نصف قرن من الزمان مر على ذكرى غالية وعزيزة على شعبنا المصري وعالمنا العربي وهى ذكرى انتصار السادس من اكتوبر عام 1973، والتي استطاع فيها جيشنا العظيم عبور خط بارليف، واستعادة أرضه الغالية، وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، بل والبدء بعدها في مفاوضات سياسية جادة لإستكمال السلام، واستعادة ما تبقى من أرض مصر حتى تم رفع العلم المصري على أرض سيناء الحبيبة في العام 1982، ثم دخول جولة جديدة من الدبلوماسية التحكيمية تم بموجبها استعادة طابا المصرية في العام 1989.
نصف قرن مر على السلام والحرب ومعه جاءت الدروس التي تؤسس لمسيرة المستقبل وغرس قيم أكتوبر لدى أجيالنا الجديدة التي يجب تعليمها، كيف كانت الحرب؟ وكيف جاء الإنتصار؟وكيف دشنت مصر السلام والتنمية والبناء؟
وهنا يجب أن نقف على طبيعة الحياة السياسية والعسكرية المصرية قبل حرب أكتوبر، وكيف استطاعت الدولة المصرية في ست سنوات عقب أحداث يونيو 1967 أن تقوم ببناء جيش وطني قوي ومدرب يملك أحدث التقنيات التسليحية إلى جانب القدرات البشرية الهائلة والتي مكنت الجيش المصري من رسم خريطة النصر عبر التخطيط الجيد والمنظم الى جانب تحديد الهدف المرجو والعمل على تحقيقه.
وهنا نتوقف لنغرس في نفوس أبناءنا بعض هذه الدروس الهامة التي صنعتها انتصارات اكتوبر المجيدة ومنها أن نجعل من الهزيمة دافعا قويا لكى ننهض ونعود مع تطوير القدرات وعدم اليأس مع أهمية التزود بكل القدرات التي تستطيع أن تكتسبها، مع تطوير العلاقات بالآاخرين بصورة مستمرة، مع أهمية الثقة بالله وجعل كلمة الله اكبر دوما هى الحافز لأنه الكبير والقادر أن يحول الإنكسار الى انتصار كما حدث في ذكرى حرب اكتوبر المجيدة 1973.
ومن أبرز دروس أكتوبر التي برزت بعد الإنتصار الكبير هو ضرورة تأمين القدرات التسليحية والدفاعية، مع السعى نحو التطوير المستمر لكافة قطاعات القوات المسلحة، والدخول في تدريبات مشتركة مع دول صديقة وهو ما يؤدي الى تبادل الخبرات والجوانب التطويرية القتالية والدفاعية للجيش المصري.
جملة القول، إن نصر اكتوبر وعلى الرغم من مرور نصف قرن على تحققه إلا أن الدروس باقية، وروح النصر ستظل دافعا قويا لبذل المزيد من الجهد في مجالات بناء الدول والتنمية لتحقيق انتصارات مماثلة في كافة مناحي الدولة المصرية العظيمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نصف قرن
إقرأ أيضاً:
الخريف: التنوع الاقتصادي القاسم المشترك والعنوان الرئيسي لرؤيتي مصر والسعودية
قال بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، إن التنوع الاقتصادي هو القاسم المشترك والعنوان الرئيسي للرؤية المصرية والسعودية وهذا يفتح مجال كبير للنظر في ماذا سيكون البلدين أقوى مع بعضهم، وأن لا يكون هناك تنافس.
بعض القدرات الصناعية يمكن ان تكون متكررة بين البلدينوأضاف « الخريف»، خلال لقاء مع الإعلامية أمل الحناوي، خلال برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن بعض القدرات الصناعية يمكن ان تكون متكررة بين البلدين وينتج عنها عدم كفاءة هذه الاستثمارات فيجب أن نأخذ بالنا، مشيرًا إلى أن مصر والسعودية حريصتان على التنسيق بينهما لضمان وجود التناغم.
وتابع: «في بعض الأوقات نحتاج لتجربة بعض الأفكار التي من شأنها ان تدعم التكامل الصناعي والاقتصادي بين البلدين والسوق المصري والسعودي كلاهما يستهدف تصدير المنتجات الوطنية كهدف أساسي»، لافتًا إلى أن مصر بحاجة إلى مزيد من الصادرات لتخفيف الاعتماد على الاستيراد.