محمد رسول الله ورحمته للعالمين.. (فبذلك فليفرحوا)
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
بشّر به الأنبياء والمرسلون السابقون وتحدثت عنه الكتب السماوية السابقة وأرسله الله رحمة للعالمين، كل هذا لأن مهمته شاملة وعالمية وخاتمة لكل الرسالات السماوية الإلهية للبشرية، إنه رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الذي أرسله الله تعالى للناس كافة في كل أرجاء العالم للعرب والعجم واهل الكتاب من اليهود والنصارى وكل الناس بلا استثناء منذ بعثته إلى قيام الساعة، ولأن مهمته الرسالية على هذا النحو من المسؤولية العالمية الشاملة منحه الله تعالى من الرعاية ما يؤهله لأن يؤدي رسالته على أرقى ما يمكن وان يكون قائداً استثنائياً وفريداً وقدوة على أرقى مستوى بل وصفه الله تعالى انه على خلق عظيم وقال عنه (ورفعنا لك ذكرك)، وتحدث عنه في القرآن الكريم بشكل واسع ومكثف عن شخصيته وعن دوره وعن مهامه وعن إخلاصه وجهاده وعظمته وحرصه الشديد والكبير على هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى وعلى هذا الأساس وصفه الله انه أرسله رحمة للعالمين.
ومن أبرز وأهم المسؤوليات والمهام التي أناط الله تعالى بها رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله هي إخراج الناس كل الناس منذ بعثته إلى يوم القيامة من الظلمات إلى النور بإذن ربهم على أساس ما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم وهذا ما نصت عليه وتضمنته الكثير من الآيات والسور القرآنية ومنها قول الله تعالى ﴿الر كتاب أنـزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد﴾، وهذه الآية وأمثالها الكثير في القرآن الكريم تؤكد أن الله تعالى اختار واصطفى لرسالته إلى الناس عبده وصفيه من خلقه رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وأنزل إليه القرآن الكريم ليعمل على استنقاذ الناس كل الناس من حالة الجهل والظلم والظلام إلى حالة النور والعمل والمعرفة والعدل والحق والخير والفلاح لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم، وهذا يوضح لنا أن الرسالة الإلهية تنطلق وترتكز وتتمحور وتتحرك على أساس القرآن الكريم بكل ما يتضمنه من نور وهدى وحكمة ورحمة، ومهمة الرسول الرئيسية هي إخراج الناس من الظلمات بكل أشكالها وأنواعها إلى النور الذي مصدره الله والذي يؤدي إلى الله تعالى والى دينه وكتابه المتمثل في القرآن الذي وصفه في سورة الشورى انه نور (نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا)، وعلى أساس ذلك تحرك رسول الله يشد الناس إلى الله تعالى والى كتابه الكريم ليخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والضلال إلى نور الحق والعدل والخير والهدى، وهذه من أجلِّ واعظم النعم الإلهية على الناس أجمعين.
كل النعم الإلهية على الناس عظيمة وكبيرة وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى وتستحق الشكر والثناء ولكن نعمة الهداية المتمثلة في الرسول والرسالة والقرآن الكريم تعد أعظم النعم لأن التفاعل الإيجابي والعملي معها يترتب عليه الخير والصلاح والسعادة والعزة والكرامة والقوة في كل مجالات الحياة والعلم والمعرفة والنور والهدى في الدنيا ويترتب عليها في الآخرة الفلاح والفوز والنجاة ورضوان الله وجنته، وعلى هذا الأساس اقتضت رحمة الله تعالى بالناس أجمعين أن يرسل اليهم رسولا هو محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وانزل عليه القرآن الكريم ليذكر به ويتلوه وينذر به ويبلغه بهدف إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولهذا وصف الله تعالى هذه النعمة وهذه الرسالة بقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهل هناك اعظم وارقى من هذه الرحمة التي تهدف إلى تنظيم حياة الناس ومعيشتهم في الدنيا في كل المجالات وإنقاذهم من عذاب الله وسخطه وعقابه في الآخرة؟ لا يوجد نعمة توازي نعمة الهداية، وكل أنواع الرحمة الإلهية بالناس أجمعين هي منبثقة من نعمة الهداية المتمثلة في الرسول والرسالة والقرآن الكريم، ولهذا قال الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا).
لهذا يحتفل الشعب اليمني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام تعظيماً وشكراً لله على نعمة الهداية وتجسيداً لقول الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)، ويحيي اليمنيون هذه المناسبة من شهر صفر إلى الثاني عشر من شهر ربيع الأول بندوات توعوية وتثقيفية تذكيراً بعظمة رسول الله صلى الله عليه واله ومحاضرات وخطب وملصقات ولافتات وزينة في الشوارع والحارات والمدن وفي يوم الثاني عشر من ربيع الأول الذي هو يوم المولد الأغر يتم تتويج تلك الفعاليات الاحتفالية بحفل جماهيري مليوني في العاصمة اليمنية صنعاء وفي مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، ويلقي فيه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كلمة يتحدث فيها عن عظمة هذا الرسول وعن شخصيته وعن علاقتنا به كمسلمين وماذا يعني التمسك برسالته والاتباع له؟ فيكون إحياء هذه المناسبة العظيمة بمثابة دورة ثقافية تعزز العلاقة بالرسول والرسالة الإلهية فيلمس الناس ثمار ونتائج إحياء هذه المناسبة في واقعهم على المستوى الإيماني وترتقي بهم إلى حيث يحب الله ويرضى، ويتحقق قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، فإحياء هذه المناسبة يحيي النفوس والقلوب بالشكل الذي يحبه الله تعالى ويرضاه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علامات قبول الطاعة بعد رمضان.. 5 أمارات ترقبها في نفسك
علامات قبول الطاعة بعد رمضان، انقضى شهر رمضان شهر النفحات، والطاعة والعبادات، وحافظ المسلمون واستقاموا على الطاعة والعبادة في هذا الشهر الفضيل واجتهدوا حتي ينالوا الثواب الجزيل من رب العالمين.
وبانتهاء رمضان تق عزيمة كثير من الناس عن الاجتهاد في الطاعة والعبادة، ويتناسون مكارم الأخلاق، غافلين أن الاستقامة على الطاعة والخلق أمر رباني وفرضية إلهية في رمضان وفي غير رمضان، وليكن رمضان بداية الاستقامة عند غير المستقيم، وإعادة وتجديد لنشاط المستقيم.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في إجابته عن سؤال: «ماذا أفعل بعد رمضان؟»، إن الشكر لله على إتمام العبادة ليس باللسان فقط؛ وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال، فقد حث الله تعالى على ذلك، فقال: «ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» (البقرة :185).
وأضاف «الأزهر» أن خير ختام للعمل الصالح في رمضان أن تكثر من الاستغفار بعده، فقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة.
وتابع: ليكن شهر رمضان نقطة انطلاق لك، وقارن بين حالك في رمضان وحالك بعده، وترقى في الأعمال الصالحة، فعن ابن عباس، قال: قال رجل: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الحال المرتحل» قال: وما الحال المرتحل؟ قال: «الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل» أخرجه الترمذي، فالمعبود واحد، ورب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام.
وأشار إلى أن رمضان مدرسة التغيير نستفيد منه لما بعده، نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا، ومن أقبل على الله مخلصا أقبل الله عليه، قال تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد: 11)، مؤكدا أن الصلاة واجبة في رمضان وفي غيره، فلا يليق بالمسلم أن يترك الصلاة بعد رمضان، ولا أن يترك الجماعات، فلا تكن من الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان!.
وتابع: أحسنوا عبادة الله فليس بعد الموت سجود ولا تضيعوا ما قدمتم في رمضان، ولا ترجعوا إلى المعاصي والسيئات «ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا..» (النحل: 92).
علامات قبول الطاعة بعد رمضانولفت إلى أن من علامات قبول الأعمال الصالحة في رمضان أولا: أن تستمر عليها بعده، فالمداومة على الصالحات سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته..» أخرجه مسلم، قائلا «لا تغتر بعبادتك، ولا يدخل العجب إلى قلبك، ولا تمن على الله بعملك، بل داوم واسأل الله القبول، قال تعالى: «ولا تمنن تستكثر».
وحذر مركز الأزهر، من الكسل والفتور بعد رمضان، مؤكدا أن الاستقامة من أفضل الأعمال، فعن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: «قل: آمنت بالله، فاستقم» أخرجه مسلم.
وأردف ثانيا: «كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما من العمل، ألم تسمعوا قول الله عز وجل: إنما يتقبل الله من المتقين» [المائدة:27]، ويقول الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى: «من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها، فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى، وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية، ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها، وأقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها وتعفوها».
وطالب بضرورة المداومة على العبادة بعد رمضان، فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة، فعن القاسم بن محمد عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها، وإن قل قال: وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته». أخرجه مسلم.
وألمح إلى أن من علامات قبول العبادة والطاعات ثالثا: ظهور آثارها على السلوك والعمل، وحسن معاملة الخلق في كل شيء، فمن وجد ثمرة عمله في خلقه فقد حقق غاية من أهم غايات الطاعة والعبادة.
وأشار إلى أن من علامات قبول العبادات رابعا: أن يحبب الله الطاعة إلى قلبك فتأنس بها، وتطمئن إليها، قال تعالى: «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب» [الرعد:28]، خامسا: والكره للمعصية علامة من علامات القبول عند الله، قال تعالى: «ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون» [الحجرات:7].