اليوم يحتفل الشعب اليمني بمناسبة المولد النبوي الشريف ، أقدس وأعظم مناسبة لقداسة وعظمة صاحبها رسول الله محمد- صلوات الله عليه وآله وسلم، وإذ يحتفل الشعب اليمني بهذه المناسبة في الساحات والميادين حضوراً ملايينياً، فإنه سيحتفل أيضا بإعلان قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية.
يوم مشهود سيكون اليوم ، بالاحتفالات المتميزة بمناسبة المولد النبوي الشريف ، وبالمرحلة الأولى للتغيير الجذري ، الحشود المليونية التي ستتدفق اليوم إلى ساحات المولد النبوي الشريف بأضعاف الحشود في الأعوام الماضية ، بقدر ما هي احتفالات يمانية متميزة بمناسبة مولد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، فإنها بمثابة التفويض الشعبي لقرارات قائد الثورة في بدء مرحلة التغيير الجذري الشامل ، والذي وضع معالمه قائد الثورة مساء أمس في خطاب تمهيدي لخطاب المناسبة العظيمة. هذا التغيير الجذري هو استحقاق للشعب العظيم ما زال على عاتق ثورة 21 سبتمبر ، كان مفترضاً من يوم انتصار الثورة في العام 2014م أن ينجز هذا الاستحقاق ، لكن شن العدوان وحجم الحرب الأجنبية على اليمن فرض على أن تكون الأولوية هي التصدي للعدوان.
التغيير الجذري ضرورة وطنية قصوى وملحة ، وهو استحقاق شعبي ليس لظروف مستجدة وطارئة ، بل لتصحيح اختلالات عميقة كان على الثورة أن تقوم بها ، لتبني دولة عدالة وحقوق بهوية إيمانية وطنية ، دولة حرة مستقلة في قرارها واقتصادها ، دولة منتجة لا تعتمد على الخارج في حاجات شعبها ومآكلهم وملابسهم ، وليس ذلك بمستحيل أبداً، فالتجربة خير برهان فيما تحقق من إنجازات في الجانب العسكري ، وقد تحولت اليمن إلى دولة منتجة تصنع السلاح والعتاد ، وقدمت صناعات وإنتاجات حربية متطورة ومقتدرة ورادعة للأعداء ، وتلك التجربة تبعث الأمل ، وتحفز المعنويات ، وتقتضي البناء عليها في إحداث نهضة شاملة في البناء والاقتصاد والتحولات الكبيرة.
من بركات هذه المناسبة ، ننطلق نحو ثورة التغيير الجذري الشامل ، ومن بركات صاحب هذه المناسبة صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ، الذي غيّر وجه الدنيا بمولده العظيم ، لا بد أن نغير واقعنا إلى الأفضل.
يقيننا أن ثورة 21 سبتمبر ما تزال مستمرة ، وستظل مستمرة حتى تحدث التغيير الشامل والكامل ، واستحقاق اليمنيين أن هذه الثورة التي أسقطت الوصاية الخارجية ، والارتهان والتبعية العمياء للأعداء ، هي من أنصع الثورات وأنظفها في الدنيا كلها ، قادها قائد استثنائي حكيم وعظيم ، يعبر عن الشعب ويلتحم به ، ويحمل قضاياه وهمومه ومصالحه ، يسلك بالناس مسالك الخير والهدى والإيمان.
في خطابه مساء أمس بمناسبة المولد النبوي الشريف ، وضعنا قائد الثورة- حفظه الله- أمام الاستحقاق الثوري في التغيير الجذري بكافة تفاصيله ، مشيرا إلى أن إعلان المرحلة الأولى سيكون اليوم في خطاب مناسبة المولد النبوي الشريف الذي سيلقيه على الملايين المحتشدة ، وكلنا ثقة بأن إحداث التغيير سينجز كما ينبغي بعون الله وتوفيقه.
لم نجازف بثقتنا ويقيننا في النصر على العدوان حينما مضينا خلف هذا القائد العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، وقد تحققت بفضل الله انتصارات منعت العدوان من تحقيق أهدافه ، بل ومزقنا التحالفات المؤلفة من جيوش ومرتزقة وحلوف متعددة حتى تكسرت نصالهم وتشرذمت تحالفاتهم ، ولن نكون مجازفين حينما نضع ثقتنا ويقيننا اليوم في هذا القائد العظيم لإحداث التغيير الجذري الشامل ، فمن أنجز معجزات في الحرب ، سينجز أضعافها في البناء والنهوض والاقتصاد وغيره ، واليوم قول فصل ومرحلة جديدة ، رسالته العارمة “فوضناك في يوم مشهود”.
ودماء الشهداء وآلام الجرحى ومتاعب الصابرين والمتعبين والموظفين والمواطنين والصامدين بصمت حيثما وُجِدُوا وكيفما تحرَّكوا، سنبني نهضة شاملة وكاملة وتجربتنا العسكرية محفزة على ذلك ، حتى تكون بلادنا مثالا في ذلك ، لنتوكل على الله ونعتمد عليه وننطلق خلف قائد الثورة وشعارنا (فوضناك دائماً وأبداً)..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، المسلمين بتقوى الله تعالى تقوى من يرجو دار النعيم، حيث بيّن أن الحياة وتقلباتها وتحدياتها يجد الإنسان حاجته إلى الشعور بما يبدد القلق ويمنحه الطمأنينة ويبعد عنه الخوف والشك, مبينًا أن حسن الظن بالله يمضي بمسيرة حياة الإنسان بثقة اطمئنان وإذا أيقن الإنسان بأن الله يعده لمستقبل مشرق عاش بالأمل برحمة الله فتحركه قوة الإيمان إلى السعي والإبداع.
وقال الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، إن من سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصبر ويزيد اليقين بحسن الظن بالله في تحول المحنة إلى منحة فالتوكل على الله غذاء حسن الظن بالله ومصدر للقوة المعنوية التي تحمي من اليأس في مواجهة الهموم وأن من توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأن الله لن يخذله ويرى في الفتن طريقًا للنجاح وسلمًا للارتقاء وصقلاً للذات.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن في قصة مريم وهي في أشد لحظات الضيق حين لجأت وقت المخاض إلى جذع النخلة وكان حسن ظنها بالله راسخًا قال تعالى (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ).
وتابع الثبيتي: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى حسن الظن بالله ففي الهجرة مع أبي بكر وقد حاصرهم الخطر قال أبوبكر للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لو أنَّ أحَدَهم نَظَر تحْتَ قدَمَيْه لَأبْصَرَنا»، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ما ظنُّكَ يا أبا بَكرٍ باثْنَينِ اللهُ ثالثُهما).
وأوضح أن جل الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة أقسى الأزمات مبينًا أن الأمة مرت على مر العصور بأزمات خرجت منها أكثر قوة.
وبيّن أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل وترك العمل بل هو محفز على الجد والاجتهاد, وأن من مقتضيات حسن الظن بالله بذل الجهد وخدمة دينه وأمته وبناء وطنه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها) وقال جل من قائل (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )).