجر أمريكي غير شرعي وعليهم تسوية أوضاعهم
  • مدبولي يتابع مع رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ملفات العمل في الفترة الماضية
  • تحديات تنتظر رئيس أوكرانيا زيلينسكي خلال الفترة المقبلة
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: شعبنا يصطف خلف قواته المسلحة ضد الدعم السريع
  • نائب رئيس مصر أكتوبر : هناك اهتمام بقضايا الوعي السياسي بين أعضاء الأحزاب
  • رئيس مركز دندرة الثقافي: هناك محاولات لطمس الهوية الإنسانية
  • الشعب والجيش مع البرهان
  • جيوش البلد
  • رئيس الحكومة اللبنانية: سيكون هناك تعاون كامل بين الكويت ولبنان مع تشكيل الحكومة