الثورة نت:
2024-09-10@12:22:40 GMT

محمد رسول الله ورحمته للعالمين.. (فبذلك فليفرحوا)

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

 

 

بشّر به الأنبياء والمرسلون السابقون وتحدثت عنه الكتب السماوية السابقة وأرسله الله رحمة للعالمين، كل هذا لأن مهمته شاملة وعالمية وخاتمة لكل الرسالات السماوية الإلهية للبشرية، إنه رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الذي أرسله الله تعالى للناس كافة في كل أرجاء العالم للعرب والعجم واهل الكتاب من اليهود والنصارى وكل الناس بلا استثناء منذ بعثته إلى قيام الساعة، ولأن مهمته الرسالية على هذا النحو من المسؤولية العالمية الشاملة منحه الله تعالى من الرعاية ما يؤهله لأن يؤدي رسالته على أرقى ما يمكن وان يكون قائداً استثنائياً وفريداً وقدوة على أرقى مستوى بل وصفه الله تعالى انه على خلق عظيم وقال عنه (ورفعنا لك ذكرك)، وتحدث عنه في القرآن الكريم بشكل واسع ومكثف عن شخصيته وعن دوره وعن مهامه وعن إخلاصه وجهاده وعظمته وحرصه الشديد والكبير على هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى وعلى هذا الأساس وصفه الله انه أرسله رحمة للعالمين.


ومن أبرز وأهم المسؤوليات والمهام التي أناط الله تعالى بها رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله هي إخراج الناس كل الناس منذ بعثته إلى يوم القيامة من الظلمات إلى النور بإذن ربهم على أساس ما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم وهذا ما نصت عليه وتضمنته الكثير من الآيات والسور القرآنية ومنها قول الله تعالى ﴿الر كتاب أنـزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد﴾، وهذه الآية وأمثالها الكثير في القرآن الكريم تؤكد أن الله تعالى اختار واصطفى لرسالته إلى الناس عبده وصفيه من خلقه رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وأنزل إليه القرآن الكريم ليعمل على استنقاذ الناس كل الناس من حالة الجهل والظلم والظلام إلى حالة النور والعمل والمعرفة والعدل والحق والخير والفلاح لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم، وهذا يوضح لنا أن الرسالة الإلهية تنطلق وترتكز وتتمحور وتتحرك على أساس القرآن الكريم بكل ما يتضمنه من نور وهدى وحكمة ورحمة، ومهمة الرسول الرئيسية هي إخراج الناس من الظلمات بكل أشكالها وأنواعها إلى النور الذي مصدره الله والذي يؤدي إلى الله تعالى والى دينه وكتابه المتمثل في القرآن الذي وصفه في سورة الشورى انه نور (نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا)، وعلى أساس ذلك تحرك رسول الله يشد الناس إلى الله تعالى والى كتابه الكريم ليخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والضلال إلى نور الحق والعدل والخير والهدى، وهذه من أجلِّ واعظم النعم الإلهية على الناس أجمعين.
كل النعم الإلهية على الناس عظيمة وكبيرة وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى وتستحق الشكر والثناء ولكن نعمة الهداية المتمثلة في الرسول والرسالة والقرآن الكريم تعد أعظم النعم لأن التفاعل الإيجابي والعملي معها يترتب عليه الخير والصلاح والسعادة والعزة والكرامة والقوة في كل مجالات الحياة والعلم والمعرفة والنور والهدى في الدنيا ويترتب عليها في الآخرة الفلاح والفوز والنجاة ورضوان الله وجنته، وعلى هذا الأساس اقتضت رحمة الله تعالى بالناس أجمعين أن يرسل اليهم رسولا هو محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وانزل عليه القرآن الكريم ليذكر به ويتلوه وينذر به ويبلغه بهدف إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولهذا وصف الله تعالى هذه النعمة وهذه الرسالة بقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهل هناك اعظم وارقى من هذه الرحمة التي تهدف إلى تنظيم حياة الناس ومعيشتهم في الدنيا في كل المجالات وإنقاذهم من عذاب الله وسخطه وعقابه في الآخرة؟ لا يوجد نعمة توازي نعمة الهداية، وكل أنواع الرحمة الإلهية بالناس أجمعين هي منبثقة من نعمة الهداية المتمثلة في الرسول والرسالة والقرآن الكريم، ولهذا قال الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا).
لهذا يحتفل الشعب اليمني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام تعظيماً وشكراً لله على نعمة الهداية وتجسيداً لقول الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)، ويحيي اليمنيون هذه المناسبة من شهر صفر إلى الثاني عشر من شهر ربيع الأول بندوات توعوية وتثقيفية تذكيراً بعظمة رسول الله صلى الله عليه واله ومحاضرات وخطب وملصقات ولافتات وزينة في الشوارع والحارات والمدن وفي يوم الثاني عشر من ربيع الأول الذي هو يوم المولد الأغر يتم تتويج تلك الفعاليات الاحتفالية بحفل جماهيري مليوني في العاصمة اليمنية صنعاء وفي مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، ويلقي فيه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كلمة يتحدث فيها عن عظمة هذا الرسول وعن شخصيته وعن علاقتنا به كمسلمين وماذا يعني التمسك برسالته والاتباع له؟ فيكون إحياء هذه المناسبة العظيمة بمثابة دورة ثقافية تعزز العلاقة بالرسول والرسالة الإلهية فيلمس الناس ثمار ونتائج إحياء هذه المناسبة في واقعهم على المستوى الإيماني وترتقي بهم إلى حيث يحب الله ويرضى، ويتحقق قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، فإحياء هذه المناسبة يحيي النفوس والقلوب بالشكل الذي يحبه الله تعالى ويرضاه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محمد ﷺ: بحرٌ من الفضائل نورٌ للعالمين

د. نجيب علي مناع

تُصبِحُ محاولةُ وصف النبي محمد ﷺ بكلماتٍ محدودةٍ مهمةً صعبةً للغاية. فحياتُه، التي تُعتبر خاتمةً لِـ رحلة النبوة، هي بحرٌ من المعاني والإلهام، ومُثُلٌ عليا للخلق والفضيلة. لكنه رغم عظمةِ شخصيته، سنحاول اختراق بعض جوانبها لنُلقيَ الضوءَ على عظمته ورسالته:

رسولُ الرحمة:

جاء النبي محمد ﷺ لِإخراج البشرية من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ناقلاً رسالةً من الرحمة والهداية لكلّ مخلوق. فقد وصفه الله -سُبحانَه وتعالى- “رحمة للعالمين” في كتابه الكريم. وهذه الرحمةُ لم تكن محصورةً على المسلمين فحسب، بل شملت جميعَ الخلق؛ فقد كان يهتمُّ بِـ شؤون الأيتام، ويُطعِمُ المساكين، ويُساعِدُ الفقراء، ويعطفُ على المرضى والمُسنين.

رحمةُ الله:

فكان النبي ﷺ كالشمس تُشرِقُ على العالم، تنشُرُ نورَها ورحمَتها على كُـلّ مخلوق، مُنيرًا العقول والقلوب؛ فقد كان ينشر الأمن والمحبة والعدالة في قلوب أُمّته، ويُحارِبُ ظلمَ المُستكبرين والمُعتدين.

خاتمُ النبيين:

جاء النبي محمد ﷺ خاتمةً للنبوات، مُختارًا من الله -سبحانه وتعالى- لإتمام رسالته، مؤكّـداً أنّه الخاتم رسل الله؛ فقد كانت رسالته رسالةً جامعةً لِـجميع الشرائع السماوية السابقة، وأثبت صدقها بِـمعجزات عديدة، كِـالمعجزة الكبرى القرآن الكريم.

صاحبُ الأخلاق العظيمة:

يشهدُ على عظمة أخلاق النبي محمد ﷺ آياتُ القرآن، وحديثُ أهل بيته وصحابته الكرام؛ فقد كان يُشهَدُ له بِـالخُلُقٍ العَظِيمٍ، مُتّسمًا بِالصدق والأمانة والتواضع والشجاعة والتسامح. كان يجمعُ بين الصلابة والعطف، مُحافِظًا على كرامة الإنسان، رغم اختلاف دياناته.

صاحبُ المعجزات:

أُنزِلَ على النبي محمدٍ ﷺ معجزاتٌ كثيرةٌ لإثبات صدق رسالته، ولـتهيئة العقول لِـقبول رسالة الإسلام؛ فقد كانت معجزة القرآن الكريم، ومعجزة انشقاق القمر، ومعجزة إسراء ومعراج، وَمعجزات أُخرى تُؤكّـد على صدق رسالته وعظمته.

قائدٌ عظيم:

قاد النبيُّ محمدٌ ﷺ أُمّتَه إلى النصر، وأقامه الله لـتأسيس دولةٍ إسلامية عظيمة، من أروع الدول في التاريخ، مُستندًا على مبادئ العدالة والمساواة والتسامح والحكمة.

قلبٌ رحيم:

كان النبيُّ محمدٌ ﷺ يُحِبُّ الخير لِـجميع البشر، ويرحم الضعيفَ والمُحتاج؛ فقد كان يعطف على المساكين والأيتام والمرضى والمُسنين.

عقلٌ نيّر:

كان النبي محمد ﷺ مُتفوّقًا في ذكائه، وُهِبَ بِـحكمةٍ وَبصيرةٍ غائرتين، مُنيرًا العقول والمُقلوب برسالة الإسلام، مُنتهجًا الطريق الصحيح للسعادة والتقدم.

قُدوةٌ للإنسانية:

أعطى النبي محمد ﷺ للإنسانية أروعَ النموذج للخلق والسلوك والحكمة والإخلاص؛ فقد كان قُدوة لِجميع الأمم، مبينًا لهم الطريق الصحيح لِلعيش بِسعادة ووئام.

ختامًا، لا توجد كلمات تَصِف عظمة النبي محمد ﷺ، فَــإنَّ الرسولَ ﷺ هو بحرٌ من الفضائل وَالجمال، وَكلّ كلمة تُقال في حقه تُعَدّ نقطةً في بحر عظمته؛ فقد كانت حياته مثالاً لِجميع البشر، مُنيرًا لهم الطريقَ الصحيح إلى السعادة والخير والرحمة.

مقالات مشابهة

  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • محمد ﷺ: بحرٌ من الفضائل نورٌ للعالمين
  • العبادة الصامتة.. المقصود بها وفضلها في الإسلام
  • فضل دعاء الأم في الإسلام
  • 3 رحلات عمرة.. تكريم 650 من حفظة القرآن الكريم بالمنوفية (صور)
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • مصطفى حسني: اسم الله الضار لا يوجد في القرآن
  • قبل ذكرى المولد النبوي.. كم مرة ورد لفظ الرسول في القرآن الكريم؟
  • المولد النبوي: تعرف على مقتنيات رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • علي جُمعة: النور المحمدي أول شيء خلقه الله تعالى