الإمارات تشارك في اجتماع مجلس محافظي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة، في الاجتماع السنوي الثامن لمجلس محافظي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي انطلق أمس في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية ويختتم اليوم، تحت شعار “النمو المستدام في عالم ملئ بالتحديات”.
ومثّل دولة الإمارات في الاجتماع، سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، نائب محافظ الإمارات العربية المتحدة في البنك، وشارك في الاجتماع محافظو الدول الأعضاء، إضافة إلى عدد من الشركاء الاستراتيجيين للبنك.
واستعرض مجلس المحافظين، خلال الاجتماع الذي يعقد لأول مرة في إفريقيا، الإنجازات التي تم تحقيقها خلال عام 2022، والتوجّهات والمبادرات الاستراتيجية المستقبلية، وتعزيز العمل المشترك لمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال تحسين خدمات البنية التحتية، وحشد المزيد من الفرص التمويلية الميسرة في القطاعات التنموية الواعدة، مثل: الطاقة المتجددة والنقل والمياه، إضافة إلى المشروعات الخضراء.
وقال سعادة محمد سيف السويدي، إن الحاجة باتت ملحة لتكثيف العمل المشترك وتعزيز الجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وتوفير التمويل لتشجيع الاستثمار في مشاريع البنية التحية للطاقة النظيفة في قارتي آسيا وإفريقيا، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من توجّه البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتخصيص 50% من استثماراته للعمل المناخي بحلول عام 2025، الأمر الذي يسهم في مواجهة التحديات البيئية وتخفيف آثارها على المجتمعات في مختلف قارات العالم.
وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بالعمل المشترك مع مختلف المنظمات والمؤسسات الدوليّة التي تدعم تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة حول العالم، لا سيما وأن الدولة تستضيف أول مكتب تشغيلي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ما يوفر فرصة مثالية للتوسع في تمويل مشاريع البنية التحتية لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام لمجتمعات الدول النامية.
وأكد أن انعقاد مجلس محافظي البنك يتزامن مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف “COP28” خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، وأن هذا الحدث العالمي يمثل فرصة مناسبة لتسليط الضوء على الدور الريادي الذي تقوم به دولة الإمارات في تعزيز الانتقال السريع نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة والتي أصبحت اليوم غاية أساسية للعالم مع تنامي أهمية رفع مستوى طموح العمل المناخي والتحول للاقتصاد الأخضر، من أجل تحقيق النمو المستدام.
وأضاف سعادته، أن دولة الإمارات تتطلع من خلال مؤتمر الأطراف “COP28” إلى حشد الجهود العالمية لتحقيق نتائج ملموسة تسهم في إحداث نقلة نوعية في مسار العمل المناخي، لافتاً إلى أهمية زيادة الاستثمار في مشاريع مستدامة، وتبني حلول مبتكرة تدعم تنمية القطاعات الاستراتيجية كالطاقة، والمياه، والتكنولوجيا الزراعية بما يضمن تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
وتضمنت الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في شرم الشيخ، مناقشات استراتيجية حول القضايا ذات الأولوية والتي تتعلق بتعبئة الموارد المالية للقطاع الخاص، لتوجيهها للمشروعات الاقتصادية والصديقة للبيئة، حيث يوفر البنك تمويلات ميسرة ومنخفضة التكلفة لمشروعات الطاقة المتجددة والنقل منخفض الكربون، وقطاع المياه والصرف الصحي، ومكافحة التلوث وتعزيز خدمات النظام البيئي.
كما ناقش المشاركون خلال الاجتماع المواضيع المرتبطة بتوسيع نطاق الاستجابة السريعة للتحديات البيئية العالمية وإيجاد الحلول المبتكرة التي تسهم في تحقيق التوازن بين الاحتياجات قصيرة الأجل الناجمة عن وضع الاقتصاد الكلي مع الدعم المستمر للنمو الاقتصادي المستدام على المدى البعيد، للانتقال نحو بيئة خالية من الانبعاثات الصفرية وقادرة على التكيف مع تغير المناخ.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة انضمت كعضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في أبريل 2015، وتبلغ مساهمتها في رأسمال البنك نحو 1.185 مليار دولار.
ويعد البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بنكاً إنمائياً متعدد الأطراف يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للدول الآسيوية من خلال دعم مشاريع البنية التحتية، حيث يبلغ عدد أعضاء البنك 106 أعضاء.
وموّل البنك منذ تأسيسه 232 مشروعاً تنموياً، بقيمة إجمالية بلغت 44.41 مليار دولار أمريكي، حيث أسهمت تلك المشاريع في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعات الدول المستفيدة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مواقف الإمارات ومحنة السودان
منذ تفجر الصراع الدامي في السودان، كان لدولة الإمارات مواقفها الواضحة والصريحة، التي لا تحتمل التشويه وتزييف الحقائق، والشاهد على ذلك دعواتها المتكررة إلى نبذ العنف، وحقن دماء أبناء البلد الواحد، والعمل مع الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي، فيما لم تتوقف أذرعها الإنسانية عن تقديم المساعدات الإغاثية لتخفيف تداعيات الحرب المدمرة على الشرائح المتضررة، ولا سيما ملايين المهجرين والنازحين، وأغلبهم نساء وأطفال ومرضى.
هذه الحرب الملعونة، كانت قاسية على الشعب السوداني الشقيق، وشهدت فظائع وجرائم حرب ارتكبها طرفا النزاع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، وكثير من هذه الجرائم والانتهاكات مرتبط بالقوات المسلحة، وهي فظائع تستوجب المساءلة ضمن أطر القانون الدولي، وندّدت دولة الإمارات بهذه التجاوزات، وحثت على حماية المدنيين ومحاسبة الذين أجرموا من أي جهة كانت، وذلك ضمن موقفها المحايد والمساند لتطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام، وفي مستقبل لا يكون فيه دور للطرفين المتحاربين اللذين جلبا على السودان أسوأ حرب تكاد تنسف وجود هذا البلد العربي، وتلقي به في مهاوي التجزئة، والتقسيم والحروب الأهلية.
من المؤسف أن مواقف دولة الإمارات لم ترُقْ إلى بعض الأطراف، وخصوصاً القوات المسلحة السودانية، التي ما فتئت تناور وتصطنع المعارك الوهمية، لصرف الانتباه عن دورها ومسؤوليتها عن الفظائع واسعة النطاق في هذه الحرب. وبدل تحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء، تحاول أن تتنصل من كل ذلك، ولم تجد من سبيل إلا إطلاق ادعاءات حاقدة ضد دولة الإمارات دون أي سند واقعي أو قانوني، ومحاولة استغلال بعض المنابر الدولية للترويج لاتهامات زائفة تحاول عبثاً تشويه دور الإمارات، وعلاقتها التاريخية بالشعب السوداني، الذي يعيش عدد كبير من أبنائه معززين مكرّمين داخل الدولة وكأنهم في بلدهم الأم.
ما تريده دولة الإمارات وتأمله صدقاً، أن تنتهي هذه الحرب الخبيثة، من أجل حماية ما تبقى من موارد للسودان والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، وهذه المهمة لن تكون سهلة في ظل تعقيدات المشهد الداخلي، وتفكك المؤسسات وضعف الوحدة الوطنية، التي تضررت كثيراً بفعل الصراع العبثي على السلطة. وإعادة البناء والنهوض الناجحة تتطلب قوى سياسة مدنية مسؤولة تعبر عن تطلعات السودانيين، ولم تتورط في سفك دماء الأبرياء سعياً إلى تحقيق مصالح ضيقة.
كما تتطلب أيضاً توافقاً إقليمياً ودولياً، من شروطه الالتزام بالحوار والحل السلمي نهجاً لإنهاء الأزمات، واحترام حقوق الإنسان، ومحاسبة كل من ساهم في جرائم القتل الجماعي للسكان، هذه الشروط ضرورية وحاسمة في إعادة بناء الدول التي تمر بحروب أهلية مريرة.
مستقبل السودان لا يأتي معلباً من الخارج، بل يصنعه أبناؤه إذا توفرت لهم الإرادة، وتوافقوا على حسن إدارة بلد كبير وواسع الخيرات، كان إلى وقت قريب يوصف بسلة غذاء العالم العربي، ولكنه اليوم تعصف به المجاعات، ويعاني الملايين من أبنائه من سوء تغذية، وأمراض ذات علاقة بنقص الغذاء. ومن هنا يكون الدرس والعبرة، والسودان عليه أن ينهض وينفض عنه غبار الحرب ويتحرّر من ميليشيات النهب والفساد، ويطوي صفحات الصراعات الدامية والأنظمة العسكرية إلى غير رجعة.