قائد الثورة يدعو أبناء الشعب اليمني إلى الحضور الكبير والمشرف في ساحات الاحتفال بذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
الثورة نت../
توجه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالتهاني والتبريكات للشعب اليمني والأمة الإسلامية كافة، بمناسبة قدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، داعيا أبناء الشعب اليمني إلى الحضور الكبير والمشرف في ساحات الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة.
وأشار قائد الثورة في كلمته مساء اليوم، إلى أن الشعب اليمني يتفاعل مع هذه المناسبة بما يليق بمستوى أهميتها وعظمتها وجلالها وقدرها، كونها من أهم المناسبات وأجلها وأعظمها، ولأنها محطة غنية بالدروس والعبر التي تحتاج الأمة إليها.
وقال” إن هذه المناسبة تصلنا بأعظم رمز لنا هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإسلام والقرآن الكريم، وتعزز من هذا الانتماء والارتباط، وتفيدنا الكثير من الوعي وزكاء النفوس، وتزيدنا طاقة ايجابية في عزمنا وثباتنا واستقامتنا وانطلاقتنا العملية”.
وأضاف” نأمل من شعبنا أن يكون حضوره يوم غد كبيرا كما في الأعوام الماضية، وقد شاهدنا في الواقع مدى الفرح والابتهاج والسرور الذي يظهر على الناس، وتفاعلهم بأشكال كثيرة مع هذه المناسبة، وهذا يعبر عن الايمان والمحبة الصادقة لرسول الله”.
ولفت السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن الشعب اليمني يتجه عمليا على مبدأ الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والتمسك بالقرآن الكريم والانتماء الايماني الأصيل، فهو الشعب الذي قال عنه رسول الله “الايمان يمان والحكمة يمانية”.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من هذه المناسبة في ترسيخ الوعي والارتباط والعلاقة الايمانية بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم.. مبينا أن هذا التفاعل والاستجابة يعزز الأمل في هذا الشعب بأنه مؤهل ليقدم النموذج المتميز في انتمائه الايماني ووفائه لرسول الله، من خلال تقديمه للشواهد من واقعه العملي، والتزامه ومواقفه وأخلاقه وقيمه مصداقا لقول رسول الله (الايمان والحكمة يمانية).
وأكد أن المسلمين أحوج ما يكونون لتعزيز ارتباطهم وصلتهم الوثيقة بالرسول والقرآن وهم يواجهون الخطر الكبير المتمثل في التبعية لأعداء الاسلام.. مبينا أن حركة اللوبي اليهودي الصهيوني وأذرعه أمريكا وإسرائيل وبعض الأنظمة الأوروبية تتجه لاحتواء المسلمين واختراقهم في كل شي إلى درجة التدخل في المناهج الدراسية كما يحدث في كثير من البلدان العربية والاسلامية ومن بينها المملكة السعودية التي فتحت المجال حتى لحذف آيات قرآنية يستاء منها اليهود وتعديل وتغيير الكثير من المفاهيم في هذا السياق.
وذكر قائد الثورة أن الخطر الذي يواجه العالم الإسلامي ليس بجديد، لكنه يتفاقم مع الوقت من أجل تغيير كثير من المفاهيم والافكار والعقائد والثقافات وهذه قضية خطيرة جدا، لأنها تفتح المجال للأعداء للسيطرة على الأمة ثقافيا وفكريا، وإذا تمت السيطرة على ثقافة وفكر الإنسان فذلك أخطر من السيطرة على أرضه.
وأكد أن الأمة إذا فقدت ايمانها ومبادئها خسرت كل شيء وتمكن أعداؤها من السيطرة التامة عليها، وهذا من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الأعداء للسيطرة على الأمة من خلال ما يسمى بالحرب الناعمة على المستوى الثقافي والفكري والاعلامي، والعادات والتقاليد، والوضع الاقتصادي وغيرها.. مشيرا إلى أن على الأمة إذا أرادت أن تكون متماسكة وتستعيد حريتها واستقلالها ودورها الريادي في العالم، أن تتجه لترسيخ هذا الانتماء فيما يربطها بالرسول والقرآن الكريم.
وذكر أن الحديث عن هذه المواضيع لا يروق للبعض ممن لا يعون ولا يدركون مدى أهميته بسبب الجهل المفرط أو الهزيمة النفسية واليأس الذي يعتريهم.. مبينا أن الأمة لا تحتاج إلى الارتماء في أحضان أمريكا وغيرها من دول الغرب لكي تحمي نفسها أو أن تحقق النهوض كما هو الحال في بعض الدول، لأن الخطر على المسلمين هو من أمريكا.
ولفت إلى أن مشكلة الكثير من المفكرين المثقفين والأكثر من ذلك السياسيين هي في النظرة الخاطئة تجاه القرآن الكريم والرسول والتي جعلت العلاقة في مستوى محدود ويقتصر على شعائر العبادة بنظرة ضيقة وليس وفقا للرؤية الصحيحة التي تحدث عنها القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم.
وبين قائد الثورة أن ذكرى المولد النبوي مناسبة مهمة لإعادة النظر وتقييم العلاقة بالرسول والقرآن الكريم في كل شؤون الحياة، وهي منطلق مهم لتصحيح الوضع واصلاح الواقع.. وقال” نحن في التوجه الرسمي والشعبي نأمل أن يكون ذلك مما يساعد على صلاح النفوس وهدايتها وتزكيتها وصلاح الواقع لأن هذا مما لابد منه لتحقيق التغيير الذي ينبغي أن يبدأ من الأنفس”.
وتابع “سنكون غدا على موعد للحديث عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري الذي كان ضرورة منذ البداية بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر، حيث كان لابد من التغيير الجذري، لكننا انشغلنا بالتصدي للعدوان الشامل الذي استهدف بلدنا في كل شيء”.
وأشار إلى أن حجم العدوان معروف، ولا يحتاج الى توضيح لأن الشعب اليمني عانى من هذا العدوان في كل شي بالقتل والتدمير الشامل والحصار الخانق والسعي للسيطرة على البلد بأكمله، لكنه فشل في إكمال عملياته التي كان يطمح من ورائها للسيطرة التامة على البلد.. مؤكدا أن الأولوية الكبرى للشعب كانت في التصدي للعدوان بعد أن كاد يفقد حريته واستقلاله ومستقبله وأن يتحول إلى بلد محتل وخاضع للسيطرة الخارجية كليًا.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن مسألة التغيير الجذري ليست مسألة تعود لمستجدات أو ضرورة جديدة أو مسألة طارئة، فالخلل قديم، والمواطن يعاني منذ فترة طويلة ويشكوا من الروتين والخلل الكبير في مؤسسات الدولة، وهو أمر يعرفه الشعب منذ زمن.
وبين أن الخلل يعود للعمق وهناك الكثير من الأنظمة والقوانين واللوائح والمفاهيم السلبية المترسخة والتي لها تأثير سلبي كبير على أداء مؤسسات الدولة.. لافتا إلى أن الكثير من الناس ينظر إلى المنصب كموقع لتحقيق المكاسب الشخصية، ولا شك أن هناك الكثير من المسؤولين الذين يملكون الكفاءة والنزاهة والنية الصادقة لخدمة الشعب.
وقال” من الغريب في الأنظمة والقوانين السائدة غياب معيار الكفاءة بشكل تام، من أكبر موقع إلى أصغر موقع في الدولة، فلا الدستور ولا غيره يشترط مؤهلات أو أي معيار للكفاءة، مما فتح الباب لكل من هب ودب ووفق اعتبارات معينة لأن يصل إلى موقع معين ويتصرف كما يريد”.
وبين قائد الثورة أن المواطن طالما شكا سواء على مستوى القضاء لأن القوانين والأنظمة تساعد على أن تأخذ القضايا مسارًا طويلًا دون نتيجة، فقوانين البلد ونظمه تساعد على هذا الضياع.. لافتا إلى أن الحرمان في الخدمات مسألة يشكو منها المواطن في كل المحافظات، والثروة الوطنية أهدرت ونهبت على مدى عشرات الأعوام، ولم تسخر لخدمة هذا الشعب الذي لم يكن يسمع سوى الوعود من المسؤولين.
وذكر أن بعض الشخصيات الحزبية امتلكت ثروات هائلة أصبحت تتنعم بها اليوم في الإمارات ومصر وتركيا وغيرها.. لافتا إلى أن بعض مسؤولي العهد السابق يذرفون اليوم دموع التماسيح على الشعب اليمني، ويقفون في نفس الوقت في صف العدوان وساهموا في سفك دماء أبناء البلد وتدمير مصالحه الحيوية وما يمتلك من مقدرات وخدمات محدودة مقارنة بما يمتلك من ثروة وطنية لم يتم استغلالها لتوفير البنية التحتية خلال 25 سنة.
ولفت إلى أن البعض يريد من الحكومة والمؤسسات الرسمية أن تقدم في ظروف العدوان والحصار والاستيلاء على ثروات البلد من نفط وغاز وموانئ ومطارات، ما لم تقدمه الحكومات المتعاقبة على مدى عشرات السنين، وهذا معيار غير منصف.
وقال” يجب أن نقيّم ظروف مؤسسات الدولة والوضع الذي هي فيه من محدودية الإيرادات وضغط العدوان والحصار، فتماسك هذه المؤسسات في السنوات الماضية شكل إنجازًا بحد ذاته، ثم السعي نحو التعافي، ومع ذلك لا ينبغي أن يستمر الحال كما هو عليه، لأن هناك اختلالات في النظم والقوانين والإجراءات والسياسات وفي كل شيء”.
وأفاد بأن النظرة المتأثرة بالأعداء تأتي في سياق الحرب على الشعب اليمني ومؤسسات دولته، وهي نظرة تقدم تصورًا سلبيًا قاتمًا وكأنه ليس هناك أي إنجاز، ومن يحملون هذا التصور لا يمكن أن يعترفوا بأي إنجاز في الفترة الماضية حتى بتطور القدرات العسكرية التي شاهد الشعب جزءًا منها في العرض العسكري بمناسبة ثورة 21 سبتمبر.
وأضاف ” لقد عرف الأعداء مدى فاعلية قدراتنا العسكرية في ضرباتها لمنشآتهم الحيوية والنفطية ووصول الصواريخ والطائرات المسيرة الى عمق الإمارات والسعودية رغم وجود منظومات متطورة للتصدي لها مثل الباتريوت الأمريكية وغيرها، وهذا الانجاز الكبير يرسخ الأمل لهذا الشعب أن يكون هناك تغيير حقيقي واصلاح فعلي لمؤسسات الدولة وتغيير الواقع والحالة إلى حالة بناءة”.. مبينا أن هناك من يعمل على ترسيخ اليأس والإحباط في نفوس الناس.
وذكر قائد الثورة أنه لم يكن هناك بنية اقتصادية لعشرات السنوات حين كانت كل الموارد متاحة، ولم تستثمر لبناء بلد منتج بل حولوه إلى بلد مستورد ومستهلك، حتى أصبح يستورد كل شيء، وضاعت الحرف اليدوية، وتعطل أي مسار لتطوير الانتاج لا في المجال زراعي ولا في غيره.
وأردف بالقول “البعض يأتي ليذر الملح على الجرح ويستغل معاناة شعبنا العزيز، ويحمّل كل المسؤولية على مؤسسات الدولة في هذه المرحلة، ويقدم تصورا بما عليها أن تنجزه حتى لو كان في حكم المستحيل”.
وأكد أن الشعب اليمني يستطيع بالعزم والإرادة والوعي أن يغير واقعه الاقتصادي بشكل تام وأن يتحول إلى بلد منتج وأن يغير سياسته الاقتصادية، ويزيح من أمامه ووضعه الداخلي أي قوانين أو أنظمة أو مسؤولين قليلي الخبرة وعديمي الكفاءة أو يعملون لمصلحة العدو.
وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن التغيير الجذري يجب أن يترافق مع توجه شعبي من أجل تغيير الواقع، فالتغيير يتطلب تحركًا شاملًا من الجميع وتغييرا يبدأ من النفوس.. مبينا أن التغيير الجذري لا يعني الحكم على كل المسؤولين بأنهم فاشلون وغير جديرين بالمسؤولية.
وأوضح أن هناك من المسؤولين من هم صادقون ومن ذوي الكفاءة والإخلاص وبذلوا الجهد الكبير في هذه المرحلة وهم حاضرون لخدمة وطنهم لكن مشكلتهم هي في الأنظمة والقوانين التي تكبلهم إضافة إلى محدودية الإمكانات.. لافتا إلى أن هناك كوادر فاعلة ووفية خدمت البلاد بجد في مختلف المحافظات، وهناك كوادر ضعيفة بعضها مستغل وبعضها حاقد.
وقال” وأمام التوجه للتغيير تأتي أحيانًا دعايات وزرعٌ للمخاوف، فيأتي البعض ليتحدث عن خطر على الجمهورية وهذا منطق الأعداء الذي لطالما وضحنا وتحدثنا عنه، وقلنا بأن ما يهمنا هو إقامة الحق والعدل وتحقيق الخير لهذا البلد”.
وأضاف” ليس لدينا أي مشكلة مع الجمهورية فنحن نريدها جمهورية تجسد الانتماء الإيماني الأصيل لشعبنا، وتحقق آمال وتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، وأن تجسد انتماءه الإيماني”.. مؤكدا أن الأعداء يريدون أن يصبح الشعب اليمني بلا هوية ولا انتماء وهي وسيلة للسيطرة عليه بعد أن يصبح مفككا ليس لديه ما يجمعه ولا ما يتعز به.
ولفت قائد الثورة إلى أن لدى الشعب اليمني خصوصية في مستوى انتمائه الإيماني العميق وله تاريخ عريق في هذا الانتماء وفي التمسك بالإسلام.. وقال” حديثنا عن الهوية الإيمانية هو حديث عما هو محل فخر لشعبنا وفي النفس الوقت مسؤولية لنحافظ عليها وتتوارثها أجيال بلدنا، أما الهوية الإيمانية فهي منظومة من المبادئ والقيم والاخلاق التي تجذرت في واقع شعبنا إلى أن تحول بعضها إلى عادات وتقاليد متوارثة”.
وأكد أن الشعب اليمني من أكثر الشعوب في العالم حفاظًا على أخلاقه وقيمه الإيمانية، وهذا يتجلى في مدى تفاعله مع مناسبة ذكرى المولد النبوي.
وبين أن إصلاح مؤسسات الدولة يحتاج إلى من يمتلك القيم ويخاف الله ويعمل بأمانة ونزاهة، ويخجل أن يتورط في الخيانة والغش، ويمتلك من المبادئ والقيم ما يصونه من أن ينزل إلى تصرفات سيئة في استغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية على حساب العدالة والحق والخير لشعبه، ولذلك مهما كان استياء البعض من ذلك فلا قيمة لاستيائهم.
وأفاد بأن مبادئ الهوية الإيمانية هي مبادئ تحررية وأساسية ومتجذرة، والشعب اليمني يأبى أن يكون بلا هوية أو أن يستعبده أحد، كما لا يرضى العبودية لغير الله مهما حاول الأعداء وعملاؤهم ذلك.
وقال :”في إطار الحديث عن التغيير سيبقى هناك اهتمام بالعديد من الأولويات في مقدمتها السعي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال بكل الوسائل المشروعة، وإذا لم تنجح المفاوضات في تحقيق كل ما هو حق لشعبنا، فله الحق في استخدام كل الوسائل المشروعة لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال واستعادة اللحمة الوطنية وتحقيق الاستقلال التام والحرية”.
وأكد قائد الثورة أن تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب سيبقى من الأولويات إلى جانب السعي إلى تحويل البلد إلى منتج كما أصبح منتجا على المستوى العسكري.. وقال :”اليوم بلدنا ينتج أبرز الوسائل العسكرية من المسدس إلى الصاروخ، فكيف لا يمكنه إنتاج بقية الأشياء”.
وأوضح أن من الأولويات السعي لاعتماد سياسة تنمية الموارد والإيرادات بدلا من الاعتماد على إيرادات بدون موارد مما يسبب إرهاق المواطن.
وكشف قائد الثورة أن التغيير سيترافق مع معالجة بعض الإشكالات والسلبيات التي تزيد من معاناة الشعب.. مبينا أن مسار التغيير من المتوقع أن يحاربه الأعداء، وأبواقهم، فلا ينبغي أن يلتفت إليهم الشعب، وعليه أن يدرك أنهم يسعون لمحاربته في كل شيء.
وأضاف :” سنكون على موعد إن شاء الله في كلمة الغد لإعلان المرحلة الأولى من التغيير الجذري، ونأمل من شعبنا العزيز الحضور الجماهيري الواسع، والمشاركة في الفعاليات المركزية للمناسبة العظيمة المباركة، ذكرى المولد النبوي الشريف”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ذکرى المولد النبوی بدر الدین الحوثی العدوان والحصار أن الشعب الیمنی التغییر الجذری والقرآن الکریم قائد الثورة أن مؤسسات الدولة صلى الله علیه هذه المناسبة الکثیر من أن هناک أن یکون کل شیء
إقرأ أيضاً:
كرامة الله لها .. خطيب المسجد النبوي: سَمَت به على جميع الأمم
قال الشيخ الدكتور خالد المهنا، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الوحي النور الذي أنزله الله على رسوله وهو حكمه وشرعه، وبشارته ونذارته.
كرامة الله لهذه الأمةواستشهد “ المهنا ” خلال خطبة الجمعة الأخيرة في جمادي الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، بقول الله تعالى (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)، منوهًا بأن الوحي هو كرامة الله لهذه الأمة، وهو عزها ومجدها الذي سمت به على جميع الأمم إلى آخر الدهر.
وأوصى المسلمين بتقوى الله عزوجل, لقول الله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، منوهًا بأن الوحي هو الصلة بين الأرض والسموات، وفيه حياة القلوب والأرواح.
وتابع: وبه تحيا مصالح الدين والدنيا، والنور الذي يهدي به الله من يشاء من عبادة، لقوله جل وعلا (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا).
امتن بوحيه على عبدهوأوضح أن الله تعالى امتن بوحيه على عبده ورسوله خاتم النبيين وقائد المرسلين، فكان معجزته التي فاقت كل معجزة لرسول كريم قبله، كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة).
وأضاف أن جبريل عليه السلام أمين الوحي من رب العالمين، ينزل على الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ـ بالقران والسنة، منوهًا بأن الوحي إما قرآنًا متلوًا متعبدًا بتلاوته وهو كلام الله المنزل على نبيه.
وأردف: أو سنةً نبويةً تفسر القرآن وتبين مجمله، وتعبر عنه وتدل عليه، مؤكدًا أن لأئمة السنة والحديث من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتابعيهم ومن بعدهم الذين حملوا ميراث نبينا إلينا حقًا عظيمًا علينا.
أئمة السنة والحديثواستطرد: وأن نتقرب إلى الله بحبهم وموالاتهم والدفاع عنهم، مشيرًا إلى أن من علامات صحة الإيمان وسلامة المعتقد تعظيم سنة المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ، واعتقاد حجيتها والإذعان لها والتحاكم إليها.
وأفاد بأنه من كان مؤمنًا بكتاب الله تعالى فهو مؤمن حكمًا ولزومًا بسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم- داعيًا إلى الاعتصام بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآثاره، والتمسك بها، والعض عليها بالنواجذ فهي الحق المبين، وبها صلاح الأمة وسبيلها إلى الاجتماع والائتلاف، ونجاتها من الفرقة والاختلاف.
ونبه إلى أن من أعظم بركات اتباع الوحيين الشريفين وتعظيمهما والوقوف عند حدودهما سلامة معتقد المسلم في توحيد ربه، وإخلاص الدين له، وعصمته من التلبس بالبدع والمحدثات، فمن عظّم الوحي أمرًا ونهيًا وخبرًا فقد عظّم الله تعالى.