شروق عوض (دبي)

أخبار ذات صلة رئيس الدولة ورئيس الوزراء الهولندي: العمل معاً في «Cop28» محمد بن راشد: دبي مدينة للإعلاميين العرب مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

تشكل الدورة الثامنة والعشرون من مؤتمر الأطراف لتغير المناخ «COP28» التي تستضيفها دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين، علامة فارقة عالمياً تسهم في بناء التوافق وتوحيد جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلول جريئة وطموحة وعملية، مع التركيز على احتواء الجميع وتعزيز الشفافية، وفق ما ذكرته سمية آل علي، نائب رئيس الشراكات الحكومية المتحدث الرسمي باسم مدينة إكسبو دبي.


وأوضحت آل علي، في حوار مع «الاتحاد»، أن أهمية استضافة دولة الإمارات لـ«COP28»، تأتي وسط التغيرات المتسارعة التي تشهدها دول العالم، والتحديات الكبيرة التي تواجه جهود تحقيق أهداف الاستدامة والتغير المناخي، والتي يسعى المؤتمر لمناقشة ابتكار الحلول لها، وبحث دور التكنولوجيا المتقدمة في دعم جهود العالم الهادفة لمواجهتها، مبينة أن حالة تأهب الإمارات لاستضافة المؤتمر، تتزامن أيضاً مع عام الاستدامة الذي تسعى من خلاله إلى إلهام المجتمع المحلي والدولي للعمل معاً، بهدف ترسيخ الممارسات الصحيحة والفعّالة لتحقيق الاستدامة، بالإضافة إلى تعزيز الجهود العالمية الهادفة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية.
وأشارت إلى أن مبادرات وبرامج مدينة إكسبو دبي المتنوعة خلال انطلاق فعاليات مؤتمر الأطراف لتغير المناخ «COP28» على أرض المدينة، ترتكز على توحيد الجهود الهادفة للوصول إلى الاستدامة البيئية والمناخية من خلال إيجاد حلول واقعية لمشاكل الانبعاثات، وهدر الطعام، والطاقة والمياه وغيرها الكثير.
وحدة الأهداف
وحول كيفية تلاقي أهداف دولة الإمارات من وراء استضافة «COP28» ومدينة إكسبو دبي وعام الاستدامة؟، قالت: «إن عام الاستدامة في الدولة يسعى إلى إلهام المجتمع المحلي والدولي للعمل معاً، بهدف ترسيخ الممارسات الصحيحة والفعّالة لتحقيق الاستدامة، بالإضافة إلى تعزيز الجهود العالمية الهادفة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، ومن ناحية أخرى، فإن مدينة إكسبو دبي تحتضن الحياة الحضرية المستدامة، خاصة مع وجود الخبرات والكفاءات التي تضعها في مقدمة الوجهات الرائدة في هذا المجال، وتأتي استضافة مؤتمر COP28 لتؤكد أن الهدف مشترك والرسالة واحدة، وهي العمل نحو تحقيق الاستدامة البيئية ومواجهة تحديات تغير المناخ».
الحياد الكربوني
وبالسؤال عن مساهمة مدينة إكسبو دبي في دعم مساعي دولة الإمارات نحو الاستدامة، أكدت أن المدينة تحفز العمل لتحقيق الاستدامة في مسيرتها نحو تحقيق الحياد الكربوني، حيث تم تصميمها لتكون نموذجاً للتخطيط الحضري المستدام المستند على الابتكار ونموذجاً لمدن المستقبل المستدامة، كما تعتمد المدينة استراتيجية طموحة لتحقيق الاستدامة بما يتوافق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، ومبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، ومئوية الإمارات 2071.
وأشارت إلى أن المدينة تعد إحدى المناطق الخمس التي ارتكزت عليها خطة إمارة دبي الحضرية لعام 2040، وهي الخطة التي ترسم خريطة متكاملة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة في الإمارة، وهدفها الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التنافسية العالمية لها، كما تتضمن الخطة تطوير مجتمعات حيوية وصحية، ومضاعفة المساحات الخضراء الترفيهية والحدائق لتوفير بيئة صحية للسكان والزوار، وهو ما يتجلى في مدينة إكسبو دبي بشكل واضح.
معايير «ويل»
بالسؤال عن أهم المنجزات التي حققتها المدينة للتصدر بمعايير «ويل» للمجمعات السكنية، قالت: «بعد انتشار جائحة «كوفيد-19»، أدرك العالم أهمية تطوير مجتمعات تركّز على صحة الإنسان وجودة حياته وتؤمن التوازن الضروري بين العمل والحياة الشخصية والاجتماعية، ولكن مدينة إكسبو دبي تبنت هذا التوجه قبل ذلك بكثير، وبالتحديد منذ بداية رحلة إكسبو 2020 دبي، حيث تم وضع هذه الاستراتيجية في قلب أهدافها كإرث مستدام للحدث العالمي الضخم».
وأضافت: «إن مدينة إكسبو دبي تعد الآن واحدة ضمن الوجهات الرائدة في هذا المجال، حيث تتميز بتصميمها الحضري الصديق للمشاة كونها خالية من المركبات العاملة بالوقود الأحفوري، وتضم مسارات للدراجات بطول 10 كلم ومساراً للجري بطول 5 كلم و45 ألف متر مربع من المتنزهات والحدائق، وهي مساحات تشجع السكان على ممارسة النشاطات الاجتماعية والرياضية في الهواء الطلق في أجواء صحية، وهو ما كان في صميم التخطيط الحضري للمدينة منذ البداية، بالإضافة إلى الحرص على إنشاء مبانٍ صديقة للبيئة وفق المعايير العالمية».
وذكرت إنه استناداً إلى معايير «ويل» للمجتمعات المستدامة، فإن مجتمع مدينة إكسبو دبي قد حقق كل الشروط مسبقاً، لذا كان من الطبيعي أن يتم تسجيل المدينة ضمن معايير «ويل»، مؤكدة تجاوز المدينة معايير«ويل»، لرفع جودة الحياة للأفراد ضمن منازلهم أو مكاتبهم لتشمل المساحات الخارجية أيضاً وساحات الترفيه حيث يقضون أوقاتهم، خاصةً وأن تصميم المدينة يتمحور حول الإنسان إذ يوفر أسلوب حياة صحي في مجتمع مستدام، برؤية شمولية ومتكاملة، وهوية متفردة تحفز على التواصل الاجتماعي والإبداع.
جناح تيرا
بالسؤال عن كيفية نشر جناح الاستدامة في إكسبو 2020 دبي (تيرا) لثقافة الاستدامة؟، أكدت أن (تيرا) يجسد التزام مدينة إكسبو دبي بالاستدامة، ويهدف إلى تحفيز ضيوفه من الإمارات ودول العالم لإحداث تغيير إيجابي، وتحقيق المزيد من الاستدامة على كوكب الأرض عبر تبني ممارسات واختيارات أكثر استدامة في حياتهم اليومية، حيث يلبي تصميم الجناح معايير المباني الخضراء ويحقق اكتفاءه الذاتي من الطاقة والمياه.
وأشارت إلى أن (تيرا) يقود الابتكار والعمل في رحلة مدينة إكسبو دبي نحو الحياد الكربوني، ويدمج مفهوم الاستدامة مع التكنولوجيا الحديثة، ويقدم تجربة تشجع الزوار على التفكير في تأثير خياراتهم اليومية على الكوكب، ويبرز قدرة البشر على إيجاد الحلول الناجعة لتأسيس مدن ذكية قائمة على الاستدامة مستنيرة بالعلم، والعيش في وئام مع الطبيعة، مشيرة إلى أن الجناح ألهم 96% من زواره لأحداث تغييرات في حياتهم اليومية للحفاظ على البيئة. وحول أهم الخطط المستقبلية لمدينة إكسبو دبي؟، أشارت إلى أن المدينة تجسد مبادئ التنمية المستدامة، وتعمل بشكل متواصل على تسليط الضوء على أهمية دعم الحفاظ على البيئة، ومحدودية الموارد الطبيعية، وتحسين أسلوب الحياة لأفراد المجتمع، وذلك ضمن أربعة أهداف رئيسية، وهي بيئة مستدامة، عمليات تشغيلية مستدامة، مشاركة مجتمعية، والحد من انبعاثات الكربون.
تصميم الموقع
يتيح تصميم وحجم موقع «COP28» إمكانيّة عمله كمنصة شاملة للحوار، من خلال توفير مساحة مخصّصة للأطراف المعتمدة وموقعٍ للمندوبين المراقبين «المنطقة الزرقاء» وللمجتمع المدني «المنطقة الخضراء».
«المنطقة الزرقاء» في موقع «COP28»، تعتبر منطقة تدار بموجب اتفاقيّة الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومفتوحة للأطراف المعتمدين والمندوبين المراقبين، حيث تستضيف المنطقة المفاوضات الرّسمية، بالإضافة إلى حلقات النقاش والفعاليات الحواريّة والثقافيّة على مدار الأسبوعين خلال المؤتمر الذي من المتوقّع أن يحضره قادة العالم، و199 طرفاً (مفاوضون من 198 دولة ومن الاتحاد الأوروبي)، والمراقبون (المنظّمات غير الحكومية، والمنظّمات الحكومية الدولية، ووكالات الأمم المتحدة)، ووسائل الإعلام.
في حين تعتبر «المنطقة الخضراء» في موقع «COP28»، منطقة تديرها وتسلّمها رئاسة المؤتمر في دولة الإمارات، وتعمل كمنصّة للمندوبين غير المعتمدين، بمن فيهم مجموعات الشباب، ومنظّمات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، ومجموعات الشعوب الأصليّة لإسماع أصواتهم وتعزيز الحوارات الشاملة والتوعية حول العمل المناخي.
صياغة المستقبل
يعد اختيار الإمارات «مدينة إكسبو دبي» لاستضافة مؤتمر «COP28» الذي يتوقع أن يشهد حضور أكثر من 70 ألف مشارك، بمن في ذلك رؤساء دول ومسؤولون حكوميون وعدد من قادة القطاع الدوليين وممثلون عن شركات القطاع الخاص والشباب والمنظمات غير الحكومية وأكاديميون وخبراء، رفعاً لسقف التوقعات بنجاح هذا الحدث العالمي المرتقب بناء على الفوز الكبير الذي حققته الدولة عندما جمعت العالم كله في «إكسبو 2020 دبي»، وامتداداً لروح إكسبو بأبعادها الإنسانية العميقة، حيث قدمت مثالاً ساطعاً لإمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة الإنسانية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف دبي إكسبو دبي تغير المناخ لتحقیق الاستدامة مدینة إکسبو دبی دولة الإمارات بالإضافة إلى جهود العالم إلى أن

إقرأ أيضاً:

إطلاق مشروع إعادة توطين «الريم1» في مقشن ضمن جهود الاستدامة البيئية

أطلقت هيئة البيئة مشروعًا بيئيًا مبتكرًا بعنوان «الريم1» لإعادة توطين غزال الريم «الغزال الرملي» إلى بيئته الطبيعية في ولاية مقشن بمحافظة ظفار، ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه خارج نطاق المحميات الطبيعية في سلطنة عمان، حيث تم إطلاق 54 رأسًا من غزلان الريم في براري مقشن، ضمن مساحة تمتد إلى 75 كيلومترًا مربعًا. وقد تم تزويد الغزلان بأجهزة تعقب عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام تقنيات GPS لمتابعة تحركاتها بعد إطلاقها لضمان مراقبتها بشكل دقيق.

تمت عملية الإطلاق تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، وبحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة، وسعادة الشيخ أحمد بن مسلم جداد الكثيري، محافظ الوسطى،.

وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري أن المشروع يهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية لإعادة تأهيل البيئات الطبيعية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ويعد خطوة مهمة نحو الحفاظ على التوازن البيئي كجزء من التنمية المستدامة في سلطنة عمان. كما أضاف أن المشروع يساهم في استعادة بعض الرموز التاريخية والثقافية، ويشجع السياحة البيئية في المنطقة، مما يعزز من تصنيف سلطنة عمان في المؤشرات البيئية العالمية ويحقق «رؤية عمان 2040» في حماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية.

وأشار سعادته إلى أن مشروع «الريم1» يأتي بعد سلسلة من النجاحات في إعادة إكثار وتوطين الأنواع البرية مثل المها العربية وغزال الريم، من خلال محميات طبيعية مثل محمية المها العربية، ومشاريع مماثلة في مناطق مختلفة من سلطنة عمان، حيث تم رصد قطعان حيوانات البرية التي تم إطلاقها، مما يعكس نجاح هذه البرامج البيئية.

من جانبه أوضح المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي، مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، أنه تم تشكيل فريق متخصص من الكوادر البيئية الوطنية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لضمان نجاح المشروع. كما تم استخدام التقنيات الحديثة، مثل أجهزة التعقب عبر الأقمار الاصطناعية، لتتبع حركة الغزلان وضمان سلامتها. كما أكد على استمرارية المتابعة الميدانية من قبل فرق المراقبة البيئية لضمان حماية القطيع.

اشتمل برنامج حفل الإطلاق على عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على التنوع الأحيائي في سلطنة عمان وجهود إعادة توطين الحيوانات البرية، مع تسليط الضوء على مراحل إطلاق غزال الريم ومشروع «الريم1». كما تم تقديم عرض مرئي حول المراحل المستقبلية للمشروع في مناطق أخرى من سلطنة عمان.

في ختام الحفل تم تكريم الجهات المشاركة في تنفيذ المشروع، ثم قام الحضور بجولة في الركن المصاحب للفعالية الذي تضمن معلومات عن نجاحات سابقة في إكثار وتوطين المها العربية وغزال الريم، وعرض نماذج من جماجم الحيوانات وأجهزة التعقب المستخدمة في مراقبتها.

وتم إطلاق الغزلان في البرية بحضور المشاركين، مما يعكس التزام سلطنة عمان بالحفاظ على التنوع البيئي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للسياحة البيئية المستدامة.

غزال الريم الذي يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض وفقًا للقائمة الحمراء، يعد من الحيوانات الصحراوية التي تعيش في البيئات القاحلة. مشروع «الريم1» يمثل خطوة مهمة في إعادة هذا النوع إلى موائله الطبيعية بعد انقراضه من مناطق مثل رمال الربع الخالي في 2007.

يُعد هذا المشروع إضافة مهمة لجهود سلطنة عمان في مجال حماية الحياة البرية، ويعكس التزامها بتنمية مستدامة تعزز التوازن البيئي وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • المتحدثة باسم الخارجية الروسية: لا بديل للأمم المتحدة.. والغرب يقوض المنظمة من الداخل
  • حزب الجيل: يجب أن يتكاتف المجتمع الدولي لدعم جهود إعادة إعمار غزة
  • محمد مصطفى : نريد توحيد مؤسسات الدولة في الضفة وغزة
  • نائبة: جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بغزة تعكس احترام المجتمع الدولي لمصر
  • رئيس سيشل: الإمارات تلعب دورا محوريا في تعزيز جهود الاستدامة العالمية
  • إطلاق مشروع إعادة توطين «الريم1» في مقشن ضمن جهود الاستدامة البيئية
  • رئيس سيشل: الإمارات تلعب دوراً محورياً في تعزيز جهود الاستدامة العالمية
  • سفير الاستدامة في «أسبوع أبوظبي»
  • شاهد.. Threads تبدأ اختبار ميزة "ملاحظات المجتمع"
  • انطلاق أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025