د.حماد عبدالله يكتب: تمجيد الوسيلة وإهمال الغاية!!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
لا بد من أن نعيد حساباتنا في تقديرنا للكفاءات القادرة في بلادنا على إخراجنا من أزماتنا، وأن نعطي تلك الكفاءات حقها، حيث بتلك الكفاءات الإنسانية تقدمت الحضارة الغربية الحديثة.
ولعل هذا ينطبق على مقولة هامة وهي " أن كل ما أصبح ممكنًا هو بالضرورة مرغوب فيه"!! ولعل من قرائتنا لنظريات التقدم في بلاد سبقتنا إقتصاديًا وإجتماعيًاً وسياسيًا نرى بأن الكفاءة هي المعيار الرئيسي والأساسي للتقدم إلى شغل وظيفة إدارية سواء كانت في شركة أو مصنع أو حتى حكومة على مستوياتها الإدارية المختلفة من مدير قطاع إلى مدير مكتب الوزير إلى الوزير نفسه، ولعلنا قد جربنا ذلك أخيرًا، حيث الكفاءة هي التى يمكن ان تكون قادرة على قيادتنا إلى بر الأمان بتكلفة أقل!!
ولعل قرائه سريعة في كتاب (الأمير) " لميكافيلي" والذى فيه يرفع لواء الدعوة إلى أن (الغاية تبرر الوسيلة) هو حقًا التفسير الصحيح للرسالة التى حملها هذا الكتاب للأجيال اللآحقه!!
إلا أن الواقع الحادث اليوم والوارد في وكالات الأنباء عن الأحداث العالمية أو الأقليمية تثبت بأن الغاية سواء كانت نبيلة أو مجحفة ليست هي الهدف ولكن الوسيلة التى تُتْبع هي التى تستحق الدراسة وتستحق العناية من أصحاب القرارات المؤثرة في المجتمعات.
ولعل الكفاءة هنا من خلال ممارسات "ميكافيلية" تعطينا مفهوم أخر – إذًا ليس الكفاءة وحدها تهتم وتفتش بهدف النمو والتنمية، مع إهمال طبيعة هذه الأشياء التى تجرى تنميتها!!
ولعل هذا يقودنا إلى درس في الإقتصاد يقول "أن الإقتصادي لا يتدخل بتقييم الغايات أو الحاجات وتمحيص ملائمتها أو مشروعيتها أو أخلاقياتها" ليست هذه مهمته، وإنما مهمته هي تحقيق أكبر كفاءة تمكنه من توزيع الموارد (أي الوسائل) المحدده بين الحاجات أو الغايات غير المحدودة – فيكفي أن يكون الهدف مطلوبًا من بعض الناس ومستعدين لدفع ثمن له، فلا يهم بعد ذلك ما إذا كان جديرًا أو غير جدير بالسعي من أجله، ومن الإفتراضات الأساسية في نظرية الإستهلاك أن المستهلك يريد دائمًا المزيد، بصرف النظر عن هذا الذى يريد مزيدًا منه ( من كتابات المرحوم الأستاذ جلال أمين) ولعل تقديس أو تقدير الكفاءه مع إهمال الهدف النهائي منها مثل تمجيد السرعة، بصرف النظر عن طبيعة العمل الذى تؤديه هذه السرعة مضاعفة سرعة المواصلات، بغض النظر عن جدوى الرحلة أصلًا، ومضاعفة كفاءة وسائل الإتصال ونقل المعلومات، أيًا كانت قيمة تلك المعلومات أو محتوى الرسالة التى يجرى توصيلها!!
إن تمجيد الوسيلة على حساب الغاية، يذكرنا بما يقوله ناقد للحضارة الغربية بأنهم قالوا " كل ما أصبح ممكنًا هو بالضرورة مرغوب فيه" – فإذا كان عبور الأطلنطي في ساعتين بدلًا من أربع ساعات قد أصبح ممكنًا تكنولوجيًا، فلا بد أنه جدير بالحصول عليه وتطبيقه!! الكفاءة في بلادنا ومنذ حقبات متعددة من الزمن أصبح لا قيمة لها – حيث إقترنت الإختيارات مره بأهل الثقة ومرات بأصحاب المصالح أو المعارف أو الأخوه والأقارب مليون مره، ورحم الله أهل الكفاءة في بلادنا!!
[email protected] Hammad
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
دراسة عالمية تدق ناقوس الخطر تجاه وباء قصر النظر بين الأطفال والمراهقين
دقت دراسة حديثة ناقوس الخطر، بعد أن باتت الشاشات جزءاً لا يتجزأ من يوميات الأطفال، حيث حذرت دراسة حديثة من تصاعد مخيف في حالات قِصر النظر بين الصغار والمراهقين حول العالم.
وباء قصر النظر بين الأطفال والمراهقينوأشارت الدراسة إلى أن العالم قد يكون على أعتاب وباء بصري صامت قد يهدد جيل بأكمله إذا لم تُتخذ الأمهات والمراقبين على الأطفال خطوات وقائية عاجلة.
ونُشرت الدراسة في المجلة البريطانية لطب العيون وأجراها فريق من الباحثين بجامعة سون يات سين الصينية.
وأظهرت الدراسة أن واحد من كل ثلاثة مراهقين حول العالم يعاني بالفعل من قصر النظر، وهذه النتائج أصبحت مخيفة، ومن المثير للقلق أن العدد مرشّح للارتفاع ليصل إلى أكثر من 740 مليون طفل ومراهق بحلول عام 2050 يعانون من ضعف البصر ومشاكل به.
5.4 مليون طفل تحت المجهر والأرقام ترتفعاعتمد الباحثون في الدراسة خلال تحليلهم على قاعدة بيانات ضخمة ضمت معلومات صحية وبصرية لأكثر من 5.4 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 19 عامًا، تم جمعها من دراسات وتقارير حكومية في أكثر من 50 دولة.
وكشفت البيانات أن 1.9 مليون طفل من هؤلاء يعانون فعليًا من قصر النظر بدرجات متفاوتة، وهي أرقام لم يعد بالإمكان تجاهلها.
الجينات ليست السبب الوحيد
وأرجعت الدراسة السبب الحقيقي وراء ضعف النظر، إلى أنه لا ينعلق بالجينات أو العامل الوراثي فقط بل فى نمط الحياة للأطفال والمراهيين ويشمل:
الإفراط في استخدام الشاشات هواتف، تابلت، تلفاز، ألعاب إلكترونية.
البقاء الطويل في الأماكن المغلقة.
انخفاض معدل قضاء الوقت في الهواء الطلق، خاصة في ضوء الشمس الطبيعي.
يحدث قصر النظر عندما تعجز العين عن تركيز الضوء بشكل صحيح على شبكية العين، وهذا يؤدي إلى رؤية الأشياء بشكل غير واضح، مع إمكانية احتفاظ الشخص بقدرة جيدة على رؤية الأشياء القريبة.
اقتراب الطفل المفرط من الشاشات أو الكتب.
شكواه المتكررة من عدم وضوح الرؤية في الفصل.
صداع متكرر أو إجهاد بصري.
رمش مفرط أو فرك العينين بشكل مستمر.
نصح أحمد حسنين، استشارى العيون، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، الأمهات بنصائح قد تحمي عيون أطفالهم من قصر النظر، وهي تشمل الأتي:
ساعة على الأقل يوميًا في الهواء الطلق، ويفضّل أن تكون في النهار وتحت أشعة الشمس.
تحديد وقت الشاشة بحد أقصى ساعتين يوميًا للأطفال فوق سن السادسة.
اتباع قاعدة 20-20-20، كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، ينظر الطفل إلى شيء بعيد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
شجيعي طفلك على الأنشطة البدنية والهوايات غير الرقمية مثل الرسم أو اللعب الحركي.
أفحص النظر بانتظام لدى طبيب العيون، خاصة إذا كان أحد الوالدين يعاني من مشاكل بصرية.